وما قتلوه ولكن شبه لهم

باسل سليم
2005 / 6 / 24 - 12:22     

تستطيع أن تشعر بالاسف لموت أيا يكن من الناس ، ستشعر بالحزن بالتأكيد وستغتم كثيرا اذا كنت من مؤيدي التحضر في الحوار ورافضا للقتل الفردي السخيف ...
تستطيع أن تعبر عن حزنك بالدموع وتتمنى لأقارب القتيل الصبر والسلوان ، كما تستطيع أن تطالب الحكومة المعنية بأن تقدم القتلة الى المحاكمة بأسرع وقت وأن تكشف عن الاشرار الذين نفذوا الحادث البشع ...
وتستطيع الدول أيضا أن تقول نفس الكلمات التي تقولها دائما عند حدوث اغتيال سياسي أو عملية ارهابية ما ...
تستطيع أن تفعل مثل غيرك : أن تستنكر وتشجب وتشير الى مصلحة تلك الجهة أو ذلك الجهاز ، تستطيع أن تتهم قوى الشر ، أو الامن والمخابرات ...
تستطيع أن تفعل امور كثيرة ...
ذلك كله تستطيع فعله عندما يقتل رجل من الرجال
أما عندما يقتل أمين عام الحزب الشيوعي اللبناني في عنفوان مقاومة الاحتلال ، أما عندما يقتل الرجل الذي خطط لاطلاق أولى رصاصات المقاومة في صدور عملاء الاحتلال ، أما عندما يقتل الرجل الذي كان حيا في الوقت الذي تخلى فيه عن أن يكون أمينا عاما لحزبه ، أما عندما يقتل جورج حاوي فلا تستطيع فعل ذلك فقط ....
لرفاق الشيوعي فرحة لا توصف اذا قتل رفيقهم أو اغتيل أحد زعمائهم ، فهم رغم كل اللغط الذي يدور حولهم عما فعلوه وعما لم يفعلوه وحدهم الذين يستطيعون الفخر بالموت حين يكون أكتمالا للحياة ، وحدهم يفرحون فرحة مشوبة بالألم حين يذهب قائد من قادتهم إلى الموت بخطى فخورة حيث لا وعد بالجنة ولا بالخلود ، خطى لا يقدر على خطوها سوى شيوعي بقامة حاوي...
هل قتلوه ؟
" وما قتلوه ولكن شبه لهم "