من أعلام أسيوط


نصارعبدالله
2014 / 4 / 16 - 21:57     

من أعلام أسيوط نصار عبدالله
فى عام 2011عندما صدر الجزآن : الثالث والرابع من كتاب "من أعلام أسيوط"، للدكتور رجائى الطحلاوى المحافظ ورئيس الجامعة الأسبق، والأستاذ غير المتفرغ حاليا بكلية الهندسة، تصورت يومها أن جعبة المؤلف قد نفدت ، وأنه لم تعد هناك بقية من الأسماء تكفى لإصدار جزء خامس من الكتاب، اللهم إلا بقدر كبير من التساهل فى تعريف مصطلح "أعلام "، غيرأننى عندما تلقيت فى الأسبوع الماضى نسخة من الجزء الخامس تبين لى أنى كنت مخطئا، وأن الأسماء الواردة فيه هى أعلام حقيقية، وأن كلا منها قد ترك بصمة مميزة فى مجاله بدءا من العلم والفن والثقافة وانتهاء إلى عالم الإقتصاد والسياسة، يكفى للتدليل على ذلك أن نستعرض معا نماذج من الأسماء التى أوردها الدكتورالطحلاوى وأبدأ بالشاعر أحمد بخيت الذى ولد فى مدينة أسيوط عام 1966، وتخرج من كلية دار العلوم عام 1989ثم عين معيدا بالجامعة لكنه ـ بعد أن حصل على عدد كبير من الجوائز المصرية والعربية ـ ترك العمل الأكاديمى وتفرغ للكتابة ، ورغم أن أحمد بخيت يكتب القصيدة العمودية ( شأنه فى هذا شأن أغلب الشعراء الدراعمة) رغم هذا فقصائده مفعمة بالأصالة والتوهج ، كما أنها مفعمة بالسمات الحداثية الواضحة رغم شكلها العمودى، ومن أحمد بخيت ننتقل إلى الدكتور إسحق عبيد شيخ المؤرخين المتخصصين فى العصور الوسطى الأوروبية سواء فى مصر أو فى العالم العربى والذى ولد فى عام 1922 فى إحدى القرى التابعة لمركز البدارى ( وهو بالمناسبة نفس المركزالذى أنتمى إليه كما ينتمى إليه صديقى وابن الكلية التى تخرجت منها: عادل حمودة كما ينتمى إليه أيضا عدد من الرموز فى مجالات شتى أذكر منها على سبيل المثال: محمد محمود ـ مجدى يعقوب ـ عصمت سيف الدولة ـ ممتاز نصار ـ طاهر أبوزيد)، ومن الدكتور إسحق عبيد أنتقل إلى الدكتور شاكر عبدالحميد الذى يعد واحدا من أهم المشتغلين بالنقد الأدبي فى مصر والعالم العربى وواحدا من أبرز الأكاديميين المتخصصين فى سيكولوجية الإبداع الفنى ومن أغزرهم إنتاجا، وقد شغل الدكتور شاكر منصب وزير الثقافة عام 2011 وقبل ذلك أمين المجلس الأعلى للثقافة ونائب رئيس أكاديمية الفنون ، ومن شاكر عبدالحميد أنتقل إلى فيوليت مقار مغنية الأوبرا وواحدة من أهم رائدات الغناء الأوبرالى فى مصر وهى التى لعبت دور "أمينيريس" فى أوبرا عايدة ، وقد كانت أول مصرية تقوم بهذا الدور فى تلك الأوبرا الشهيرة حيث شارك فى الغناء معها أميرة كامل وحسن كامى ، ومن فيوليت مقار أنتقل إلى الىشهيد مينا دانيال واسمه بالكامل: مينا إبراهيم دانيال الذى تنتمى أسرته إلى قرية: "صنبو" ، وقد شارك مينا جنبا إلى جنب مع رفاقه المسلمين والمسيحيين من الشباب الحالمين بمستقبل أفضل لهذا الوطن، شاركوا جميعا فى تفجير ثورة يناير ثم تصدوا معا للمغيرين على ميدان التحرير فى موقعة الجمل الشهيرة حيث أصيب مينا يومها بطلفتين فى ساقه لكنه عولج وتم شفاؤه ، وفى أكتوبر 2011خرج فى مظاهرة توجهت إلى ماسبيرو للتنديد بأحداث كنيسة الماريناب لكن المشاركين فى المظاهرة فوجئوا بالرصاص الحى ينهمرعليهم مما أسفر عن استشهاد ثلاثين متظاهرا كان من بينهم مينا دانيال، وعند هذه النقطة أتوقف لكى أبدى اندهاشى من أن الدكتور الطحلاوى قد ذكر اسم واحد من شهداء ثورة يناير ممن تمتد جذوره إلى أسيوط ولم يذكر أحدا من شهداء ثورة: 30يونيو ممن ولدوا وعاشوا فى أسيوط فعلا ثم روت دماؤهم أرضها عندما خرجوا يوم 30يونيو يطالبون برحيل المرؤوس الإخوانى (المرؤوس وليس الرئيس هو الوصف الأدق للدكتور محمد مرسى )، وعلى رأس هؤلاء الشهداء الأبرار زميلنا محمد ناصف شاكر المدرس المساعد بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب بسوهاج الذى لقى مصرعه برصاص المليشيات الإرهابية الموالية لجماعة الإخوان وهو يهتف باسم مصر أمام مبنى محافظة أسيوط مساء 30يونيو 2013
[email protected]