في الثامن من مارس


رشيد العيساوي
2014 / 3 / 7 - 21:32     

في قوانين الصراع، الصراع الاساسي هو المحدد في عملية التطور. وفي المجتمع يبقى الصراع الطبقي هو الاساسي والتناحري. وكل هروب عن هذا الصراع و تسييد آخرين ثانويين لن يدخل إلا في خانة الانتهازية و العمالة لما هو قائم.
إن مجموعة من القضايا (ونقول قضايا وليس مسائل، لانها لن تجد حلا إلا بتغيير كامل متكامل للكل. و في حالتنا المجتمعية هاته لن تجد حلولها إلا بالمجتمع الشيوعي اللذي سيحلها تدريجيا). ومن هاته القضايا قضية المرأة اللتي لن تجد حلا و إنصافا تاما حسب دورها الطبيعي إلا عبر و في المجتمع الشيوعي.
إن البورجوازية ليست غبية، فهي تعلم أن لا إستمرارية لها إلا بتأجيج الصراعات الثانوية من عرقية (شوفينية) و قومية و كذا لن تتردد في أن تنخر نفس الطبقة المسحوقة بصراعات بين الجنسين.
إن قضية المرأة بالمنظور البورجوازي و من داخل ماهو قائم حق أريد به باطل. فدعواتها لتحررها لا تعدو رغبة في إغراق سوق العمل بملايير الايادي العاملة الرخيصة، و أما مناصرة حقوقها فلا يدخل إلا في خلق شوفينية جنس من داخل نفس الطبقة العاملة بتعابير دخيلة عليها من قبيل المجتمع الذكوري و ما إلى ذلك من التراهات.
إن المرأة شأنها شأن الرجل عرفت ولا زالت تعرف نضالات مريرة من أجل الظفر بالمكتسبات تحفظ البعض من كرامتها في كل مراحل التاريخ. و في هذا السياق جاء الثامن من مارس اللذي يؤرخ لتضحيات و نضالات للمرأة العاملة كانت تطالب عبره بتحسين ظروف عملها و استغلالها عبر تظاهرات عفوية ابتدأت في أمريكا سنة 1857 بإضرابات لعاملات نسيج و أنتهت بإقراره كيوم عالمي للمرأة تعزي به شقائها، بعد دخول الاشتراكية الديموقراطية "التحريفية" على الخط سنوات 1908 و 1911. وكما قال لينين "أن البوروجوازية لا تذخر جهدا في مهاجمة كل الثوريين، لكن ما أن يموتوا أو يستشهدوا حتى تجعل منهم أيقونات يعزي بهم المسحوقون شقائهم".
أما نحن المسحوقون فلا عزاء و لا عيد لنا إلا يوم القضاء على كل العلاقات القائمة القديمة و بناء الجديد المجتمع الشيوعي الكفيل الوحيد بكرامة كل البشر، ولن يسعنا إلا أن نرفع شارة النصر عاليا لكل من يناضل من أجل ذلك و الخزي و العار لكل أشكال الانتهازية الشوفينية، بما فيها شوفينية الجنس.
و لكي تكون ثوريا يجب أن تطرح دائما سؤال: في مصلحة أي طبقة...