صناعة الثورة المضادة بالغدر و الخديعة:


خديجة صفوت
2014 / 6 / 15 - 10:31     

صناعة الثورة المضادة بالغدر و الخديعة:
تتخفي الثورات المضادة دائما وراء كلمات القة ووعود لا يوفي بها. 
( مهداة الى الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا-سيجد الامير من  يترجمها له مؤكدا و لا مانع من ان اساعد في الترجمة كون بعض مفرداتي قد تكون  غير مألوفة)
الجزء الاول  

 
مقدمة 
يخيل الى ان الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تثابر على ايصالنا للحظة التى ييدو لنا معها ان الطغاة الذين مروا علينا افضل من الطغاة الآتون على غرار الجن الذي تعرفه افضل من الجن الذى لا تعرفه كما نقول عندنا في السودان او كما يقول الخواجات The Devil you know is better than the devil you do not know. و فيما يلي احاول التعين على استدعاء قاموس الخراب و الدمار و الدماء و الابادة الجماعية و استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين العزل و تسوية مجتمعات الاف السنين الحضارية بالارض و تشويه و محو كل ما يدل على تاريخها و معتقداتها(1)[i] وتراثها و الاستحواذ على ثرواتها و تسميم تربتها و مياهها و اصابة اجنتها و اطفالها بالتشوه فى الارحام و نسائها و رجالها بالاعافة  تحت راية الحرية و الديمقراطية. فقد غدى واردا و مناسبا ان تدمر دول لا يزيد عمرها على بضعة مئات السين مجتمعات يزيد عمرها على مئات الاف السنين بموجب  الفصل السابع. و تتلفع تلك المشاريع المشبوهة بعباءة كذبة كبرى او-و الميثوجيا[1][ii](2) باسم العون الغذائي تحت الوية التحرير و الدمقرطية.
تمهيد: الاعداد للثورة المضادة
فيما يلي وصفة نموذجية يلاحظها الناس في كل مكان بلا كثير من امعان النظر الا ما خلا النظر المغرض الذي لا يرى سوى ما ينعكس على عين دربت على التخاتل او روح طوعت بالغرض. يبدأ الامر عموما بتجويع الشعب طويلا حتى تصل الاغلبيات العددية الى ما يشارف مرحلة الجمع و الالتقاط فلا يترك له سوى الخروج على االديكتاتور الذى يكون بدوره قد انتهت صلاحيته. وما ان و يوشك السخط الشعبى الذى كان قد احتقن طويلا درجة التفجر تتطير الرأسمالية المالية خشية ان يفاجئها اندلاع السخط الشعبي فتسارع الى  استباق السخط الشعبى الذى تخشاه الرأسمالية دوما. وحيث تتعين الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية على احتواء الثورة الا انها تحتفل بالانتفاضات بوصفها ربيع عربي او ربيع براغ او ثورات مخميلة وملونة.
فان خرجت شعوب جوعها و روعها طاغية بمعرفة و تمويل صندوق النقد الدولي و  البنك الدولي و استرخصت محاصيلها  التى ماعادت تجرؤ هي على استهلاكها و قد كرست للتصدير في الاسواق الحرة بشروط منظمة التجارة العالمية و لم يبق لها سوى العون الغذائي المشبوه و تعينت الديون السيادية و الفردية على استعبادها في علاقات عمل عبودية و بطالة وقد رفع التكيف الهيكلي و الديون الهيكلية و منذ سبعينات القرن العشرين  الدعم عن الخدمات و  السلع العامة  التموينية تجد الشعوب نفسها في عراء فكري و تنظيمي.
ذلك  ان التجويع و  الترويع يسلبان الشعب كل فضاء للتفكير و التنظيم سوى الخروج في غضب عارم. و قياسا  فانه عندما يخرج  الشعب غاضبا فانه يكون غالبا فمينا بان يفتقد مفهوما معرفا واضحا لاهداف ما يثور من  اجله الا ما خلا الكرامة و  الخبز في حين ان اعداء الشعب المحليين و الخارجيين منظمين محصنين مسلحين بالفكر و التنظيم. و الاهم هو ان يخرج الشعب بلا زعيم ومع ذلك تفرز الثورة زعمائها من قلب الاعتمال الشعبي الا ان الثورة المضادة ما تنفك تنقض على الشعب تعتقل زعاماته بقوات الامن القديمة. 
