تسييس العقيدة و انيميا الفكر التنبؤي و افقار التنظيم


خديجة صفوت
2013 / 11 / 7 - 21:22     

تسييس العقيدة و انيميا الفكر التنبؤي و افقار التنظيم:
الجزء الثالث
مقدمة:هل يبدع معظم العرب تدمير انفسهم
درج العرب على الانسياق وراء فيادات مشبوهة ما تلبث ان تدمرهم منذ عبد الله بن السبا او ابن السوداء تحت راية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تكاذبا فاجج فتنة عثمان ووراء ابن ابي دؤاد المعتزلي العباسي تحت راية خلق القرآ، و وراء أمثال ابن ابن نغزالة و باديس ابن حبوس الزيرى وهما وزيري امير عرناطة محمد بن سعيد اللذان حرضا على ثورة حي البيازين المضادة. و لعل ثورة الكرك رغم اهميتها كانت حرية بان تعبر عن نفسها فى تنويع على الربيع العربي. ذلك ان ثورة تاريخية موضوعية كانت حرية  بان تندلع الا ان ثورة 1910 ما انفكت ان اجلت اندلاع الثورة التاريخية الموضوعية. و فيما كانت الدولة العثمانية تتعين على الشروع فى الاصلاحات من اجراء التعداد السكاني و تحرير النفوس و التجنيد لم تنفك تلك الاصلاحات ان  استبقت بثورة الكرك غير الناضجة و غير القابلة  بعد على الوقوف فى وجه الدولة العثمانية. فان اجهضت ثورة الكرك و قضي على قياداتها بعنف فقد احر ذلك الاستباق المدبر اندلاع الثورة الموضوعية التاريخية ان لم يقض على امكان حدوثها اصلا.
 و قياسا اندلع ما يسمى الثورة العربية الكبرى وراء لورانس العرب و الشريف حسين شريف مكة المخدوع  تحت راية  تحرير العرب من العثمانيين مماترتب عليه ما ترتب بوصفه ثورة مضادة بامتياز. و اخيرا اندلعت ثورات الربيع العربي وراء تنويعات من اعراب الشتات من الصهيوني المعلن بيرنارد هنري ليفي الى خزر نهر الفولجا تحت الوية سلفيةاصولية. وازعم ان كل ذلك ما كان ليكون لو ان العرب جودوا لهم فرضية او براديجما تخصهم ازاء خصومهم و نطزا انفسهم فى جبهة او حزب لا يأ×ذ عن فكر و تنظيم او يصدر عن اجندة و خطاب  اعدائهم.
و لا يعنى ذلك ان العرب لا يثورون باخلاص من اجل مطالب مستحقة و لكن الذي يبدو هو أن الثورة الموضوعية الحقيقية التى كانت حرية بان تندلع اريد لها ان تستبق(بمنى للمجهول) بثورات مشبوهة  فتخترق فتحبط الثورة الموضوعية التاريخية التى كانت حرية بان تندلع لا محالة. و لعل ذلك الاستباق تعين فيما تعين على سرقة الربيع العربي فخديعة الشعوب التى تناصبها الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية العداء.
و من المفيد تذكر ان الرأسمالية المالية البازغة كانت-و قد باتت ستار دخان للصيهوينة العالمية تباعا-تعينت على استباق و اختراق الثورات الشعبية على مر التاريخ غير المكتوب وتباعا. فقد تعينت الرأسمالية على تصفية الامبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية السلعية فاحباط ثورات منتصف القرن الثامن عشر الاوربية الشعبية, و لم تنفك ان ورطت تلك الامبر اطوريا فى حروب مثلما فعلت مع الامبراطورية العثمانية فى حرب القرم  فى القرن التاسع عشر استباقا لحركة الاصلاح التى كانت الامبراطورية العثمانية قد بدأتها الا ان ثورة  فانتهت بها ديون الحرب للدول الاوربية الغربية الى الارتهان للرأسمالية المالية فلم  تنفك الامبراطورية العثمانية ان باتت رهينة رعايا الامبراطورية من اليهود الاتراك الذين  اوكلت المصارف الاوربية الغربية الكبرى اليهم تحصيل الدين  السيادي العثمانى جمنع ضرائب و الخراج نيابة عن الدولة العثمانية فباتوا دولة داخل الدولة[i](1).
 و كانت ديون الحروب  التى تكبدتها الامبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية السيادية والفردية للمصارف الاوربية الكبرى قد قيضت و رساميل عائدات هائلة للرأسمالية المالية. فلم تلبث الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية ان اشعلت الحربين العالميتين على رأس المال الصناعي السلعي الالماني خاصة و الايطالي ورأس المال الوطنى في كل مكان  بالتماس لحساب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بذريعة محاربة النازية و الفاشية. و قد اشعلت الحربان العالميتان لمكافحة الفاشية و النازية تحت راية  الديمقراطية و الحرية فلم تنفك الديمقراطية ان باتت تزويقا للمراكمة المالية و الحرية حرية حركة المال من كل مكان الى كل مكان. الم تطلق أمريكا على حلة تدمير العراق في 2003 و تباعا حملة تحرير العراق؟ و الحرب العالمية الممحللة على سوريا ربيعا عربيا؟
و من يومها وصمت الرأسمالية المالية كل ما عداها بالنازية و الفاشية و الديكتاتورية و الارهاب فسوغت حروب الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية اللامتناهية على ما عداها فى كل مكان بوصفها تحرير الامتدادات. فان اذا  كانت الرأسمالية الصناعية حسب افتراض ماركس وظيفة التدبير و الادخار و الانتاح السلعي فقد افقرت الرأسمالية المالية المفقرين بحيث لا يبق لهم ما يدخرونه فيما لا يدخر الاثرياء رساميل نشطة رغم و بسبب اكتنازهم للمال غير النشط الذ يراكم بيع المال كسلعة. و قياسا تغدو الرأسمالية المالية وظيقة الاستهلاك و الديون السيادية و الفردية و صناعة السلاح و الحرب.
ثمن الربيع العبي خصما على الشعوب:
ان كان الربيع العربي قيض للشعوب حرية التعبير والتنظيم فقد دفعت الشعوب لعربية  مقابلا باهظا لتلك الحرية ذلك ان الحرية باتت تعنى خلق شرط ايقاع العقوبة بالشعوب من قبل اشرس تنويعات الرأسمالية. فكأنه اما القهر او التضور حوعا عقابا على ثورة الشعوب على الرأسمالية لافقارها للشعوب. فالاخيرة تؤبلس الشعوب اذا ثارت فالشيطان لدي  الرأسمالية يزمز للشعوب. و لما لا فالرسمالية تسمي تدمير العراق تحريرا و لا تقول تحرير من؟ الم يكن تحريرا لرساميل امثال ديك تشينى نائب رئيس الجمهورية على عهد جورج وولكر بوش. فان كان ديك تشينى  صاحب شركة هاليبيرتون Halliburton فقد ربحت الاخيرة وحدها 40 مليار دولار ما بين 2003 و 2004 فى حرب العراق ناهيك عن عقزد بناء سجن جوانتانامو و غيره.
و كان القس بات روبينسون الافانجلي المثلى قد قال ان الهاينتيين Haitians يستحقون ما يحيق بهم جراء الزلزال لانهم تحالفوا مع الشيطان. The earthquake that-ravaged Haiti has been a "curse" for the "pact they had with the devil.” و يقصد ان النيل و الثبور و عظائم الامور تحيق بكل من يكفر بمواضعات الاستلاب الرأسمالي. فالرأسمالية لا تغفر الخروج عن طاعتها. فقد كفر الهايتيون Haitians عندما تجاسروا على اشعال ثورة على الفرنسيين وصولا الى الاستقلال. و كانت ثورة  العبيد فى هايتى أهم و اخطر ثورة عبيد فى التاريخ الحديث. ذلك ان الثورة نجحت و حصل الهاينتيين على الاستقلال من الدول الاوربية.. و تعود الولايات المتحدة عقب الزلزال الرهيب الذى دمر الجزيرة فى الاسبوع قبل الاخير من يناير 2010 فتحتل الجزيرة بقوات المارينز و تمنع عن الاهالى العون الغذائى الاتى من غيرها و لا تقدم هى لهم شيئا يذكر او ينسي بشهادة الاعلام الغربي نفسه و منه اعلام بريطانيا و بخاصة الاعلام الفرنسي. ولعل الولايات المتحدة و كانها توقع على الهاييتيين جزاء الرب لا يزيد القس روبينسون سوى ان يؤكد كراهية الافانجليين الانجلو اميركان-المسيحية اليهودية-بوصفهم مسيحيين صهاينة حلفاء اسباط و اقماط و قضاة و تجار طائفة اعراب الشتات ممن تعين على كراهية الشعوب و ما يبرحون يتطيرون من الحركات الشعبية و الثورات الشعبية على مر التاريخ.
و في محاولة تحليل ظاهرة الربيع العربي اجادل تلخيصا ان ظاهرة الرببع العربي كانت اولا نداعيا لخطة مشبوهة محكمة انسنا جميعا ورائها دوت تفكر او تأمل يذكر او ينسى, وان تلك الخطة تعينت على تحريض بعض الشباب الحضري المتعلم الذين تنتشر بينه طول العطالة وانسداد السبيل الى مسبقبل وظيفي او اجتماعي من اي نوع فعلى الخروج فيما يشارف الدينمو فى كل مكان فى المجتمعات العربية , و قد بقي معظمنا عاجر على مدي شهور ان لم يكن اكثر بكثير عن الانتباه لما يصار اليه الحال الماثل على شاشات التلفاز و شبكات  التواصل الاجتماعي و الصحف و الثورة تدار بالالوان الطبيعية هكذا صباح مساء 24 ساعة 7 ايام فى الاسبوع 365 يوما فى كل عام منذ بداية 2010. ومع ذلك كله لم يكن ما يحدث ليؤلف صدمة.   
و ثانيا و  الاهم بكثير و المثير للحزن ان الشعوب التى خرجت وراء تلك الجماعة من الشباب كانت عفووية و تعبر عن غبائن حقيقية كانت قد تراكمت سنين.و كان خروج الشعوب العفووي العارم حريا بان يحدث في وقته هو و ليس بتوقيت مضمر او ساعة اندلاع الربيع العربي بالضرورة. وثالثا كان الربيع العربي مجعولا للاستباق أي ان الدومينو  المحكم توقيته على غرار و في سيناريو  الثورات المشيوهة  التت عمرت التاريخ غير المكتوب كان قد جعل بحيث يحبط الثورات الموضوعية  التاريخية و كانت الاخيرة اتية لا محالة و كنا قد تنبأنا بها طويلا و مرارا.
بعض الكلام الذي يقول شيئا:سؤال
احاول فيما يلي التعين على فرز بعض من المفردات الدارجة في خطاب الثورة و الثورة المضادة معا. و اجادل أنه ان تسطو الاخيرة على مفردات الاولي و حتى معظم خطابها و تحوره فانها بذلك تدعى مكتبسبات الثورة و تناجر بها وتزاود على الثورة بها outbid  و من اخطر ما تزاود به الثورة المضادة على الثورة التاريخية الموضوعية العقيدة. فيتهم الافانجليون الانجلو امريكان من عداهم بالتجديف بالرأسمالية فباليسارية و اسوأ بالاشتراكية. و يصم الاسلام السياسي خصومه بالعلمانية فبالالحاد. و يقع الثوار احيانا فى فخ المزاودة الخبيثة تلك فيطرح بعضهم نفسه بوصفه علماني خشية تهمة الكفر.
و تلاحظ(ين) ان كلى الافانجلية الانجلو امريكية و الاسلام السياسي يتظيران من الاشتراكية و يصمانها بالتجديف. و لا يصرح اي منهما بما يعنى بتهمة الاشتراكية. و تصدر تلك التهمة عن ان كلاهما رأس مالي مالي و الرأسمالية المالية تصم الاشتراكية بالكفر بحق فيتشية المال. و لعل اخطر ما يمنى به مثل ذلك المناخ- من التقاتل الفكري وصولا الى التقاتل غير الفكري- انتفاء شرط التفكير و التنظيم الشعبيين. فذلك المناخ مجعول بحيث يأخذ بخناق خصوم الاصولية-المعادين غالبا للرأسمالية المالية-الضهيونية العالمية فلا يترك ذل كالمناخ-تقصدا- فضاءا لشي سواه. فالتقاتل بهذا الوصف يحرم المفكرين والمثقفين- و كان قد حرمهم باكرا و على مدى عقود طويلة -التفكير و التنظيم بمغبة الترويع و المصادرة و الافقار المادي و غير المادي جميعا. ولا يعفي ذلك المناخ أغلبيات المنتجين للفائض والكفاف والحياة من الاستهاداف فيكريس تخلف تلك الاغلبيات ومجتمعاتها و خلق شرط  الرنو الى  الماضى و النظر إلى الوراء.
و اجادل انه ان تخلق العقائد الاصولية شرط انتفاء التفكير و التنظيم الشعبيين فغايتها ابلسة Demonizing  خطاب خصومها و اجندتهم مما يضيق معه فضاء التفكير و التنظيم مجددا و هكذا كما فى كل مرة. ذلك ان الاصولية بانواعها المعنوية و المادية حرية بان تروع من عداها فكريا و تنظيميا باحتكار الفكر والتنظيم فيما قد يشارف المكارثية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية على الاقل في امريكا و في اوربا الغربية نفسها في المقياس المدرج. فقد نشرت الاصولية بانواعها-خاصة اصولية السوق-مناخ التطير من النظريات الكبرى و ابلستها و احلت مكانها اطرا فكرية موسمية اي براديمجمات موسمية  Seasonal  Paradigmsحتى تستبدل براديجما باخري حسب المقاس و الطلب فى كل مرة و يعتذر (مبنى للمجهول)عن بعضها ان افتضحت. و قد احتكر صناعة تلك الاطر الفكرية ومفرداتها متنفذون و متمولون من فلاسفة الاستخبارات  العالمية خصما على من عداهم. ذلك ان تلك الراديجمات الفصلية تغدو يمثاية اناجيل(جمع انجيل) او مقولة خلق القرآن. و لا يصيب تخشب الاطراف المقكرين و المبدعن وحدهم كما ذكرنا اعلاه  انما تمنى الجماهر باللامبالاة.
و لعل تلك البراديجمات كانت بدورها حرية بان تستدعي اصولية مجددة يصعب  الخروج عليها او-و لا يبق لمن عدى متعهديها حول على مواجهتها سوى الازعان لما تقول فتردد في احتفال و الا كفر من لم يفعل يصدر حكم بالاعدام المدني بحقه.
و عليه فان بار اطار فكرى يحل مكانه اخر مما لا يقيض معه للفكر الشعبي ان يراكم ما هو معتي  بتنظيم المحكومين في مواجهة السوق وبخاصة تنظيم العمل ازاء المخدمين و الجماهيرالشعبية امام الهجمة الرأسمالية المالية. ذلك ان الاطار الفكري او البراديجما بقيت تتعين على تسويغ سياسات اقتصاد السوق التى ليست اقل اصولية من العقايد الاصولية بل ان اصولية السوق ام الاصوليات. .و لعله من المفيد تذكر ان الاخيرة ليست سوى عباءة يتلفع بها كل ما هو اصولي سواء فكريا او اقتصاديا و يستدعى ما يبرر العصف بكل من لا يتفق مع ممارسات اقتصاد السوق من تخفيض سعر التكلفة لحساب الربح و خصما على الاجور و تسريح 22 مليون عامل صناعي اوربي غربي وتصدير العمل الصناعي بعلاقات العمل العبودية الى الهوامش تيسيرا لحلول ما سمى اقتصاد المعرفة خصماعلى الاقتصاد السلعى. فقد بات المساس باقتصاد السوق في الثمانينات و التسعينات بمثابة العقيدة المنزلة المنزهة ما غدي معه نقد السوق او اي مساس بما يتصل به تجديف Anathema لا يغتفر.
و قياسا فقد خصم شرط اعلاء اقتصاد السوق على كل ما عداه. ذلك انه ان كرس الاقتصاد الاصولي للسوق Market Fundamentalism او اقتصاد السوق الاصولي بوصفه  مكافئ  synonymous للديمقراطية ما بعد الليبرالية او الجديدة فقد بات كل ما عدى اقتصاد السوق او لا اقتصاد الليبرالية الجديدة تجديف بالديمقراطية التى راحت الحروب تشعل من اجل احلالها مكان اي اقتصاد يحمل اي  شبه من تخطيط مركزي او حتى خطة خمسية. ذلك ان الدفاع عن الديمقراطية الليبرالية الجديدة بهذا الوصف لم يكن سوى ذريعة لانعاش الصناعة الوحيدة التى تتمأسس فوقها الرأسمالية المالية الا وهي صناعة السلاح. و قد باتت الاخيرة عقيدة ما بعدها عقيدة.
الاصولية العقيدية
من تعريفات الاصولية اتخاذ العقيدة الاصلية ستارا لما هو بعيد كل  البعد عن تلك العقيدة-المسيحية الغربية مثلا. وتتخد الافانجلية الامريكية المغالية من العقيدة ستارا للسعي الى تحقيق غايات الرأسمالية المالية و الدفاع عنها الخ و حيث تتماهي الافانجلية  الانجلو امريكية المتطرفة مع الرأسمالية المالية و مع بيع المال كسلعة خصما على اعادة التوزيع فانها تنكر مسئولية العقيدة تجاه المفقرين بل تؤمن دون ان تعلن دائما بان المفقرين مسئولين عن فقرهم و انهم عالة على المجتمع و ترفض خفض الضرائب على الموسرين و ترفعها على من عداهم فيما تتطير من أي مشروع اقتصادي اجتماعى للكفالة فتسوغ العمل الخيري و الاهم و الاخطر ما تنفك تسن القوانين المقيدة لحرية التفكير و التنظيم بغاية ضرب فضاء الحركات الشعبية حتى لو كانت محض مظاهرات سلمية او اعتصام امام شارع المال وول ستريتWall street  او مدينة لندن المالية City of London الخ(2)[ii].
و كانت الافانجلية الانجلو امريكية و تنويعاتها قد ناصبت البرجوازية الصناعية او  الوطنية العداء. ذلك انه  ان جأر فرانسيس فوكوياما صبيحة سفوط المشروع الاشتراكي بنهاية التاريخ و الايديلوجية تصور كثيرون انه كان يعنى الاشتراكية مع ان الاخيرة كانت قد اخترقت باكرا و لم يعد ثمة خشية كبيرة منها. الا ان  فوكوياما كان فى الواقع  يعنى نهاية البرجوازية الصناعية الغربية التى قال ماركس انها المرحلة السابقة على الاشتراكية و انتصار الطبقة الصناعية الغريية العاملة على الرأسمالية مرة واحدة و الى الابد.
و الواقع ان الحربين العالميتين كانتا قد اشعلتا فى مواجهة البرجوازية الالمانية الصناعية و كانت قد تمترست فوي رأس المال البرجوازي الصناعي السلعي ونظيره الايطالي و كان باذغا. و كانت مرحلة تطور البروليتاريا الصناعية  بالاخيرتين قد راحت تنذر باستيلاء  الطبقة العاملة على السلطة مما تطيرت معه الرأسمالية المالية. فقد كانت الاخيرة  قد نضجت تباعا منذ سقوط الخلاقة العثمانية.  
المهم ازعم انه ان كانت البرجوزاية الصناعية تتمأسس فوق التدبير و الاقتصاد و الادخار بوصف ان التدبير و  الادخار- حسب اشهر مقولات  مسيحية القرن الثاسع عشر الرأسمالية- من التقوى. فالافانجلية الانجلو امريكية و كذا تنويعات العقائد المتطرفة -مثل الاسلام السياسي-تتعين على احلال الصدقة مكان اعادة التوزيع.. ذلك ان معظم تلك العقائد يعمل لحساب و يكرس مفهوما  صفوويا لثروة و من ثم للسلطة. .و يعبر ذلك التعريف عن نفسه فى تمأسس الرأسمالية المالية فوق كراهية غير معلنة احيانا و معلنة غالبا- للشعوب و تسخير الشعوب مع ذلك.في الحروب للدفاع عن ديمقراطية تتضور تلك  الشعوب لها. و قياسا فان خروج الجماهير دفاعا عن الديمقرطية الملغمة السامة تلك غالبا ما تكون حركة ملتبسة مشبوهة تستدعى فيها الجماهير للخروج فيما لا يزيد على استباق الثورة التاريخية الموضوعية من اجل  التحرر الوطنى.
و حيث تصدر الرأسمالية المالية عن التطيير من مفهوم الوطنية او الدولة الوطنية و الحدود الوطنية –القومية-فق احلت  الرأسمالية المالية الاستهلاك  و الاستدانة مكان الوطنية. ذلك ان الرأسمالية المالية تحرض الافراد على  الاستهلاك بوصفه من الوطنية حيث اصبح من واجب المستهلكين تحريك الاقتصاد بالاستهلاك و الاستدانة مما ارتهن الشعوبب بالديون الفردية واستعبد  الدولة بالديون السيادية. ذلك انه ان  تشجع الرأسمالية المالية الاستهلاك تدعي ان في ذلك ازدهار الاقتصاد. وكذا فانها حيث ترتهن بالديون- ببيع المال كسلعة-الافراد و الدولة للرأسمالية المالية مما يلاحظه الناس فى كل مكان فان  المراكمة الرأسمالية المالية تصدر عن مفهوم للوطنية يعصف بكل مقومات الوطنية و يخلق شرط اشعال الحروب بغاية القضاء على الاوطان في كل مكان تحقيقا لاجندة قيامية.
و فيما لا تؤمن الرأسمالية المالية –و قد باتت صنو للصهيونية  العاليمة- بالوطنية الا تخاتلا و انتهازا فانها لا تؤمن بالرب  ولا بالمسيح. ذلك ان الرأسمالية المالية احلت نفسها مكان الرب. و قياسا فان كانت الوطنية من خلق المسيح وان المسيح يجسد الوطن. فمعنى ذلك خروج الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية –المسيحية اليهودية عن المسيحية الغربية الىى نعرفها-فنكران اهم ركائز العقيدة المسيحية الغربيه. .  هذا ومن تعريفات العقيدة الاصولية بانواعها ان تعبر الاصولية الاسلامية مثلا عن نفسها فى التطرف وصولا لاحلال صيغة مشوهة للعقيدة يصعب معها التعرف على الاصل مثلما فى الوهابية و تنويعاتها. و من الجدير بالذكر انه ان كان  الاسلام يتمأسس بدوره فوق الدولة المدنية الا ان الاسلام السياسي  يناصب الاخيرة العداء و كذا مفهوم الوطنية. فوطنية الاسلام السياسي فائقة للحدود اذ تتجاوز الوطن  الى مشروع الخلاقة.
 و الاسلام السياسي في ذلك مثله مثل الرأسمالية المالية-بوصفها تعبير عن اصل الانواع الاعرابية اي من اعرفهم باعراب الشتات الذين لا يستقرون فى وطن و ان فعلوا فتنكلا By Default اذ ما ينفكون يخرجون تذرعا و معهم اموالهم مثلما فعل و يفعل الرأسماليون الماليون على مر التاريخ غير المكتوب وصولا الى الازمة المالية الماثلة.و هذا بدوره تعريف للاصولية فى اكثر تنويعاتها فطرة.
. تعريفات  اجرائية
 من تعريفات الاصولية تشويه العقيدة الاصلية ونكران العقيدة الا صلية و احلال صيغة متسيبة Promiscuous منها و مغايرة لها تماما ومن تلك العقائد عقيدة الشينتو, Shinto و تنكر التنويعة الاصولية لعقيدة الشينتو وهي الديانة اليابانية ذات الاصول القديمة قدم اليابان. و مع ذلك تكاد الشينتود تنكر نفسها الاصلية Denies its Pristine self  او-و تطرح صيغتها الاصلية وكانها مصادرة على مطلوب العلاقة بين الجنسين بالتحديد الصارم للادوار و المكانات الاجتماعية مما ينفر الشباب منها فيخلفونها ورائهم الى عالم مغاير تماما. و قد يترتب على ذلك الخطر كل الخطر على المجتمع من حيث عزوف بل نفور الشباب من الزواج و تعرض الاسرة الى البوار و المجتمع للانقراض.
