نظرية الثورة الواحده _نظرية تحريفية_


وليد فتحى
2013 / 12 / 15 - 20:40     

ا يقود الى التحرر الا الموقف العلمى" عبارة كان ألقها ماو تسى تونج حول كتابه الديمقراطية الجديدة,وهو يؤكد دائما أن منهج الأشتراكية العلمية فى التطبيق والنظرية جزء من النضال حتى يتحقق
التحرر الكامل والتوجه نحو الأشتراكية بأطار الديمقراطية الشعبية,ولذا تظهر حقيقة واحده عند كافة الماركسيين وهى أن الممارسة الثورية للملايين من الجماهير من الشعب هى وحدها مقياس الحقيقة,
فالتوجه الشعبى نحو الأنتفاضات المتتالية لابد وأن تتنهى الى ثورة شعبية برؤيتها الأشتراكية فى تحقيق المطالب الأقتصادية والأجتماعية وعندها سيتغير النهج السياسى البرجوازى بأطاره الرجعى
والأنتهازى الى نهج شعبى بأطاره الأشتراكى وستحقق فيما بعد ثورة ثقافية وأكتمال الوعى الشعبى نحو الديمقراطية الشعبية.
فالنضال أذن ليس فقط لتحقيق بعض المطالب النوعية فى الشكل الأقتصادى وتغيير المجتمع ولكن أيضا ثورة ثقافية شاملة وأنتاج أجيال تسعى دوما الى أكتمال شكل الوطن على أسس أشتراكية,فليست
الأنتفاضات ومن بعدها الثورة بسبب تحقيق بعض المطالب الخاصة بالأقتصاد وأنما رؤية شاملة حقيقية لتغيير شكل الوطن بسماته الرجعية والتفاوت مابين الطبقات والأنتهازية والفساد وسرقة الشعب
وحماية فئه السلطة الحاكمة وطبقتها الى تأميم الملكية الخاصة عند تلك الفئة الحقيرة وأسقاط النظام القديم والسيطرة على وسائل وأدوات الأنتاج من تلك الفئة الى الفئات الفقيرة والمعدومين حتى يحكموا
أنفسهم بأنفسهم بواسطة طليعاتها الثورية ووقتها ستتحقق الديمقراطية الشعبية.
ولابد أن نكشف الزيف والخداع الذى ينشره الأعلام البرجوزاى من خلال وسائلها المتعددة فى أن الوطن ليس رفع علم الدولة والتغنى لرفعته بعيدا عن مطالب وحقوق الشعب,ولابد من تغيير الكذب
الذى يجتاح حياتنا فى أن الثورة معناها تغيير النظام بوسائل تتدعى الديمقراطية مثل الأنتخابات البرلمانية والرئاسية ووسائل التصويت والأقتراع لأن هذه الطريقة دون تغيير النظام من جذوره سيعيد
أنتاج الأنظمة الرجعية القديمة التى قامت الأنتفاضات المتتالية والثورة لأجهاضها وأسقاطها ,فهذه الطريقة البرجوزاية الرجعية سيتمكن منها النظام القديم الى الرجوع مره أخرى للسيطرة على وسائل
الأنتاج بمبرر الديمقراطية وصناديق الأنتخاب,فالشكل الثقافى والوعى لم يتحرك ألا قليلا ,ولن تحقق تلك الأنتفاضات وما تسمى بالثورة أى نتيجة جوهرية من أجل الشعب ,وستظل الديمقراطية
تعطى الحق لفئة الحاكمة وطبقة الأغنياء على السيطرة أكثر وأكثر تحت أسم الشرعية والأنتخابات بواسطة صناديق الأقتراع,وتدورالأحداث فى دائرة منغلقة على نفسها وتعيد نفس الأنتاج دون تغيير
يذكر!! فهذه الطريقة من الديمقراطيات التى تنهج بأسلوب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لا أحد يستفاد منها سوى الفئة الحاكمة فى أكتناز ثرواتها والأحتكار لجميع وسائل الأنتاج والتبعية للأمبريالية
التى تتحكم فى مصير الشعوب ومطالبهم وحقوقهم!!
فالأقتصاد هو القاعدة الرئيسية والمنهج السياسى هو التعبير المركز عن الأقتصاد,وبالتالى الشكل الثقافى المعين يتقرر أولا بالأقتصاد ويتوجه السياسة بالتعبير عن الخصائص الأقتصادية ورؤيتها
الثقافية ,ومن هذه النقطة ننطلق الى معيار هام فى فلسفة الأنتفاضات والثورات الشعبية بأن درجة الوعى يتزايد مع الأستبداد من خلال السلطة الحاكمة وأطارها الأقتصادى التبعى والرجعى,وعندها
سيتحقق الشكل الثقافى عند الجماهير الشعبية من البرولتاريا نحو التغيير الحاسم وتدمير النظام القديم الرجعى والقمعى ,وسيعبر عن هذا الأتجاه هم الطليعة الثورية التى تتواجد فى النقابات العمالية
والفلاحية والحرفيين وكافة الجماهير والأغلبية الفقيرة والمعدومين ,وسيكون للأحزاب والتيارات اليسارية وخصوصا الماركسيين دورا هاما فى التحرك السياسى لفضح الطبقة الحاكمة والبرجوزايين !!
فأفكار الجماهير تأتى نتيجة النضال الأجتماعى فى حياتها اليومية والأزمات والأحتكاكات التى تحدث لمواجهه السلطة القمعية البرجوزاية ,فبالفعل كما قال ماركس"ليست أفكار الأنسان هى التى تقرر
وجوده’بل على العكس أن وجوده الأجتماعى هو الذى يقرر أفكاره" فليس لمجرد الدعوه الى الأنتفاضات وتليها الثورة من كافه الأحزاب اليسارية هى التى تحقق الأنتفاضات العمالية بالفعل ,فأذن الأحزاب
والحركات اليسارية لها دور جوهرى فى التحرك فى وسط النقابات العمالية ووسط الجماهير فى داخل تجمعهم العمالى وأنتخاب عدد من الثوريين داخل تلك التجمعات يمثلون طليعة ثورية فى العمل على
زيادة وعيهم الثورى بحيث يتحركون بخطوه واحده أو أثنيين عن أقرانهم من زملائهم العمال والنضال بشكل يومى الى أن يتشكل ويزداد الوعى أكثر فأكثر وبالتالى الدعوه الى الأنتفاضات والتحرك نحوها
ستكون عاملا حاسما نحو التغيير وتعطى القوه اللازمة لحماية مصالحهم من وسائل القمع السلطوى الذى يحمى فئه الأغنياء وعملاء النظام الرجعىّ!!!
فثورة 25 يناير 2011م وما تلتها من أنتفاضات كثيرة ومرورا بيوم 30 يونيو 2012م ما هى الا سلسلة للكفاح والنضال والأستمرار نحو ثورة عمالية كبرى لتحقيق شكل الدولة الأشتراكية وبأطارها
الديمقراطية الشعبية,فتلك الثورة الأولى هى ثورة برجوزاية وكان لابد منها أولا لأن تكتيكات المرحلة تشمل تلك الثورة الأولى وبوجود مساعدة البرجوزايين أو على الأدق سيطرة الطبقة البرجوزاية عليها,
وبالتالى لابد من تقوية النقابات العمالية والسيطرة عليها من قبل أحزاب وحركات يسارية وخصوصا من الماركسيين حتى تسير الأنتفاضات التالية نحو التغيير المنشود وأحداث ثورة عمالية حقيقية.
وعند أستخدام النهج الديالكتيكى فى أحداث الثورات كان لابد من التواصل مع الحركات الجماهيرية فى تغيير النظام القديم بعده خطوات وليست بضربة واحدة لأن هذا الأسلوب لن يحدث وأذا حدث فستتكتل
الأعداء لهزيمة الثورة الشعبية وأجبرها على الأستسلام لصالح الفئة البرجوزاية وطبقة الأغنياء الذين سيطروا على معظم وسائل الأنتاج الموجوده بأيديهم فعليا ومع أعداء الخارج من الأمبريالية الأمريكية
والأتحاد الاوروبى ودول التعاون الخليجى وغيرها !!
فصحيح بأنه فى بعض الأحيان لا يصح ظرف تاريخى معين فى أن يصبح حقيقة وفعالية فى ظرف تاريخى أخر,وأن الظرف الراهن يريد من اليساريين الى الوحده أولا فى منهجية وتحرك وتكتيكات حاسمة
معينة فى السيطرة أولا على النقابات العمالية وتجنيد عدد من العمال الثوريين ليخوضوا الأنتخابات النقابية حتى تكون تحت السيطرة الفكرية الثورية وبالتالى الدعوه الى أنتفاضات جزئية من أجل مطالب
أقتصادية وأجتماعية معينة حتى تشمل الدعوه جميع القطاعات العمالية ووقتها ستحدث ثورة شعبية لأسقاط النظام بعد سلسلة من النضالات اليومية.
وللأسف كثيرا من الأحزاب البرجوزاية تقوم بعملية تزييف الوعى والخداع والكذب المستمر فى نظرية تقول أن الثورة فهى واحده فقط كل مئه عام وأذا حدثت ثورة فلا يرجى أقامة أنتفاضات أخرى وأنما
المطالبة بالحقوق ستتم عبر ما تسمى بديمقراطية الأنتخابات ,وللأسف كثيرا من اليسار يتبنون تلك النظرية الخاطئة لحساب فئه الأغنياء والتبعية للأمبرياليات المختلفة سواء الأمريكية أو الأروبية,فالثورة
تأتى بعدها عدة أنتفاضات جوهرية ومن ثم ثورة عمالية كبرى ,وأن التبنى لمثل نظرية الثورة الواحده معناها الأساسى هى عدم قيام ثورة ,وبالتالى أى كفاح عمالى والنضال اليومى المستمر تذهب سدى
ولا رجاء فى الأحزاب الأشتراكية ألا أنها تدور حول فلك الليبرالين والسلطة الحاكمة فقط بسبب أنتهازيتها ومصالحها الخاصة جدا,وأن أقامة تلك الأحزاب لابد أن تخضع لقوانين اللعبة الجديدة بأنها تسعى
فقط لأستقطاب عدد من كراسى البرلمان وعدد من المصالح الخاصة ,تذهب طبقة العمال الى الجحيم ,وبالتالى تظهر الفجوه مابين النظرية الأشتراكية العلمية (الماركسية) وبين التطبيق العملى والتحرك المضاد
,فأذن الثورة مستمرة .. "ل