- الماوية ___ ليس كل ما هو سائد هو بالضرورة صحيح -


الماركسيين اللينينين المغاربة
2014 / 4 / 24 - 19:09     

" الماوية ___ ليس كل ما هو سائد هو بالضرورة صحيح "
مقال كتب سنة 2010 .
مناضل م. ل

" أن يغير المرء سلوكه تبعا لكل حالة و وضع أن يتكيف وفقا لتغير الأمور السياسية الطفيفة أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية ومجمل مميزات النظام الرأسمالي أن يضحي بكل هده المصالح وفق منافع وقتية فعلية أو مفترضة تلك هي مجمل خطوط السياسة التحريفية " لينين .
كثر الحديث في الآونة الأخيرة بالمغرب عن الماوية لما لهذا النقاش من ملحاحية خصوصا أن مجموعة من المناطق في العالم تعرف نوعا من التقدم على مستوى ممارستها السياسية تقول بتبنيها للماوية و التي تشكل في المرحلة في غياب تجارب ناجحة و ناضجة الأكثر من عقود ذلك الأمل بالنسبة للعديد من الرفاق سواء في المغرب أو خارجه, لكن وجود هدا الأمل لا يلغي أن مجموعة من الرفاق لا تقف عند هذا الحد الذي ربما يكون في جانب كبير منه تعاطف أكثر منه ارتباط و فهم و اقتناع بمدى صحة هذه التجارب بل انساقت وراءها و كان المحدد في هذا الانسياق هو هذا النجاح الجزئي الذي حققته و هذا الانتشار الذي تعرفه على مستوى مجموعة من البلدان , لكن ما هو أكيد أن النقاش الدائر في المغرب خصوصا , هو شيئ جيد إذا تم أخذه من جانب الصراع الأيديولوجي الذي لطالما تم الحديث عنه, توضيح الخط الإيديولوجي للثورة المغربية , الصراع بين الأفكار الصائبة و الأفكار الخاطئة و من جانب الإقناع و الاقتناع وكل ذلك بالانضباط للإطار النظري لا من جانب الأستاذية و المزايدة وحرق المراحل لأن كل ذلك من شأنه أن يعود بالضرر أولا على المشروع المجتمعي البديل الذي ننشده وثانيا على استمرارية و عطاء المناضلين إلى جانب الجماهير الشعبية , سواء كانوا من الذين يؤيدون هذا الطرح أو ذاك .
- توضيح الإشكال في نقاش الماوية I
أولا قبل نقاش رأي محدد و الدفاع عنه لا بد من الإشارة على أن الصراع الدائر غير مرتبط برؤية واحدة بل هو صراع بين مجموعة من الأراء المتعددة و إن كان بعض منها متجاوز لابتعاده عن الإطار النظري الذي نتكلم من داخله , إلا أنه يبقى ذو أهمية باعتبار ما يطرحه ومن ضمن هذه الإشكالات هناك :
أولا: الصراع القائم بين الدفاع عن ماركسية لينينية القائد الثوري العظيم ماو ضد من يدافع على كون الرفيق ماو لا علاقة له بالماركسية اللينينية .
ثانيا : الصراع بين من يتجاوز حدود ماركسية ولينينية الرفيق ماو ويعتبر على أن النظرية أصبحت بفضل إضافات الرفيق ماو ماركسية لينينية ماوية ,وبين من يدافع على ماركسية ولينينية الرفيق ماو دون أن يعتبر ذلك تنقيص أو هجوم على الرفيق ماو.