و ازعم ان اصل غايات تلك الاصوليات كافة هو القضاء بصور متننوعة و شديدة الدعاء على اكبر عدد من التراكمات العددية التى لا وجوه لها او لها وجوه لا يهم مما اكرر مرارا بمغبة الملالة. وثمة تنويعات الاسلام السياسي التى لا تعبر عن نفسها فى صيغة واحدة فهناك   الوهابية وتنويعاتها من العقائد المتطرفة و كل حسب تعريفه للتطرف او-و للوصول الى الغاية منه. و لعل ذلك عائد الى ان كل من تلك التنويعات- فيما خلا الاسلام السياسي- الذى ينتظم جماعات تنتمي الى تنظيم عالمي-ان ذلك عائد الى الاخذ عن البيئة و عن الاجندة و الخطاب الذى ينتظم بعضها حسب الطلب حتى ان بعض تلك الجماعات قد يتصدى لبعضه كما تلاحظ(ين) فى سوريا الثورة و الثورة المضادة. و ازعم ان ثمة تعالق بين تلك الجماعات المتنافرة فيما يشارف التناقض غير المفسر قد يعود الى اصول كل جماعة مما اناقشه وجيزا في شرح على المتون ادناه.
و ثمة عقائد اسيوية اخري  كالكونفيوشية و الهندوسية و تصب كافة تنويعاتها المتطرفة فى كما تصدر عن اقتصاد السوق و ما هو اسواء و اخطر اي فى لا اقتصاد الرأسمالية المالية التى يدفع فيها الفرد و كذا الدولة لانفاق و استهلاك ما لا يملك مثلما تمثل بصورة كافية ابان الازمة المالية التى جائت منذ انهيار مصرف نورثارن روك Northern Rock  في صيف 2007 –شتاء 2008 و غيره من المصارف الهالكة تباعا جائت لتبقى. و لعله ليس اشد اصولية من المراكمة الرأسمالية المالية بوصفها تنويع على الصهيونية العالمية التى هى ليست سوى تعبير عن اقسى تنويع للاصولية بهذا الوصف. و قياسا فان كان التدبير و الادخار قد قيضا-افتراضا-المراكمة الرأسمالية الصناعية سواء برجوازية او وطنية فقد كان ذلك من التقوى. سوى ان التقوى باتت تصدر عن مفهوم اصولي يتصل بان بضرورينة ان يستهلك الفرد و تسدين حتى الموت و ان ترتهن الدولة بالديون السيادية حتى العبودية–و لك ان تلاحظي المصادرة على مطلوب  السيادة التى تنتقصها الديون بهذا الوصف, فالرأسمالية المالية تدعي ان ذلك من الوطنية بل من الايمان. ذلك ان الرأسمالية المالية احتلت مكان الرب-مما بات بهذا الوصف  منتهى الاصولية.
العلمانية الايجابية و العلمانية الاصولية :
من الاصولية انتحال ما يسمى العلمانية و هي مفردة لم يتعين كثير من العرب على تعريفها بصورة كافية و موضوعية فيما اعتقد. بالمقابل كان الغرب التنويري -الرأسمالي المالي الصهيوني العالمي قد تعين تقصدا على تحريف العلمانية او-و رفض تعريفها و خلق تكاذبا بينها و بين الدين خصومة بائنة. وبعتقد كثيرون ان العلمانية التى نعرفها او لا نعرقها تعود الى وتنتهي عند التنوير الغرب اوربي افتراضا. ومع ذلك فليس مستبعدا ان تكون بعض ملامح التنوير الغرب اوربي او الحركات المساوقة له مثل المبدأ الانسانوي Humanist doctrine-الغربي قد جأءت من البندقية و قد اخذت البندقية عن العباسيين فعن ممالك المغول النبلاء  وبخاصة عصر أكبر خان. و لعل ما أدعي التنوير الغرب اوربي من علمانية قد اصدر عن بعض الاديان الفطرية كعلمانية حركة الاديان في شبه الجزيرة الهندية على عهد اهم الاباطرة المغول النبلاء و ثالثهم اكبر خان (1542-1605) و تباعا.
و كان عصر اكبر خان زاهرا بالعلم والفن والمعمار و فن الادارة و المكتبات والاساطير و الحكايات المحكية عن السلطة والحكم و العشق والغناء و قد اصدر عن ثروة شبه القارة الهندية و محيطها عبر فارس و افغانستان و ما حوالي الاخيرات. و الهند مثلها مثل السودان من اقدم الحضارات فى العالم فعمرها 100 الف عام قبل الميلاد و عمر السودان 200 الف عام قبل الميلاد. و فيما تحفل الهند بالفلسقات و العقائد فقد نضب السودان و لم يعد يشبه سوى نسخة مشوهة منه. المهم فحيث نشأت كل من الهندوسية و البوذية متعاصرتان فى القرن السادس قبل الميلاد وتشابهتا في الكثير فقد تعلمت الهند التاسيح الدين باكرا و كرست ما اعرفه بالعلمانية الايجابية. و قياسا فالهند مجتمع علماني ايجابي و انساني رغم بعض ما ادخلته عليه شركات الهند الشرقية من تشوهات و انقسامات طبقية و اثنية.
و مع ذلك فقد أبقت علمانية اكبر خان للهند من بعده و حتى اليوم على  تسامح الاديان فيما بينها. فلا تعنى علمانية الهند الالحاد او نكران العقائد بعضها بعضها مما نافشته في بحث اخر. المهم فورا من المفيد تذكر ان ثمة علمانية اصولية او سلبية تلك التى تعادي الاديان كافة فى اصولية مغالية. فالعلمانية السلبية عدوانية و دفاعية و اصولية  فيما تجد ان العلمانية الايجابية سمحة و انسانية و لا تحارب الدين. ولعله من المفيد تذكر ان ظاهرة ما قد تزدهر و تنمو و تينع فى زمان الرخاء و النشوء و قد تنكص فتتحور فى زمان القحط الفكري و الاقتصادي  فتنمي لها شوكا و تكشر عن انياب الاحباط و الاقتهار.
خندق السراب السام  او الخيبة الفكريةToxic Mirage:  
أزعم ان المحافظين الجدد تعينوا على خلق خندق سراب العولمة و الثراء و النجاح و الحلم الامريكي الدارويني الفاشي. و اعرفه  بخندق الصهيونية  الافانجلية المسيسة. وقد عبر ذلك الخندق عن نفسه -على غرار كافة العقائد المسيسة مثل البروتستانتية الافانجلية المسيسة و الاسلام السياسي المسيس و الكونفيوشية المسيسة الخ- فيما يشارف الحلم الامريكى او-و في الجنة. و بالمقابل تعين المحافظون الجدد واليبراليون الجدد على محاصرة الشعوب بالقوانين المقيدة للحريات. فان وعد الولاء للمحافظين الجدد والليبراليين الجدد-تكاذبا- بمفتاح النحاح و الثروة مما كانت الافانجلية السياسية قد وعدت المؤمنين به بوصف ان الافانجلية المسيسة عقيدة النجاح والثروة و الشهرة ايضا فقد انخرط بعض المثقفين فى عبادة الاستهلاك و الثروة و النجاح باي و كل شكل بوصف ان الاخيرات من اصنام السوق و المال.
