هل بات المالكي عقدة امريكية ايرانية؟


محمد السيد محسن / كاتب / لندن
2014 / 7 / 12 - 07:49     

هل بات المالكي عقدة امريكية ايرانية؟
............
محمد السيد محسن
لندن
صيف 2014
...........
بعد التعهد الايراني لمقتدى الصدر قبل اربع سنوات بعدم التجديد للمالكي على ان يسحب ترشيحه لعادل عبد المهدي ودعم الاول , ومع تشبث المالكي بالتجديد لولاية ثالثة لرئاسة الوزراء , وبعد سيل الهزائم والفشل في ادارته للدولة هو وكابينته من حزب الدعوة بات يشكل عقدة حل بالنسبة للايرانيين الذين مازالوا متفرجين على ما يجري في العراق
والامر كذلك لاينفك مشابها بالنسبة للامريكان الذين حرصوا على تجديد الولاية الثانية للمالكي وهم اليوم في احرج اوقاتهم في محاولة السيطرة على الوضع في العراق
واليوم وامام التهديدات بتفكك البلاد وحرق المالكي لكل المراكب مع الاكراد للابحار بسفينة التوافق الوطني لتشكيل حكومة عراقية يستبعد المالكي منها بات السؤال المركزي في هذه المرحلة هو : من سيغتال المالكي ليبعده من المشهد العراقي المتأزم؟
حيث ان الفرص باتت شحيحة للحل خصوصا وان المالكي يشعر بان امده في الحياة او العيش بكرامة يتعلق بوجوده بمنصب رئاسة الوزراء لعراق مفكك وغير قادر على اتخاذ اي قرار مركزي وتاسيسه للدولة بحالات استثنائية
الايرانيون والامريكيون الذين اتفقوا على وجود المالكي على هرم السلطة في العراق قبل اربع سنوات باتوا اليوم يستشعرون خطر وجوده في المشهد السياسي خصوصا وانه يمثل الكتلة الاكبر في البرلمان وقدرته على سحب البعض من السنة العرب والشيعة المنفلتين والضعفاء بدونه مثل تيار الاصلاح بقيادة الجعفري ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري وكتلة حزب الفضيلة التي باتت تابعة له منذ اربع سنوات
ومن الجانب السني العربي هناك كتلة الحزب الاسلامي وديالى ولاتستبعد كتلتا النجيفي والمطلك من قدرته في سحبهم لصالحه وفقا للمغريات التي من الممكن ان يعد بها هذه الكتل لاستيزارهم في وزارات ومناصب تمثل لهم المبتغى الاول لوجودهم في التنافس الانتخابي بعد مرحلة مابعد تشكيل الحكومة
لكن المعضلة في السنة العراب انهم باتوا لايمكنهم مد اليد للمالكي خصوصا انهم لن يكونوا قادرين على اقناع قواعدهم الجماهيرية السنية بعد احداث العاشر من حزيران
اما الاكراد فقد تقطعت كل الوشائج بينهم وبين المالكي بعد التصعيد من الجانبين وباتت العلاقة بين الجانبين مبنية على اساس ابعاد المالكي وليس غير
والاحراج الايراني يتمثل في الوعود التي اعطيت من قبلهم لعمار الحكيم ومقتدى الصدر في عدم التجديد للمالكي وانحيازهم لبدائل من داخل التحالف مثل عادل عبد المهدي او احمد الجلبي وباقر جبر الزبيدي
وما تزال فرص الاخير هي الاكثر دعما من قبل الايرانيين حيث تمت مفاتحته ابان اشكالية سحب الثقة من المالكي صيف عام 2012 لتولي منصب رئاسة الوزراء لسنتين هما المتبقيتين من ولاية المالكي الثالثة لولا ان الرئيس المختفي جلال الطالباني تلكأ في تقديم توقيع اكثر من 163 نائبا لعزل المالكي , ومن نافلة القول ان المجلس الاسلامي رفض يومذاك ان يتولى رئاسة الوزراء بشكل استثنائي ولمدة سنتين فقط
ومع تذرع المالكي بانه صاحب النصاب الاعلى في البرلمان وقفزه على المراحل التي شارك باقرارها قبل اربعة اعوام من ان تشكيل الحكومة برئاساتها الثلاث يجب ان يتم في اروقة المناقشات والمباحثات بين الكتل قبل الدخول تحت قبة البرلمان في جلسته الاولى
المالكي افتى فتاوى باتت بمثابة القانون قبل اربعة اعوام واليوم باتت وبالا عليه ونقطة ضعفه في المباحثات التي تجري بين مكونات التحالف, حيث تحايل على نظرية الكتلة الاكبر ابان حصول علاوي على المركز الاول في الانتخابات السابقة واليوم يتحجج بانه صاحب الكتلة الاكبر وباتت كتلته من الداعمين الى تحديد اسمي رئيسي البرلمان والجمهورية قبل تحديد اسم رئيس الوزراء وتطالب كتلته "دولة القانون" نيابة عنه بان تاخذ مسالة الترشيح نصابها"القانوني" عبر مجلس النواب وليس لديهم ضير ان يدخل التحالف الشيعي بثلاثة مرشحين على ان يترك تحديد المرشح لاعضاء البرلمان من الكتل الاخرى ومن خلال التصويت , الامر الذي ترفضه كتلتا المواطن بقيادة عمار الحكيم والاحرار بقيادة مقتدى الصدر , وهما يدعوان الى الالتزام بالنظام الداخلي للتحالف الوطني الشيعي والذي لايجيز الوصول الى البرلمان ما لم يتم الاتفاق على مرشح واحد فقط لمنصب رئيس الوزراء في الجلسة الاولى للبرلمان كما في الحالات الثلاث الماضية
وتبقى المعضلة التي لم يستطع التحالف حلها هي ان المالكي يبحث عن تعهدات بعدم تقديمه للعدالة جزاء على اخطائه السابقة طيلة عشر سنوات ونيف في ملفات الفساد وصفقات الاسلحة وبعثرة الاموال العامة وتقريبه لرفاقه في حزب الدعوة فضلا عن الفشل الامني الذريع الذي مني به العراق ابان حكمه وخصوصا بعد احتلال الموصل واستقواء الاكراد على المركز وتمرد السنة العرب وعدم التوافق بينه وبين بقية مكونات التحالف وخصوصا المواطن والاحرار
ويبرز اليوم حل اخير للمعضلة العراقية وهو التصفية الجسدية للمالكي لان التحالف الشيعي بات مقتنعا بان المالكي يجب ان يوضع موضع المعاقب جراء الاخطاء التي اوقع بها البلاد وفي ذلك ايضا محاولة بناء العملية السياسية على اسس جديدة قد تفضي الى تحالفات عابرة للطوائف بعيدا عن المالكي وحزب الدعوة , كما بات التحالف الشيعي ومن ورائه الايرانيون والامريكان مقتنعين ان معاقبة المالكي هي السبيل الوحيد لاعادة الثقة للعملية السياسية التي بنيت بشكل اعرج بوجود المالكي
ومع تشبثه وكتلة دولة القانون بترشيحه الى ولاية ثالثة على الرغم من انه يجب ان يعاقب يقوى السؤال : متى يبعد المالكي ولو اغتيالا من المشهد السياسي العراقي حيث ان الايرانيين سيكونون امام مشهد سياسي شيعي اسلامي اكثر تماسكا خصوصا وان المالكي ذوب حزب الدعوة بشخصه حتى بات فقدانه وابتعاده عن منصب رئاسة الوزراء يعد سبيلا حتميا لتشظي حزبه والتجائه الى الكتل الشيعية الاخرى في التحالف
..........
محمد السيد محسن