و تواجه الانتفاضة بعنف سلطات الامن القديمة فيقتل قادة الانتفاضة و تقتع عيونهم و ينكل بهم و يعصف بالنساء بطائلة  الجرؤ على "ما لا طافة لهن به" فتنعت الثورة بما يحيق بالمرأة اذن. حيث غالبا ما يروع الشعب بثورة دموية عنيفة مضادة غايتها دفع الشعب الى طلب السلامة مكان الديمقراطية- البرلمانية الحقة و ليس  الديمقراطية ما بعد الليبرالية- و الاستقرار مكان حرية التعبير و الحرية الفردية و الخبز مكان الحرية( الم يخير سيدنا يوسف المصريين بين الخبز  والحرية؟ ) بعد ان يكون معظم الشعب قد شارف التوبة بالندم على الانتفاضة او على نشدان التحرير و الدمقرطة مثلما فى العراق و ليبيا و ما قد يحدث في اوكرانيا-للمرة الثانية فقد حاولت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تحوير Caused it to mutate اوكرانيا ببقاية تشويهها بالثورة البرتقالية The Orange Revolution-و كما كان قد حدث في شيلي من قبل و في السالفادور.
و بذلك لا تقيض للثورة ان تنشأ بالمجتمع صاعدا الى مرحلة اعلى مما كان عليه قبل الازمة ( لاحظ(ي) ان الثورة او الانتفاضة ما تنفك تسمى الازمة. ذلك ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية لديهما حساسية من بعض المفردات مرة ( لاحظي ان مفردة الثورة سرعان ما استبدلت بالحراك الاجتماعي فالثورة كلمة قذرة في قاموس الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية) و مرة اخرى ما تلبث الثورات الشعبية تخلق ازمة للرأسمالية المالية الصهيونية العالمية جراء انفلات امر بعض الجماعات المتطرفة بمغبة تجاوز المرتزقة الجهايين حدود الدور الذي رسم لهم كما في سوريا  وربما في اوكرانيا تباعا ). بل  قد لا تعيد الثورة النظام الى ما كان عليه قبل الازمة على غرار الثورات الشرقوية و انما تنكص بالمجتمع الى ما هوادنى مما كان عليه قبل الازمة. هذا ان بقي من المجتمع ما يدل عليه.
 فقد تتعين الثورة المضادة على تمزيق و تجزأة المجتمع و ضرب نسيجه  وتدميره و مساواته بالارض مثلما فعلت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية في يوغسلافيا و ليبيا و تحاول في سوريا و ربما مصر ان لم ترعوى مصر فلا تزعن لشرطيات المراكمة الرأسمالية المالية. فما هي مكونات السيناريو الذي يقيض للرأسمالية المالية الصهيونية العالمية الوصول الى غياتها تلك؟
رغم ان السيناريو لا يعاد انتاجه عادة حيث يفتضح اي سيناريو يوظف مرة الا ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية لا تكترث باعادة انتاج نفس المكونات في كل مرة بلا مواربة ولا حتى خشية من ان يؤلف انكشاف المخطط خطرا على المخطط. ذلك ان الرأسمالية المالية الصهيوينة العالمية باتت-بعد الازمة المالية منذ 2007-2008 وتباعا-تلك التى راكمت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بها رساميل غير مسبوقة باتت الرأسمالية المالية الصهيونية  العالمية من السطوة و من القوة وصولا الى ما قد بشارف المنعة ازاء خصومها. او هكذا يخيل اليها-و قد نجحت فى سن قوانين لصالحها يتواطؤ حلفائها على عهد المحافظين و العمال و الديمقراطيين و الجمهوريين و نظائرهم فى كل مكان على مر السنين و تباعا- باتت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تتصور و كانه لم يعد ممكنا الاقتراب منها.
 و مرة لان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية باتت توقن ان احدا لن يجرؤ على مقاومتها  ومرة لانها غدت تؤمن بان من تتعامل معهم هم اقوام غبية في افضل الشروط بدليل فقر تلك الاقوام و عوزها. فقد جعلت الرأسمالية الصهيونية العالمية الذكاء  ودليل على النجاح و الثروة. ففقر و فشل تلك الكائنات يؤكد انحطاطها و هبطت من فوق الاشجار لتوها مغيبة جراء التطرف الذى غذته الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بمال حلفاء مطوعين  او-و ان خصومها هم من العجز بحيث لا يملكون ازائها فعلا يذكر او ينسى الا باذنها هي و بتدبيرها و تخطيطهاالذي ما تنفك تثابرعلى تكريسه في مواجهة الشعوب في كل مكان.
