طرد العمال الأجانب في السعودية، عمل فاشي


رعد سليم
2013 / 11 / 16 - 13:12     

بدأت السلطات السعودية منذ أسبوع بترحيل الاف العمال اليمنين والسودانين والاثيوبيين الذين ليس لديهم أقامة عمل حسب القوانين الجديدة التي أقرتها السلطات السعودية. وقام السطات الامنية السعودية بحملة وحشية ضد هؤلاء العمال، ومنذ الايام الاولی-;---;-- للحملة، تم ترحيل عشرات الالاف من العمال اليمنيين بشكل غير انسانی-;---;-----;---، وکانت اکثرية هؤلاء العمال لايملكون حتی-;---;-- حقائب السفر وتم ترحيلهم نحو الحدود اليمنية - السعودية، والكثير منهم تم ترحيلهم بملابسم الداخلية وحتى بدون طعام وشراب وتم أحتجازهم لعدة ايام عند الحدود. لتبدأ بعدها حملة ترحيل العمال الاثيوبين والسودانين غير الحاصلين على أجازة العمل حسب القوانين الجديدة. وبالرغم من ترحيل العمال، الا أن العملية شهدت زخما اکثر اثر الاشتباکات التي حصلت نهاية الاسبوع الماضي بين القوات الامنية السعودية والعمال الاثيوبيين و السودانيين واسفرت عن مقتل اربعة من العمال وعدد کبير من الجرحی-;---;-- بين صفوفهم. ومنذ بدء عمليات الترحيل وقف الالاف من النساء والاطفال والعمال في الشارع الرئيسي في مدينة منفوحة بانتظار حافلات تقلهم الي مراکز تؤويهم قبل اجراءات ترحيلهم الي بلادنهم. وقد صرح احد العمال الي احد الصحفين قائلا بأننا اضطررنا لبيع اثاث المنزل باسعار زهيدة جدا، کما تخلينا عن العديد منها نظرا لضيق الوقت، ويبدو ان الامر لايتعلق فقط بالعمال غير المرخصين حسب القوانين الجديدة، اذ لفت العامل الاثيبوبي الي انه "لدی-;---;-- البعض منا اقامات شرعية، ولكن الكفلاء اخذوا الاموال واختفوا وبالتالي انقضت الفترة المحددة. وتجدر الاشارة الي ان العمال الاثيوبيين وغيرهم من عمال بلدان الشرق الاوسط يتعرضون الي التميز والعنف الجسدي والمعنوي وسط ظروف عمل مهنية بخسة وقليلة الاجور.
وحسب مصادر مقربة من السلطات السعودية في الاشهر القليلة الماضية يكون عدد العمال الاجانب الذين تم ترحيلهم من السعودية وصل الي اکثر من 600 الف عامل.
ان هذه الحملة من قبل السلطات الرجعية في السعودية، کانت بمثابة اعلان الحرب ضد العمال الاجانب. ان هذه الفئة من العمال في السعودية، والذين کثير منهم عاشوا لسنوات طويلة في السعودية هم فئة محرومة جدا من النواحي الحقوقية والمعيشية، کانت هذه الفئة تعمل عملا شاقا وتحت ظروف معيشية صعبة تحت رحمة الراسمالين السعوديين وباجور قليلة جدا، كما وأنهم كان ليس لديهم أية حقوق، وحتی-;---;-- قوانين العمل السعودية لاتشملهم ولايحصلون على التأمين الاجتماعي. رغم أن هذه الفئة كان لديهم أسهام كبير في انتاج الثروات الاقتصادية والاجتماعية للسعودية خلال السنوات المنصرمة.
وفي الوقت الذي اشترت واستخدمت الطبقة الراسمالية والسلطات الحاکمة في السعودية هذه الايدي العاملة الرخيصة جدا، وتم استخدامهم بالاعمال الشاقة وبدون رحمة، واستثمارهم لتراکم الراسمال السعودي، فأن هذه الفئة من العمال لم يكن يشملهم عدد ساعات العمل المحددة بقانون العمل، او قانون العمل والضمان الاجتماعي، او حق ضمان البطالة أو حق الضمان الصحي. والان بعد سنوات من استثمارهم وعملهم الشاق، وبعد انتهاء الحاجة لهم يتم ترحيلهم قسريا الي بلدانهم الاصلية.
والجدير بالذکر بان نهوض الدول الخليجية بما فيها الامارات والسعودية من النواحي الاقتصادية والاعمار کان سبب أزدهارها الاصلي هو الايدي العاملة الرخيصة التي أستقدموها من البلدان العربية والاسيوية والأفريقية.
في الوقت الذي ينتعش فيه الاقتصاد السعودي بشكل لا مثيل لها في العالم، نتيجة ارتفاع أسعار النفط وتشغيل الملايين من الأيدي العاملة الرخيصة، حيث أنه بهذا الاقتصاد وهذه الثروات يمكن القضاء علی-;---;-- الفقر بشكل تام في کافة الدول العربية، تشن السلطات السعودية هجومها علی-;---;-- تلك الفئة المحرومة والمنكوبة لتنظيم سياساتها الرجعية. ان هؤلاء العمال وعوائلهم ليس لديهم الحق في البقاء في السعودية فقط، بل لديهم الحق الكامل في الاقامة الدائمة والعيش الدائم في السعودية، ويجب أن يكون لديهم کافة الحقوق ويتساوون في الحقوق مع أي مواطن اخر في السعودية. ان هؤلاء الذي أستثمرهم الراسماليين السعوديين ولسنوات طويلة يعيشون علی-;---;--بيع قوة عملهم، ولا يستلمون من السلطات السعودية اية مخصصات او مساعدات مالية.
ان تشريد وطرد هؤلاء العمال وعوائلهم وبلارحمة وسوقهم الى أحضان البطالة والفقر والجوع هو نتاج السياسة الفاشية غير الانسانية للراسمالية بشكل عام وللطبقة الراسمالية السعودية بشكل خاص. ينبغي علی-;---;-- المنظمات والنقابات العماليه العالمية والاحزاب الشيوعية واليسارية الوقوف بوجه هذه الحملة الفاشية للسطة الاسلامية في السعودية، والضغط على السلطات السعودية لوقف هذه الهجمة الشرسة على العمال الاجانب.