حياة باكونين - ترجمة


حسني كباش
2014 / 2 / 3 - 22:44     

ولد باكونين في ال30 من ماي عام 1814 في روسيا في مقاطعة تافار . كان الأكبر بين أخوته و ابن دبلوماسي متقاعد الذي كان بدوره أحد أبناء الطبقة الروسية النبيلة . عاش ميخائيل فترة صباه مع أسرته و اكتسب نظرة ثاقبة عن عقلية الفلاحين التي انعكست في كتاباته فيما بعد
في الخامسة عشرة من عمره و بعد أن نال تعليما منزليا جيدا من أوليائه أرسل إلى سانبيتروس بورغ ليدرس في مدرسة المدفعية . و بعد خمسة سنوات من الدراسة الحربية أرسل كحامل الراية للفوج المرسل لبولاندا , و لكن رتابة الحياة النائية و البعيدة أصبحت من الواضح أنها غير مستساغة لهذا الأرستقراطي الشاب و المتحمس . فرمى بمهمته و بمهنته العسكرية و ذهب عوضا عن ذلك ليصبح طالبا في موسكو .
صبا و مراهقة باكونين كانت بزمن الاستبداد الحديدي لنيكولاي تساراس الأول , زمن أكثر تراجع استمراري عرفته روسيا و أكثر صرامة قمعية حتى زمن الديكتاتور جوذيف استالين . تحت ظل نظام حيث أي نوع من اليبرالية و لو المتوسطة في السياسة , الأدب , و الدين كانت تقمع بلا رحمة . في الفلسفة وحدها لم يبدو أن هناك أية فرصة للنقاش و هؤلاء الذين أرادوا أن يتحولوا في الدول الغربية لسياسيين أعطوا اهتمامهم بروسيا بالفلسفة . باكونين كان أحد هؤلاء حيث ظهر اهتمامه بالسياسة إلى حد الصفر . فلاسفته المفضلين كانوا فيخت و هيغل . منذ البداية تعلم أن الحرية و الاستقلال هما أعلى انطباع للقانون الأخلاقي . فيما بعد اكتسب معرفة في الدياكتيك . النظرية القائلة بأن كل عملية الحياة و التاريخ هي نتاج عن صراع الأضاد أو كما شرح هيغل الطرح النقيد و التحليل . من هنا جاءت نظرية التطور التاريخي
خمسة سنوات من حياة باكونين ( 1835 – 40 ) مضاهم بدراسة الفلسفة في موسكو ثم ذهب لبرلين ليتشرب بالمعرفة في مادته من منبعها . المناخ الفكري و السياسي في ألمانيا كان على الرغم من رجعتيه مقارنة بذلك الذين في فرنسا و ابريطانيا تقدميا بالنسبة لذلك الذين في روسيا و بعض اليافعين من أتباع هيغيل بدأوا بتطوير الراديكالية اعتمادا على جدليته . من بينهم كان لودوينغ فورباخ الذي استغرق كتابه جوهر المسيحية بالتأكيد على المادية و الطابع الإلحادي . هذا المناخ الفكري حول الكثير من الشباب من بينهم كارل ماركس , فريدريك إنجلز و ميخائيل باكونين . و من هنا بدأ يتحول من عنصر أورثوذوكسي من عناصر تساراس إلى مادي , اشتراكي ثوري و أناركي .
عام 1842 إلى دريسدين و في أوكتوبر نشر في أرنولد روج دويتش فاهربويخر مقال بعنوان (( الرجعية في ألمانيا )) التي أدت إلى استنتاجات ثورية و التي انتهت بعبارات أصبحت شهيرة (( دعونا نضع ثقتنا بالروح الأبدية التي تدمر و تقضي على جميع أنواع الحياة فقط لأنها أبدية و خفية و خلاقة فالرغبة بالتدمير هي أيضا رغبة في الإبداع ))
بحياته في ساكسوني التي أصبح أحر من أن تحتضنه كنتيجة للمقالات التي كتبها ذهب باكونين عام 1843 إلى سويسرا . هناك تعرف على ويليام ويتلينغ و كتاباته . ذاك الشخص كان شيوعي ألماني ذاتي الثقافة , الذي بدوره بشر بالثورة و الاشتراكية بعبارات استخدمها الأناركيون فيما بعد . فقال على سبيل المثال (( المجتمع الجيد لا يوجد فيه حكومة بل فقط إدارة , لا قانون بل فقط التزامات , لا عقوبات بل فقط وسائل تصحيح )) هذه العبارات أعجبت و أثرت كثيرا على عاشق الحرية باكونين . لكنها تسببت في سجن ويتلينغ و عندما سمعت الدولة القيصرية بعلاقته بباكونين استدعي الشاب إلى روسيا . رفض أن يذهب و اعتبر خارجا عن القانون . ذهب لفترة قصيرة إلى بروكسيل و في عام 1844 ذهب إلى باريس .
إقامة باكونين في باريس ساهمت في تطوره الفكري . قابل هناك رجلان أثرا في فكره كثيرا . هذان الرجلان كانا كارل ماركس و بيير جوذيف برودون . كان لباكونين نقاشات كبيرة مع ماركس في زمن كان متأثرا جدا بالمفكر الألماني لذكائه و حماسه الثوري إلا أنه استثير لغطرسته و أنانيته . لم يكن باكونين يمتلك هذه العيوب مما صعب التواصل ما بين المفكرين العظيمين حتى و لو لم يختلفا كثيرا بالرأي و لو لم تتسمسم علاقتهما في وقت لاحق .
في هذه الفترة كانت خلافاتهما غير واضحة و كان باكونين يتعلم عن المادية التاريخية لكارل ماركس التي كان لها دور كبير في أعمال المفكرين الاشتراكيين
تعلم في هذه الفترة من برودون أكثر مما تعلم من ماركس . الأخير كان يعتبر أبو الأناركية الحديثة لرفضه التام لمفهوم السلطة في كل من السياسة و الدين . في وجهته الاقتصادية أطلق برنامج يدعى تبادل المصالح و المنافع , حيث كان أهم الأدوار يلعب بواسطة بنك وطني اعتمادا على الثقة المتبادلة بين من يعملون في الإنتاج . لم يهتم باكونين كثيرا بالفكرة و كان بدلا عن ذلك معجب بنظرية الاقتصاد الماركسي و مدافعا عن نظام الكوليكتيفات , لكنه أعرب عن تقديره بدقة روح الحرية التي تنفست من خلال كل كتابات برودون و حديثه تذه بديلا عن ماركس الذي قال عنه بأنه يفتقر لروح الحرية و لا يزال سلطوي من الرأس إلى القدم .
عند نهايات ال 1847 باكونين كان قد طرد من باريس لإلقائه كلمة لتحرير بولند من تساراس تلك الكلمة التي تسببت لضغط على الاستخبارات الفرنسية لأخذ موقف ضده . و لكن و بعد ثورة فبراير عام 1848 التي أسقطت الملك فيليب و أسست للجمهورية الثانية سمح لباكونين العودة إلى باريس حيث كان له دور بالمظاهرات اليومية . لكنه سرعان ما انجذب للحركات الثورية الصاعدة في أوروبا الوسطى . في براغ شارك بتمرد وجيز كما شارك بتمر آخر في دريسدين في ماي 1849 . هذا تسبب في اعتقاله ثم طرده لروسيا التي تعاملت معه كهارب . مر باكونين ثمانية سنوات فظيعة في السجن الانفرادي حيث و فقط بعد موت نيكولاي الأول الحقود و استلام الاكسندر الثاني الذي كان أكثر اعتدالا اسطاعت عائلته إخراجه من السجن . أمضى أربع سنوات أخرى في سيبيريا تحت المراقبة حيث تزوج . و في النهاية عام 1861 هرب على سفينة أميركية إلى اليابان و في نهاية العام وصل إلى لندون
في لندون عمل لفترة مع الليبرالي الروسي أليكسندر هيرزين في منشوراته التي وجهها للشعب الروسي , و حاول من هناك مساعدة الانتفاضة البولونية ثم ذهب إلى إيطاليا . هنا واجه القومية في الفكر الديني لماذين الذي هو رجل كان قد احترمه باكونين ( بعد لقائهما في لندن ) و لكنه لم يعجب بآرائه . هذا دعاه لمعادات الوطنية و الدين الذان أصبحا جزء من فكره الذي دعي فيما بعد بالأناركية
عام 1867 ذهب إلى جينيف لحضور المؤتمر الافتتاحي لرابطة السلام و الحرية و التي هي منظمة بورجوازية أراد باكونين أن يستغلها لنشر البروباغندا الاشتراكية . فيما بعد وجد أن ذلك أمر مستحيل ( أفكاره التي وضعها في مقال " الفدرالية , الاشتراكية , و مناهضة الكهنوت " كانت راديكالية جدا ) و بدل من ذلك ركز على الأممية الأولى التي كان و إلى حد كبير قد أسسها كارل ماركس عام 1864 . بعد ترك الرابطة من أجل السلام و الحرية أسس باكونين و أصدقاؤه التحالف الاشتراكي الديموقراطي الذي أراد الدخول في الأممية . أثار الطلب الشبهات لماركس الذي شعر بغيرة الامتلاك فيما يتعلق بالأممية و الكره الألماني لأي شيء يأتي من روسيا . و بالتالي تم تحويل الاقتراح إلى الأسفل و اعترف التحالف فقط بالفروع و لكن كهيئة منفصلة تم حله في جولاي عام 1869
في سبتمبر من نفس العام عقد مؤتمر للأممية في باسيل . و ظهر هذا المؤتمر مواتيا لباكونين ليعرض أفكاره عن ضرورة إلغاء الميراث و رفضه لفكر ماركس حول الموضوع . هذه كانت بداية انفصال باكونين و أتباعه من جهة عن ماركس و أتباعه من جهة أخرى .كان في الواقع خلاف حول قضية إدارة دولة ببرنامج اشتراكي . كان رأي الماركسيين أن الدولة ضرورية لتحقيق و تعزيز الاشتراكية , كانت نظرة الباكونينيين ( في هذا الزمن بدأ إطلاق تعبير الأناركيين عليهم ) بأن الدولة يجب أن تلغى و أنها غير قادرة بأي شكل من الأشكال على تحقيق الاشتراكية و العدالة الاجتماعية للعمال .
هذه الخلافات انتشرت بسرعة في صفوف الأممية في سويسرا حيث استقر باكونين من قبل روسي مهاجر يدعى أوتين الذي استخدم أساليب الاغتيال الشخصية لتسميم العقل الحاقد لماركس أكثر و أكثر ضد باكونين . هذا الأخير استاء من كل حملة الافتراء الموجهة ضده و لكنه تصرف بتسامح و سخية على الرغم من كل استياءه من تكتيكات ماركس ( فقط تلك النبوية للغاية التي عرفت فيما بعد بطريق الشيوعية ) و لم يقصر قط بالاعتراف بعظمة ماركس كاشتراكي و كمفكر . حتى أنه بدأ بوقت لاحق بترجمة كتاب ماركس " رأس المال " إلى الروسية و الذي قال عنه بأنه يؤيد بحماس مذهبه الاقتصادي .
في بدايات ال1970 حاول باكونين إثارة الشعب الروسي للتمرد . هذا النشاط كان بالتنسيق مع شاب ثوري مستميت يدعى سيرجيي نيتشاييف . و كان الأخير يرتكب جرائم سياسية في روسيا و يخدع باكونين للتغاضي عن هذه الأعمال . و كان قد نشر الأخير " التعليم الثوري " الذي نسب على سبيل الخطأ لباكونين و الذي يبشر به بنشاط عنفي لا أخلاقي و مضاد للمجتمع . تبين الأدلة بأنه لا يمكن أن يكون لباكونين لأنه لم يكن مدافعا عن هذه الآراء , و عندما أصبح على اطلاع بانعدام ضمير نيتشاييف تخاصم معه . الهارب كان بالنهاية قد اعتقل في روسيا و مات في السجن . علاقة باكونين مع نيتشاييف أثرت عليه سلبا و جعلته يحصل على سمعة مرتكب أعمال عنف .
الحرب الألمانية الفرنسية التي انتهت في جولاي عام 1870 أدت بباكونين ليكتب أهم أعماله . و كان يبتظر ثورة اجتماعية يقودها العمال و الفلاحين الفرنسيين ضد نظام نابليون الثالث الرجعي و ضد غزو بسمارك . و لهدف تأجيج هذه الحركة كتب رسالة إلى فرنسي , ثم في سبتمبر ايلول بعد سقوط الإمبراطورية الثانية وتأسيس الجمهورية الثالثة , ذهب إلى ليون ليطلق انتفاضة أناركية . و مع عدم وجود دعم من العمال أنفسهم فشلت الحركة على الرغم من طلب باكونين اتخاذ اجراءات لازمة , فاضطر للهرب لميرسيلية ثم العودة إلى لاكوم و منها إلى ليون .
هذا الفشل الزريع أدى بالاكتئاب و المرارة لباكونين . و فقد كل ثقته بالبورجوازية ما أن تحولوا على العمال في ثورة 1848 , و لكن الآن حتى العمال قد ظهروا أمامه على أنهم ضعاف و أصبح متشائما حول مستقبلهم . أدت هذه الأحداث به لكتابة أعظم كتبه امبراطورية السوط الألمانية و الثورة الاشتراكية . عنوان الكتاب تحدث عن تحالف السوط من القيصيرية الروسية مع بسمارك من الامبراطورية الألمانيا و ويليام الأول لسحق الثورة الاجتماعية . أصبح عملا ضخما جدا إذ عالج بطريقة خطابية للغاية كل أنواع المواضيع السياسية والتاريخية والاقتصادية والدينية والفلسفية والميتافيزيقية والأخلاقية وحتى الفلكية، حملحق له أعطى باكونين معرضا للأفكار حول نظام الطبيعة المعقد للغاية و الذي كان ماديا و كامل التنسيق . فالقطعة المعروفة " بالله و الدولة " هي جزء من هذا العمل الكبير , و الذي هو بالواقع " الماغنوم أبوس " أو وصيته كما أسماها . عمل عليها من عام 1970 حتى عام 1972 و لم ينجح بالانتهاء ( أقسام من هذا العمل، كتبت في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر 1872، وقد نقلت بإسهاب في النص )
كمونة باريس في مارس و ماي عام 1871 أثارت اهتمامه فلم يعد لديه أية أوهام عن النصر المستقبلي للعمال . و قد اعتبر أن أحداث الكمونة أعطت الحق لنظريته بوجه تلك التي يمتلكها ماركس و دراسة تلك الحلقة التاريخية سيعطي الحق لمعتقداته . في هذا العام نفسه، 1871، كان لديه خلاف مع مازيني الذي كان قد هاجم كل من الأممية والكومونة ، الأخيرة بعتبارها ملحدة و مضادة للقومية كانت تبدو كشيء بغيض بالنسبة للفكر الديني القومي لماذيني . باكونين رد بشكل محترم بكتاب اسمه اللاهوت السياسي لماذيني الذي انتشر بشكل واسع في إيطاليا و كان له تأثير على الطبقة العاملة الإيطالية , و التي أصبحت إلى حد كبير مشبعة بأفكار الأناركية . و في إسبانيا أيضا أثمرت أفكار باكونين و إلى حد أقل في فرنسا .
في عام 1872 استقر في مدينة هاغو مع قدوم مجلس الأممية . هذا الاجتماع الذي حدث في سبتمبر كان معبأ من قبل الماركسيين جعل في وقت لاحق التكتيكات الشيوعية مألوفة جدا . لجأ ماركس إل التكتيكات المألوفة في اغتيال الشخصية مما أدى لتشويه سمعته إلى الأبد و طرد باكونين و جيمس غويلاوم من الأممية , المقر الرئيسي للأممية كان قد تحول لنيويورك لمنع سقوط الأممية بيد أعداء الماركسية الذين كانوا يشكلون أغلبية فيها . تلك المنظمة ماتت و ذبلت في وطنها الغريب إلا أن الأناركيين أعادوا تأسيس الأممية في سويسرا و التي استمرت عدت سنوات و قام باكونين نفسه بإحيائها .
و كانت تقوم على فكرة باكونين بكون الأممية رابطة فضفاضة تقوم على مجموعات وطنية مستقلة تماما تهتم فقط بالنضال الاقتصادي بعكس فكر ماركس التي أرادها أداة مركزية للسيطرة المطلقة _ في الواقع كما كانت أممية لينين الثالثة .
من أجل شرح شكواه و موقفه من ماركس كتب باكونين رسالة طويلة لصحيفة ليبيرتيه بروكسيل تم وضع مقطتفات منها في الصفحات اللاحقة للصحيفة .
في عام 1873 انسحب باكونين بشكل رسمي من الأنشطة السياسية . فقد كانت صحته قد تراجعت بالسجون الروسية فعلى الرغم من أنه كان رجلا ذو حجم كبير و قوة بدنية و طاقة إلا أنه كان قد هرم قبل وقته .
خرج من تقاعده مرة أخيرة في ماي عام 1874 ليقود تمرد في إقليم بولوغنا الإيطالي و تعرض لفشل زريع . كانت مظاهرة سياسية و كان وفقا لرأي باكونين مهمة لإيقاظ وعي الشعب و لم يكن لديه أية نية باستخدام العمل السياسي ( يقصد هنا التصويت و الاستفتاء و البرلمان ) بعد أن تسببت خيانة البورجوازية للعمال و للديموقراطية نفسها بفشل ثورة 1848 . كان يتفق مع القول المأثور لبرودون ( الذي ولد من نفس الأحداث ) بأن التصويت ثورة مضادة .
مذهبه لم يكن له علاقة بالقنابل و الاغتيالات و لكن هذه الوسيلة كان قد اتبعها الأناركيون بعد موته مما تسبب بسوء سمعة الحركة . كان يؤمن بالمنظمات الجماهيرية و بالتضامن و كان يرى بالفردانية البورجوازية مجرد عزر للأنانية و كان يؤمن بأن الحرية يمكن الوصول لها فقط عن طريق الشعب .
باكونين كان اشتراكي أو كما أحب أن يطلق على نفسه اسم كوليكتيفي و لكن هذه الاشتراكية كانت من المدرسة التحررية و رفضت كل شكل من أشكال السلطوية و قبل كل شيء الدولة . في هذا الصدد قال بأنه يتبع مبدأ برودون و ليس ماركس . نظامه بالواقع كان عبارة عن سياسة بودون و اقتصاد ماركس
توفي باكونين في 1 يوليو 1876 في مدينة بيرن حيث وضع في مقبرة هناك و تماما بعد 70 سنة من وفاته 1 يوليو 1946 اجتمع مجموعة من الأناركيين الأمميين حول مقبرته تكريما له .


مأخوذ من موقع
https://libcom.org/library/marxism-freedom-state-mikhail-bakunin-life