نكران الذات, طبقياً


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
2013 / 11 / 13 - 00:49     

خصلة أخلاقية, وسلوك يدل على تضحية المرء الطوعية بالمصالح الشخصية, وتضحيته بالظهور الشخصي, حتى وبالحياة أحياناً, من أجل مصالح الآخرين, الطبقة, أو الحزب لتحقيق هدف مشترك, أو في سبيل مثل غالية عليهم, وهي احدى اسس العمل الجماعي, على ان يبقى الانسان في حالة تميز (من خلال أفعاله وتصرفاته وقوة المثال الاجتماعي).
إن تجلي هذه السمة, ضروري في الظروف الاستثنائية, التي تتطلب من الإنسان رفع درجة الواجبات والالتزامات التي يقوم بها في حياته اليومية, وفي العلاقات مع الناس, وفي عضوية الحزب, والتخلي عن المصالح المشروعة (من وجهة نظر المجتمع, أو الطبقة أو الحزب المعني), لحد التضحية بالحياة. أما ضرورة مثل هذا اللون من التصرفات على نطاق جمعي, فتظهر في ظروف حروب التحرر, والحركة الثورية, والتحولات الاجتماعية الكبرى.
ونكران الذات, كصفة أخلاقية, ضرورية في حالات خاصة, يقدره الحزب, أو المجتمع عالي التقدير. وفي الوقت نفسه, فان الأخلاق الشيوعية المعادية للزهد والانصراف عن الحياة الدنيا, لا تعتبر نكران الذات مبدأ أخلاقي شامل, يقضي بأن ينطلق الإنسان دوماً من تضاد مصالحه ومصالح الغير, وعليه, بالتالي, أن يقمع مصالحه وتطلعاته الشخصية, في سبيل الآخرين.
إن هذا المبدأ قد طرح مراراً في تاريخ الوعي الأخلاقي (وضمناً في الأخلاق الدينية), وكان عموماً, يشكل تأسيساً أخلاقياً لزهد الجماهير الكادحة ألقسري, لقمع مصالح الإنسان بهدف المحافظة على مصالح الطبقة السائدة والمجتمع الاستغلالي ككل. وقد كشف ماركس وانجلز عن المغزى الاجتماعي لهذا المبدأ, وبينا, لماذا لا يمكن أن يكون مبدأ للأخلاق الشيوعية يجب عليه السير دوماً وأبداً. (فالشيوعيون لا يطرحون الأنانية في مواجهة نكران الذات, ولا نكران الذات في مواجهة الأنانية, ولا يتقبلون نظرياً هذا التضاد, إنهم على العكس, يكشفون جذوره المادية, التي يزول بزوالها).
وفي المجتمع الاشتراكي, ومع تذليل التضاد بين مصالح الإنسان والمجتمع, تختفي تدريجياً ضرورة إنكار الناس اليومي المستمر لذواتهم في سبيل الآخرين, أو حتى المجتمع ككل, وتغدو خدمة المجتمع حاجة عضوية وتأكيداً للذات لدى كل فرد.

المصادر:
1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون فيلسوف سوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف... فيلسوف بلغاري
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني