رسالة الى الأناركيين


وليد فتحى
2013 / 12 / 14 - 23:31     

"أصبحت النقابات العمالية الشغل الشاغل لكافة التيارات والأحزاب اليسارية ولكن لا توجد الى الان أى منهجية عملية وعلى الأسس الأشتراكية العلمية للتواجد داخل تلك النقابات وتحقيق أهداف
أقتصادية -أجتماعية لكافة الطبقة المضطهدة وبالتالى أرساء قاعدة للعدالة الأجتماعية ,فهدفنا جمعيا نحن اليسار هو تحقيق تلك النقابات العمالية الأهداف من أجل الطبقة المضطهدة ,فعندما تقرر
الطليعة الثورية داخل النقابات بالتوقف عن العمل لمده يوم واحد فأنها تجبر السلطة الحاكمة وطبقتها على الخضوع لتنفيذ بعض من المطالب الخاصة بفئات العمال ,وأذا تصاعدت الأضرابات فى
مصنع ما بتوجيه من النقابة الثورية وقررت الأضراب لمدة أسبوع فسيكون للعمال الحق فى تحقيق المزيد من المطالب الأجتماعية الذين يناضلون من أجلها منذ عقود طويلة ,ولكن أذا تم التصعيد
أكثر من ذلك فى غضون أسبوعين الى أربعة أسابيع فهذه ضربة قاضية للسلطة الحاكمة على الأطلاق ,لأن النعرة الثورية ستتحق وتلوح فى الأفق وستتلقف عشرات النقابات ولربما المئات الدعاوى
العملية للأضرابات من أجل مطالبها أيضا,ووقتها سيتحرك جميع العمال للدفاع عن حقوقها ومصالحها ولو بأستخدام القوه لمواجهه القوه الغاشمة من السلطات الحاكمة وطبقتها البرجوزاية الحقيرة,
وأثناء الأنتفاضات الثورية من هؤلاء العمال وعلى رأسهم الطليعة الثورية من العمال أيضا ستتنطلق الطبقة الحاكمة بكل همجية وبأدواتها القمعية للأطاحة بتلك الأنتفاضات المتزايدة حتى تحبطها
ولكن وقتها ستتزايد الدعاوى للأضراب من الجزئى الخاص بالمنشأه أو المصنع أو داخل النقابة الواحده الى عشرات بل مئات من النقابات الموازية لها والتى تحمل عبء ضخم منذ عقود طويلة
لأجل حقوقها المهدورة ,وسيحقق الأضراب الى مزيد من الأضرابات المتتالية تشبه الأنتفاضة بل هى بالفعل ستكون أنتفاضة شعبية قوية لأن بقية الجماهير من الفئات الغير العمالية ستتضامن
مع تلك الأنتفاضات حتى تصبح ثورة شعبية حقيقية من أجل الحقوق الأقتصادية والأجتماعية على المنهج الأشتراكى وبالتالى ستكون الفرصة سانحة ومحققة للأنقضاض على أسقاط النظام ,وأفشال
صفقة الطبقة الواسطى مع الطبقة الحاكمة الى أن يتم هزيمة النظام القديم بمجتمعه وثقافته الفاسد والأنانى.
ولكن كثيرا من الحركات الفوضوية والتى تتدعى باليسارية تتخيل أن الأنتفاضات العمالية ستتحقق وتحقق أيضا أهدافها لمجرد الدعوه اليها فى صفحات ومنشورات أعلامهم والتواصل الأليكترونى
وبغض شعارات ورموز الأشتراكية ,وهذا لا يعبر الا كما عبر عنه لينين وتوصيفه لها بمرض اليسارية الطفولى,فالنضال الحقيقى هو التفاعل مع الجماهير الشعبية وخاصا العمالية ومشاركتهم
حياتهم اليومية وأختيار عدد من الثوريين داخل صفوفهم ويمثلون الطليعة الثورية وزجهم داخل النقابات حتى يصلوا الى قيادة تلك النقابات بالفعل وبالتالى ينضلون مع زملائهم فى العمل خطوه بخطوه
دون تسرع أو تذبذب ,فكل خطوه ستتحقق بحسابات معينة حتى يصلون الى الأهداف الثورية التى نحلم بيها وهى العلاقة الجدلية بين الخاص فى داخل تلك النقابات والمصانع وبين العام وهى الدولة
الأشتراكية ,فليس كل أضراب عام يمثل ثورة أجتماعية وأنما هو جزء من النضال وخطوه واحده لأجل تصعيد الكفاح الى ذروته فى أقناع بقية النقابات الثورية لأحداث أضراب عامل شامل يحققون
الهدف الرئيسى وهو أسقاط النظام القديم جمعيا.
ولكن كثيرا من الأناركيين الفوضويين ودون قصد منهم يعملون لصالح الطبقة الحاكمة بسبب تسرعهم ودعواتهم المستمرة فى أحداث أضرابات,وهم يتخيلون بنضالهم فى وسط العمال ,فى حين والحقيقه
فهم لا يمتلكون أى قاعدة أساسية داخل تلك النقابات العمالية أو أى منشأه أو مصنع عمالى,فهم يسبقون العمال فى مطالبهم بعشرات الخطوات وبالتالى النتيجه المتوقعة هى أفشال أضرابهم والفصل
التعسفى لبعض العمال الداعين للأضراب ولربما سجنهم بقوانين النظام الحقير الذى يجرم الأضرابات ويقف عائقا أمام المطالبة بأى حقوق أقتصادية وأجتماعية,فالفوضوية لا تخدم على الأطلاق
العمال أو البروليتاريا وأنما تخدم فقط النظام البرجوازى بقوانينه ويقفون ضد نضال العمال الحقيقى,فالأضراب الجماهيرى هو نتاج تاريخى وليس نتاجا مصطنعا كما يريدونه الفوضويين ,فالأناركيين
يساعدون الرجعية بأرهاق العمال بالمزيد من القمع والأستغلال لأنهم يساعدون فى أفشال الأضرابات الجماهيرية بسبب توجهم الفكرى وأسلوبهم فى معالجة تلك الأضرابات ,فبدلا من توجيها بالشكل
الصحيح الثورى فهم ينحرفون بيها الى الخطر والهلاك .
فالفوضوى لا يؤمن ولا يعترف بالتنظيم وبالتالى وجودهم داخل تلك الأضرابات تحقق أفشالها,فبدون تنظيم ثورى داخل النقابات أولا وقبل المطالبة بأى حقوق أقتصادية وأجتماعية فلن تحقق الأضرابات
أى أهداف ثورية لها,فالحل هو التنظيم القوى الذى يقود الى الثورة وأهدافها الشعبية ,فالدعامة الرئيسية وراء الأضرابات الجماهيرية هى النقابات الثورية وبدونها لن تحقق الأضرابات أى نجاح يذكر,
فليست الأضرابات لمجرد الدعوه لها ولا تقر ولا تحدث لمجرد الأعلان عنها,فالفوضيون يرون وبشكل ساذج أن النظام ولابد أن يسقط بضربة واحدة ولمجرد الدعوه فقط بالأضراب العام!!!
فالأضراب العام يشكل حلقة من حلقات الثورة الشعبية ومن هذه الحلقة وبالتفاعل المتبادل المستمر مع التحريض السياسى والأحداث الخارجية للثورة تنشأ هنا وهناك تأتى أنفجارات من داخل المجتمع
للتضامن مع العمال ومن أجل مطالب جماعية والقضاء على النظام القديم وترسانة قوانينه الرجعية.
فالأضراب العام لا يحقق الفوضيون وأنما من داخل النقابات الثورية وأجتماعتهم ودعوه العمال الى حماية مستقبلهم من قطيع النظام القديم والسلطه الحاكمة,فهو وسيلة لتحرك الجماهير الثورية لأهدافها
الثورية,وهو أيضا فكره تم حشدها وأندمجت مع الجماهير بسبب كفاح طويل من النضال الطبقى.
فليس الأمر سهلا فلربما نحتاج سنوات طويلة وعقودا أطول من أجل سيطرة الطليعة الثورية على النقابات أولا وقبل أى شئ ,لأن أذا سيطرت الطليعة على النقابات ونظمت أنفسها من أجل أضرابات
جزئية داخل المنشأه أو المصنع والتفاعل المستمر مع بقية الطلائع الثورية فى نقابات أخرى فحتما ستكون النتيجة هى الثورة الشعبية,فالنضال من أجل الحقوق الأقتصادية داخل النقابات حتما سيقود
الى النظام السياسى لأن وقتها سيدرج العمال وفئات البرولتاريا بأن النظام القديم وجب سقوطه لأنه السبب فيما وصل اليه العمال من مشكلات ومخاطر يومية والحياه بتعاسة وسرقة قوتهم اليومى
بقوانين السلطة الحاكمة ولا حل ألا الأعلان عن رفض كل الوسائل القمعية وبالتالى الثورة وتدمير النظام وأسقاطه بشكل حقيقى ,ووقتها سيتأكد العمال بأن ما تسمى بثورة يناير 2011م ماهى ألا
أنتفاضة كبيرة تمت سرقتها من قبل الطبقة الوسطى والبرجوازيين لأعادة نفس المنطق القديم والذى لم يسقط بنفس الرؤية والأليات الرجعية والتى تقف ضد الجميع فى حياتهم ومعاشهم..
فالأضراب العام لن يتحقق بالأمر المباشر وأنما بالتكيف البارع مع الوضع المعطى وفى الأتصال بالمزاج الجماهيرى.