فان باتت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تدرك ان الشعوب اخر من تخشاه فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تأخذ تباعا في  مصادرة كل وسيلة تقيض للشعوب التنظيم و التواصل وحتى التفكير بمغبة التشويش و التعميش و مصادرة الحقيقة. ذلك ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كانت قد حاولت على مر السنين كسر ظهر حركات التحرر و اخماد المقاومة و ما تبرح تفعل مع سوريا و حزب  الله و ايران و تثابر مع روسيا و الصين بطائلة صراع الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية  والرأسمالية الصناعية في كل مكان و ما يترائ من التجارب الاشتراكية في بعضها. و الى ذلك فقد ابتاعت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية زمم  و شرف معظم من قاومها او-و صادرت وجودهم فلا يسمع لهم صوتا او-و اغتالتهم هكذا علنا مما جعلها تعتقد في صلابتها اللامتناهية بلا حدود.
التنفيد: توليفة من  المرتزقة و الجهاديين لا ولاء لهم الا لمن  يدفع:  
عليك بعد ان يندلع السخط الشعبي الذي قد تكون الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية قد اشعلته بشروطها او-و يكون قد اندلع سلميا و تلقائيا متجاوزا الاطر الحزبية والمطلبية و غيرها من التنظيمات الاهلية-عليك من اجل تحقيق الثورة المضادة استدعاء قناصة وموضعتهم فوق الاسطح في المدن و حول الشوارع التى يمر بها الشعب المنتفض سلميا مثلما حدث في درعا و كان قد حدث في غيرها مما اذكره تباعا, و عليك اكتراء مرتزقة جهاديين محليين واقليمين ودوليين متخصصين و ذلك  للاعمال العنيفة و القذرة خاصة تلك التى لا تمت لقيم و مثل المجتمع مثل فقع العيون و الاغتصاب وقتل و  تجنيد الاطفال و الشباب بالاكراه بمغبة الافقار العنيف الذي الم بمعظم الناس و التمثيل بالجثث و اكل الكي و القلوب.
و اذا لم يكن لك ان تكتري مرتزتقة اقليميين و عابرين للحدود  فعليك بابناء القبائل و العشائر التى تعيش بعيدا عن العواصم و الضعيفة و تلك التى تضمر للحضريين ضغائن اجتماعية و اثنية  تاريخية قديمة خلقها الغزاة و الحكام من بعدهم على طريقة فرق تسد ويكون ذلك بتوفير المال و اغراق المجتمع  بسلاح من كل نوع تبدع الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية فى نشره في كل مكان. فالسلاح يمنح المستلبين و المغربين والمؤلينين alienated قوة و يقيض لهم توكيد وجودهم بقوة. هذا و المراكمة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تتمأسس فوق صناعة و بيع السلاح خصما على الانتاج السلعي.
 وعليك شراء من لا يفرق بوعي او بلا وعي بين الوطن  والطاغية و لا يكترث لتدمير الوطن و مساواته بالارض فاعادته  الى العصر الحجري باسم الحرية و  الديمقراطية. و كذا عليك شراء  متثاقفين وادعياء الفكر لزوم التعين على الاعلام المغرض او الاحرى الاعلام المضادMisinformation  فاكثر من نصف الثورة المضادة يتمأسس فوق الاعلام بهذاالوصف و قد باتت الحرب حربا اعلامية او تجهيلية تشويشية تغييبيه كما يلاحظ الناس في كل مكان. فنجاح مخططات الثورة المضادة يصدر عن التعميش و التشويش و نشر  الوعي الزائف False consciousness خصما على الوعي الحقيقي. وكذا عليك بالمراسلين و المصورين المرقدين Imbedded ليلفقوا الافلام الوثائقية و الصورة و الحقائق على الارض باساطير و سرديات افتراضية.
 ان حاصل جمع كل ذلك و اكثر مما اتعرض له فيما يلي دفع خصومنا للاحتفال بالربيع العربي كما بالثورات المخملية  و الملونة. ففد راح عرابو الثورة المضادة امثال فرانسيس فوكوياما يجأرون باكرا الاربعاء 24 فبراير 2011 بغبطة طافحة –من فوق شاشة البي بي سي 2  وقد  تماهى معه سايمون شارما Simon Sharma- احد كبار المؤرخين البريطانين-بان "احدا لم يكن يتصور انه سيعيش ليرى ثورة فى اي مكان". ولا يتردد المحافظون الجدد-حسب بعض المحللين الغربيين-في التصريح  بانهم وراء دفع العرب للثورة على الطغاة. ماذا حدث؟ لماذا احتفل الغرب بالثورات العربية؟ و الى ذلك ثمة سؤال ينبغى تأمله جيدا و التفكير فى دواعيه و تداعياته الفكرية و التنظيمية وهو لماذا ما ينفك بعض غواريو الثورة المضادة-ممن كتبت فيهم مليا و ممن لا يتردد فى تهديد خصومهم الشرفاء بالقتل-يتماهى  غوريو الثورة المضادة مع تحليلات الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية حول مستقبل الثورة و مستقبلنا؟ اليست الرأسمالية المالية العالمية الصهيونية العالمية هي التى ثابرت على تدريب و  ارسال قوات مكافحة الشغب وقوات حماية الامن الدولى- و قوات الانتشار السريع و غيرها من تنويعات قوى القمع الرهيب و ما تنفك حتى الجمعة 23 مايو 2014 تنادي بتطبيق القصل السابع من وثيقة الامم المتحدة- الذي يبيح لك كان اجتياح اي مجتمع لا تستحبه الصهيونية العالمية بذريعة خرق القصل السابع-على سوريا و احالتها الى المحكمة الجنائية الدولية ؟
 وصفات الخراب الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي:
عندما جار فرانسيس فوكوياما بداية الالفية الثالثة  باستباق نهاية التاريخ و الايديولوجية اعتقد كثيرون انه يعلن نهاية تاريخ الاشتراكية لحساب الرأسمالية المالية. الا اننى اجادل و كنت قد جادلت  انه  كان يهفو الى  نهاية تاريخ الرأسمالية الصناعية لحساب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. و كنت قد  جادلت ان الحروب الدائرة حروب بين الرأسمالية المالية و الرأسمالية الصناعية لحساب الصهيوينة العالمية. و انه ما ان نجحت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية في اشاعة التوتر على تخوم منطقة البلقان التى كانت و بقيت دائما مسرحا للصراع بين اسلوب حياة the western way of life- بمعنى انفاق و تبذير الغرب للموارد خصما على اصحابها-و مسيحية الغرب و نظيراتها الشرقية فقد بات تفسيم يوغسلافيا منذ 1980 حتى 1990على قاعدة الحدود الاثنية قضية مقطوع بها. و ما ان تجزأت يوغسلافيا خصما على الاقتصاد المخطط و القوى الاشتراكية و الشيوعية لم تنفك الرأسمالية المالية ان راحت تطبق التجربة تباعا على المنظومة الاشتراكية بغاية تقسيمها فالحاقها بشرط المراكمة الرأسمالية المالية.
و يمكن عقد قياس بين توازي ما حدث فى يوعسلافيا و المنظومة الاشتراكية من ناحية و توازي ما يسمى الربيع العربي و بخاصة ما يحيق بليبيا و سوريا و ما يلاحظه الناس في منطقة البلقان و القرم كاوكرانيا الى غيرها من الجمهوريات الاشتراكية السابقة كبولندا و ليتوانيا و رومانيا و لاتفيا واستونيا تباعا فيما اعرفه باعادة انتاج الثورات المخملية و لم تنجح الاولي تماما في تكريس شرط المراكمة المالية و الازعان لشرطيات صندوق النقد الدولي و ل ابنك الدولي و منظمة التجارة العالمية وصولا الى الانخراط في عضوية حلف الناتو الخ. و يلاحظ الناس فى كل مكان كيف ان تداعيات و اعتمالات السيناريو أعلاه مشابه بصورة تكاد تكون احيانا متطابقة كما يلي:  
- يبدأ السيناريو باستباق الثورات الشعبية التاريخية و تكون الشروط الموضوعية و الذاتية قد نضجت لاندلاعها  يبدأ السيناريو باشاعة العنف في حركات مسلحة يتعين في البدء على نشرقناصة من فوق الاسطح (3)[iii]ثم سرعان ما تظهر جماعات متطرفة –جهادية –فاشية-لتتولى زعامة الثورات السلمية و تحويلها الى ثورات مسلحة تتحور معها الثورات السلمية الى  ثورات مضادة خصما على الغايات المعنلة "للحراك الشعبي" في كل مكان.(4)[iv]
 فقد اوجدت الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية القاعدة و مولتها و شجعتها(5).[v] ثم اوجدت الجماعات التى نشطت فى العراق بالمال السياسي لخلق شرط الحرب الاهلية الا ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية لم تنجح باجتياح العراق فى 2003 حتى الان في تقسيم العراق بعد. فقد بقى الشعب العراقي امينا على وحدة الوطن و تثابر الرأسماية المالية على الحض على الحرب الاهلية بل و تشير الى ما يحدث فى العراق و سوريا و كذا فى اوكرانيا بالحرب الاهلية حتى يتعين افتعال التدخل. و قد شجع ذلك على انتشار العنف بصورة غير انتقائية حتى لم تعد نشرات اخبار العراق مثلا تزيد على نشرة اخبار القتل الجماعي للشعب العراقي في كل المدن بلا انتقاء. ولم تلبث االرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ان اوجدت تنوعة  من المرتزقة اطلق عليها صفة "الفاشيون الجدد The Neo Fascists" في اوربا الشرقية لاحتلال مكان جبهة النصرة و داعيش والقاعدة و غيرها كما في سوريا و العراق. و لا اشك في ان امثال بوكو حرام يتمتعون بسيرة مشابه. من يمول و يشجع بكو حرام؟ و من المستفيد من نشاط بوكو حرام؟
ثورات مضادة تقودها الدول
ما ان بدأت نيجريا في النشوء نحو مجتمع ينميز بمعدلات تثير تطير الرأسمالية المالية من النمو و الازدهار الاقتصادي حتى  سارعت امريكا و اوربا الى اعادة انتاج السيناريو العراقي و السوري بادعاء قضية الفتيات اللواتي اخطفتهن بوكو حرام في مارس أذار-2014 لتجعل كل من امريكا و بريطانيا و اسرائيل و فرنسا  من القضية ذريعة لانزال قوات في نيجريبا و ارسال طائرات بلا قبطان و تدريب قوات الشرطة النيجيرية على البحث عن و انقاذ 300 فتاة نيجرية اخطفتهن جماعة بوكو حرام-و يعنى تدريب الشرطة النيجيرية خلق شرط نشوء شرطة معادية للشعب كما في كافة السيناريوهات الامريكية في افريقيا.
 و لا يزيد او يقل ذلك عما فعلته فرنسا بمساعدة الغرب في جمهورية مالي لحماية الحكومة القائمة ضد الجماعات الاسلامية المتطرفة و الانقسامين من الطوارق او الازواد و القاعدة تحت راية العون الانساني. و من المفيد تذكر ان ثروات مالي الطبيعة التى تبلغ اكثر  من 14  معدن و مصار مائية ينبغى الا تترك للافارقة فهي حلال على الفرنسيين و غيرهم. و من المفيد ملاحظة ان ثروات مالي الطبيعة تشمل الذهب الفوسفات الكوبالت الملح البوكسيد اليورانيوم و الجرانيت الطاقة المائية فيما يوجد الحديد و الصفيح وو المانجنيز والنحاس مما لم يستخرج بعد. gold, phosphates, kaolin, salt, limestone, uranium, gypsum, granite, hydropower and bauxite, iron ore, manganese, tin, and copper deposits are known but not exploited.  
و قياسا فان فواد امريكا الرحيم يدفعها لارسال طائرات استطلاع الى تشاد للبحث عن هاتيك الفتيات فيما يروح 5 ملايين نسمة من سكان الكونغو كينشاسا اي جمهورية الكونغو الديمقراطية في مذابح يومية و تغتصب و تباع و تشترى فتيات صغار و نساء صباح مساء. فهل نشهد بداية خراب افريقيا بصورة اكثر تنظيما على غرار ما ادير خراب العراق و ليبا و سوربا و اوكرايا تباعا؟  هل بوكو حرام تنويع على داعيش و جبهه النصرة و القاعدة؟    
اوكرانيا و سوريا و تشيلي نماذجا ماثلة
حيث ان سوريا وهي في خاطر الصحو و المنام في كل ذلك  أزعم ان ما يحدث بسوريا و العراق يحيق باوكرانيا وكان قد حاق و بحيق بلاتفيا و ليتوانيا و قبلهن بتشيلي وغيرها. ففي كل من تلك الحالات كانت خطة الاستخبارات الاجنبية و  المال السياسي عموما كما  يلي بلا انتقاء:
 1-استهداف الرئيس  ضرب مقر او نقابة العمال نشر حالة من الندرة فى السلع الغذائية بتخزين تلك المواد خصما على  المستهلكين ارسال الاستخبارات الامريكية –او-و قوات حلف الناتو زيادة على فرق المرتزقة مثل بلاك ووتر Black water-وكانت قد سميت Xe Services  في 2009 ثم سميت Academi  في 2011-ونشر القناصة فوق الاسطح (6)[vi] اطلاق ابواق الاعلام العالمي المأجور بلا انتقاء  يكرر سردية متكاذبة لا ترى الرأسمالية المالية فيها اي مدعاة للحرج. و من المفيد تذكر ان اساليب الثورة المضادة كانت قد وظفت منذ الثورة البلشفية حتى اليوم بلا زيادة او نقصان يذكر. و لعل الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية قد باتت تعتقد ان الشعوب في كل مكان على درجة من الغباء بحيث يستحيل عليها فضح الاكاذيب المكتوبة و المرئية والمذاعة و المسموعة صباح مساء.  
