يا ابن الثمانين... بطاقة إلى الشاعر سعدي يوسف


أحمد الناصري
2013 / 12 / 30 - 16:40     

يا ابن الثمانين!
بطاقة إلى الشاعر سعدي يوسف ...

باقات ورد عطرة، ونبيذ معتق، رقراق ورائق، للشاعر سعدي يوسف، وهو يدخل الثمانين، بهياً، مكللاً بالشعر والوطنية والحرية... فالطفل سعدي يوسف، الذي ولد شاعراً، يدخل الثمانين الآن، بكل بهائها وروعتها وثقلها وصخبها الأثير، وبكل ما حققه وأنتجه لنا ووضعه بين أيدينا من قصائد ودواوين ومواقف وتجارب مدهشة في الشعر واللغة والحياة. وقد عاش شاعراً وكريماً، كما أراد هو...
سعدي يوسف، يدخل الثمانين الآن، بما فيها أكثر من ستين عام من الشعر والثقافة والسياسة والسفر والترحال والمنفى الدائمي والخيارات الصعبة والحساسة في كل شيء، ومن ثم التجربة السياسية الأخيرة، والموقف الوطني الصارم من الاحتلال، وقضايا الخلاف والاختلاف والمناكفات والنقد الحاد والجارح والعزل المبيت والصراعات ورذاذ الشتائم المتطاير و(الهرطقات السياسية والشخصية) ولغتها الخاصة والمتعبة!...
الحاصل، إن سعدي يوسف الشاعر بيننا، بما له، وما لنا منه أو (ما نلنا منه من شعر)، يقف بيننا ومعنا، أو كما قال هو (أسير مع الجميع وخطوتي وحدي)، يدقق ويلعب ويطلق قصائده وموسيقاه الداخلية ولغته وتجاربه، ويحقق التجاوز، ويلهو بعزلته الأثيرة، حيث يراقب منها العالم والطبيعة واللغة والزمن، بدهشة شاعر، وينجو من الرتابة والخمول والجمود، ويقيم علاقته مع القصيدة والكلمة والريح والشجر والماء، ويثير الجدل المتواتر، وغباره في أحيان كثيرة، ويطلق طيراً أو ديواناً قادماً للناس والشعر!
أبرز تجارب سعدي يوسف، بعد الشعر طبعاً، ممارسة الحرية بلا حدود!
سؤالي، لنا وله، هو، هل حقق سعدي يوسف تجربة المثقف العضوي (الوطني والإنساني) بمواقفه الوطنية والإنسانية وما يتعلق بقضية الحرية، بعلاقة المنجز الشعري والموقف الوطني؟
سعدي يوسف أثار أسئلة وإشكالات كثيرة.
فهل كان موقف سعدي يوسف المعارض للاحتلال، موقفاً عادياً وعابراً، أم أنه الموقف الوطني الموضوعي والأساسي والثقافي الصحيح والمطلوب؟
هل هناك شروط وسقف لحرية الكتابة والإبداع؟
هل يستمر سعدي يوسف في معاركه العنيفة ومشاكساته المستمرة، أم يعود إلى الشعر (الصافي) فقط؟
كيف سيستمر وينجح في مغامرته الشعرية؟
أتمنى لصديقي سعدي يوسف صحة وشعر وجمال بلا حدود!
وردة الحياة والشعر لسعدي ويوسف الإنسان والشاعر!
(يبن) الثمانين (عسنك) بخير دائم، والدنيا تسبغ أيامك بالصحة!