رئيس مصر2014


محمود حافظ
2014 / 6 / 7 - 11:02     

عندما نتحدث عن رئيس مصر نعنى الحديث عن إنجاز المرحلة الثانية من خطة الطريق للمستقبل وما بقى هو الإنجاز الثالث والأخير وهو إنجاز إنتخاب البرلمان أو مجلس النواب المصرى وما أن يتم هذا الإنجاز تكون مصر قد بعثت من جديد الدولة المدنية الحديثة , ولكن ما يعنينا الآن هو رئيس مصر المنتخب من الشعب المصرى بنسبة تقرب من 97% وهذا يعنى أن هناك إجماع شعبى غير مسبوق على رئيس لمصر هذا اإجماع الذى فوض فيه الشعب المصرى أمره لمن إنتصر لكرامته وأعاد له السيادة بعدما كان تابعاً هذا الرلائيس الذى سوف يستلم العهدة المصرية صبيحة الأحد الموافق 8-6- 2014م سوف يتسلم بلد أوشك على الغرق وقد أجمعت الإرادة الشعبية على أن من سينجيها من الغرق هو هذا الرجل عبد الفتاح السيسى فهل سوف يستطيع ؟
أمام هذا الرئيس العديد من الملفات يجابه فيها الرئيس المنتخب العديد من المواجهات على كافة المستويات أو الأصعدة وعليه خوض غمار كافة الصراعات ليخرج آمناً بهذا البلد نبدأ بأهم هذه الصراعات وهو ما سوف يؤمن له الخروج الآمن من الصراعات الأخرى وهو نفسه الصراع الذى جعل الشعب المصرى يوليه ثقته الكاملة هذل الصراع هو تأكيد الكرامة الإنسانية للشعب المصرى أى ما يعنى الصراع الأساسى مع الهيمنة العالمية بالقيادة الأمريكية وحلفها الأوربى والصهيونى فخروج مصر من دائرة التبعية الأمريكية ليكون ملك يمينها قرارها السيادى المستقل طبقاً لمصالح شعبها هو إنتصار كبير قد حققه الرئيس المنتخب قبلاً والآن وهو يستلم الرئاسة فى حاجة إلى تأكيد هذا الحسم لهذا الصراع بمعنى الحفاظ على القرار المستقل المصرى هذا القرار المصرى الذى من شأنه أن يشارك بكل قوة فى تأكيد عالم لايحكمه قطب واحد بل أصبح العالم الآن متعدد الأقطاب بل نستطيع أن نقول بدخول مصر فى هذه الدائرة أن تكون داعمة ومدعومة داعمة للتعددية القطبية ومدعومة من هذه الأقطاب البازغة والتى تواجه الهيمنة العالمية والتى بدأت فى التقوقع فمصر بحضارتها وثقلها الإقليمى وموقعها الجغرافى تستطيع أن تلعب مع الأقطاب البازغة دوراً مؤثراً فى تضييق دائرة الهيمنة العالمية ولابد لنا هنا أن نؤكد أن الخروج من عباءة هذه الهيمنة يعنى أكيداً الحفاظ على ثروة هذا الشعب من الإستلاب الإمبريالى التى تمارسه الهيمنة العالمية فى نهب وإستلاب ثروات الشعوب التى تقع فى دائرة هيمنتها وغذا كانت مصر جغرافياً تتوسط دائرة الأقطاب البازغة فإن هذا الموقع يجعل منها مركزاً لهذه الأقطاب ففى الشمال الشرقى للكون توجد القوة البازغة الكبرى والتى تتمثل فى الصين وروسيا الإتحادية وفى الجنوب الشرقى تقع الهند وجميع هذه القوى تقع فى القارة الأسيوية أى أن مركز الثقل أسيوياً كما تقع البرازيل فى فى الجنوب الغربى فى القارة اللاتينية وهى ايضاً قوة بازغة كبرى تواجه الهيمنة العالمية ومعها العديد من القوى المعادية للهيمنة الأمريكية فى القارة اللاتينية كالقوى الثورية العتيدة فى كوبا وباقى الدول التى إنتهجت النمط الإشتراكى كفنزويلا وتشيلى والأرجنتين ونيكارجوا والسلفادور وغيرهم من دول القارة اللاتينية وبهذا التوصيف يكون هناك مركزى ثقل للقوى البازغة أحدهم فى الشرق السيوى ويمتد فى روسيا الإتحادية حتى يجاور القارة الأوربية الشريكة فى الهيمنة المركز الآخر فى الجنوب الغربى للكون مايعنى أنه يقع جنوب الولايات المتةحدة الأمريكية حاملة راية الهيمنة العالمية تبقى منطقة الوسط فى القارة الأفريقية فإذا كانت دولة جنوب أفريقيا قد إنضمت إلى هذه القوى ولكنها تقع فى اقصى جنوب القارة الأفريقية يبقى هذا الموقع المصرى المتميز فى شمال شرق القارة الأفريقية والذى يتوسط العالم وتقع حدوده على البحرين الأحمر والمتوسط وتوجد به القناة الرابطة بين البحرين فهذا الموقع المصرى الذى يتوسط العالم ويكون حلقة وصل بين القوى القطبية البازغة والتى تواجه الهيمنة العالمية هو موقع رابط لهذه القوى فمصر المتوسطية والتى تقع فى جنوب القارة الأوربية وتتحكم فى النسبة الأكبر من التجارة الدولية عبر قناة السويس والتى تستطيع أن تكون محطة فى المياه الدافئة لأساطيل القوى البازغة هى فى حداثتها لاعب أساسى فى تغيير الخريطة العالمية المهيمن عليها من قوى تستلب وتستغال خيرات الشعوب والشعوب إضافة لهذا الموقع المتميز هناك تميزاً آخر وهو أن مصر فى قلب مركز الطاقة العالمى فحسم هذا الصراع والإنتقال للمصلحة للإنضمام للقوى البازغة العالمية هو الضمانة التى سعى إليها الرئيس المنتخب والواجب مزيداً من السعى فى هذا الطريق حتى يتحقق لمصر الخروج الآمن من كبوتها الإقتصادية الطاحنة .
