من المشرق العربي إلى الغرب الأوروبي مصير ثوري واحد


حسني كباش
2013 / 12 / 17 - 18:15     

لقد فشل الربيع العربي فسارع أعداؤه لا و بل بعض ثواره بنسبه إلى المؤامرة القطرية الإسرائيلية إلا أن هذه المؤامرة كانت و لا تزال كائن غير موجود نعلق عليه فشلنا
و إذ كان الفشل بتحول الثورات الديموقراطية إلى ثورات إسلامية كما حدث بالماضي بإيران فسبب الفشل لم يكن إلا بأننا حاولنا تغيير النظام الحاكم قبل تغيير المجتمع المحكوم فمجتمعات اسلامية كمجتمعاتنا يشكل الدين عنصر أساسي بحياتها اليومية لا يمكن أن تأتي إلا بثورة إسلامية
فلكل مجتمع أمراضه فكما أن الدين هو مرض مجتمعنا فالعنصرية هي مرض المجتمع الأوروبي و حين يثور مجتمع مريض فلا يمكن أن يأتي إلا بنظام مريض و للشفاء من المرض نحتاج لثورة ثقافية تقوم بتغيير المجتمع قبل الثورة الشعبية التي تسقط النظام ثورة ثقافية تأخذنا إلى الأمام و لا تعيدنا للخلف فبدل من باب الحارة و الحركة السينمائية السورية التي أعادتنا مئة سنة إلى الخلف , كمجتمع كان علينا بالترويج لحريات الفردية في المجتمع عن طريق الأدب و الفن
و اليوم يترنح العالم أما مشهدين المشهد العربي الذي سبق و تكلمت عنه و الذي أدى بأن الشعب أصبح يخاف أن يثور لا خوفا من القمع بل خوفا من المؤامرة و المشهد الأوروبي حيث ترن أجراس الأزمة الاقتصادية التي لا يمكن بأن تؤدي إلا لثورة عمالية هذه الثورة التي إن حصلت دون القضاء قبل ذلك على العنصرية لن تكون نتيجتها إلا نظام عنصري يضطهد الأجانب و يعيد اليهود و المثليين إلى المحرقة