2-اسراع صندوق النقد الدولي الى تلك المجتمعات ما ان تسنح الفرصة لتوريطها فيما من شأنه ان يلقي بها سراعا في خندق سياسات التقشف Austerity. ذلك ان ارتهان الشعوب بالديون السيادية و الفردية بات ترياق لدى الرأسمالية المالية الصهونية العالمية مواجهة السخط  الشعبي المنظم ضد الراسمالية المالية الصهيونية العالمية.  فغاية الاخيرة و منتهى مسعاها هو القضاء على قدرة الشعوب على التفكير و التنظيم باحلال شرط النكوض الى علاقات العمل العبودي بينها في افضل الشروط مكان علاقات العمل الرأسمالي الصناعي التى كانت قد وفرت شرط نشوء المنتجين بفضل نضوج تنظيماتهم المطلبية و نضالهم على مر السنين الى قوى مكافئة لقوى الرأسمالية حتى كادت الطبقة العاملة كما في ايطاليا ما بين الحربين العالميتين و كادت في فرنسا غب  الجبهة الوطنية حتى  اوشكت الطبقة العاملة تستولي على السلطة بعد ان عجزت الرأسمالية البرجوازية الصناعية عن اعادة انتاج المجتمع(7) [vii]وفق ما تسعي اليه الرأسمالية لحساب الاقليات الاوليجاركيات المالية و خصما على التراكمات العددية لمن لا وجوه لهم من المنتجين للفائض و الكفاف. 
3-  بعد ان خلف الافراد و الجماعات القبائل و العشائر و حتى العائلة الممتدة وخلف معظم او بعض  الشباب الاسرة النووية الى رحاب الدولة التى وفرت الخدمات و  السلع  العامة و لو جيزا و قد تتمأسست فوق الاخيرة الحريات العامة وجيزا ايضا و  فى المقياس المدرج من المجتمات الغنية الى الفقيرة في ستينات وحتى نهاية  سبعينات القرن العشرين حتى وصفت الدولة في المجتمعات الغنية بالدولة الدادة  The Nanny state  لم تلبث الدولة ان باتت الية تيسير الاعمال و المشاريع عابرة الحدود القومية و بخاصة الاوليجاركيات المالية خصما على القطاع العام-و قد بيع في كل مكان تباعا فى المزادات العلنية- الى  التوفر على ضمان المصارف الهالكة وتوفير السيولة وطبع الاوراق المالية و السندات في اسواق المال لحساب المراكمة الرأسمالية المالية. و قياسا ما ينفك الناس يدفعون-الى رحاب ما يسمى المجتمع  الكبير و تقلص هوامش الدولة بل نهايتها تقريبا-للعودة الى الارحام التقليدية مجددا او-و اللياذ بالاسلام السياسي او-و بماليشيات الثورة المضادة.
4-و فوق كل شئ و قبله  تنفق مليارات الدولارات على شراء ساسة و نواب ومتثاقفين و نخب تماما كما حدث فى كل من سوريا و ليتوانيا و لاتفيا و تشيلي ومصر والسودان من قبلهم. فقد انفقت مليارات فى سوريا في تجنيد المقاتلين الاجانب و شراء ما يسمى  المعارضة الخارجية و خمسة مليار دولار في اوكرانيا لشراء اعضاء البرلمان الذي قام بانقلاب على الرئيس المنتخب. فامريكا الرأسمالة المالية الصهونية العالمية قد تؤيد حكومات غير منتخبة و ترفض الاعتراف بحكومات منتخبة فيما ترتفع عقيرة الرأسمالية المالية الصهونية العالمية محتفلة بما حاق بتلك المجتمعات و الدول و الشعوب من خراب الثورات الديمقراطية ما بعد الليبرالية تلك.  و لعل اكثر ما يعبر عن نفسه فى السيناريوهات الماثلة اعلاه ليس سوى عودة الثورات المخملية مجددا. فما لم يقيض تحقيقه في المحاولة الاولي عادت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية لتكمل نكوص تلك المجتمعات بجراحة تجميلة او الاحرى تشويهية  و بالرتوش الضرورية اللازمة.


