هل الحياة مسرحية ؟.. أم لعبة ؟


ماجد جمال الدين
2014 / 2 / 16 - 09:22     

قبل فترة من وفاة القديسة والدتي منذ سنتين ، سألتني : لماذا كان هذا ؟؟ ....( (وهي تقصد القدر أو مايدعى إرادة الله وتفسيرها ، وبالضبط :إستشهاد أخوتي ماجد وجمال وأحمد على يد الطاغية صدام ومن ثم إستشهاد أخي خالد غدرا على يد الحثالة من عصابات ما سمي جيش المهدي، بينما بقيت أنا أعز أبنائها ألذي سافر وقضى في الغربة ثلاثين عاما حتى عدت بعد إنقلاع الفاشية البعثية ) .. ؟
... بكيت في قلبي دما و حرقا وصمت لوهلة طويلة ، وهي كانت فقدت بصرها جراء اليأس والسكري ، ثم قلت لها : لا أدري .


لا أذكر من صاحب مقولة أن الحياة مسرحية ونحن فيها ممثلون ..
إذا كانت الحياة مسرحية فمن هو ذا المخرج التافه الذي يصطنع تلك المآسي التراجيدية التي لا معنى لها ولا هدف .. هل هو ما تسمونه الله ، وهو ( كما قلت لشقيقتي في رسالتي من الغربة ) تعبير جامع لمعاني المحبة والعدالة والخير .. هو المؤلف و المخرج لهذة التراجيكوميديا الحقيرة والعبثية ؟

ما قلته في البداية من حالة شخصية خاصة يمكن تعميمها على كل مشاهداتنا الحياتية : العائلية والإجتماعية ، والسياسية أيضا ( مثلا من هو المالكي وأمثاله ومن غيره ممن يتلاعبون بمصائر ملايين البشر )!



الحياة لعبة ... ولكن من اللاعبون ؟ وهل هنالك شروط أولية لهذه اللعبة ؟.. أي هل هنالك من يتلاعب بهم ؟

قبل سنوات عديدة وفي دحض لإفتراءات المتدينين بسؤالهم الفاسد : هل الإنسان مسيّر أم مخيّر ؟.. أجبت أن هذا سؤال مغلوط .. لأن الإنسان ليس مُسيرا ولا مُخيرا .. ألإنسان هو الذي يسير وهو الذي يختار !

منذ ما قبل بدء التاريخ اللاعبون هم نحن البشر .. ألآلهة ! والخالقون الوحيدون .. منذ طفولتنا التي ما زلنا نعيش تتمتها في مراهقتنا .

فلاحظوا الأطفال كيف يبدعون قوانين ألعابهم !!!


ليس هنالك من يتلاعب بنا .. بل علينا تبديل قوانيننا وشرائعنا التي نلعب بها كما نريد !

تحياتي