احتمالات الضربة من جديد 1


لينا سعيد موللا
2014 / 5 / 6 - 13:51     

لاعتبارات تتعلق بطول الموضوع وتشعباته، ولتفاصيل المشهد الداخلي والاقليمي والدولي، واستراتيجيات يراد تنفيذها على الأرض السورية، فقد آثرت نشره على حلقات متتابعة، آملة بألا تشكل عبئاً على القراء الأعزاء، وأن تكون مترابطة لتجيب عن الطرح الذي جاء به عنوان المقال، وذلك عبر مسيرة من المحطات والحجج والبراهين . ولا شك أني أنتظر تفاعلكم وإثراء الموضوع بالاقتراحات والمعلومات .
-1-
على الأرض

تشير المعارك الجارية في الشمال والجنوب السوريين، إلى تقدم ملحوظ لقوات المعارضة، وقرب تطهيرها لمدينة حلب وريفها من فلول النظام، وكذلك قرب اتصال كل من محافظتي درعا والقنيطرة ودمجمهما في جبهة واحدة، بعد طرد قوات النظام والمرتزقة المتحالفين معهم، وإلى قرب فتح جبهة القلمون من جديد التي مهد لها بعدة عمليات نوعية أفضت آخرها إلى نصب كمين لمسلحي حالش أفضى إلى مقتل 12 عنصر منهم وأسر 20، حصل ذلك في الجانب السوري من جرود عرسال، واللافت أن قوة من الجيش اللبناني تلقت نداء استغاثة من قوات حالش، وحاولت فك الحصار، لكنها وقعت في الكمين أيضاً وجردت من أسلحتها وملابسها وتم طردها وكان يمكن أن تفنى لولا أن تلك القوة تشترك مع النصرة مذهبياً !!!
ومهما حملت هذه العمليات من عقيدة قتالية، فهي تعتبر مؤلمة للغاية، وفي حال استمرارها ستؤدي إلى استنزاف كامل لقوات النظام وحالش في تلك الجبهة، مما يجعلها آيلة للسقوط النهائي بيد قوات المعارضة السورية، وكذلك هناك معلومات دقيقة عن قرب فك الحصار الذي يطوق الغوطة الشرقية، . و تعزيز قوات الثوار المتواجدة في ضواحي دمشق واعدادها لشن هجمات باتجاه قلب العاصمة السورية.
خاصة أن مدينة دمشق تتعرض ومنذ أسابيع لوابل من القنابل ، تهبط يومياً على أحيائها مخلفة الأذى بين المدنيين، مما يحيل الحياة في أكثر المناطق الآمنة بالنسبة للنظام، إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر!!!، وارتداد كل هذا على مزاعم الأسد حول قدرته على إحلال الأمن لأنصاره وسكان العاصمة البالغ عددهم اليوم ما يفوق الستة ملايين
يترافق ذلك مع ظهور حركة حزم في الجنوب والمؤلفة من فصائل عسكرية معتدلة تحمل خطاباً وطنياً مختلفاً عن ذاك الديني الجهادي الذي تنادي به النصرة ومن معها من الفصائل الاسلامية ؟؟؟ ، ويشاع أن حزم قد سلحت بصواريخ (( تاو)) الأميركية المضادة للدروع، وحققت بواسطتها نتائج طيبة، وأن أميركا تقوم وفي الأردن بتدريب أعضائها وتخريج أعداد منهم، أعداد وإن كانت قليلة لكنها تنبئ عن استراتيجية بطيئة في خلق قوى معتدلة قادرة وخلال زمن قد يطول إلى حسم المعركة .
حزم اليوم تلقى اهتماماً أميركياً متزايداً من قبل إعلامها وإدارتها، ومرجح بأن تتلقى أسلحة متطورة أكثر، قادرة على تحييد سلاح الطيران السوري، وبالتالي حرمان النظام من غطائه الجوي الذي يمنحه بعض الحصانة .
لقد أتبتت قوات المعارضة في الشمال على قدرتها في صنع اختراقات هامة ضمن أكثر مناطق النظام أهمية وتحصيناً، وأقصد بها جبهة الساحل، فاستطاعوا ومن خلال أسلحة شحيحة من التقدم حتى البحر، والحصول على منفذ بحري، واحتلال عدة مناطق استراتيجية مشرفة على المناطق الحساسة لدى النظام، كما استطاعوا رغم اعتناقهم لأسلوب الجهاد من استيعاب أهل تلك المناطق الذين لا يشاركونهم العقيدة ذاتها . وإعادة فتح عدة مشافي وأفران للخبز وتسيير العديد من المرافق التي عطلتها المعارك، ونجحوا في تكذيب ادعاءات النظام من أنهم قوات جهادية حاقدة على الأقليات ومقوضة للحضارة (( حضارة آل الأسد الفذة ))، كما استطاعوا غنم عدد كبير من أسلحة النظام بعد تركها والانسحاب من ساحات المعارك . لكن هذه الجبهة تحتاج إلى كثير من الدعم والتنسيق الداخلي، وهو ما يحتاج إلى قرار سياسي يقيني أنه لم ينضج بعد .
وأخيراً سيقوم الائتلاف السوري برئاسة الجربا وسبعة أعضاء آخرين منهم ميشيل كيلو وهادي البحرة، بزيارة إلى واشنطن لمدة أسبوع يلتقون فيها وزير الخارجية جون كيري ورئيسة مجلس الأمن القومي سوزان رايس، إضافة إلى نواب جمهوريين وديمقراطيين في مجلسي الشيوخ والكونغرس، وهي خطوة هامة وضرورية لأجل تحريك السياسة الأميركية وإقناعها بطرح المعارضة والاستحصال على مزيد من الدعم، واستصدار قرار من البيت الأبيض بتزويد قوات من المعارضة، بأسلحة مضادة للطيران، والعمل على بناء لوبي للمعارضة السورية قادر على تغيير المزاج العام للمواطن الأميركي .

في الغد سنكون مع الموقف الدولي ومتغيراته ودلائل هذه المتغيرات، دمتم بخير

وقادمون
لينا موللا صوت من أصوات اثورة السورية