هوامش و مراجع:
[i](1) يقلول تقرير  «هيومن رايتس واتش» أن القوات السورية في درعا «شوّهت الجوامع برسومات على جدرانها»، مثل «ربك هو بشار، ولا إله الا بشار»، والمقصود هو الرئيس السوري بشار الأسد. هذا قد صرح  جهادي تونسي يعرف بـ«أبو قصي»، للتلفزيون التونسي، إن «مهمته» في سوريا كانت تدمير وتدنيس المساجد التي تحمل أسماء سنيّة (مسجد أبو بكر ومسجد عثمان وغيرها) في اعتداءات طائفية ذات شعارات خاطئة لتشجيع الانشقاق في صفوف الجيش السوري، ذات الغالبية السنّية. ومن الأمور التي قام بها «أبو قصي»، كتابة شعارات مؤيدة للحكومة وأخرى تتضمن تجديفاً على الله على جدران المساجد مثل «الله، سوريا، بشار وبس»، معتبراً ذلك بمثابة «تكتيك.. ليأتوا الى جانبنا»، بحيث «يصبح الجيش ضعيفاً».عن موقع قناة «روسيا اليوم» باللغة الانكليزية
(2)[ii] انظر(ي) Ralph Schoenman: The Hidden History of Zionism:Chapter 1:The Four Myths
 (3) انظر(ي) مقال شيرمين نرواني تاريخ المقال: 10-05-2014 01:52 AM(نختصر بتصرف) الذي يقول ان نقاش قام حول دور المحرضين على  تأجيج الصراع بوضع بعض العناوين الرئيسية منذ المحادثة الهاتفية المُسرّبة بين وزير خارجية أستونيا أرماس بايت ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، والتي كشفت بعض الشبهات بأن قنّاصين مؤيدين للغرب قتلوا عناصر من قوى أمنية أوكرانية ومدنيين خلال احتجاجات «ميدان اليورو». عن موقع قناة «روسيا اليوم» باللغة الانكليزية.و استميح الاستاذة شيرمين نرواني عذرا على التصرف احيانا قليلة افى التقرير الممتاز و اسجل امتناني و تقديري و لتحياا سوريا و النصر لشعبها  العظيم  بانذ ا لله و تضامن الشرفاء حول  العالم
 (4) انظر(ي) مقال شيرمين نرواني تاريخ المقال: 10-05-2014 01:52 AM(نختصر بتصرف) الذي يقول ان الإضطرابات الأولى في مدينة درعا في الجنوب السوري بدأت شهر آذار من العام 2011.بعنف موجه من معارضة مسلحة باكرا. فقد كانت بضع شاحنات عسكرية قديمة روسية الصنع، مُحمّلة بعناصر أمن سوريين، تشق طريقها على منحدر صعب في واد بين درعا المحطة ودرعا البلد. وكان عناصر الأمن يجهلون أن مسلحين صبّوا زيتاً على الطريق، وهم ينتظرون اقترابهم لإيقاعهم في الفخ. بدأت الشاحنات بالانزلاق على بعضها البعض، ولكن المسلحين لم ينتظروا إلى حين توقفها حتى بدأوا بإطلاق النار في اتجاهها. ووفقاً لمصادر عديدة في المعارضة السورية، «قُتل حوالي 60 جندياً سورياً» في ذلك اليوم، في مجزرة بقيت طي الكتمان من قبل الحكومة السورية وسكان درعا. ويشرح أحد هؤلاء السكان: «في ذلك الوقت، الحكومة السورية لم تكن تريد أن تظهر أنها ضعيفة، كما أن المعارضة لم تكن ترغب أن تعلن أنها مسلحة». لماذا ترغب الحكومة السورية في إخفاء هذه المعلومة (الحادثة)، التي من الممكن أن تدعم روايتها عما يحصل في سوريا، وخاصة تأكيدها أن «مجموعات مسلحة» كانت تستهدف السلطة السورية منذ البداية، وأن «الانتفاضة» في سوريا لم تكن أبداً «سلمية»؟ فحيث تظهر  الأرقام تفاوتاً واضحاً في عدد الوفيات بين جهتي الصراع منذ البداية. فان  الأرقام توحي بأن قسماً من «المعارضة» السورية على الأقل كان مسلحاً منذ الأيام الأولى للأزمة، وكان يستهدف القوات السورية كجزء من إستراتيجية، لإثارة رد فعل من قبلها لتأمين استمرار التصعيد."