- بعض المحطات التي مر منها نقاش الماوية II
نقاش الماوية ليس شيء جديد بالنظر إلى جوهر الأمر لكن من ناحية الأشكال و المظاهر الذي أخذها قد يبدوا هذا النقاش اليوم على أنه جديد , فباعتبار الرفيق ماو أحد القادة العظام الذين نظموا الجماهير من أجل الظفر بالسلطة السياسية و تكسير قيود مجتمع الاستغلال بل أكثر من ذلك أن يقوم الرفيق ماو بقيادة جماهير هي الأكثر عددا في كل الدول التي عرفت نضالا ثوريا و هنا يجب التذكير على أن حركة الفلاحين كانت تضم لوحدها تقريبا عشرات المرات سكان المغرب ككل دون الحديث عن العمال وبقية الجماهير وفي وضع استعمار اليابان و بأس و قوة الرجعية و بتكتيك – الحرب الشعبية الطويلة الأمد – لم يكن تم الاعتماد عليه من قبل في كل التجارب الثورية كل هذا جعل الحديث عن أفكار وإسهامات الرفيق ماو إضافات للنظرية و هو الشيء الذي جرى إبان التجربة الصينية لكن بشكل يختلف عن النقاش المطروح حاليا في جوانب متعددة .لكن مع كل خطوة كانت تخطوها الحركة كانت عشرات الأسئلة تتبادر للذهن عند القادة و المناضلين فبعد ظهور التحريفية السوفياتية و الانتكاسة التي عرفتها حركة التحرر بسبب ذلك كان جوهر هذه الأسئلة كيف يمكن لاستفادة من كل التجارب الثورية و الاستفادة من الأخطاء حتى لا تقع مرة أخرى ذلك هو ما كان حاضرا عند الحركات الماركسية اللينينية منذ ظهورها في الغرب حيث بادرت إلى القول بتكتيك الحرب الشعبية الطويلة الأمد للوصول لإنجاز المهمة الإستراتيجية خصوصا عند منظمة إلى الأمام (1).لكن دائما كما قلت ,هذا النقاش لم يكن مطروحا بصيغة الدفاع عن شيء اسمه الماركسية اللينينية الماوية بقدر ما هو دفاع على إسهام الرفيق ماو في وقت كانت المنظمة الثالثة تقول بتبنيها للماوية ماركسية لينينية , لكن التاريخ لم يعد نفسه اليوم ولكن بشكل أرقى للأسف لأنه لو كان كذلك لما سمعنا اليوم حديثا مثل هذا داخل الحركة الطلابية بل وحتى الحركة الشيوعية المغربية و الحركة الماركسية اللينينية المغربية .لكن ما يهمنا هو أن النقاش اليوم فعلا أصبح قائما سواء على أعمدة مجموعة من المواقع المعروفة عند المناضلين أو في مجموعة من الوثائق هنا وهناك و أخذ صيغ و أشكال وجب نقاشها و تحليلها .
- لماذا وصلت الجرأة ببعض الرفاق إلى طرح الماركسية اللينينية الماوية كبديل عن III
الماركسية اللينينية .
المتتبع لوضع الحركة بغض النظر عن طبيعتها (طلابية , جماهيرية , ماركسية لينينة , .....) مؤخرا سيجد نفسه أمام نقاش وصل أوجه مع نهاية سنة 2004 هذا النقاش مضمونه الأساسي هو الإشكال الثاني الذي أشرنا إليه في فقرة توضيح الإشكال.فينما كان الصراع يتحرك ببطء ظهر على السطح التقدم الذي حققته مجموعة من الحركات و الأحزاب الماوية في العالم , في وضع سمته الأساسية السيطرة المطلقة للإمبريالية على جل أنحاء العالم بما في ذلك تلك التي تعتبر من الدول التي أنتجت تجارب ناجحة وهو الشيء الذي فعلته هذه البلدان التي تتحرك داخلها مجموعة من الأحزاب و الحركات التي تقول بتبنيها للماوية .فكان من الطبيعي أن تلقى ذلك الترحيب و التقدير .