تجليات كارثية جشع الامبريالية منذ 1990 و إلى الان


رشيد العيساوي
2014 / 3 / 12 - 14:41     

مع الاعلان عن سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1990 و إنتهاء ما سمي حينها بالحرب الباردة و اللتي هي فعلا باردة بتحالف الامبريالية الغربية و القيادة التحريفية مابعد المؤتمر العشرين و اغتيال ستالين، من أجل تدمير كل ما بنته دكتاتورية البروليتاريا بالاتحاد السوفياتي و القضاء على كل معاقل الاشتراكية بمباركة تلك التحريفية السوفياتية، ظن الكثير من السذج أن العالم سيعيش السلم و السلام بعد انتفاء "محور الشر"، لكن تواتر الاحداث أكد صحة تنظيرات معلمي البشرية منظري المجتمع البديل للقائم.
فمع سقوط الاتحاد السوفياتي أو بصيغة أصح بعد التفرغ من عدو الامبريالية الحقيقي، الاشتراكية العلمية ولو في أصغر تجلياتها. بقيت الامبرياليتين القويتين (الشرقية و المتمركزة في روسيا و الغربية المتمركزة في الولايات المتحدة الامريكية) وجها لوجه للاقتتال من أجل اقتسام العالم مع جذب كل مركز لقوى أخرى نحوه.
فمباشرة وسنة 1991 كان الهجوم على العراق، واللذي كان حينها سوقا روسية في محاولة فاشلة لضمه بشكل نهائي.
1992 - 1995 تقسيم يوغوزلافيا أو ما عرف بحرب البوسنة و الهرسك بتأجيج الصراعات الشوفينية داخلها.
2003 الامبريالية الامريكية تضحي بالالاف من المواطنين الامريكيين من أجل الحصول على اجماع عالمي و توقيع الجميع علي شيك أبيض من أجل جرائم لا حدود لها ضد شعوب أخرى و تحت مبرر محاربة كائن وهمي حدد في ما سمته القاعدة. فكان خطاب بوش حينها إعلان حرب ضد كل إمبريالية ستقف ضده، و الهدف، التدخل المباشر في العراق و الاستفراد بسرقة خيراته مع إغراقه في ديون سيكلفه سدادها عشرات السنين.
2004 صراع الامبرياليتين يتجلى في أكرانيا، لكن هاته المرة بصورة ماكرة من إبداع الغرب و ما سمي حينها بالثورة البرتقالية حيث تم الاقلاب على فيكتور لينوكوفيتش الموالي لروسيا و اللذي سيعود للسلطة في 2010 و للهزل يعاد نفس السيناريو في 2014 (ما يحصل مؤخرا بأوكرانيا).
17 دسمبر 2011 - 14 يناير 2011
تأجج الانتفاضات بتونس بعد وفاة البوعزيزي و اللتي كانت قد ابتدأت ودامت لثلاث سنوات بين مد و جزر، بما عرف باحتجات الحوض المنجمي.
فما كان من الامبريالية الغربية إلا أن سارعت للركوب عليها عبردعمها إعلا ميا بإعلامها و إعلام الخليج الرجعيين، و كذا التدخل المخابراتي، فكان تحييد الجيش و بل وقوفه ضد السلطة الحاكمة و بالتالي عزلها في سرعة قياسية. مما نتج عنه تفادي ما لا يحمد عقباه ،اسنزاف وإحباط ذلك المد الجماهيري مع تنصيب قوى الظلام المتأهبة للعمالة دوما لأهيلها لما هو قادم.
25 يناير 2011
السخط الجماهيري و الانتفاضة تجتاح مصر اللتي يعرف شعبها تجويعا حقيقيا، ويعاد سيناريو تونس بالحرف. فكان الدعم و التوجيه الاعلامي و الختراق المخابراتي، تحييد الجيش و تكليف أوجه معروفة بعمالتها .
15 يناير 2011 - 11 فبراير 2012
احتجاجات عارمة باليمن باعداد هائلة فاقت كلا من مصر و تونس، لكن الملاحظ أن الاعلام الرجعي لم يسلط عليها الضوء كفاية كما في حالة مصر وتونس، مما يدل أن الامبريالة لم يكن لها مصلحة فيما يحصل و كذا لا يد لها فيه و هو ما تجلى فعلا في طبيعة الشعارات المرفوعة، لكن هذا لا ينفي تدخلها عبر مسرحيتها البئيسة بتفخيخ مكان محمد صالح و من ثم استبدال رؤوس هرم السلطة الحاكمة.
13 فبراير 2011 - 20 أكتوبر 2011
تدخل مباشر بليبيا عبر قوى الظلام أولا و من ثم الناتو ثانيا، مغطى بإحتجاجات شعبية جزء منها حقيقي و آخر وهمي. ذلك التدخل اللذي كان الهدف منه هوتدمير ليبيا كما العراق و إغراقها في الديون مع النهب المباشر لثرواتها النفطية.
إنه وفعلا فنتيجة ما حصل في تونس و مصر هو ما سهل اختراق ليبيا، أولا من أجل قاعدة خلفية لقوى الظلام، قطع أي تعاطف لرؤوس انظمة مجاورة مع القذافي و إيجاد محتضن للاجئين.....يتبع