و يقول فيصل المقداد، وزير خارجية سوريا إن «هذه الحادثة تم إخفاؤها من قبل الحكومة السورية ومن السلطات الأمنية لأسباب أستطيع أن أفسّرها على أنها كانت محاولة لعدم إثارة العداوات. وفي مسعى لتهدئة الأمور، وعدم تشجيع أي محاولة لإثارة المشاعر ما قد يؤدي إلى تصعيد الأمور، وهي سياستنا التي كانت متبعة آنذاك». والغريب أن لا ضحايا لهاتين المجموعتين على اللوائح الرسمية. و في العاشر من شهر نيسان من العام ذاته، وهو التاريخ الذي عرف بأول مجزرة بحق جنود سوريين، وكانا بمدينة بانياس-محافظة طرطوس حيث وقع عشرة جنود سوريين في كمين وأطلقت النار عليهم في حافلة كانوا يستقلونها.  ادّاعت «بي بي سي» الإخبارية وقناة «الجزيرة» وصحيفة الـ«غارديان» أن هؤلاء الجنود هم «منشقون» قُتلوا من قِبل النظام السوري «لرفضهم إطلاق النار» على المدنيين فقتلهم الجيش بوصفهم منشقين بغياية عدم تشجيع الانقسامات داخل الجيش السوري و بين صفوفه. و لكن إذا كان ضباط الجيش السوري يقتلون رجالهم، فمن المؤكد أن الجيش السوري لم يكن ليبقى موحداً وسليماً خلال السنوات الثلاث التي مضت- عن موقع قناة «روسيا اليوم» باللغة الانكليزية
(5)[v] انظري(ي) قائمة الجماعات المتطرفة فى سوريا على شبكة المعلومات و List of armed groups in the Syrian Civil WarFrom Wikipedia, the free encyclopediaنسخة منها ادناه
(6) يقول وزير خارجية أستونيا أرماس بايت: «كل الدلائل تُظهر بأن الناس الذين قُتلوا بواسطة القناصين هم من كلا الجانبين، أي رجال الشرطة والمدنيين، أي كان القناصون أنفسهم من قتل الناس من الجانبين معاً... وحقاً هذا يزعج التحالف الجديد (المؤيد للغرب)، وهم لا يريدون التحقق حول ما حصل بالتحديد».ويؤكد تحقيق للتلفزيون الألماني عرض مؤخراً حول نيران القناصين هذه الادعاءات، فاتحاً الباب أمام مناقشة لروايات حول الأحداث في أوكرانيا، وهي فرصة لم تتح في معظم مراحل الصراع السوري، أقله في وسائل الإعلام أو المنتديات الدولية.ولكن، بدلاً من وصف هذه الأمور باسم «نظريات المؤامرة»، يبدو أن دور المحرضين ضد الحكومات المستهدفة يظهر كجزء أساسي من الخطاب العام. فسواء أكانت الخطة الأميركية المُسرّبة لإنشاء «تويتر» كوبي، لإثارة الاضطرابات في الدولة الجزيرة، أو ظهور منشورات توجيهية في احتجاجات من مصر الى سوريا الى ليبيا الى أوكرانيا، جميعها أحداث تلتقي مع الكثير من حركات المعارضة الضخمة «المستنسخة» التي تتحول الى أعمال عنف، ما يجعل الناس يطرحون الأسئلة ويغوصون عميقاً في البحث اليوم. هذا لو أن الحكومة السورية أطيح بها بسرعة ـ كما حدث في تونس ومصر ـ ربما لما علمنا شيئاً عن هذه الممارسات الخادعة. ولكن، خلال ثلاث سنوات وسط الصراع، حان الوقت لتأسيس وقائع في مواجهة الفبركة.من سيربح من قتل «نساء وأطفال» في هذه الظروف؟ ليست الحكومة بالتأكيد؟ عن موقع قناة «روسيا اليوم» باللغة الانكليزية
(7)      [vii] انظر(ي) انطونيو جرامشي كراسات السجن وهي كراسات بلغت 30 كراسة هربت من السجن و طبعت فى الخمسينات و لم تترجم الى الانجليزية الا فى السبعينات. Antonio Gramsci: the Prison Note books