وإذا كان هذا الصراع ببعده الكونى يتبعه صراع آخر متعلق به فى البعد الأقليمى هذا الإقليم العربى الذى وقع فريسة لنهب الهيمنة العالمية الأورو أمريكية والتى تمكنت من زرع بؤرة سرطانية فى قلب هذا الإقليم قد جمعت فيها القوة المرابية الكبرى فى العالم وزرعتها فى فلسطين العربية بإسم تجميع يهود العالم فى وطن لهم من ناحية تتخلص منهم الدول الأوربية ومن مناكفتهم ومشاكلهم ومن ناحية اخرى تجعلهم بؤرة إرهابية فى وسط الإقليم العربى لتكون عصا الإلأمبريالية ومركزها فى الإقليم العربى او الوطن العربى فهى العصا التى تحرس وترهب الإقليم بما يحتوية من ثروات تنهب وتستلب فهذا الإقليم الأكبر فى طاقته والذى يحوى الكث3ثير من المواد الأولية التى تحرك عجلة الإقتصاد العالمى التى سيطرت الهيمنة العالمية به على الكون فهى تنهب الثروات الطبيعية وتفتح البلاد سوقاً لتصريف منتجاتها الصناعية وإذا كان هذا الوضع هو حال الإقليم بكل ما تقوم به الهيمنة العالمية من إستنزاف ثرواته ووضعه فى حالة صراع دائم مع الكيان الصهيونى المغتصب والمحتل لأرض فلسطين العربية فعلى الرئيس المصرى المنتخب أن يتمكن من إدارة هذا الصراع ( أصل الصراع الذى صنعته الهيمنة العالمية هو الصراع العربى – الصهيونى بطرفيه الكيان الصهيونى والإمبريالية العالمية كطرف والطرف الآخر الدول العربية وأعداء الهيمنة من الدول المستقلة الوطنية من ناحية أخرى) وقد قام الرئيس قبل توليه الرئاسة بخطواط إيجابية فى هذا الصراع حيث إستطاع أن يجعل من سيناء المصرية أرض مصرية خالصة ذات سيادة بعدما كانت منزوعة السيادة وأن وجود القوات المسلحة المصرية على كل شبر من أرض سيناء لهو الخطوة الولى فى حسم هذا الصراع وقد كان الرئيس المنتخب واضحاً جليا فى هذا الشأن عندما توجه له سؤالاً هل ستقوم بزيارة الكيان الصهيونى فقد كان رده نعم عندما تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وإذا كانت هذه الملامح التى جعلت الشعب المصرى يدفع رئيسه المنتخب بتأيده بكل هذه الكثافة وهذه النسبة فهو إذاً إحساس الشعب بإسترداد كرامته الإنسانية والإنتصار لقضيته العروبية القضية الفلسطينية وكان على الرئيس ان يتخذ مواقف حاسمة فى هذا الصراع الإقليمى العربى وهو توحيد الأمة العربية فى مجابهة الخطط الإمبريالية بمشروعها المسمى بالشرق الأوسط الجديد والتى تعمل فيه الهيمنة العالمية الأورو أمريكصهيونية على بث الفوضى الخلاقة لتقسيم الوطن العربى إلى دويلات طائفية – إثنية – مذهبية والدفع بالجماعات المجندة لنصرة الهيمنة والصهيونية والتى رفعت راية الإسلام السياسى لتعيث فى الأرض العربية الإسلامية فساداً بإسم الدين الإسلامى والتى عاثت وحطمت ليبيا الشقيقة وتحاول تحطيم سورية قلب العروبة النابض وقسمت العراق والسودان ومشروع تقسيم اليمن حتى يحل الدور على مصر والخليج العربى وكانت الصحوة المصرية التى جعلت الخليج العربى يستفيق من غفوته التى شارك فيها أنصار الهيمنة العالمية وساعدهم بالتدفق المالى هذه الخطوات التى إتخذها الرئيس لحسم هذا الصراع بالتوحد الخليجى دون الدويلة العميلة القطرية الصهيونية وإصرار الرئيس على إزاحة القوى التكفيرية العميلة التى تعيث فى كل من ليبيا وسورية فساداً ومبدأه الذى ارساه بعدم افغنة الإقليم العربى لهى ملامح مشروعه الحضارى المصرى الحديث .
يبقى الأمر الأكثر هماً بالنسبة للمواطن المصرى وهو الخروج به من مرحلة العوز كما سماها الرئيس ومشروعه النهضوى لتحقيق التنمية الشاملة التى بدورها تحقق العدالة الإجتماعية وتحقيق العدالة الإنتقالية لإسترداد ما نهبه شركاء فى الوطن من الوطن وشعبه هذه الطموحات المحلية والتى لابد من ترجمة سريعة لها هى فى حد ذاتها لن تتحقق إلا بحسم الصراعات السابق ذكرها وبتكاتف الإرادة الشعبية وصبرها فهل يستطيع الرئيس من إدارة كافة هذه الصراعات ؟
الإرادة الشعبية المصرية تقول نعم الرئيس يستطيع ونحن معه .