فرنسا29 ماي: انتصار ساحق ل-لا- بنسبة 55%.

الرابطة الشيوعية الثورية
2005 / 6 / 15 - 12:39     

فرنسا29 ماي: انتصار ساحق ل"لا" بنسبة 55%.

لقد انتصرت "لا" إذن.إنه انتصار رائع لكل الذين يعانون منذ سنين عديدة من ويلات السياسات الليبرالية، المطبقة باستمرار منذ عشرين سنة. إنه انتصار للعمال و العاملات في مواجهة مشروع دستور يبتغي إلغاء جميع المكتسبات التي راكموها طوال القرن العشرين. انتصار لكل المعرضين لتسليع متواصل مخرب للخدمات الاجتماعية وللتضامن.

لقد انتصرت "لا" رغم حملة شعواء لصالح "نعم"، حملة ضمت كل وسائل الإعلام و النخب. حملة لم يتورع فيها الرئيس و الحكومة و الباطرونا والأحزاب الموالية لهم للجوء لزرع الرعب و لم يوفروا أي أشكال المساومات و الضغط.

يا لها من هزيمة لقوى استعملت كل شيء: الرعب و الإهانات ومحاولات الخلط مع اليمين المتطرف.

كانوا يريدونه استفتاء لتمرير تصورهم عن أوروبا وهاهي "لا" تفرض الرقابة على الليبرالية .

إنها هزيمة لكل الذين كانوا يحلمون بأوروبا ليبرالية، بدون عراقيل، تقضي على مقاومة عمال وعاملات و شعب هذا البلد، لكنهم لم يستطيعوا،خلال الحملة، الدفاع بوضوح عن مشروعهم. مشروع مجتمعي قائم على الربح والمنافسة و اللامساواة كقوة محركة عوضا عن المساواة و التعاون و التضامن.

بطبيعة الحال إنه انتصار لا يغير كل شيء في مواجهة دكاكة الرأسمالية ، فأوروبا كما هي ستستمر في اقتراح اختيارات تضرب الحقوق الاجتماعية، والحكومات ستواصل هجماتها الليبرالية. لكن في سياق مختلف.

إن "لا" الاجتماعية و الديمقراطية ،وأمام أوروبا وشعوبها وعمالها، ترفض مجتمع الربح هذا وتقترح مجتمعا آخر. إن "لا" الاجتماعية و الديمقراطية هذه تتوجه إلى كل أوروبا وشعوبها في الشرق كما في الغرب، الذين يواجهون تفكيك الحقوق الاجتماعية. أنه حفز مهم للقوى العديدة التي تعتقد أن أوروبا أخرى ممكنة شريطة هزم هذه الأوروبا الليبرالية و الرأسمالية. وعلى عاتقنا، نحن الذين رفضنا هذا الدستور، مهمة اقتراحات مبادرات أوروبية من أجل أوروبا مغايرة. أوروبا توحد الحقوق الاجتماعية على قاعدة الأفضل. أوروبا تضع معايير للتقارب الاجتماعي، للحد الأدنى الأوروبي للأجور، لضرائب موحدة على الرساميل، لخلق خدمات اجتماعية أوروبية حقيقية ولتحديد الأولويات. أوروبا تعمم حق الإجهاض على كل النساء وتمنح المقيمين الأجانب المساواة في الحقوق. أوروبا للسلام و التعاون و متضامنة مع الجنوب وتدير ظهرها لحلف شمال الأطلسي وإعادة العسكرة التي يعد بها الدستور.

تلقى شيراك و رافران، اللذان يطبقان السياسة الليبرالية المنحوتة في الدستور، لتوهما مرة أخرى عقابا قاسيا. أولائك الذين هددوا بالفوضى والأزمة هم الآن وأكثر من أي وقت مضى عديمو الشرعية. وعليهم أن يقدموا استقالتهم. البرلمان الذي كان سيصادق على هذا الدستور بنسبة 90% لا يمثل حقيقة هذا البلد. هذا البرلمان يجب حله والدعوة لانتخابات جديدة. هل سنمنح لشيراك الفرصة للتفاوض حول مشروع آخر ونمكنه بذلك من سرقة انتصار معسكر"لا" الاجتماعية؟ هل سنترك هذه الحكومة تواصل سياستها اللاجتماعية لسنتين إضافيتين؟ إن نتيجة الاستفتاء تعري عن أزمة عميقة للتمثيلية: لو جرت المصادقة على الدستور بالبرلمان لتمت المصادقة عليه بنسبة 90%. البرلمان القادم يجب أن ينتخب بالنسبية[1].