و قياسا لم ينفك حتى اشد المثقفين و المقكرين سواسية و التزاما لجهة الثورة  او لوهم انهم كذلك ان راحوا ينفقوا وقتهم ما بين تسميع مقرراتهم المدرسية وسراب التوق السام لما لا اسم له لان معظمهم لم يكلف نفسه مرة مشقة تعريف  مفهوم واحد اجرائيا Operationally  ناهيك عن ان ينحت له مفرده تخص واقعه هو او هي- و انما اخذ معظمهم يسمعون ما بات و كانه منزل فلم يزد مثل ذلك النضال الموهوم في  افضل الشروط عما يشارف الرياضة الاكاديمية.  ذلك ان المفهومات المنزلة تلك تصدر عن وهم او احبولة ان مطلقات مفاهيم غير قابلة للتطبيق على كل واقع فى كل زمان و كانها لكل مقاس All size. و حتى ان حدث فقد كان جرامشي قد انذر بان الاعتقاد بان مفصلة مبادئ واضحة نظريا تكفي وحدها ليتبدل او يتغيير الواقع  The belief that it is sufficient to formulate clear theoretical principles for reality to be  transformed
و من المفيد جدا تذكر ان معظم الاحزاب السياسية الطليعية و غير الطليعية كانت قد درجت على انتقاء اعضائها وبخاصة  مفكريها و مثقفيها من اؤلئك الذين يتعينون على وظايف تنظيمية. فالحزب- في افضل الاحوال-يجند الاعضاء من كادر وظيفته المعلاة هي التجريب فى الفلسفة. Functioning as experimenters in philosophy.  و يعنى ذلك ان المفكرين و المثقفين غالبا ما  يبداؤون و ينتهون مشغولين باختبار فرضياتهم الفلسفية فبالتهويم فى سماوات ما لا يزيد على الرياضة الاكاديمية Academic Exercise. و لعل الواحد منهم قد ينحو بطبعه الى ما يشارف الرياضة الاكاديمية في زمان المصاردة و كفى الله المؤمنين اوالعلمايين القتال.
و قياسا فغالبا ما قد يعجز المفكرون و المثقفون الحزبيين بهذا الوصف عن الابداع في الواقع المعاش او-و يكرسون تكاسلا اقل ما في الفكر علاقة بالواقع المعاش و اليومي للناس العاديين. ذلك ان الرياضة الاكاديمية قد تغدو بهذا الوصف بديلا للنضال او ما قد يسميه جرامشئ الخييبة الفكرية. و كان جرامشي قد تعرف على مكونات الخيبة الفكرية التنظيمية تلك فيما اسماه منهج التيلورية الفكرية The method of intellectual Taylorism  او ما يسمى المسيحيانوية الثقافيةCultural Messianic .. والتيلورية احدى ادواة تخفيض تكلفة الانتاج وبالاقتصاد فى وفت الانتاج الرأسمالي السلعي خصا على الاجر و العامل مما انتج ومثل شارلي شابلين في 1936 فيلما عن  معانات العمل فوق الالة الطاحنة ابان الازمة ااقتصادية الكبرى في ثلاثينات القرن العشرين بعنوان الازمنة الحديثة  Modern Timesو ذلك قبل صدور كتاب جورج اورويل الاخ الاكبر    Big Brother   بوفت.
 ولتعريف التيلورية الفكرية من المقيد تذكر ما ذكرنا بشأن الاطر الفكرية التى انتشرت خصما على النظريات لكبرى, اجادل ان شيئا لا يخترع في الفكر  التنظيم خارج الصناعية و –او المراكمة و توفير الوقت خصما على العامل و المتج والمستهلك. و تصدر التيلورية او الفوردية Fordism الى مفهوم التعنيت او الوقت و الحركة Time and Motion بالانتاج على السير المتحرك. وهو مفهوم الانتاج بالقطعة و قد انتشر منذ بداية القرن الماضي في صناعة السيارات فوق السير المتحرك Conveyor belt. وهنا لا ينتج العامل سلعة كاملة و لا يرى سلعة كاملة و انما ينتج قطعة او جزء من السلعة و يجيد صناعة ذلك الجزء فلا يرى ذلك العامل سلعة كاملة ساهم فى انتاجها مثلما يجيد الباحث منهج التخصص الدقيق فلا يرى من الحقيقة كاملة أبعد من تخصصه الدقيق.ومن تعريفات  التخصص الدقيق يخصصة موضوع التخصص بين المتخصصين و جعل حواشات منها باسوار عالية لا يقربها غيرهم مثلها مثل المستعمرات و تكريسا للفكر الاستعماري الذى يصادر معرفة كل من عداه. ولفد ورثنا نخن تلك  ألاحابيل و اوقعنا(مبني للمجهول) فيها و جودناها تجويدا و احتفلنا بها كثيرا
ومع ذلك فالمثقف حتى لو امتلك جسارة الفؤاد فانه قد يجد نفسه محاصرا بمحازير ذاتية و اخرى موضوعية قد تعود الى الولاء لدولة او ما هو في مصاف الدولة او ما هو نظير لها, و كانت الاخيرة قد اوقفت نفسها في مرتبة قدس الاقداس مما يغدو  معه الولاء للدولة و تظيراتها يهذا الوصف وفاءا للعديد من الناس و لما مضى و الحنين الى السلف, و قد لا يقل الاخير عن ان يعرف غالبا  في المخيلة الشعبية ب"الصالح. فان حرم الناس طويلا من العشم فى المستقبل يستبدل الكثيرون توقير الحكام بالولاء لرفاق النضال فالى نوع من الكف Inhibition   الذي يشبه الخشية من تعريض الاقارب و الجيران او عدم احترام مشاعر قبيلة مشجعى كرة القدم و صولا الى مشاعر بواب العمارة.
 و قياسا فقد تثقل ضمير مثل ذلك المثقف حمولات من الجمائل نحو ما لا يحصى من المعارف و الاصدقاء و  الاقارب و نحو تاريخ الاف السننين بل الاموات من الملوك و الملكات و من اؤلئك الاقراد و تلك الجماعات ما يبرح يترحل وراء العنائم و المغامرات و التبشير الجهادي منذ ان كانوا يقاتلون الخلافة الاموية و العباسية ابان الفرنين الثامن و التاسع. و ما ينفك منهم من يواصل تلك المغامرات و راء المعانم حتى اليوم. و قياسا ينبغى التنبه على ان الخزر هم الجماعة التى يطلق عليها القبيلة الثالثة عشر.[iii]. وهكذا نحن ندجن و نتدجن ذاتيا بما وراء لفافات المومياوات وبما ببطن تابوت  sarcophagus قد يكون فارغا سوى من الاساطير (3). و مع ذلك لابد ان اؤكد اننى لست من انصار التهوين من المقدسات او اشاعة اللا توقير Irreverence أو عدم الاحترام ابدا بل العكس طالما شاركت فى فهم ما يحيط بي و ما يتملكنى من خشية لا معرفة كتهمة الكقر من قبل من هو اقل ايمانا و فهما لعقيدتى بما لا يقاس.
2-خندق التنويع على العقيدة المسيسة:
عندما فازالرئيس المصرى السابق محمد مرسى العياط عن الاخوان المسلمين برئاسة الجمهورية المصرية في 2012 لم يرفع الاخوان شعارات تذكر تنادي بالديمقراطية او بحرية التعبير و التنظيم ناهيك عن استقلال الوطنى و التحرر الوطي. و كانت الشعارات واللافتات التى رفعها الاخوان تركز على "كلنا مع الشريعة": و "الاسلام هو الحل" و  بغض النظر عن المناخ  والسياق وعن  حقيقة ان الاخوان المسلمين المصريين لم يمارسوا السلطة سوى على مستوى اتحادات الطلاب و نقابات المحامين الخ عكس الاخوان المسلمن السودانيين الذين تشاركوا و النظام العسكري الثانى السلطة عدة سنوات قبل ان تسقط سلطة نميري اثر ثورة شعبية فى 1984-5.
