الراهبات مقابل إطلاق سراح سجينات سوريات !!!


لينا سعيد موللا
2013 / 12 / 7 - 09:57     

استمعت إلى ما قالته الأخوات الراهبات في شريط على اليوتيوب، يشكرون خاطفيهن الذين انتزعوهن من أديرتهن، يشكروهم على معاملتهم الحسنة !!

وقد استرعى اهتمامي أن أحداً منهن لم تكن تضع صليبها الذي يميز لباس الراهبات عادة، ولهذا أكبر دلالة !!

من المؤسف والمخجل أن يصل الانحطاط بنا كسوريين بأن نتشفى لدى خطف الراهبات من منطلق ما حدا أحسن من حدا .

الحقيقة أن الاستهتار بالقيم والمبادئ التي قامت عليها ثورتنا و التي خرجنا بها منادين هو الذي أوصلنا إلى هذا الدرك الأسفل .

فبداية من تخاذلنا إزاء أؤلئك الذين حملوا الشعارات الدينية وتاجروا بها، ليصادروا ثورتنا، ومن النظام الذي تاجر على شعارات حماية الأقليات، وعزف عليها وما يزال..

شاهدنا بكل براءة كيف تدار المسرحيات من قصف الكنائس والمساجد ومن ثم خروج دجالي النظام على الاعلام مصورين أنه الضحية ..

كل هذا يلعبه النظام بشكل مكشوف حتى للبسطاء والسذج، لكنه ماض في تطبيق مقولة غوبلز " إكذب إكذب حتى يصدقك الناس " ماض بلا هوادة، لكننا نحن منشغلين عن فضحه بكل الطرق الممكنة بالمكايدة بين بعضنا البعض .

بجميع الأحوال نحن نرفض رفضاً قاطعاً وجازماً كثوار من أن يلمس أي رمز مقدس يعود لأي فرد من أفراد شعبنا، فثورتنا قامت على الاحترام والاخاء، والتعاضد والتعاون، ألم يبح صوتنا ونحن نردد دد دوماً في شعاراتنا أننا شعب واحد ؟

فلماذا اليوم ننقسم ونرتضي بأن تخرج راهبات وديعات من أديرتهن، من بيوت الله الذي نعبده، من الأديرة التي نزورها ونفتخر بها، لماذا نتقبل بمطالبة فدية مقابل خطفهن وكأنهن طرف في حربنا مع النظام؟

هل يعقل أن يقوم ثائر سوري بطلب مقابل على خطفهن ونبقى صامتين ؟
هل نرتضي صمت القبور بدل أن نفضح هذه الخطوة ونتبرأ منها ؟
فإذا كانت ثورتنا قد وصلت إلى هذا المستوى من التخاذل في إدارتها فأنا أعلن وعلى الملأ أن هذه الثورة قد انحرفت بسببنا نحن قبل الآخرين، وأن من يديرها بهذا الشكل السيء والمخجل تجب محاكته .
وعلينا بأن نخرج بتصريح ناري نتشارك به جميعاً، ويعيد لنا ماء الوجه الذي فقدناه .

وإذا كان النظام هو الفاعل وكلنا نجزم بذلك، والأدلة القاطعة تقول بأنه قواته انسحبت من معلولا لقوات لا نعرف عنها شيئاً، لتختطف الراهبات وتطالب بإطلاق سراح معتقلات..
أعيد أن الصمت عن هذا الجرم هو قمة التخاذل ليس بمقدساتنا فقط بل في مشروعية ثورتنا وهدفها البيل .

أذكر أيضاً :
لا يمكن لأن نكون نسيجاً واحداً متضامناً إذا لم نقف وقفة عز مع بعضنا البعض زمن الشدائد، فكما خطف الأب باولو وهو رجل لا يتكرر أحبه المسلمون السوريون قبل المسيحيين السوريين، ولم نعد نعلم عنه شيئاً، وكما خطف المطرانين من حلب، أو احتلت كنيسة للأرمن في مدينة الرقة وحطمت جميع رموزها المقدسة، لتحولها داعش إلى مقر لها تستخدمه للتعذيب، واليوم تخطف الراهبات من ديرهن للتبادل مقابلهم بمعتقلات، فإن هذا يمس وبشكل خطير مصداقيتنا التي يجب أن تبقى بعيدة عن أي مس، صدقية نغار عليها كما نغار على أرواحنا .

إنني أطالب جميع الأصدقاء بالتوقف عن المهاترات، كلنا سوريون، وإذا بقينا نتفرج على ما يقوم به النظام، متبادلين الشماتة، فإننا نسلم بانا نستحق ما يحصل بنا، يعني أننا بعنا دماء من رحلوا عنا، عندما قالوا شعب واحد، واحد واحد واحد، فخدشوا حياء النظاموفضحوه معرين، نصاف كان كل هدفه من وراء كل جرائمه شق صفنا منذ اللحظة الأولى للثورة .

هل نرتضي ذلك ؟
هل نسلم النظام مفاتيح النصر ونحن اصحاب القضية وكلمة الشرف ؟
هل نقبل بالهزيمة أم نبقى على تراصنا ومحبتنا لبعضنا، محبة عشناها ونريد لها أن تدوم .
أليس من الواجب أن نعي أن تجزئتنا هو انفراط لعقد نتفاخر به منذ الأزل ؟

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية