في المشهد السوري اليوم


محمود جلبوط
2014 / 4 / 10 - 15:05     

علينا أن لا ندفن رأسنا في الرمل كالنعامة ونقر بدون مواربة أن أمور الانتفاضة السورية قد آلت إلى وضع أقل ما يمكن القول عنه أنه مربك بالنسبة لنا نحن الذين انحزنا إل شعاراتها الأولى في تطلعها إلى إسقاط الاستبداد بكل أشكاله وتوجهاته والبناء على أنقاضه الدولة المدنية الديموقراطية ....لكن في ظل ما انتهت إليه نشاطات الانتفاضة الأخيرة في ظل عسكرة الصراع واختصاره إلى صراع بين نظام طائفي مجرم لا يكف عن قتل مواطنيه وتهديم المدن على رؤوسي ساكنيها بالصواريخ البعيدة والمتوسطة والقصيرة المدى والبراميل المتفجرة , ومجموعات مسلحة تشبه النظام كثيرا بتوجهاتها وشعاراتها الطائفية وممارساتها في القتل ومصادرتها للرأي الآخر , لا تفترق عنه سوى بكمية وكثافة التسليح , هي ليست مؤهلة لتكون البديل عنه وهي لا تتقن سوى القتل والتخريب غير عابئة بمصالح المواطنين وأمنهم تماما كالنظام .
ينبغي أن لا يضعنا ما آلت إليه الأمور في الانتفاضة السورية أمام اختيار أقل ما يمكن وصفه بأنه ممتنع: إما الأسد أو من يشبهه وفي بعض حالاته أسوأ منه.
لقد انطلقت الانتفاضة السورية بتضحيات الشباب الذين هتفوا للحرية والدولة المدنية ولوحدة الشعب والأرض للتخلص من الاستبداد بكل أنواعه ومعانيه وضد المجرمين وأشكال إجرامهم المتنوعة , لم تنطلق الانتفاضة ضد السلطة الأسدية لأن رأسها "علويا" أو بعثيا أو علمانيا ينبغي التخلص منه لصالح مستبد "سني " عادل أو لصالح أجندات غير سورية ولصالح "خلافة إسلامية"
نحن الذين أيدنا الثورة السورية وما زلنا لسنا أمام اختيار نوعين من الاستبداد , إما "سني" أو "علوي شيعي" أو هذا الاستبداد أو ذاك ....لقد انحزنا للثورة لتوفر للسوريين خيارات مختلفة في ظل دولة ديموقراطية مدنية وليست دينية .