مصر الدستورية - 6 - يوم الإنتخابات


محمود حافظ
2014 / 5 / 26 - 18:19     

ربما كانت هذه العجالة هى الأخيرة فى عنوان مصر الدستورية فاليوم بدا فتح أبواب اللجان لإستقبال الشعب المصرى الذى يختار رئيسه أياً كان هذا الرئيس ولكن هناك سؤالاً ملحاً رفض إبعادى له عن ذهنى وهو لماذا فى هذا الوقت من السنة يتم فتح الأبواب من التاسعة إلى التاسعة ولماذا لاتكون السابعة أو الثامنة كما كان يحدث فالطقس شديد الحرارة وفتح أبواب اللجان فى التاسعة لن يعطى من يعمل فرصة التصويت قبل ذهابه إلى عمله أو إلى أى من يدلى بصوته فى ساعات الصباح الأولى قبل سعات القيظ ؟ لقد حاولت أن أجد إجابة وكلها تتعلق بوصول السادة المشرفين من القضاة لأن التأمين كام من اليوم السابق ولكن كانت هذه الإجابة صادمة فى رد ذهنى عليها هل كل هذا التأمين وتعجز اللجنة الرئاسية أن توفر مكاناً مناسباً للسادة القضاة والمشرفين أن يبيتوا فيه ليلتهم حتى يتوجهوا إلى اللجان فى الصباح الباكر حقيقة لا أفهم ؟
قبل أن أتحدث عن يوم الإنتحابات أتحدث عن سابقه وهذه الحملة المحمومة من الإعلام وإلحاحه الشديد بكلمة إنزل ولا تفاطع وكثر الكلام عن هذه الفئة التى لانعرفها التى سوف تقاطع حتى أصبحت من كثرة الكلام عنها لها قوة لدى المستمع والذى ربما عجبته الفكرة ولما لا أقاطع فهل كان هذا الإيحاء بالمقاطعة أمراً مدروساً أم أنه شطط إعلامى ربما كان الشباب الذى كثر عنه الكلام بالمقاطعة قد إستحسن الفكرة الإيحائية وقرر فعلاً المقاطعة فهل يدرون من يتحدثون عن المقاطعة إلى اى منعطف يذهبون بشباب مصر ؟
إن ثقافة المقاطعة هى فى الأساس ثقافة إقصائية وبها يقصى الفرد ذاته بذاته حينما لايقرر المشاركة بنعم أو لا أو حتى باطل وإذا كنت من يرفضون الدستور وخريطة الطريق إذهب وعبر عن رأيك بكامة باطل وبهذه الطريقة عبرت عن رأيك فيما يحدث وإذ1ا كان هذا رأى أغلبية ربما يكون له تأثير أقوى فى العملية الديموقراطية وفى رسم خريطة اىلطريق أما إنك إستحسنت كلمة المقاطعة فأنت قررت إتباع سياسة الإقصاء بعدم المشاركة الفعالة فمن بعد ذلك يقيم لك وزناً فهو خيارك المستقل فلاحق لك فى المشاركة المستقبلية طالماً أنك رفضت المشاركة ومنعت نفسم بنفسك من ممارسة حقك فى التعبير عن رأيك ولا تقل لى أنه نوعاً من الممارسة الديموقراطية وهنا مكون إنزلقنا فى الفهم الخاطئ للديموقراطية فلكى تكون عضواً فاعلاً فى الحياة لابد لك أن يكون لك رأياً ولابد لهذا الرأى أن يسمعه أحداً أو تشارك به أحداً وإذا كانت حكمة الديموقراطية هى الإعتراف بالآخر وقبوله وإذا قرر الآخر أن يقصى نفسه فكيف لى به من إعتراف بعدما إختفى عن المشهد ؟
العجيب فى الأمر يخرج علينا المقاطعون بإشاعة الفوضى لمشاركتهم رأيهم ومنهم من يقوم بمجرد المقاطعة ومنهم من يقوم بإتخاذ وسائل قمعية للشعب لحثه على المقاطعة والغريب أنهم يتحدثون عن الديموقراطية وهم هم أول من يمسك بالمعول ويهدم أساس صرح الديموقراطية .
فى المقابل كانت حضارة مصر هى النصير والظهير الديموقراطى فى يوم الإنتخابات وإذا كان التاريخ الذى يكتب أن أصل الحضارة فى مصر وإذا كان التاريخ يقول أن صانعة الحضارة المصرية هى المرأة المصرية والتى إكتشفت الزراعة وروضت الحيوان ليألفودجنت الطيور هذه المرأة هى هى نفسها التى تتصدى إلى دعاوى المقاطعة لتترجم بحسها الحضارى نهضة مصر الديموقراطية كما أقامت وتقيم نهضتها الزراعية وقد تقوم المرأة التى تشارك بكثاىفة وفى جو من الإحتفالية تقيمه المراة المصرية سواء كانت فى مشاركتها خارج مصر أو فى داخلها بدفع الرجل للمشاركة هذه الإحتفالية التى تسطرها المرأة المصرية تعبيراً للمشاركة الديموقراطية إنه يوم فرحة يوم يرسم الإبتسامة المفقودة على شفاه الشعب المصرى ولا عجب أن ترسى المرأة المصرية ثقافة جديدة يكون أجمل معانيها أن الديموقراطية فرحة وصدق من قال لفظ العرس الديموقراطى ولا عجب فإن إختراع الفلاحكة كان ثقافة وقد سميت الثقافة فى اللغة بالفلاحة وربما تسمى الديموقراطية بيوم الفرحة للشعب المصرى وكله بفضل الأم والزوجة والأخت والأبنة والصديقة بجد .