و  رغم ان الاخوان المسلمين المصريين ناضلوا طويلا من اجل و دفعوا الكثير للوصول الى السلطة ولعلهم عندما فازوا بالسلطة لم يصدقوا انهم فعلوا-مثلما لم يصدقوا عندما فقدوا السلطة  انهم فعلوا. و لعل الامرالاكثر اهمية الذى لم يتوقف بعضهم و لاغيرهم عنده كثيرا هو ان الشريعة لم تطبق مرة بهذا الوصف في مجتمع اسلامي بعد و لا من قبل. كما ان الجميع لم يتفقوا عليها مرة فلم يكن و لعله ليس ثمة اجماع بعد على ما هو المقصود بذلك. و الى ذلك فان مقولة ان الاسلام الذي ينادون به هو الحل لم تختبر كون اسلام معظم الجماعات الاسلامية لم يكن ابعد من النسخة المفسرة اخوانيا أو سلفيا الخ. و حتى ان وجد مثل ذلك التفسير فلم يكن من  الواضح انهم يتفقون عليه كتفسير.
و لعل الترجمة السلفية والجهادية و الوهابية  للاسلام السياسي او-و تداعيات الضغط الذي ما تنفك تمارسه الحركات السلفية  والجهادية و الوهابية علي الاسلام السياسي جراء التحالفات و النحالفات المضادة لم تكن سوى بمغبة المساومات و المساومات المضادة من اجل البقاء فى السلطة. و قد اتضحت تلك التداعيات اكثر ما اتصحت مثلا في موقف مصر الاخوان من محنة سوريا و هي تواجه ما يشارف حربا عالمية ممحللة Localised world war . بمال الخليح نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية و قد بدى مع تلك المحنة ان رئيس الجمهورية المصرية بات و كانه العوبة مثيرة للشفقة في يد المرشد او-و بيد أعداء المشروغ الاسلامي العربي معا.
فان كان اخطر تفسير للضغوط السلفية و الجهادية والوهابية يصدر عن غاية تلك الحركات النهائية وهي القضاء على الاسلام المعافي لحساب خلافات مشبوهة فان ما هو اخطر من ذلك هو ان تلك الحركات كانت قد وظفت باكرا بوعي او بلا وعى من اجل تحقيق غاية فائقة على غاية تلك الخلاقات المشبوهة و هي غاية الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية. فرغم و ربما بسبب ان الرأسمالية المالية  الصهيونية العالمية كانت قد وعدت بعضهم –تكاذبا-بخلافات اسلامية سلفية جهادية وهابية باكرا فذلك لان الرأسمالية المالية الصهيونية  العالمية كانت مدركة او كانت تأمل في ان يوقف مشروع تلك الخلافات المسلمين في مواجهة المسلمين مثلما تتعين مشاريع غير الاسلام السياسي على التخلص من الاعداد الزائدة عن حاجة الرأسمالية المالية الخ .
و قياسا فان يقضى (مبني للمجهول) على اكبر عدد من المسلمين في كل مكان كما يلاحظ الناس فى كل مكان فان ذلك من شأنه الا يبقي من المسلمين من يملك المثابرة على المطالبة بخلافة تذكر او تنسى  و الاهم فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية تدرك تماما ان الاسلام ليس دين دولة و انما دين امة. فان لم يبق من الامة الاسلامية ما يعتد به عددا و عدة و عتادا فلا يعود على الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية الالتزام بالايفاء على وعد لمن لا وجود له.
أ-كيف تخصم امارات متنازعة على من عداها 
و قياسا فان لم يكن الاسلام (السياسي !!) دين دولة و انما هو دين امة[iv](5). اي دين جماعة  بلا حدود قومية او سيادة قومية الا ما خلا حدود الامصار والامارات الا ان امارات تخلق على تخوم الدولة القومية السورية و الدولة القومية التركية و ربما اليمنية  السودانية و التونسية و المالية –من جمهورية مالي- مما قد يؤول الى خراب سريع مثلما تفكك ديكورات مشاهد مدن الاستوديوهات الهوليوودية. و يلاحظ الناس فى كل مكان كيف تتراكم تلك الامارات مابين جبهة النصرة ولواء الحق و لواء الفتح و دولة العراق والشام الاسلامية-داميش-وحركة احرار الشام و حركة الفجر  و جماعة الطليعة الاسلامية و لواء  التوحيد و لواء الشام و كتائب الايمان المقاتلة و لواء التمكين و احفاد الرسول و احفاد الفاروق و تنويعات اخرى وكلها يتهيأ  لانشاء امارة اسلامية شمال سوريا علي حدود تركيا-مما قد يغدو كيانات ما بعد واحدة من الخلافات المرجوة اما التركية او السعودية. او القطرية مثلا. اي كلها مشاريع  خلافة ابعد من الخلافة المرجوة, الا ان مثل تلك الخلافات تبق غير قابلة للوجود اصلا جراء كل تلك الامارات التى تحدو كل منها السلطة و الثروة و قد شارف التضور للسلطة و الثروة  ما هو حري بان يودي بالمشروع الاسلامي السياسي بكامله.
ب-القصور عن الابداع في ممارسة السلطة.
ان من اشد ما اضر بمشروع الربيع العربي هو غياب الفكر التنبؤي و التنظيم . فكأن الربيع العربي فاجأ الجميع الا الشباب الذي خرج معلنا الثورة و معظم غيرهم نيام. و لم يختلف في ذلك من يطلق عليهم العلمانيين ولا الاسلاميين. فان عجز من يسمون انفسهم بالعلمانيين عن تكوين حزب او جبهة او خندق يخصهم فلعل ما اضحى باكرا اشد وضوحا بشأن طبيعة الاسلام السياسي. فيما يتصل ببعض الامور المحورية  هو قصور معظم المحدثين الاسلاميين سلطويا عن الابداع فى ممارسة السلطة. و كان الاسلام السياسي قد عبر عن نفسه فى تردده  ان لم يكن عجزه عن الابداع في الفكر و السلطة كما فى التفسير. ذلك فان سئل الاخوان مثلا "هل الفائدة محللة فى كل حالة؟  فقد يقول البعض نعم و يقول البعض الاخر لا و هكذا في معظم القضايا الهامة.
و قياسا لا يصدر التفسير الذي قد يعود الى التنويع السلفي و الجهادي و الوهابي الخ عن ما هو افضل من نظيره الاسلامي السياسي. و كذا الحال مع المشروع الجهادي السلفي الوهابي الاشرس اندفاعا نحو التسلط و العنف في مواجهة بعضه البعض مثلا و في مواجهة المعارضة السورية الداخلية و الخارجية معا و في مواجهة شعوب المناطق التى يسمونها محررة جميعا. و لعل الذين يتصورون انهم اخطاؤا بالتردد في القضاء على الجيش او-و احتوائه او-و تجنيد قوات من عناصره  بدلا عن تلك التى لا يضمنون ولائها قد يتأملون فيدركون ان تجارب قريبة جدا منهم سارت على ذلك النهج فتعينت على احتواء سلطنة كانت زاهرة قوية بجيش  كان قوامه ايام عز السلطنة الزرقاء 25 الف مقاتل من افضل الجند ممن كان اعداء السلطنة  يعترف بقدراتهم القتالية قبل حلفائها- فلم يلبثوا ان اصبحوا ليجدوا انفسهم لقمة صائعة للاستعمار الكلاسيكي-البرجوازية الصناعية- فالاستعمار الجديد الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تباعا.
سجال  الاسلام و الجيش القائم فى العاصمة:
ليس سجال الاسلام السياسي المعاصر و الحيوش  القومية العنيف ظاهرة حديثة. فقد كان اول ما فعلته  الحركة الصوفية التجارية السودانية منذ  بداياتها في  القرن السادس عشر  و كانت تلك الحركة تشارف تنويع  باكر و فطير على الاسلام السياسي كان اول ما فعلته هو محاولة فتكريس القضاء على الجيش القائم فى العاصمة سنار. فان كان الجيش بهذا الوصف يتبع السلطان فى سنار فقد انشأت الطرق الصوفية ماليشاتها التى تعينت فيما تعينت على الاستيلاء على الابار على طول طرق تجارة القواقل العالمية. و كانت الاخيرة محتكرة للسلطان ومصدر من اهم مصادر قوته و عز السلطنة. فان احتكرت الطرق الصوفية حراسة تلك الابار و استولت على عائد جباية الخراج و ضرائب العبور و غيرها فلم يعنيها حماية الحدود او-و حتى العاصمة الا ما خلا بلدات و مدن التجار الصوفيين.
