ماذا يعني مفهوم, الأخلاق البرجوازية؟


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 12 - 00:11     

الأخلاق البرجوازية, هي الأخلاق التي تنعكس فيها العلاقات الاجتماعية الرأسمالية, وتلقى تأسيسها الفكري وتعميدها المعنوي.
إن الأخلاق البرجوازية, التي تعبر عن مصالحهم, وتشكل أداة أيديولوجية في تدعيم سيطرتها, تنطلق من أن الملكية الخاصة هي ماهية الإنسان الاجتماعية. وهي تنظر إلى نشاط رجال الأعمال على أنه مغزى الحياة البشرية وهدفها, وترى فيما يظهر في هذا النشاط من قدرات, وما يحصل عليه من نتائج, معيار كرامة الفرد., وعلى نحو مماثل تقيم فضائل البشرية, إنها علو الهمة وقوة العزم في تحقيق الأهداف الشخصية, وحب الرفعة كضمانة للفعالية الاجتماعية, والتصميم والاندفاع لتحصيل الثروة وبلوغ المكانة الاجتماعية, والعدالة تعني التبادل المتكافئ للخيرات والمنفعة المتبادلة, واحترام الشخصية, الذي يعني في المقام الأول حرية البيزنيس والمنافسة, هكذا تقوم فردية وأنانية المالك الخاص في صلب الأخلاق البرجوازية, إنها لا تعترف في العلاقات بين الناس (إلا برابطة واحدة, هي المصلحة العارية)*, ولا تقول إلا (بقوة وحيدة تجمعهم, هو نزوع كل منهم نحو منفعته الخاصة, نحو الكسب الشخصي)*, والأخلاق البرجوازية تبرر في حقيقة الأمر, ما تعاني منه أغلبية الناس من استغلال وتفاوت واضطهاد وعدم التساوي في الحقوق, أما التحقيق العملي لمبدأ الأنانية فيؤدي بها في نهاية المطاف إلى تبرير (حرب الكل ضد الكل), وكراهية البشر, فيكون الحق دوماً, إلى جانب القوة, ويسمح بكافة الوسائل, التي تؤدي الى الأهداف المتوخاة. ومع انكشاف المغزى اللاانساني للعلاقات الرأسمالية تغدو الأخلاق البرجوازية أكثر فأكثر نفاقاً, وراح دعاتها يبذلون مزيداً من الجهود للتستر على مغزاها الطبقي. وصار تأسيس الأخلاق البرجوازية يتطلب مزيداً من الرجوع إلى الدين, وغدت مبادئها تؤول بروح (الوصايا الأزلية) المسيحية, والأخلاق الإسلامية الديماغوجية. فالأنانية تعارض بمحبة لأقرب وبالإحسان, والحساب المادي ب (المثالية) النزيهة وب(البواعث السامية) و(الواجب من أجل الواجب نفسه), والاستغلال الاقتصادي والقمع الحكومي للأفراد, ب الدعوة إلى (حقوق) الشخصية و(حريتها).
ويغدو نفاق الأخلاق البرجوازية جلياً لا سيما عند مقارنة هذه الوصايا الرفيعة بالأعراف الواقعية في المجتمع الرأسمالي المعاصر, السائد في البيزنيس وفي السياسة الحكومية والحياة الخاصة, المفعمة بالحسابات المادية الباردة وقسوة القلب, والمسلمة بالإخلال بأبسط قواعد العلاقات البشرية (كممارسات خداع المنافسين, والنصب والاحتيال والسطو.. الخ).
إن الوعي الأخلاقي البرجوازي, بتبريره الرأسمالية, مضطر لتبرير العيوب والرذائل الناجمة عنها. فيعتبر هذا أو ذاك من الاجرائات اللااخلاقية شيئاً حتمياً, أو مقبولاً, أو حتى ضرورياً, وأحياناً يعترف ب(اللاأخلاقية) مبداً مشروع تماماً في الحياة.
أما نظريات الأطيقا (علم الأخلاق), البرجوازية, فقد انعكس فيها فكر البرجوازية ووعيها الأخلاقي, وتبعاً لمختلف العهود في ظل الرأسمالية, وللظروف الاجتماعية في البلدان الملموسة, ووضع شتى الفئات والزمر الاجتماعية, شهدت الأطيقا البرجوازية ظهور نظريات مختلفة, تحاول كل منها أن تعكس هذا أو ذاك من الرؤية البرجوازية عامةً. وبين هذه, تأتي: النفعية, ونظريات الأنانية, ونظريات الحس الأخلاقي, ونظرية الطيبة الأخلاقية, وأطيقا كانط, والأطيقا الارتقائية, وغيرها. وثمة اتجاهات متعددة في الأطيقا البرجوازية المعاصرة, أهمها: الوضعية الجديدة, والوجودية, والبروتستانتية الجدية, والبراغماتية, والحدسية, والتوماوية الجديدة. ومن التيارات الأخرى المؤثرة تجدر الإشارة إلى: المسيحية الليبرالية, والإسلامية الليبرالية, والنظريات الاستحسانية, والفرويدية الجديدة, والأطيقا الإنسانية, الخ.
وتبعاً للمبدأ المعتمد في تأسيس الأخلاق, جاءت النظريات الأخلاقية البرجوازية كلها, إما ضرباً من المثالية الموضوعية (فتؤسس الأخلاق من مفهوم الإله, أو ماهية ما, قائمة خارج المكان والزمان, أو قانون أخلاقي كوني), أو المثالية الذاتية, وفيها (تقوم الأخلاق على النشاط الروحي للذات), أو الطبيعانية التي تفهم الأخلاق بروح المادية المبتذلة, التي لا تراعي خصوصية القوانين الاجتماعية.


المصادر:
1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون, اصدار الاتحاد السوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني