التيوديسيا Theosdike


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 27 - 14:51     

وهي تبرير خلق الله للشر على الأرض.
إن ضرورة تقديم تفسير نظري, يوضح كيف يمكن الجمع بين (اله كلي الجبروت), و(كلي الخير), وبين (وجود الشر والظلم في العالم), قد انتصبت دائماً أمام اللاهوتيين بشتى مذاهبهم, وأمام الفلاسفة المثاليين, الذين يرون في الله مصدراً لكل موجود. وهم عادةً يفسرون الشر بأنه امتحان, يختبر به الله الإنسان, أو انه عنصر ضروري في (تناسق سابق) متعذر- فيما يزعمون- على إدراك البشر, ومن أشهر ألوان التيوديسيا في تاريخ الفكر الفلسفي كانت التيوديسيا الرواقية, وتيوديسيا ليبنيتز, وبعض الأحكام الواردة عن المسلمين.
ولكن وراء هذه المشكلة التي قد تبدو للوهلة الأولى محض لاهوتية, يتستر مضمون دنيوي يتفق أتم الاتفاق مع رسالة الإنسان (السامية). إن التيوديسيا هي شكل لما تعرفه المجتمعات الاستغلالية من خداع أيديولوجي للجماهير, فإذا كان وعي الناس لا يتقبل ظواهر معينة من ظواهر الواقع, يسارع منظروا الطبقة المسيطرة لأن يسبغوا على هذه الظواهر (مغزى رفيعاً), أو (حكمة إلهية), لا يمكن لمدارك الجماهير- على حد زعمهم- الوقوف عليه.