الأخلاق عند جان بول سارتر


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2014 / 1 / 31 - 12:52     

1905-1980 فيلسوف فرنسي من ممثلي ما يسمى بالوجودية الالحادية, وأديب وشخصية اجتماعية.
ان فلسفة سارتر, المفعمة بالأمزجة المعارضة للأيديولوجيا البرجوازية الرسمية, تشكل في الوقت ذاته احد المذاهب المثالية الفلسفية المعاصرة. يذهب سارتر الى ان ازمة النزعة الانسانوية في الغرب, ترتبط في المقام الأول, بتقدم الفكر العقلاني والعلوم الطبيعية والمعرفة الموضوعية عن الانسان, ويرى في هذه ادوات لتحويل الفرد الى موضوع ل(تحكم) الدولة. ان نظرية سارتر الأخلاقية , التي تضم بعض عناصر الرواقية الروحية, جائت ككل, مذهباً يقوم بعدم خضوع الخلقية البشرية لأي منظومات اكراه. وهو لا يعترف بأي قواعد اخلاقية ملزمة للجميع, فكل تصرف عنده, فعل فريد لا يتكرر. ويرى سارتر في تحقيق الفرد لنهجه الداخلي في السلوك تكفيراً عن لاأخلاقية المجتمع. ففي كل موقف تلقى على عاتق الانسان رسالة فدائية من لون خاص. والضمير عنده, حمل ثقيل ملازم (للذنب الفطري), ويجرد سارتر الحرية من فعاليتها (فغالباً ما تقتصر على حرية الرغبة), ويصورها (ماهية) مثالية, ثابتة لا تتغير للانسان: انها تحضر في كل فعل بشري, حتى ولو كان عبثياً, لاعقلانياً, تم في حالة من الانفعال الجنوني. ان الحرية عنده, ترد الى استقلالية شكلية في الاختيار, مع اللامبالاة حيال القيمة الموضوعية للقرار المتخذ وامكانيات تحقيقه. وينفي سارتر الحتمية في مسائل اللازم والحرية, لكنه مع ذلك, لم يستطع تجنب الانزلاق الى مواقع الجبرية في السلوك البشري, الذي يربطه بالصدمات النفسية, التي انتابت الفرد فيما مضى (التحليل النفسي الوجودي.
ان اطيقا سارتر مذهب يثير الالتباس والحيرة, تلتقي فيه النفحات (الرواقية) الداعية الى السكينة السياسية, بالاندفاع الفوضوي المميز للراديكالية اليسارية. بسط اراؤه الأخلاقية في أعماله: الوجود والعدم 1943, الوجودية مذهب انساني 1946, نقد العقل الدياليكتيكي 1960, ورواية الغثيان 1938 وبعض المسرحيات والمقالات.

المصادر:
1- علم الأخلاق, ايغور كون, فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اعداد... اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني ©