إن الدفاع عن النظرية هو دفاع عن الثورة


رشيد العيساوي
2013 / 11 / 23 - 14:30     

ليس هناك أزمة باليسار أو التقدمية عموما بمعناها العلمي الصحيح كما خيل لنا لعقود طولة.لقد كان الحراك الاخير أكبر مشتل و تجربة كذبت وهمنا ذاك. فرغم أن المشاركة كانت من جماهير كل ما تملك هو غيرتها و حماستها و أغلبها أول مرة تمارس السياسة و لو بمعناها الجنيني الا أنه بعد (الجزر الطبيعي في الصراع).نلاحظ أن هذا الحراك ترك لنا العشرات من المناضلين اللذين أظهروا إنحيازهم اللامشروط لليسار رغم فهمهم المبهم له و صراعهم مع ذلك التناقض الداخلي عندهم بعد التشوييه الممنهج من قوى العهر و الظلام و فهمهم الناقص لليسار عموما.
إن هؤلاء المناضلون انحازوا من ملئ إرادتهم و هم أكبر ربح من هذا الحراك عموما، لكن من المؤسف و المخزي كذلك هو اصطدام هؤلاء المناضلين أنفسهم بانتهازية و مرضيات بعض المنسوبين على اليسار.
فبعد معاناتهم مع القوى الاصلاحية ذات الطبيعة الانتهازية و الرجعية تماما في كل مراحل الحراك الاخير وصمودهم أمام جميع طروحاتها الانتهازية و حتى إغرائاتها من أجل الاستقطاب يجدون أنفسهم مرة أخرى أمام انتهازية أخرى و من طبيعة أخرى "إنهم الدجالون و السحرة" نعم السحرة و أصحاب "الدمياطي". أساتذة و جحاحفلة الانتهازية و الاسترزاق على قضايا الشعب المغربي. فبعد تفرق و موت كلينيكي لهؤلاء "الحلايقية" لسنين طويلة نجدهم قد استيقظوا و بدؤوا يبيعون "الكلام الغليظ" و يرسمون عن أنفسهم أولائك الثوريين اللذين لم يجد بهم زمان.
و كل ذلك في تناقض سافر بين ذلك "الدمياطي" و الممارسة. فالممارسة و الاجابات، عورة انتهازيتها النتنة مفضوحة حتى لمن لم يمارس السياسة يوما و تبريراتهم مهما حاولوا تنميقها و شرعنتها بفقرات مبتورة من كتابات (ماركس، لينين و هلمجرا) أبدا لن يقنعوا بها عاقلا مؤمنا بضرورة التغيير.
إننا كحاملين للقضية نؤمن أنه لا ممارسة ثورية دون نظرية ثورية و بالعكس، النظرية قد نظر لها يوم تحول الرأسمالية للامبريالية وأعطت الاجابة لكل الاقطار التبعية عبر ثورات وطنية ديموقراطية شعبية، والممارسة تكون عبر مناضلين مبدئيين طاهرين يحملون تلك النظرية بمعناها الصحيح و ينزلونها لارض الواقع.
لكن في ظل هاته اللخبطة و الانتهازية في كل مكان و بمختلف الشعارات و الطرق، يتيه ذلك المناضل المبدئي المبتدئ. و النتيجة ستكون حتما جزمه بوجود خلل في النظرية و تراجعه أو التحاقه بقوى الظلام.
إن هاته اللخبطة و هؤلاء "الدجالون، الثوار المزيفون" هم أشد أعداء خلاص هذا الشعب ووجب فضحهم بدون هوادة، لان فضحهم هو دفاع عن النظرية اللتي يستعملونها مطية لانتهازيهم و بالتالي توضيح الصورة لكل تائه في ظل هاته اللخبطة المتعمدة.
إنها مهمة مرحلية يجب أن يتحمل مسؤوليتها كل المناضلين المبدئيين و اللذين أصابهم الاحباط أو ظنوا انهم وحيدين في ظل هذا الزخم الواسع من التطبيع مع الخيانة و الانتهازية.
إن الخلاص سيكون حليف شعوبنا رغم كيد الكائدين.