و من المفيد ملاحظة ان اؤلئك الصوفيين كانوا تجارا هبطوا منطقة ابو حراز بجزيرة ما بين نهري النيل و غيرها من شمال افريقيا فتحوروا الى صوفيين يطببون بنات  المكوك والسلاطين و امراء فيما تزوج بعضهم من هاتيك الاميرات. و حيث كات سيادة اؤلئك الرجال الآتين من الصحراء على المجتمع المضيف قد راحت تصدر عن الاسلام الصوفي فقد  تمأسست فوق امرين مهمين هما احتكار ادارة العدالة-اي  الشريعة التى اتوا بها لمجتمعات سابقة على الاسلام و على ظاهرة ما اسميه الهزيمة بالزواج.
 ذلك ان الوراثة التى كانت للخال شقيق الام ف مجتمع شبه امومي لم تلبث ان تحولت الى وراثة عن طريق الاب فورث  الصوفيون كل من الثورة و السلطة عن طريق ادارة العدالة و جباية التجارة ثم احتكارها و بالزواج. و ما يبرح الشيخ حس الترابي يحض زعامات الاسلام السياسي على الزواج ببنات كبار العائلات السودانية على غرار زواج الصوفيين باميرات الفونج من بنات السلاطين و المناجيك مما قيض لصوفيون واثة السلطة على طيقة الهزيمة بالزواج مما اشرحه تفصيلا بحث اخر.
و لعل تعالق صعود الصفويين المذكورين و السيطرة على ابار طرق القوافل و احتكار الخراج الخ جراء الهيمنة على ادارة العدالة و احلال ماليشيات تخص اؤلئك الصوفيين التجار مكان الجيش القائم فى العاصمة لعل كل ذلك او بعضه قابل للاسقاط على علاقة الاسلام السياسي باحتكار المتاجرة في المال كسلعة و بالسيطرة على الطرق المائية و بمحاولة تدجين الجيش او الاحرى قيادة الجيش و بخلق ماليشيات فائقة على القوات المسلحة. 
و من المفيد ملاحظة ان الاخوان المصريين مثلا و الجيش بقيا في حالة سجال لم ينقطع في شأن كل شئ تقريبا حيث الف دور الجيش واحدة من القضايا الخلافية المفصلية بصورة تبدو بل هي فى الواقع بقيت غير قابلة للتصالح عليها أو حولها. فان لم يعلن ذلك صراحة فان كثيرين يعتقدون ان الاخوان كانوا حريون بان يصبروا على الجيش شراءا للوقت Buying time او-و بغاية تطويعه أو-و استبداله بجيش على مقاسهم مثلما حاول الاخوان المسلمون السودانيون. و حيث لم ينجح الاخيرون دائما أوتماما بخاصة امام الشعب فقد استبدلوا دور الجيش بدور ما هو فائق للجيش من الماليشيات العسكرية او الشرطة العسكرية.
ذلك لان قواعد الاخوان المسلمين السودانيين لم تكن سوى قواعد الطائفتين الكبيرتين. و كانت الطائفتان بدورهما طريقتين صوفيتين أهتم الاستعمار باحتوائهما و جعل لكل منهما حزبا سياسيا يقوم بدور بعينه و قد شكلت كل منهما  بحيث تتقابلان الواحدة و الاخرى. و لعل ذلك قد يفسر كيف ان حلول الاسلام السياسي السوداني لم يواجه بعنف شعبي كبير مرة جراء طبيعة قواعده وكان معظمها قواعد الحزبين الكبيرين الريفي الرعوية. الا ان الاسلام السياسي السودانية نحج في حصرنتها اي خلق شرط هجرتها التى كانت غالبا عنيفة الى المدن فريف المدن. و مرة لان زعامات تلك الجماعات لم تكن غريبه عن بعضها. فقد تصاهر حزب الانصار(الصادق المهادي) و( حسن الترابي)حزب المؤتمر قبل انقسام الاخير الى المؤتمر الشعبى و المؤتمر الوطنى فى ديسمبر 2004- تماما على الطريقة السودانية فى تبادل و توزيع الادوار علي مر التاريخ. وثمة بالطبع اسباب اخرى تعينت عليها فى بحث حول  الطرف السوفية و الاحزاب الحديثة نشر عام 2007.
المهم ي فان حاول الاخوان السودانيون استبدال دور الجيش النظامي بدور ما هو فائق للجيش من الماليشيات العسكرية او الشرطة العسكرية فلعل دور الجيش فى القيام على حماية الحدود القومية بقي مثيرا للجدل. و مع ذلك فالاسلام السياسي المصري مثلا قد لا يري ان على الجيش حماية الحدود و انما الاحرى ان على الجيش حماية الاسلام السياسي. هذا ولعل عداوة الاسلام السياسي المصري و الجيش قد بقيت كامنة او ماثلة منذ واقعة المنشية و محاولة اغتيال عبد الناصر و اعدام عبد الناصر لسيد قطب فهل تننهي عداوة الاخوان المصريين للقوات المسلحة المصرية؟
لعل اشد ما يحنق الاسلام السياسي على الجيش القائم هو ان الجيش النظامي مشروع قومي له دور وطنى و يعبر عن نفسه بوصفه حام للوطن و الحدود الوطنية. و بالمقابل فالاسلام السياسي ليس له مشروع قومي و هو ليس معنى بالدفاع عن الحدود القومية فحدوده غير معرفة مثله مثل جدود الحلافة العبرية الا بقدر تعريف حدود الخلافة الاسلامية. اي خلافه منها؟ و قياس فهو ليس حارسا لوطن بعينه. فالاسلام السياسي مشروع فوق قومي عابر للحدود القومية كما ذكرنا و من ثم فعلى جيش الاسلام حماية الخلافة.
واجادل ان اخطر ما يراه الاسلام السياسي في الجيش هو منافسة الجيش للاسلام السياسي على الولاء الاقتصادي الشعبي Economic allegience اذا ضح التعبير. و يلاحظ ذلك في كيف ان شباب الربيع العربي ادرك في وقت قياسى ان عليه ان ينقذ نفسه سريعا من الوقوع فىي خندق الرأسمالية المالية. فقد فهم الشعب بفطنته و وعيه الحفيقي فورا انه سيكون افضل حالا ان ربط كفاحه بالرأسمالية السلعية-الجيش- من التحالف مع الرأسمالية المالية-الاخوان المسلمين سواء فى سوريا او في مصر.
 ذلك انه ان تشعل الشعوب حركات شعبية قومية فان تلك الحركات قد تعبر عن نفسها بهذا الوصف احيانا و في غياب حزب المشروع الجماهيري الاشتراكي تعبر عن نفسها في حركات الاحزاب الرأسمالية الصناعية كما في التحالف الشعبي العسكري المصري. و قياسا تقف تلك الحركات فى تضاد مع حركات الاحزاب عابرة الحدود القومية واحزاب حركات الخلافة المعروفة و غير المعرفة والغامضة و المعلنة و المتساررة جميعا بوصف ان الاخيرة حركات و احزاب رأس  المال المالي. .
 فمهما كان امر الجيش فانه يعيد انتاج المجتمع. فالجيش المصرى مثلا يتعين على مفهوم الانتاج الصناعي في عمليات الاتتاج-التوزيع–التبادل –الاستهلاك–الانتاج عائدا الى نفسه مجددا the infinite concept of production being= production-distribution-exchange- consumption- production going back to itself anew
التقية بديلا للمشروع القومي:
حيث تلفعت الحركة الاسلامية منذ بداياتها بعباءة الرأسمالية المالية فان الحركة الاسلامية عامة لم تعن بابداع مشروع اقتصادي اجتماعي فكري يخصها. و قياسا فقد تخصصت الحركة الاسلامية كما ذكرنا فى الاجتهاد في و مفصلة و انتاج واعادة انتاج المزوقات و الممفصلات و المجاز والكناية و التقية  و الاستعارات المجازية والاسوة و صناعة الكلام  كما عرفها الفارابي باكرا اي تدوير الكلام و العلاقات العامة Spinا الخ.
