كلمة في الثورة.. والزعيم


بهروز الجاف
2014 / 7 / 13 - 17:58     

الثورة، 14 تموز 1958، قالت لنا بأن العراق فيه رجال خيرون، وطنيون، نزيهون، طيبون، ينكرون الذات، لاتهمهم انفسهم، ولا اديانهم، ولا لغاتهم، ولا طوائفهم، هم أجدر بحكم البلد.
علمتنا الثورة بأن العراق يمكنه مواكبة العالم، بالعلم، والعمل، له ثروة تسع العراقيين، لايرضى بالطبقية، ولا الاقطاع، وان السعادة هي الحرية، وممارسة الذات البشرية لثقافتها، في بلدها.
علمتنا بأن العراق، بامكاناته فقط، لم تؤثر فيه القوى العظمى، ولا دول الجوار، فلا استعمار، ولا أحلاف.
الثورة شرفتنا بالزعيم، عبد الكريم قاسم، فكلما تمر الازمان كلما نرى معدن الزعيم يلمع أكثر، وتلمع معه حضارة وادي الرافدين، لأن الزعيم أحد أبناءها.
وحقيقة أخرى، هي أن الزعيم لم يكن هو وحده، في العالم، في وقته، نزيها، شريفا، زاهدا، امينا، بل كان له رفاق، كان هنالك جي كيفارا وكاسترو و هوشي منة وسوكارنو وماوتسى تونغ, ومن بعدهم لومومبا وسلفادور اللندي ونيلسون مانديلا، كلهم جعلوا مقراتهم صوامع، لعبادة الشعب, ابتهالاتهم كانت تسابيحا باسمه, وطقوسهم خدمته.
علمتنا الثورة أن الفقير له نصير، من بني جلدته، يأسى بأساه، ويفرح بفرحه، مهما علا به المقام؛ علمتنا بأن الفقراء يمكنهم أن يكونوا متعلمين، ومتنورين، ومبدعين، وقادة، أيضا، فلا مكان لباشا، ولا بيك، ولا آغا، ولا أوغاد.
هي ثورة، أصاب الهوسُ الناسَ بها، الى اليوم، كانت الخلاص، والمنطلق، وفتح عيون العراقيين، على أحوالهم، على الفقر، والمرض، والجهل، ونهم الغربان، والجراد، على قول السياب.
اِذن، فهي المثل لنا، في تأريخنا، أليس علينا اليوم أن نتعظ بها، وبزعيمها؟