في مقهى الصيّادين ...


ابراهيم البهرزي
2014 / 2 / 6 - 12:50     

في مقهى الصيّادين ...



أنّهم لا يصطادون َ الحبارى , ولا الزاغ َ !
لا طائر يشرق ُ تيّاها ً في ليل ِ أشراكهم ,
ظل ُّ الدخان ِ طائرهم
ومغزل ُ الحكايات ِ ينسج ُ بُردة َ النميمة ِ .
طفل ٌ يتطلّع ُ عبر َ الزجاج ِ
يسمع ُ طرفا ً من الحكاية ِ ويهرب ُ :
الحصان ُ الخشبي ُّ اكثر ُ بهجة ً من الحكاية ِ المعادة ِ !



تُباع ُ الحكايات التي ينسجون َ حينا ً في سوق ِ الطير ِ
فلا بأس َ ان يُباع َ به ِ قرد ٌ غريب َ الملامح ِ
حيوان ٌ متسلّل ٌ من الحكاية ِ يثير ُ العجب َ !
تلك الحكمة في أن تكون َ مندهشا ً بمؤخّرة ِ قرد ٍ
صارت من عقائد ِ الصيّادين!
حيث ُ في ما مضى كان َ سوقا ً للاسكافيين َ جوار َ المقهى
يمرُّ أشباه ُ الحفاة الذين َ لا تستبدلهم أحذيتهم
عهد َ كانوا يندهشون َ لتلك الحكاية ِ عن مؤخّرة القردِ ....
أُغلق َ سوق الاسكافيين بعد عهود التحفّي
وأُغلقت الدهشة ُ
غير أنَّ مؤخرة القرد ِ صيت ٌ ظل َّ يتردّد ُ
على خاطر ِ المدمنين َ على الدهشة ِ المستعملة ِ في مقهى الصيّادين ....



المدينة ُ تنشر ُ موتاها على شوارع َ كالحبال ِ
نحيفة ً مرتعشة ً
جحفل ٌ من الجندرمة ِ يدخل ُ المدينة َ
يعلّق ُ في طرديّات ٍ متتابعة ٍ اناشيده ُ وموتاه ُ
وتمر ُّ دبّابة ٌ يقودها ضابط ٌ قروي ٌّ
ينزل ُ ريثا ً ليصغي لشي ءٍ عن مؤخرة القرد ِ ليضحك َ
ثم يمضي الى اهداف ٍ رُسمت ْ له ُ بدقّة ٍ
حيث الحبال التي كانت شوارعا ً ذات يوم
ينبغي ان تظل َّ موتورة ً بثقل ِ الفرائس ِ....



ما غادروا مقهى الصيّادين الا هربا ً من مصير ِ العامّة ِ
او تسلّلاً للقصر ِ
حيث ُ يُطلعون َ ضابط الدبّابة المتثاءب ِ
على فصول ٍ مدهشة ٍ أخرى من (مؤخرة القرد ِ ) ليضحك َ
يضحك ويرضى ,
فقد تَواصوا على ان الضحك َ ضرب ٌ من الدهشة ِ
وأن كان َ سليل َ سُخرية ٍ أو مرارة ...



حرفة ُ الصيد ِ تسري في الانسال ِ
يترك ُ آباؤنا فينا ذلك َ الرسيس
فلا نلبث ُ حين َ نسري من المصائد ِ الى المقاهي
أن نقع َ أسارى الريبة ِ من الوقوع ِ في الاشراك ِ المريبة ِ !
فننسج حكاياتنا الشخصية عن الصيد ِ
وهي لا تلبث ُ بفعل ِ الاعادة ِ والملل ِ ان تغدو حكاية ً مدهشة ً واحدة ً
عن مؤخّرة ِ القرد !
الشوارع التي غدت حبالا ً تصوغ ُ هي الاخرى حكاياتها المنفردة
وهي لا تعنينا بشيء ٍ
فقد غدت مؤخّرة القرد مصدر َ عيش ٍ وبقاء
وصارت سيرة ً نطرّزها لبعض ٍ
وكل قائد دبابة ٍ قروي ِّ سيندهش ُ بنا
يضحك ُ ويمنحنا اجورنا عن اللاشيء الذي نملأُ به
ظلال َ الجثث ِ تحت َ الشوارع ِ المعلّقة ....



يقال ُ ان صيّادا ً قرويا ً دخل المدينة َ ذات مرّة
مُحمّلا ً بصيد ٍ من غريب ِ الطير
فقاده ُ ذلك الطفل ُ الوقح ُ الى مقهى الصيادين
موهما ُ ايّاه ُ انَّ في طيره ِ ما يُدهش ُ
وانَّ الدهشة َ في المدن اغلى من لحوم ِ الطير ِ..
لكن ما من أحد ٍ التفت َ لطيوره ِ العجيبة َ
غير انّهم فطنوا برسيس المغالبة ِ الاصيل
انَّ عصرا ً من كساد ِ مؤخّرة القرد ِ يوشك ُ على الهطول ...
يقال ُ, ولست ُ ادري
انَّ طيورا ً عجيبة ً عُلّقت ْ على شوارع َ معلّقة ً
وان ضابط دبّابة ٍ اشقر مرَّ حينها
وبحكم عاداتهم اسمعوه حكاياتهم عن مؤخّرة القرد
حتّى غص َّ بالضحك ِ:
OK, the game is continue……