(انا سمعنا قرآنا عجبا...)


ميس اومازيغ
2014 / 4 / 13 - 16:34     

(انا سمعنا قرآنا عجبا...)

يقول محمد في كتابه( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا
والأمر مبلغ من قبل الوسيط المسمى جبريل او جبرائيل لمحمد مرسلا من قبل الله .والسورة تشرح نفسها بنفسها عند القارىء المار مرور الكرام .الا انها ستثيرلدى القارىء الدقيق اللبيب من التساؤلات ما من شانه ان يساعد على معرفة غاية محمد منها والتي هي تزكية افكاره وبالتالي تمريرها الى المخاطب, الى جانب ما سوف يستشفه من تناقضات وهفوات وقع فيها صاحب الرسالة ولم ينتبه اليها. والقران نزل بلغة محمد كما هو معروف وهي ايضا لغة اهله كما انه انزل منجما وليس دفعة واحدة ليحق لنا ان نتسائل.

اولا) ماكانت لغة هؤلاء الجن اهي العربية القرشية ام غيرها ام هي وغيرها ؟
ثانيا) كم آية سمعوا من القران وامنوا على اثرسماعهم اياها؟
ثالثا) ما الطريقة التي اعتمدها هؤلاء الجن لتبليغ ما سمعوه الى غيرهم من قومهم؟ ثم هل آمن من ابلغوهم ما سمعوا؟
رابعا) هل تتبعوا بعد ذلك ما جاء به محمد ام اكتفوا بما سمعوا؟
خامسا)هل يعتبرون القرآن حمال اوجه ام موحدون في تفسيره؟ان لم يكونوا موحدين في تفسيره فهل هم ايضا يقتتلون فيما بينهم وان كانوا موحدين اليسوا على علم بان (المسلمون سواسية كاسنان المشط) و(لا يومن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه) (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) و(انما المومنون اخوة)وبالتالي لمذا لم ينقذوا اخوتهم المسلمين من البشر وهم يعلمون ما هم فيه من اختلاف واقتتال وهم الأقدرون بمميزاتهم الخاصة من مثل قدرتهم على لمس السماء؟

.....................
قبل ان اتطرق لمحاولة الجواب عن هذه الأسئلة فانني ارى ان افتح عارضة لتوظيح معنى:(قل اوحي الي) التي خال تبع محمد انها تعني توجيها واخبارا من قوة غيبية (الله) في حين ان الوحي يعني الألهام وهو انتباه شخصي داخلي. ليكون محمد بكلمة قل انما يامر نفسه بتبليغ ما انتبه اليه وادركه .ولأعطائه المصداقية لهذا قام بمحاولة تهريبه ونسبه الى غيره وارجاعه بعد ذلك وقد اعطي ميزة القدسية.وحتى لا يتفرع المقال ويتشعب مضمونه اتوقف عند ماذكرواتولى تفسير محتوى السورة على علاته .

يفيد مظمون السورة ان جماعة من الجن استرقوا السمع الى السما ءوسمعوا (قرآنا) عجيبا غير مالوف سماعه فآمنت به والتزمت بان لا تشرك بالرب احدا بما يفيد انها كانت تشرك به غيره بدليل ما جاء بعد ذلك من القول بان الله( جد ) بكسر الجيم لا هزل خلاف شروحات التبع وهذا الرب لم يلد ولم يولد .وهو ما قد يستشف منه مراد محمد بضرب (التثليث) المسيحي لنتسائل هل قبل اسلام هؤلاء الجن كانوا مسيحيين؟ انه ما يمكن ان تفيده الآية التابعة من قولهم بان سفيههم كان يقول على الله كذبا بمعنى ان الذي يقول بهذا التثليث والشرك كان كاذبا وآمنوا به حتى ضنوا ان لا الجن ولا الأنس ستكذب بشان الله وانهم بعد اسلامهم علموا ان(رجالا) من الأنس كانوا يعوذون (برجال) من الجن وارهقوهم وزادوهم تعبا .فالعياذ بالجن انما كان من قبل رجال الأنس وليس منهم واناثهم وبرجال الجن أي ذكورهم لا الذكور والأناث .كل هذا الكلام كان موجها من الجماعةالتي آمنت بما سمعت الى بني جلتهم من الجن بدليل قولهم:(ظنوا كما ظننتم..)مخبرين اهلهم بانهم لمسوا السماء وانهم كانوايقتربون منها للتجسس وسماع ما يجري هناك الا ان من قد يفعل ألآن منهم سيرجم بالشهب بمعنى توقف علم الجن بالأسلام كان عند حدود ما سمعت به جماعة الجواسيس على السماء متسائلين في الأخير عما يريده الله من اهل الأرض اخيرا ام شرا بالرغم من انهم سبق وادركوا ان ما سمعوا به انما يهدي الى الرشد بما يجب ان يفهم منه انه اراد بهم الخيرغير ان التساؤل انما لحمل المخاطب على اختيار الأيمان وهو مبتغى محمد من مجمل هذه السورة.
...........
المثيرللملاحظة في شان طريقة نشر محمد لأفكاره هو سلوكه اسغلال طول حياته الا قليلا(بعد وفاة ورقة بن نوفل) منهج التبليغ باعتبار المناسبة والظروف .بحيث لم يكن يكف عن افراغ ما بجعبته الا قليلا الى غاية ادراكه انه قد اكمل ما اراد تبليغة بقوله (اليوم اكملت لكم دينكم ورضيت لكم الأسلام دينا) والآية المشار اليهامن الآيات المكية بما يفيد ان هؤلاء الجن آمنوا بمجرد ما سمعوه وهو ليس القرآن بكامله الذي يبدأ بما قيل من ان اول ما انزل منه سورة ( اقرأ....) .وما عبر عنه بمقتضى هذه الصورة يحيل على ارتجال محمد تبليغ افكاره بحسب ما تقتضبه المناسبة والضروف ليكون هؤلاء الجن اكتفوا بالأيمان بما تظمنه ما سمعوا به من القران وهو يبلغ الى محمد ولم يفدنا هذا الأخيربما اذا كانوا قد تتبعوه الى نهايته ام لا وان كانت الصورة المذكورة تفيد انهم لم يتتبعوه لوجود شهب يرمى بها من يقترب من السماء التي كانوا يسترقون اليها السمع .وتبع محمد لم يكتفوا بما آمنوا به عند اسلامهم بل تتبعوا باقي ما جاء به الى نهايته والمسلمون بعد وفاته كانوا قد اكمل لهم الدين المحمدي بمعنى ان من اسلم قبل ذلك فدينه ناقص.
.........
من المفروض والقرآن انزل باللغة العربية وسمع منه الجن ما سمعوا وآمنوا انما سمعوه باللغة العربية بما يفيد ان هؤلاءعربيي اللسان بل وقرشييه باعتبار محمد قرشيا .الا ان دارسي القرآن يعلمون ان به من الفاظ وكلمات وتعابير ما لم تكن العربية تعرفه من مثل (جهنم) فهل يا ترى كان هؤلاء الجن يعلمون ايضا اللغات التي استعار منها محمد هذه الألفاظ وفقط هذه اللغات ام انهم يعرفون غيرها التي كانت ايضا مستعملة وقت سماعهم للقرآن سيما ان القرآن يعتبر ابليس من الجن وهذا مهمته الأساس هي حمل (بني آدم) على عصيان اوامر الله وبالتالي المفروض فيه و جنده ان يكونوا على علم بلغات هؤلاء حتى انهم يغوون نسائهم ويضاجعونهن بل ينجبن منهن بما يفيد التواصل معهن بلغاتهن فهل يا ترى ان هؤلاء مبرمجين على مسايرة كل لغة من لغات بني آدم والقرآن يعيد علينا الحوار الذي جرى بين ابليس وربه بالعربيةوان اول نبي انما هو آدم ؟ فهل هذا الآدم كان وحيد اللغة ام متعددها ام عديمها بمفهومها الذي نعرفه؟ انها لحيرة ما فوقها حيرة الا ان يفترض ان بالجن قبيلة من قريش هي التي استرقت جماعة منها السمع وعادت الى باقي الجن بلغاتهم قصدتبليغهم ما سمعوه وبالعربية القرشية وما استعيرمن قبل الله من لغات اخرى ليملأء بها فراغ القرشية ويتمم رسالته لمحمد.
........
لم يتتبع الجن المذكورون تبليغ جبريل الرسالة الى محمد وهو ما يعني كون اسلامهم ناقصا فكيف يا ترى اجتهدوا لحل مااعترضهم من امور تستوجب معرفة حكم الله فيها؟ وما حكم اسلامهم ان هم خالفوا ماا نتهت اليه الرسالة فيما جاء بها بعدالجزء الذي بلغهم منها؟ ولم يا ترى لم يكلف اله محمد نفسه عناء انقاذ هؤلاء الجن بهدايتهم على يد احد منهم وقد آمنوا به بل اكثر من ذلك كذبوا من حملهم على الأشراك به؟
.......
من خلال مظمون الآية يتبين ان الجماعة المومأ اليها لم تعتمد الفرض القسري لما سمعوا به وآمنوا وانما ابلغوا ذويهم قولا غير انه ليس هناك ما يفيد ما انتهى اليه اخبارهم لهؤلاء اآمنوا هم ايضا ام لا .وهل كان فهم الجماعة لما سمعواموحدا ام اختلف فيه فيما بعد ؟اذ يحق التساؤل عن سبب عدم مساعدتهم لأخوانهم المسلمين من بني آدم الذين يقتتلون اليوم فيما بينهم وباسم هذا الأسلام أي باسم ما سمعوا منه ما سمعوا؟
........
انها حقا لأداة جهنمية للتسلط والتوسع والأستغلال والمصيبة انها اداة تحتوي وسائل تفنيدها وفي احشائها ورغم ذلك طال مفعولها واستطال لأن عملية التغييب والتخدير لم تنل الا من الضعفاء وهم اكثرية البشرية وهؤلاء هم المستهدفون من كل فكر شمولي قصد الركوب عليهم من اجل تحقيق غايات صاحب الفكر الشمولي وهذه الأداة هي التي حاول خدام المحمديةبواسطتها نشر لغته واهله واجتثاث لغات غيرهم من الأمم.


اليكم الرابط التالي: الغزو العربي لشمال افريقيا الأمازيغية باسم العقيدة التي آمن بها هؤلاء الجن http://www.amazighworld.org/arabic/history/index_show.php?id=4131