تلقت الباطرونا، التي تعبأت للدفاع عن مشروع الدستور الذي هو مشروعها أساسا، ضربة على قفاها. ويقع على عاتقنا الاستفادة من وهن اليمين و الباطرونا، دون انتظار2007، من أجل أخذ ثأر اجتماعي. من أجل فرض توزيع آخر للثروات وإنقاذ و توسيع الخدمات الاجتماعية والدفاع و توسيع الحماية الاجتماعية. ومن وجهة النظر هاته تنير النضالات القريبة التي خاضها عمال IBMو TOTAL الطريق الذي علينا اتباعه. طريق تعميم النضالات.

في اليسار عملت قيادة الحزب الاشتراكي و الخضر، رغبة منها في تمرير هذا الدستور، على التحالف مع اليمين. هم أيضا تلقوا عقابا قاسيا كما هو الحال عموما بالنسبة لكل القوى التي تدافع عن حصيلة مشاركتهم في الحكومة و عن سياستهم الليبرالية. في هذا البلد، وبشكل جازم، يوجد فعلا يساران. يسار ليبرالي يقبل إكراهات الرأسمالية التي تزداد فظاظتها وهمجيتها باطراد، ويدعم الإجراءات الليبرالية. يسار كان سببا في كارثة 21 أبريل[2]2002، يسار لا يناضل ضد المشاريع الليبرالية، يسار هو في الأخير حامل لنفس المشروع الاقتصادي والاجتماعي لليمين.

لــــــكن يسارا آخر، معسكرا آخر قد أفرزته الحملة.

لقد شكلت "لا" الاجتماعية و الديمقراطية حدث هذه الحملة. لقد طرحت الأسئلة الصحيحة وناضلت ضد حملة الكذب وأسست للنقاش الحقيقي عبر البلاد: مع أو ضد الليبرالية، قبول أم استسلام في وجه فظاظة هجوم الباطرونا. آلاف النقاشات، مئات الجموعاتmeeting))، ألف تجمع(collectif)، لزعزعة الآلة الجيدة ل"نعم"، تضم كل الذين يناضلون ويقاومون منذ سنين عديدة، كانت "لا" حاملة للأمل في عالم آخر ولأوروبا أخرى ولسياسة أخرى. كانت "لا" هاته هي المستقبل. كان رافعتها هي نضالات الشباب والعمال، جاءت من نضالات الحركات من أجل عولمة أخرى، سمحت بالتقارب بين مناضلين من العصبة الشيوعية الثورية، من الحزب الشيوعي، من أنصار البيئة واشتراكيين من أجل "لا" مناهضة لليبرالية، وسمحت كذلك بتلاقي هؤلاء المناضلين السياسيين مع نقابيين ومناضلين جمعويين. لقد شكل هذا التقارب ونهوض فرنسا الأسفل الحدث الأبرز خلال هذه الحملة. كان انخراط العديد من المناضلين النقابيين والفرق النقابية ومناضلي أطاك حاسما في نجاح هذه الحملة.إن ما سمح بتجاوز العديد من العراقيل أمام هذا التقارب يجب أن يستمر. ولذلك فإننا نقترح عقد لقاء وطني للألف تجمع من أجل "لا" لكي نقرر جميعا أن نواصل. للنضال ضد اليمين وضد الباطرونا. لاقتراح بديل للرأسمالية الليبرالية في أوروبا كما في فرنسا، بديل يعيد الأمل لكل هؤلاء الذين يرفضون الاستسلام للقوانين القاسية للمجتمع الرأسمالي. و نقترح على القوى السياسية المجتمعة في الإطار المناهض لليبرالية المسمى نداء ال200 [3] عقد لقاء استعجالي من أجل حفز و تطوير هكذا آفاق.

على المستوى الأوروبي، على المنتدى الاجتماعي الأوروبي أن يسمح في آجال قريبة جدا من رسم معالم أوروبا مغايرة،أوروبا اجتماعية متضامنة و ديمقراطية. يجب أن تطرح للنقاش سيرورة تأسيس ديمقراطية.