علي عجيل، حسين علوان وبيرتراند رسل


يعقوب ابراهامي
2014 / 1 / 23 - 17:45     

موضوع هذا المقال هو: كيف تقتبس بأمانة ومع ذلك تشوه النص.
حسين علوان حسين لا يحب بيرتراند رسل. ماذا لا يحبه؟ يكرهه. يكره فلسفته، يكره رياضياته ويكره اسلوبه الأدبي.
هذا طبعاً حقه. لا أحد يستطيع أن يُرغِم حسين علوان حسين على أن يحب بيرتراند رسل، أن يتمتع بإسلوبه الأدبي، أن يعجب بمواقفه الإنسانية أو أن يفهم لماذا بذل جهداً فكرياً جباراً من أجل أن يبرهن أن (2=1+1). من يرى في نعت خصمه الفكري ب-"الكلب الكبير" إنجازاً أدبياً ("تشجيعكم لي هو دوماً محل التقدير و الإعتزاز") أو، في أحسن الأحوال، زلةً قلمٍ يُمكن المرور عليها مر الكرام ("أرجوكم واصلوا تشريفي بزياراتكم الميمونة")، لا عجب أنه يرى في أحد عمالقة الفكر البشري (يكون موقفنا من فلسفته ما يكون) مجرد كذاب ومهرج أو عميل يأتمر بأوامر وزارة الخارجية البريطانية.
هذا كما قلنا حقه. ولكن ليس من حقه أن يموِّه على القراء.

في النقاش الذي دار على صفحات "الحوار المتمدن" حول مقال السيد حسين علوان حسين "هيجل ورسل" (الحوار المتمدن-العدد: 4335 - 2014 / 1 / 15) أشار الزميل الدكتور علي عجيل منهل إلى قصص رسل القصيرة وأبدى إعجابه من أسلوبه الأدبي الجميل (الذي بالمناسبة أكسبه جائزة نوبل للآداب).
هذا طبعاً لم يُعجب حسين علوان حسين. الذوق الفني للزميل علي عجيل أغضب حسين علوان. نورد فيما يلي رده كاملاً:

بخصوص القيمة الفنية لقصص بيرتراند رًسْل ، إليك تقييماً محايداً (و صحيحاً تماماً) للمجموعة الكاملة لقصصه القصيرة :
Overall this book was a disappointment. With Russell’s reputation I expected pointed and telling stories, but they failed to deliver. The stories were bland.
الترجمة :
بوجه عام ، كان هذا الكتاب مخيباً للآمال . مع سمعة رَسل ، فقد توقعت قصصاً بارزة و معبرة ، و لكنها فشلت في إنجاز هذا . القصص كانت بائخة .
المصدر :
http://www.goodreads.com/book/show/1090876.Collected_Stories_of_Bertrand_Russell
(انتهى الإقتباس)

رد حسين علوان حسين يثير عدداً من الأسئلة:
لماذا أورد حسين علوان حسين النص الإنكليزي ولم يكتفِ بالترجمة العربية؟
الجواب: لكي يوهم القراء أننا أمام نقدٍ أدبي محترم من مصدرٍ عالي المستوى وليس مجرد رأي شخصي.

لماذا لم يذكر حسين علوان حسين اسم صاحب التقييم "المحايد" (ما معنى تقييم محايد؟) و"الصحيح تماماً" (هذا نقدً أدبي. ما دخل الصحيح وغير الصحيح هنا؟)؟
الجواب: لأنه أراد أن يوهم القراء إن هذا التقييم جاء من موقع goodreads نفسه وليس مجرد تعليق لأحد القراء.

(في تعليق متأخر، نُشِر بعد أن انتهيتُ من كتابة هذا المقال، يكشف السيد حسين علوان حسين عن حقيقة صاحب النص "المحايد" و"الصحيح تماماً". ولكن رده الجديد يثير مجموعةً أخرى من الأسئلة. وهكذا كتب حسين علوان في رده المتأخر على الزميل علي عجيل:
"امر غريب من الاستاذ الكاتب و الباحث علي عجيل منهل ان يتهمني بكوني قد وصفت قصص راسل انها بائخه في ت 25 ، لكوني قد إكتفيت فيه بنقل نص غيري و أعطيت رابط نصي المنقول من الموقع و صاحبه هو أحد القراء لقصص رَسْل و لست أنا"
إذا كان صاحب النص هو أحد القراء لقصص رسل (وهذه هي الحقيقة) كيف عرف حسين علوان إن صاحب النص "محايد" (مهما يكن معنى هذه الكلمة)؟ هل يعرفه شخصياً؟
عندما يصف حسين علوان افكار القارئ المجهول بأنها "صحيحة تماماً" ألا يعني هذا أنها تتفق "تماماً" مع أفكاره هو؟ ماذا يريد إذن من الزميل علي عجيل؟)

هل هناك جملة حذفها حسين علوان حسين من تعليق القارئ جون؟
الجواب: نعم. حسين علوان حذف من التعليق مثلاً الجملة التالية:
Some of the anecdotes were downright hilarious, but they made up a very small part of the book.
"بعض الحكايات كانت مضحكة للغاية لكنها تؤلف جزءً صغيراً من الكتاب".

هل كانت هاك تعليقات أخرى؟
الجواب: نعم. القارئ جيرالد مثلاً وصف الكتاب بأنه Surprising (أي: مدهش)

كيف درّج القراء الكتاب؟
الجواب: 58% من القراء الذين اشتركوا في التقييم درجوه بخمسة نجوم.

لماذا يفعل حسين علوان كل ذلك؟ لماذا يُخفي هذه الحقائق عن القراء؟ ("لماذا اسنانك كبيرة؟" – سألت "القبعة الحمراء" جدتها)
الجواب: لكي ينتقم من بيرتراند رسل ("لكي آكلك بسهولة" – كان الجواب)

لكي تكون الصورة كاملة فيما يلي تقييم موقع goodreads لكتاب برتراند رسل:

This volume presents a complete collection of Bertrand Russell s stories, both published and unpublished, fictional and factual. After the publication of Satan in the Suburbs, his first book of short stories, Russell quipped: "I have devoted my first eighty years of my life to philosophy, and propose to devote the next eighty years to another branch of fiction." Also included here, for the first time, is the novella The Perplexities of John Forstice, along with Russell s intimate anecdotes and the fables created for the amusement of his own children. With the elegance and lucidity of stile that won him the Nobel Prize for Literature in 1950, this volume gives a sparkling demonstration of Russell s humanity, his sense of fun, and his delighted perception of absurdity.

" هذا المجلد يجمع بين صفحاته كل قصص بيرتراند رسل، ما نُشر منها سابقاً وما لم يُنشر، الواقعية منها والخيالية. بعد أن صدرت مجموعة قصصه الأولى، "الشيطان في الضواحي"، مزح رسل قائلاً: "لقد كرّستُ السنوات الثمانين الأولى من حياتي للفلسفة، وأنا أزمع أن أكرس السنوات الثمانين القادمة لفرعٍ آخر من الخيال". الكتاب الذي بين أيدينا يضم أيضاً للمرة الأولى الرواية "حيرات جون فورستيس"، أضافة إلى قصص رسل الحميمة والأساطير الخرافية التي ابتدعها لتسلية أطفاله. مع بهارة الإسلوب وإشراق الديباجة التي أكسبته جائزة نوبل للأداب لسنة 1950 فأن هذا المجلد يقدم صورةً رائعة لإنسانية رسل، روحه الهزلية وفهمه المرح للاّ معقول."