لكن للأسف لاقت الحماس و الرغبة في الوصول وبسرعة من طرف بعض المناضلين ومما زكى ذلك هو الفراغ المهول لأي تحرك نضالي جاد على المستوى العالمي اللهم إذا استثنينا بعض التحركات المحتشمة و الذي لا يخرج المغرب عن إطارها الشيء الذي جعل البعض يريد أن يختبئ في ضله من أشعة الشمس معتبرا أن ما يمكن أن يزعزع هذا الصمت هو التقرب من هذه الحركات و الأحزاب باعتبار هذه القوة التي أبدتها و باعتبار أنها لا تدافع إلا على ماو على غرار مجموعة من التنظيمات التروتسكية أو غيرها و أن إمكانية النضال ضمن النطاق الأممي ستبدو اقرب لتحقيق نجاحات و انتصارات و بالتالي يكون بذلك قد قطع كل صلة له بالتفكير العلمي المنضبط = المعرفة العلمية * ويكون المحرك في هذا لالتقاء و الدفاع على هذه الأفكار من باب التعاطف و الحماس كما قلت في مقدمة هذه الأسطر . و ما يؤكد هذا القول حتى لا يعتبر كذب أو افتراء و نذكر الرفاق بما قلناه في الفقرة السابقة عن الحركات الماركسية اللينينية المغربية , إن هذا النقاش هو نقاش قديم , أي أن الرفاق الذين يتحدثون اليوم عن الماركسية اللينينية الماوية كانوا من المطلعين على إرث الحلملم و لم يتحدثوا قط عن شيء اسمه الماركسية اللينينية الماوية ولا أريد من الرفاق أن يقولوا لي بأنهم كانوا مبتدئين أو أنهم لم يصلوا بعد إلى مستوى اجتهاد مثل هذا في ذلك الوقت أي قبل 2004 لأن هذا غير صحيح على اعتبار أن مجموعة من هؤلاء الرفاق شاركوا في الرد و الدفاع و محاكمة مجموعة من التحريفين سواء كانوا شعبويين أو حتى منشفيين (إن صح التعبير ).و هو الشيء الذي يلفت الانتباه , خصوصا و أن الصراع كان يلق بضلاله على الطابع العام للحركة و خصوصا الطلابية .
فمباشرة بعد بداية التسعينيات كان الصراع داخل الحركة الطلابية وبعد التراجع الذي عرفته نتيجة الضربات المتوالية أو بسبب تأثير الوضع الدولي ( السقوط النهائي للإتحاد السوفيتي ) مرتكزا على قضايا و مسائل ذات أهمية نظرية ( الموقف من النظام القائم , الموقف من القوى و حدود العلاقة معها , علاقة القاعديين بالتنظيمات خارج الجامعة موجودة أو غير موجودة ...) الشيء الذي كان دائما و أبدا يفرز و ينتج أولا وجهات نظر مهادنة و متراجعة عن الماركسية اللينيية و بالتالي مواقف القاعديين و ثانيا مجموعات خارج الجامعة قطعة صلتها بالحط الثوري على أن الثاني كان غالبا ما يحدد طابع الأول طبعا قد يقول قارئ على أن هذه الأشياء ما هي إلا اجترار لواقع معروف و لكن أكيد أنها ليست كذلك لأن معرفة أطراف هذا الصراع اليوم تفيد بشكل كبير في معرفة أطراف الجديد و شكله و إلا لما كان المستوى الذي وصل إليه بعض الرفاق هو الضرب بعرض الحائط كل المواقف والقناعات التي لطالما تبجح الكثير منهم من قبل بتبنيها والدفاع عنها , ولخير دليل على ذالك الاستقلالية التنظيمية أحد الثوابت عند الطلبة القاعديين التي ظلت دائما ذالك الحد الفاصل أمام كل المتربصين بهذه التجربة الفريدة . وباعتبار المحدد عند بعض الرفاق كما قلت هو التعاطف والحماس فلا غرابة أن تجد من يقول بالماركسية اللينينية الماوية على الرغم من أنه يقول عن نفسه أنه قاعدي وهو الشيء الخطير فعلا . حتى لو أن ذلك ما هو إلا نتاج الانحلال و التفسخ النظري عند البعض حتى وصل الأمر حد أن المحدد في تصور معين هو الموضة العالمية بفهمها الصبياني و هذا ليس تعميم على اعتبار أن حتى و إن كان الجانب الأخر ليس أحسن حالا منه باعتبار المحدد فيه هو ضيق الأفق و الأفكار البرجوازية الصغيرة المبتعدة عن التغيير الجذري والاستعاضة عنه بالإصلاحات الجزئية الحقيرة ,تشكل هي الأخرى دعامة هذا الطرح الذي أصبح ناضجا اليوم وفي شكل ورقات و مقالات في مجموعة من المواقع على الإنترنيت تقول بضرورة تبني الماركسية اللينينية الماوية و أن الماوية تشكل مرحلة أخرى من المراحل التي وصلتها النظرية (2)
وما يؤكد كذالك على أن هذا النقاش ليس اجترار هو التطور الذي عرفه على اعتبار أنه بدا في الأول على انه دفاع على الرفيق ماو و على إسهاماته و على كونه ماركسي لينيني ضدا على كل الأطروحات التروتسكية و على كل الهجمات الصادرة عن بعض الأقلام مدعية أن ماو قد أبدع أشياء لا علاقة لها بالماركسية اللينينية ( الديمقراطية الجديدة , دكتاتورية الطبقات الأربع , ....). وهو إلى حد بعيد كان جيدا من حيث انه نضال و صراع على المستوى النظري ضد مشوهي و محرفي الفكر الثوري وهو النقاش الذي يندرج ضمن الإشكال الأول في فقرة توضيح الإشكال في نقاش الماوية و هنا نود الإشارة إلى أن هدا الصراع و إن كان ليس ما نريد التمحيص فيه بشكل أساسي إلا أنه كذلك يستدعي كل الانتباه و الرد عليه بحزم . هده النقاشات التي تريد الهجوم على القائد الثوري ماو وتسيد جو من الميوعة والتفسخ النظري (3) . والتي ما هي في الحقيقة إلا إعادة لمجموعة من النقاشات الصادرة عند تروتسكي أو زينوفيف حول الثورة الصينية **
على الطرف الآخر وهو الأساسي و كما قلنا فإن مستوى التطور الذي عرفه هذا النقاش لم يقف عند حد الدفاع عن الرفيق ماو و هو شيء جيد , بل و صل الأمر حد التلميح في مجموعة من المحطات على أهمية موقع الرفيق ماو في النظرية*** وقد يبدو الأمر إلى حدود هده المقالات على أنه مجرد مبالغة في الدفاع عن الرفيق ماو ضد كل مشوهي الفكر الثوري ولكن ما يؤكد على أن هذه الخطوة ما هي إلا حلقة ضمن مسلسل التراجع عن الفكر الثوري هو أن البداية كانت الدفاع عن الرفيق ماو و وصلت حد وضعه ضمن مصاف معلمي البرولتارية و واضعي النظرية ماركس و لينين لتصبح النظرية على يد مفككي الكلمات المتقاطعة بين عشية وضحاها نظرية ماركسية لينينية ماوية وهو الشيء الذي سيكون مقبولا عند بعض الأطراف باعتبار المسافة التي باتت تربطها بالعمل الثوري حتى داخل الحركة الطلابية , حيث سارع موقع أعلن ارتباطه بمنظري الماركسية الجدد مند البداية إلى التعاطي مع هده النقاشات بمنطق المسلمات و البديهيات فطبق بذلك علاقة الشيخ بالمريد على نموذج الزاوية , فبدأت تطل علينا مقالات بل أكثر من دالك بيانات موقعة باسم الطلبة القاعديين تقول بتبنيها النظرية الماركسية اللينينية الماوية كثابت إيديولوجي بعدما كانت تتبنى بالمنطق نفسه _ الشيخ و المريد_ الماركسية اللينينية قولا لا فعلا لمدة لا تتجاوز السنة . قد يصرخ في وجهي أحدهم ويقول على أن هذا النقاش ما هو إلا دعوة للجمود أكثر منه دعوة للنضال النظري وانه عدمية و صورية و كانطية ووو....., لكن أكيد أن أي تغيير ما هو إلا نتاج لكل القوانين الموضوعية للجدل التي تفعل في الواقع بغض النظر عن إرادتنا وان الحديث عن الجديد وعن التطور يجب أن ينطلق من هذا المنهج أي من المنهج المادي الجدلي لا من ضرورة الحديث عن الجديد و فقط وعن ضرورة أن يكون هذا هو وقت بروز الجديد بالرغم من أن شروطه لم تنضج بعد , وهنا الحديث عن مرحلة نظرية ماوية من ضمن تطور النظرية وليس مرحلة من تطور الرأسمالية , أكيد أن هذا هو التفكير الصوري الميكانيكي الذي يعتبر على أن هناك استقلال تام بين تطور النظرية و تطور الواقع الموضوعي بحيث يقول على أن الماوية ليست مرتبطة بمرحلة من الرأسمالية أكيد أن هناك إستقلا ل نسبي بين تطور الواقع وتطور النظرية وإلا لما تحدث الرفيق ماركس قبل الرفيق لينين عن المجتمع الشيوعي الذي لم تصل له البشرية بعد لكن هذا لا يلغي على أن الماركسية اللينينية تشكل الشكل الناضج للنظرية في غياب أي جديد يمكن إعتباره بحق جديد عليها . يقول الرفيق ستالين " إن اللينينية هي ماركسية عصر الاستعمار والثورة البروليتارية، وبتعبير أدق اللينينية هي نظرية و تكتيك الثورة البروليتارية بوجه عام وديكتاتورية البروليتارية بوجه خاص" (4)

لكن ضرورة تنميق هذه الفكرة جعلت الرفاق يبحثون بالفعل عن هذه المرحلة فلم يجدوا غير مرحلة دكتاتورية البرولتارية . لكن أولا كيف أصبحت دكتاتورية البرولتارية مرحلة ؟ و ثانيا كيف للرفاق أن يخفوا أن الرفيق لينين تحدث عن دكتاتورية البروليتاريا بل الرفيق ماركس و بإسهاب ؟ "
3-وضع ماركس للمسألة في سنة 1852

في سنة 1907، نشر مهرينغ في مجلة («نويه تسايت») (25،2،164) فقرات من رسالة وجهها ماركس إلى فيديميير في 5 مارس سنة 1852. وقد تضمنت الرسالة فيما تضمنت المحاكمة الرائعة التالية:

«وفيما يخصني ليس لي لا فضل اكتشاف الطبقات في المجتمع المعاصر ولا فضل اكتشاف صراعها. فقد سبقني بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التصور التاريخي لصراع الطبقات هذا، واقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الاقتصادي. وما أعطيته من جديد يتلخص في إقامة البرهان على ما يأتي: 1) أن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل معينة من تطور الإنتاج، 2) أن النضال الطبقي يفضي بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا، 3) أن هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الانتقال إلى القضاء على كل الطبقات وإلى المجتمع الخالي من الطبقات…»

في هذه الكلمات تيسر لماركس أن يفصح بجلاء مدهش، أول، عن ما يميز تعاليمه بصورة رئيسية وجذرية عن تعاليم مفكري البرجوازية المتقدمين والأكثر عمقا، وثانيا، عن كنه تعاليمه بشأن الدولة. " (5 )
يقول الرفيق لينين ايضا " وقد كتب كاوتسكي «ضد» برنشتين قائلا:

«يمكننا أن نترك للمستقبل بكل راحة ضمير أمر تقرير مسألة ديكتاتورية البروليتاريا» (ص 172 من الطبعة الألمانية).

إن هذا ليس بجدال ضد برنشتين، ولكنه في الجوهر تنازل أمامه، تخل عن مواقع للانتهازية، لأن الانتهازيين لا يريدون في هذا الظرف أكثر من أن «يترك الناس للمستقبل بكل راحة ضمير» جميع المسائل الجذرية بشأن مهام الثورة البروليتارية." (6)
كل هدا يفيد في إظهار الارتباك الحاصل عند الرفاق بين الحديث عن مرحلة أخرى نظرية وليست في الواقع الموضوعي - باعتبار الإمبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية لازالت تميز المرحلة ( ليس تمجيد للإمبريالية )- وبين الحديث عن أن الجديد الموضوعي هو مرحلة دكتاتورية البرولتاريا لكن نقول على لسان الرفيق لينين " الوضوح الفكري و الثبات الفكري - ذلك ما نحتاجه، و لا سيما في هذا الظرف العصيب" لينين 1909 " (7 )
خلاصات هذا النقاش و ما هي نتائجه ؟ -III
أكيد أن المطلع على جزء بسيط من الفكر الماركسي اللينيني سيجد على أن الحديث عن البرجوازية الصغيرة و ما يميزها على المستوى السياسي و الفكري يشغل حيز أساسي ضمن اهتمام ماركس و لينين وكل القادة الثوريين , بحيث تشكل هده الطبقة بحكم موقعها من سلسلة الإنتاج تلك الطبقة التي تتأرجح وفق موازين القوى بين شعارات الطبقة العاملة وشعارات البرجوازية لذلك فهي تعيش على الأمل في أن تصبح برجوازية بمراكمتها لرؤوس أموال وبين واقع "التبلتر" الذي يهددها من جراء الاحتكارات , فهي بذلك لا تستقر على موقف من النضال إلى جانب العمال و هو ما يميز برجوازيتنا الصغيرة و بالتالي ممارستها السياسية الشيء الذي جعل طرح نقاش الماوية في المغرب جاء ضمن سياق عالمي ميزه ظهور حركات و أحزاب ماوية حققت انتصارات جزئية رغم أن ما يميزها هو تلك التمايزات النظرية و الاختلافات في قضايا أخرى سياسية – الحديث عن العولمة – مما يؤكد تغليب طابع الوحدة لديها على طابع الصراع ويساهم في ذلك الانتماء الطبقي لأغلب مناضليها بكونهم برجوازية صغيرة فيكون بذلك الهدف هو البحث عن أمن بدون التفكير في النتيجة البعيدة لهذا الموقع ضمن الصراع العام الذي يجب أن يميزه الصراع و النضال النظري و تنقيح ومقارعة الأفكار و الآراء حتى يتم اختيار الصائب و بالتالي معرفة الخاطئ و تجنبه – موقع الطبقة العاملة – وهو الشيء الذي لطالما أطربنا بسماعه , لكنه ضل شعار تمرر من خلاله اجتهادات – إبداعات – من مناضلين ظنوا أنهم وصلوا مستوى التنظير , لكن الخطير أن يستهلك هذا النقاش من مناضلين داخل الحركة الطلابية دون وعي بتبعاته على اعتبار أن أي نقاش هو شيء جيد لكن في الأخير يجب اختيار الصائب و تبنيه , و هنا نود الإشارة إلى أنه لطالما اعتبر القاعديين الثابت الإيديولوجي لتنظيمهم هو الماركسية اللينينية , فكان غريبا فعلا أن تطل علينا ورقات و بيانات موقعة باسم القاعدين و تقول بتبنيها للإيديولوجية الماركسية الينينية الماوية , النتيجة الحتمية للتفسخ و الانحلال النظري الذي كانت بدايته بالهجوم على الاستقلالية التنظيمية و على مواقف أخرى تشكل الثابت السياسي عند الطلبة القاعديين مما يشكل في الحصيلة ابتعاد وراء ابتعاد عن الخط الثوري سواء داخل الحركة الطلابية أو حتى خارجها و بما هو خط واضح المعالم و الأسس و مستند على تبريرات نظرية و سياسية بعيدة عن مجرد علاقة الشيخ و المريد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 : نقاش منظمتنا مع الفصيل الثالث :منظمة إلى الأمام .
2:مقال خالد المهدي : (الماركسية اللينينية الماوية )
*:إحالة لرفاق للمزيد من الإطلاع على الكتاب القيم للرفيق ماو ( أربعة مقالات فلسفية – مقال في الممارسة العملية – )
**:كتاب أطروحات حول المسألة القومية والثورة الصينية ل زينوفيف و كدالك كتاب تقييم و أفاق الثورة الصينية ل تروتسكي
3 : - عبد الحق الزروالي الشعبوية و التحريفية الماوية ...وجهان لعملة واحدة الحوار المتمدن - العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27
إن كانت هده الورقة غير موجهة بشكل أساسي للصراع مع الماركسين اللينينين بقدر ما هي موجهة ضد دعاة الماركسية اللينينية الماوية
4 :ستالين: أسس اللينينية
***: خالد المهدي : الماركسية من ماركس إلى ماو قوة و إبداع و ثورة الحوار المتمدن العدد: 1539 - 006 / 25 / 3 هدا المقال الذي دافع فيه صاحبه على أهمية إضافات الرفيق ماو في النظرية مبدعا و متفننا في أسلوب الإقناع حتى وصل به الأمر حد تأويل مقولات الرفيق لينين إرضاء لرغبته في الإعلاء من شأن ماو مثلا " الرفيق ماو أزال تحفظ الرفيق لينين حول أن التناقض هو جوهر الديالكتيك "
5 : لينين : الدولة و الثورة .
6 : نفس المرجع.
7 : لينين: بصدد مقالة : أضواء على المسائل المباشرة