1 1 أيّار هُمودُ العُنفوانِ


سميرة الغامدي
2014 / 6 / 4 - 16:11     

سميرة الغامدي


هُمودُ العُنفوانِ!.. ذكرياتُ الحصاد المُر العِبَر، تجْربَة وخطأ Trialand & Error، رَدُّ فِعْل مُتأخِر Delayed reaction لإنسان يبحث عن المَعْنى Man searches the Meaning «المـُحدَّث ظ.غ. Victorious Stranger».

العُمَّالُ المُبرر السّياسِيّ لتأسيسِ الحزب الشّيوعي العِراقي، ونجاحهُ المُفترض خلال ثمانينَ عاماً خلت تُوجت بفرار الدّكتاتور مُنذ 11 عاماً وتحقيق ثلاثة انتخابات، نجاح مُفترض بامتيازهِ على قوى الثورة المُضادة، الطّائفيّة Sectarianism الفاشلة، في تصدّيها وتصدّرها المشهد السّياسِيّ، لا أن يكونَ فاشلاً مثلها، ويُؤاخِذها في فَشلها في آن معاً!..

يُفترض بالحزب الشّيوعي أن يكونَ (ثقف) بنظريّته الماركسيّة- اللينينيّة (العلميّة) طبقة العُمَّال الكادحة أجيالاً بعد أجيال، في تيّار يكتسح السّاحة ويقتحم السّاعة والسّماء بالتماس الشّعبي Mass Communication
(وهذا الميدان يا حميدان مجيدان!)، أليس هو المعبر عن عن شعبه؟!..

البوصلة والمحصلة؛ فشل مقترن بادعاء لا يقل صلافة عن منافسه (الحزب القائد) السابق البعث العربي ووريثه اللاّحق الدعوة الإسلامية!..

عيد العمال العالمي الأوَّل في ظل النظام الجمهوري في بغداد عام 1959م، حشّد له الحزب الشّيوعي العراقي، مليون مشارك في المسيرة التي انطلقت في 1 أيار، من مقر الاتحاد العام لنقابات العمال قرب الباب الشرقي، و
عند اقترابها مِن سينما روكسي، في شارع الرشيد؛ رفع الشعار الشهير:

- عاش زعيمي، عبدالكريمِ(ي)، حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمِ(ي)!..عاشت أنصار السلام، ماكو حروب ولئام؛ سلام... سلام!.

في كتاب زوجة ورفيقة زعيم الحزب الشيوعي العراقي “سلام عادل” (ثمينة ناجي يوسف) بعنوان «سلام عادل- سيرة مناضل» ج2 ص15 كتبت: “ان القوى
المعادية للثورة تمتلك ركائز هامة جدا داخل أجهزة السلطة وبالأخص في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والإدارية.. ومنهم من شغل مناصب مرموقة كعبدالسلام عارف ورفعت الحاج سري وناظم الطبقجلي”.

مناسبة 1 أيار التاريخية تلك، جعلت ممثل الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة Master Henry Cabot Lodge يبالغ بالقول: “إن عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي 6 ملايين، بيد أنه في العراق 8 ملايين!”.

ومحكمة العقيد شمس الدين عبدالله تحاكم الحزب الشيوعي العراقي، عبر أفراده (مدرسة المشاغبين) في أحداث كركوك 14- 16 تموز 1959م التي شجبها الزعيم القائد عبدالكريم قاسم في كنيسة مار يوسف ببغداد في
19 تموز 1959م، وكان وزير الداخلية الزعيم أحمد محمد يحيى لا يجيز جمعيات الحزب الشيوعي العراق بحجج واهية، ويجيز حزب رئيس تحرير صحيفة (المبدأ) داود الصائغ، على أنه زعيم الحزب الشيوعي الرسمي!، كما أجاز صحيفته المذكورة عندما خصه الزعيم قاسم بحديث وهو في مستشفى السلام في تشرين الثاني 1959م، للنشر، وسيادته يعالج من محاولة اغتيال عصابة البعث له خلال جولته المعتادة دون حماية مساء في شارع
الرشيد، كان للفار صدام في هذه المحاولة الغادرة دور ثانوي لتغطية انسحابها. لعلي جليل الوردي قول فيها: (.. والله ما تشرين إلا معبر/ يزهو به تموز وهو مظفر!). ولكريم قاسم قول: (القطار سار وسوف يصل
رغم أن راكبيه يتخاصمون!).

ورئيس الحكومة البريطانية Winston Churchill ونستن تشرشل (W.C) يفجر دنبلة حكومة الدفاع الوطني القومية To lance the Boil!، بهذا التعبير واجه قاسم والشيوعيون حركة الشواف بقطار السلام إلى الموصل في 8 آذار 1959م!..

ثم أبعد سلام عادل وجمال الحيدري إلى موسكو بعد 1 أيار 1959م، لأن سلام عادل أبلغ برفع شعار شركة الحزب الشيوعي بالحكم، وهو في مقر الإتحاد العام للعمال، وبعد لحظات تفكير وافق على استمرار المسيرة بالشعار!.

حتى الزعيم الركن هاشم عبدالجبار أخ بالرضاعة للزعيم قاسم، مات في قطار براغ حيث - بريد غربة - الشاعر الجواهري، مخمرا!..

حتى وصل قطار البضاعة الأميركية الفاسدة (البعث)، محطته العالمية بغداد!.

سميرة الغامديّ العراقيّ- شاطىء القنال الانجليزي 3 حزيران 2014م.