لعبة ((التوكي))- قصة قصيرة


حميد الحريزي
2014 / 3 / 5 - 00:28     


كعادتها في كل يوم ، خرجت عبير الى الشارع لتلعب ((التوكي)) مع قريناتها من صغيرات الحي ، وجدتهن متجمعات كشدة من الزهور الملونة الجميلة ، وقد تابطت كل منهن دميتها الصغيرة ،ضغطت بأصابعها بقوة على الوريقة النقدية وكأنها تريد ان تتأكد من عدم ضياعها اثناء اللعب ....
ابتسمت ابتسامة عريضة بوجه دميتها وهي تحتضنها بشوق وقوة ، لا تحزني حبيبتي سأشتري لك اليوم ما تريدين ، قدر ، طباخ ، ماكينة خياطة ، فستان جديد فقد قاربت حصالتي على الامتلاء ، اليوم ستصطحبني والدتي معها الى السوق ، ووعدتني ان تشتري لي اقراطا وأساور وقلادة ذهبية وفساتين جديدة ....
لا تكوني مشاكسة فانا لا اعرف لماذا كل هذا الكرم والسخاء الغير معهود ، ربما حصل والدي على رزق وفير ، انهم يحبونني كثيرا... وسط هذا الخيال والوعود دخلت حلقة الرقص (( شده يا ورد شده ... يا هي الورد شده كلنه ورد شده)) مع زميلاتها وصديقاتها ، ثم انغمست معهن في لعبة ((التوكي)) المحببة لهن جميعا ، لم تسمع نداء امها المتكرر ان كفى لعبا فقد حان وقت ذهابنا للتسوق ....
جففت عرق جبينها بمنديلها الوردي الصغير ، هرولت نحو والدتها وهي تطيل النظر بعيون دميتها تبشرها بقرب شراء ما وعدتها به....
ما هذا يا أمي هل سيذهبن معنا خالاتي وجاراتنا وكل هذا الجمع من النسوة ألغريبات
شنو يوم احنه رايحين لعرس لو رايحين لطهر واحد من اولاد الحي ؟؟؟؟
اهتزت ارداف النساء ضحكا وهن يتبادلن الغمز واللمز دون ان تدرك ((عبير ))من الامر شيئا ، تراكمت الاسئلة الاستفهامية في رأسها الصغير عما يجري وعن سر هذا الاهتمام المفاجئ بها ولكن دون جواب ......!!!
عدن بها الى الدار وهي محملة بالملابس والبدلات من كل لون وعلبة جميلة من المجوهرات الذهبية ، وقناني العطر وأدوات وعلب الزينة ....
أحطن بها من كل جانب وسط الزغاريد والهلاهل ونثر الحلوى والرقص المبتذل ،بعد خروجها من الحمام ، وعودتهن من صالون التجميل حيث جرت عملية صبغ الخدود الرموش ، الحواجب ،الشعر، الشفاه بلون الاحمر الصارخ رغم انه كان ممنوعا عليها حتى التقرب من علبة زينة والدتها ، البسنها بدلة بيضاء ، وهن يرددن ما اجملها من عروس ؟؟؟؟
تساءلت الصغيرة ما الامر ، هل اليوم هو عيد ميلادي وأنا لا اعلم ؟؟؟
ولكن لم يسبق ان عمل لي مثل هذا في اعياد ميلادي السابقة العيد الثامن والسابع والسادس ولا زلت اتذكر تماما حفلات اعياد ميلادي كلها...
لا تخافي عزيزتي انه حنون وطيب ، سيدللك ، سيجلب لك كل ما تريدين من الفساتين والحلويات واللعب والدمى ، سيملأ حصالتك بالذهب ، سيأخذك الى مدينة الالعاب ، وتركبين المراجيح ودولاب الهوى ووووو.....
ولكن اماه لماذا لا يأخذني والدي او احد اشقائي او خالاتي او انت ، لماذا هذا الرجل الغريب هو من سيأخذني الى مدينة الالعاب ؟؟؟؟؟
تلعثمت امي في الاجابة عن سؤالي وسط ضحك جمع النساء وأجابتني :-
انا بالقرب منك حبيبتي فلا تخافي ، لا تشاكسيه عزيزتي اطيعيه واستجيبي لكل ما يطلب منك كما استجيب انا لطلبات والدك !!!!
يا الله ما اجمل هذه السيارة المزركشة وكأنها سيارة عرس ، اسلمني والدي اليه وأنا اجرجر بدلني البيضاء بصعوبة ، ساعدتني امي بالصعود للسيارة وقد سحبني ((العم الطيب)) من يدي الصغيرة لأجلس بجانبه ، افزعتني شواربه الكثة ونفاذ عطره الرجولي ، وهو يتمتم بما لا افهمه كمن يقرأ دعاءا او سورة قرآنية .... صعدت والدتي بجانب السائق بعد ان وضعت حقائب كبيرة في صندوق السيارة .....
يا الهي ألهذه الدرجة مهم ((دولاب الهوى )) يحتاج لكل هذه المراسيم وهذا الاحتفال للوصول اليه ... كدت اتقيأ العصائر التي ارغموني على شربها اثناء عملية تصبيغي ، طبطب على ظهري مطمنا...... ان اطمئني حبيبتي سنصل قريبا وسنركب ((دولاب الهوى)) ونلعب حتى الصباح
وصلنا دارا غير بعيدة عن دارنا مقابلة لمدرستنا ، كان هناك جمعا من الشباب والشيوخ والنساء ، هرج ونثر حلوى ... حملني (( العم الطيب)) بين يديه وولج بي في غرفة واسعة معلقة على جدرانها السيوف ، والخناجر ... القى بي على سرير نوم كسرير العرائس الذي نراه في التلفزيون .... دخلت والدتي وشوشت في اذني كلام لم افهمه، تصورته تعليمات ركوب المراجيح او دولاب الهوى ووو.... ، لم تستجب لطلبي بالذهاب معها ، اغلقت الباب خلفها وتركتني ، لينفرد بي ((العم الطيب)) الذي اخذ يتخفف من ملابسه قطعة اثر اخرى حتى بدى شبه عاريا إلا من شعر عنز كثيف يكسو جسده ، سحبني من يدي اخذ يشتممني كالكلب ، يداعبني وهو يتلمس ويتحسس مواضع من جسدي لم يلمسها احد قبله سوى والدتي !!!
ينزع عني ملابسي مما اثار خوفي وفزعي فوالدي لم يكن يفعل هذا معي ... سألته:-
عمي ركوب المراجيح هم يحتاج خلع ألملابس ؟؟؟
فإذا كان كذلك فلا اريد صعود المراجيح ولا حتى دولاب الهوى .، اريد امي .....
اجابني لا لا تخافي وهو يزدرد شفاهي بقبلاته ويمتص خدودي ويقضمها قضما مؤلما ملطخا وجهي بلعابه المقرف ....حاولت التملص منه ولكن دون جدوى ، اكثر لي الوعود بالدمى واللعب ومدينة الالعاب ، كفه يمتد صوب محرماتي .. وأنا اتلوى في حضنه اخذت اشعر بأنه اولج قضيبا صلبا في جوفي كان قد اخفاه بين فخذيه اللذين اعاقا حركتي .... اتلوى اتضور اصرخ دون جدوى ولا من مجيب امي لا ادري اين اختفت ... تحسست المي فاصطبغت اصابعي بالدم ا كما تلطخت به شراشف السرير ....صرخت لا اريد دولاب الهوى لا اريد المراجيح اعدني الى لعبة ((التوكي)) امي ابي اخوتي اهلي ... سقطت فاقدة الوعي ولم اشعر بنفسي إلا بعد ظهر اليوم الثاني وأنا في المستشفى كما ترين صديقاتي العزيزات .... عتبي عليكن لماذا تركتتنني هكذا ...علا بكاء الصغيرات لألم ومرارة زميلتهن ((عبير )) ، حائرات بماذا بجيبين ((عبير)) الخائفة الشاحبة المذعورة ،. التي لازالت تصرخ لا اريد ((دولاب الهوى)) لا اريد ((المراجيح))....
لم يفهمن ما قالته الطبيبة للممرضة خطيه الطفلة عده تمزق فقد اختلطت الفتحات الثلاث مع بعضها ، ديري بالچ عليه عيني مسكينه، هسه هاي وين والعرس وين؟؟!
استأذنت الصغيرات بالمغادرة بعد توديعها بقبلات دامعة ، فسائق سيارة ((الكيا)) ينتظرهن في باب المستشفى لينقلهن للمدرسة ....قائلات :-
صدگينه عيوني عبير احنا صار يومين مالعبنه ((توكي)) لان انت ما موجوده ، وما راح نلعب إلا تجين ويانه .
ودعتهن وهي تصرخ وتبكي ديرن بالچن احد يقشمرچن و تروحن لدولاب الهوى ......