المميزات الأربعَ عشرة للأنظمة الفاشيّة


حميد كشكولي
2005 / 6 / 28 - 14:26     

استنتج الدكتور لورنس بريت من خلال بحثه في الأنظمة الفاشية لهتلر( ألمانيا) ، و موسوليني ( إيطاليا) ، فرانكو( اسبانيا) ، و سوهارتو( إندونيسيا) ، و أنظمة ديكتاتورية أخرى في أمريكا اللاتينية ، ان هذه الأنظمة المستبدة تشترك في 14 ميزة تميزها عن غيرها من الأنظمة ، لقد كانت هذه الميزات بلا شك يتميز بها النظام البعثي الساقط ، لكن العبرة هنا ،إذ أود لو تتمعن الأحزاب و المجموعات العراقية ، التي استلمت الحكم اليوم ، أو التي خارج السلطة في هذه النقاط و ترى إلى أي مدى تشترك مع البعث و الفاشست من خصال و ميزات ، و هذه المميزات هي:

1 ـ النزعة القومية المتطرفة التسلطية ـ فهذه الأنظمة ترفع باستمرار شعارات قومية ووطنية صاخبة ، وأعلام وبيارق مرفوعة في كل زاوية ، و ترفرف على كل سفح و صخرة ، و شجرة ،مكتوبة عليها شعارات تشير إلى ايديولوجية الحزب القائد وتمجد تاريخ الأمة و معاركها الدامية مع الأعداء ، و تسمع الأناشيد الوطنية والقومية ليل نهار . ولا تخلو حتى الألبسة من نقوش حزبية و فكرية للقائد والحزب .

2ـ الاستهتار بحقوق الإنسان ـ فالأنظمة الفاشية تحتقر الإنسان ولاتعترف بحقوقه ، فهي تعتبر مثل هذا الاعتراف انتقاصا من قدرها وهيبتها . وتبتدع أعداء ، على الأغلب وهميين، لتفرض بحجة مواجهتهم ، إجراءات أمنية متشددة ، و حالات طوارئ ، في أغلب الفترات ، بحيث تتحول هذه الحالات إلى أمر واقع مألوف عند الجماهير ، و ستقبل حتى بتحديد الحريات و التعذيب و أحكام بالسجن لآماد طويلة.
3_ مزاعم وجود أعداء ... إذ توجه الدعوات والنداءات إلى الأمة في شعارات حماسية ، تطابها بالإتحاد و التعاون مع النظام بوجه المخاطر المحدقة بالوطن والأمة .. ويمكن أن يكون هذا العدو أقليات قومية أو دينية ، أم ليبراليين ، أو شيوعيين ، أو اشتراكيين ، أو ارهابيين.
4_ سيادة القوات المسلحة .. حتى في طروف السلم و ضرورة التخطيط و البرمجة لتنية البلد و حل المشكلات الداخلية التي لا تحل بالقوة العسكرية و العنف والارهاب.. تخصص الأنظمة الفاشية نسبة كبيرة من الدخل القومي للبلد للشؤون العسكرية ، ويتم اهمال برامج التنمية الاجتماعية و الثقافية.. وإن العسكر عادة لهم صلاحيات غير محدودة و هيبة كبيرة في المجتمع.
5_ التمييز الجنسي الواضح فالأنظمة الفاشية تنزع نزعة شديدة إلى الفحولة و البكريركية. و تتعزز في ظل حكمها المفاهيم الجنسية المحافظة، و و تسن قوانين تحد من الطلاق ، و تمنع الإجهاض ، وتقمع المثلية. كما تصون الدولة ما يسمى بحرمة مؤسسة العائلة.
6_ السيطرة التامة على وسائل الإعلام الجماهيرية ، سواء بشكل مباشر من الدولة ،أو غير مباشر ، وأحيانا بشكل يخالف قوانين الدولة و قوانين الرقابة والصحافة ، وخصوصا في فترات الحروب والأزمات.
7_ هاجس الأمن القومي بقصد تعبئة الجماهير ، و الهائها ، باطلاق بروباغندة التخويف من أخطار تهدد الأمن القومي.
8_ تداخل أمور الدين والدولة إذ تستخدم الأنظمة الفاشية الدين أداة فعالة لتوجيه الرأي العام وفق أهوائها. و تتضمن الخطابات غالبا مقولات دينية و حكما من القديسين، و غالبا ما تتناقض سياسة الدولة الفاشية مع تعاليم الدين المزعوم تبنيه كدين الدولة الرسمي.
9_ حماية الشركات الكبيرة ، والنخبة الصناعية و التجارية التي أوصلت الفاشست للحكم أو ساعدتهم على الوصول للسلطة. و بهذا تكون هناك معادلة تتحكم بالسلطة الفاشية و هي العلاقة النفعية المتبادلة بثبات وهي ثنائية السوق الحكومة 10_ قمع نشاطات العمال فالخطر الجدي على النظام الفاشي يتمثل في قوة العمال وتنظيمهم و امكانياتهم في تشغيل ماكنة الراسمالية ، ولهذا تلجأ الأنظمة الفاشية إلى الغاء النقابات العمالية ، أو تقمعها إلى حد كبير .
11_ المبالغة في هاجس الجرائم والعقوبات اذذاك تعطى للشرطة صلاحيات واسعة لمراقبة سير القانون ( قانون الفاشست) ، وغالبا تسئ الشرطة استخدام سلطتها و تنتهك حقوق الإنسان و تضيق على الحريات الفردية والجماعية ، وغالبا بحجة الدفاع عن الوطن و شرف الأمة. و أكثر الفترات تخلق الحكومة الفاشية مليشيات قومية ( حرس قومي) إلى جانب الجيش الوطني ، تتمتع بسلطات تفوق سلطات الجيش.
12_ تحقير المثقفين و الفنانين تعادي الأنظمة الفاشية علنا ذوي الكفاءات العالية و الأكاديمين العلميين. و تفرض رقابة صارمة على الأساتذة ، و تنتهك حرماتهم ، و ليس من المستغرب أن يزجوا في السجون و يعتدى عليهم .
13_ المحسوبية والحوبة يعتمد النظام الفاشي على مجاميع مرتبطة فيما بينها بروابط صداقة ، وعلاقات عائلية ، و مصالح مشتركة . و يتبادل أفراد كل جماعة المنافع بينهم من تعيينات وتنسيبات إلى مناصب و كسب مصالح اقتصدية ومنزلة اجتماعية. و في حالة أي مأزق يقع فيه أحدهم ينبري أفراد جماعته فانتشاله فورا منه.
14_ الانتخابات الصورية تجري أحيانا مهزل انتخابات في البلدان الفاشية لاضفاء الشرعية على النظام الفاشي. و رغم هيمنة الفاشست على مقدرات البلد ، يتم التلاعب بنتائج الانتخابات بالضد من مصلحة المعارضة ، حتى لو كانت معارضة كارتونية، .. و هيمنة الأنظمة الفاشية على وسائل الاعلام أو امتلاكها تقريبا كليا، بحيث تضمن لنفسها النجاح في الإنتخابات ، يتم ليّ النظام المنظومة القضائية لتوجيه اللإنتخابات لصالح النظام الفاشي..