حمية تاريخية


باسم الخندقجي
2013 / 11 / 15 - 18:19     

حدِّ البيتِ ومرتفعات الذين عبروا
في دروبِ التاريخ مُحَمَّلين بكلامِ أكثرِ من إله..
تَعبْتُ..
الذي ينثر نفسهُ بكلماته
ذاكَ الذي صَعَدَ الكرملَ
وعلى القمةِ ساقاً على ساقٍ وَضَعْ
مُستريحاً من فتات القاعِ..
ساخراً من شمسٍ.. وصخرٍ وسماءٍ
عتيقةٍ ودماء:..
«من يُوْقِدْ لكم محرقةَ المذبح من أجل
عِجْلِ الشُواء..
فإلهكم لعله في خلْوةٍ أو سفرْ
أما أنا وحدي أحترقُ لا لشيء
فقط ليقول الذي يكتب الآن:

حدِّ البيتِ تعبتُ من تأملْ الحلمِ..
والخوض فيه والخوضِ فيَّ
إذ أخافُ أن أصحو ولا أجد نفسي
من أنا.. من يراني
ومن أرى.. لا أرى أحد؟
أنا قارعةُ الطريقِ.. نعم
وردةٌ.. وردٌ.. ورود
لا يعتقدنَّ أحدٌ أنَّ الهامش لا شيء
الآن في وقتِ الأحزانِ الإلكترونية
وكبسةِ زِرٍّ تجعلني أقولُ
أُحبك أو لا أُحبك..
الهامش زينةُ الفاقدِ الذي يبحثُ
فيجد إلاّ ذاته لا يجدْ
حدِّ البيت وَجْدي ومُشتهايْ
يدي على خدي
ألمَحُ زيتونةً تَرتَدي الغروبَ
لا بلْ أكثر..
الزيتونة التي ألمح بها الآنَ

تعزفُ على كمانِ حلمي
لتَزُفَّني إليها هذا المساء
ومنتهايَ لا يكون.. لا يكون
الغروبُ..
أن أسْقُطَ من حالق تأويلي
لكلام إيليّا سديمٍ ما
أعثرُ فيه على حبَّةِ ملحٍ
قد ترفع ضَغْطِ دمِ هذي القصيدة..
وقد يصحو عليّ حلمي في صباح غدي
ميتاً بذبحةٍ تاريخية..

من ديوان أنفاس قصيدة ليلية . 2013