و من المفيد تذكر ان الاحزاب بعامة كانت تاريخيا قد نشأت مجازا بوصفها احزاب الملك الفرعون السلطان الغازي الاستعمار و من يقوم مقام الاخيرين حتى نشأت القومية وجيزا مع نشوء البرحوازية الصناعية و الرأسمالية الوطنية. ويلاحظ كيف تعاصر نشوء القومية وجيزا منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى ما ببن الحربين على الاكثر و ضمورها  و بداية نهاية فسقوط البرجوازية الصناعية و الوطنية فتدهورالاحزاب السياسية تباعا وصولا الى عجزها عن استقطاب القواعد الجماهيرية عمالية و زراعية و معها الطبقات المتوسطة الوسيطة في كل مكان فى المقياس المدرج. ذلك ان الاخيرة كانت غالبا ما تقود اهم و  اكبر الاحزاب السياسة الاقرب الى الشعب الا ما خلا احزاب ملاك الاراضى و الحكام, بل بات بعضها يقود الاخيرة. و كان معظم احزب الوسط حضري وسطى.
المهم فورا ما ان انقضى زمان البرجوازية الصناعية او الرأسمالية السلعية الوطنية حتى تعين مشروع الاسلام السياسي و غيره من العقائد المسيسة على تبرير و تسويغ سيادة مواضعات العولمة كون تلك العقائد في حقيتها تنويع ملفق على و رائات صناعية- قابلة لاستغناء عنها حسب حاجة او-و طلب-العولمة الرأسمالية المالية.
و قياسا فما ان حلت  الرأسمالية المالية مكان البرجوازية الصناعية السلعية حتى انقضى زمان القومية بل باتت القومية تجديفا بالرأسمالية المالية.بالنتيجة فبالصهيونية العالمية بالضرورة. و يلاحظ الناس في كل  مكان كيف ان الرأسمالية المالية تماهت بصورة غير مسبوقة-و ان بقيت غير معنلة- مع الصهيونية العالمية. و قياسا فقد غدت القومية-اي قومية-  تنويع على الفاشية.مما اشعلت معه و جراءه حروبا على القومية بوصف ان الاخيرة فاشية فكانت الحروب على الحركات الفاشية-المانية-هتلر-وايطالية-موسيلينى-و فرنسية- ليون بلوم Leon Blum رئيس حزب العمال الفرنسي و زعيم حكومة الجبهة الفرنسية الموحدة في 1936.
 و قد تعاصرت الاخيرة والثورة الاسبانية 17 ابريل 1936 يوليو-اول  ابريل 1939 .و لعل تلك الحركات كانت اخر العهد بالقومية الاوربية الغربية و باحزابها كما نعرفها. و حيث ان مشروع الاسلام السياسي الاقتصادي لم يزد عن التلفع بعباءة الرأسمالية المالية فان الحركة الاسلامية لم تملك ابعد من ان تغدو حزبا من احزاب الملك او-و احزاب الاوليجاركية المالية. و تتماهى العقائد المسيسة مع الرأسمالية المالية بهذا الوصف فى موقفها من القومية. فقد احلت العولمة والكوننة وحركات الخلافة كما ذكرنا فى الجزء الاول و احزاب الحركات عابرة الحدود القومية مكان الحركات القومية و احزابها تباعا. و لم تنفك معظم تلك الاحزاب --فيما عدى الاحزاب الشيوعية (انظر(ي) أعلاه)-ان تحورت الى يمين الوسط  توددا للرأسمالية المالية. ثم لم ينفك بعضها ان طوح  الى اليمين المتطرف عندما تسلم  زعماء العقيدة قيادة احزاب السلطة.
ومع ذلك لم تكن الاخيرة فى الواقع تعبر عن حزب و انما عن جماعة تستغل الحزبية و الادواة و الاساليب الديمقراطية للوصول الى السلطة. ذلك فان كانت الديمقراطية الليبرالية تسلم مكانها للديمقراطية ما بعد الليبرلية فى افضل الشروط ان لم تتخلى عن الاخيرة بدورها لحساب الانظمة الاستخباراتية البوليسية –فلعل شئيا لا يبقى  سوى واجهة الحزب الذى يغدو تباعا محارة فارغة لوجود مظهرى لا حقيقة له الا لاسباب نفعية.
و قد تعينت تلك الاحزاب على الوقوف وراء راية الديمقراطية ما بعد الليبرالية  تكاذبا كما فى الولايات المتحدة.و في تركيا قبل احداث بستان اوميدان تقسيم. و قياسا فان تحورت الاحزاب و تآكلت eroded الديمقراطية بهذا الوصف لم يبق في الساحة السياسية سوى  الجيش و الشعب لمواجهة هجمة الرأسمالية المالية–الصهوينة العالمية وتنويعاتها المحلية من الاحزاب العقيدية في كل مكان.في المقياس المدرج.
و لما لم يكن الاسلام السياسي بطبعه يؤمن بالقومية كون الاسلام السياسي كغيره من العقائد المسيسة بالنتيجة و الضرورة مشروع عابر للحدود القومية يتجاوز الدولة القومية والسيادة القومية فان الاسلام السياسى و نظائره و تنويعاته من العقائد المسيسة المذكورة اعلاه. فالاسلام دين و امة و ليس دين و دولة (4) لا يملك سوى ان يعبر عن نفسه بوصفه مشروع عابر للحدود القومية الا ان  الاسلام السياسي و تنويعاته من العقائد المسيسية تحتاج ان تتخفي وراء مسيميات و مزوقات لا متناهية. بل يلاحظ ان تلك الكيانات تعيد اختراع نفسها تباعا فيقول المحافظون الجدد انهم ترتسكيون و ثوريون و يدعي الاسلام السياسي انه يعيد التوزيع بل ينكرانه يتطير من مفردة الاشتراكية. فبعد تحربته الفاشلة ينتحل الاسلام السياسي-مثلما انتحل المحافظون اليسارالجديد و ادعاء انهم ترتسكيرون و ثوريون-تنتحل بعض تنويعات الاسلام السياسي قيم و معايير و صفات اليسار التقليدي وغير ذلك مما لم يعرف به ابدا فيقول مثلا ببرامج  العدالة الاجتماعية و بكل ما نادت به الثورة ومعظم ما لم يعمل الاسلام السياسي على تحقيق اي منه ابان سلطته القصيرة.(5)[v]
جيش الشعب الكافر و جيش المؤمنين 
قياسا ينبغي التأكيد على ان الجيش الوطني لا يعبرعن نفسه بهذا الوصف الا بقدر ما يبقى قومي وطني و ناذرا نفسه للوقوف الى جانب الشعب و في معاداه كل ما يمس المشروع القومي و الا بات  الشعب وحيدا منفردا فى مواجهة الرأسمالية المالية-الصهونية العالمية, و حيث تحاول الاخيرة اما تدمير الجيوش القومية كما فى حالة العراق و محاولة تدمير الجيش السوري او-و تسعى الى عزل الجيش عن الشعب احيانا مثلما فى بعض الحالات كليبا و الجزائر و اليمن و كما يحاول الاسلام السياسي في تونس نيابة عن الرأسمالية المالية.و قد حاول و ما يلبث فى سوريا بلا امل فلعل ذلك قد  يفسر كيف ان عزل الجيش عن الشعب و الشعب عن الجيش من شأه ان ييسير فى المقياس المدرج تجويع و ترويع و تحجيم و العصف بالشعوب في كل مكان بغاية ابادتها تباعا.
و قياسا لا يبق من مفهوم الشعب كما نعرفه –في كل مكان في المقياس المدرج-الا "مؤمنين" بمشروع فوق قومي وفائق على الدولة القومية و السيادة القومية, وعليه يغدو الشعب عبارة عن اتباع مستقطبة فى مشروع فوق  قومي فائق على الاوطان القومية. فان تعينت العقيدة المسيسة –التى قد تكون عقيدة السوق و فبيشية Fetishism او عقيدة المال  وعقيدة الحرب على الارهاب و عقيدة محاربة الكفرة و كل من و ما هو مختلف (مبني للمجهول) معه –فان تعينت العقيدة المسيسة على مشروع كذلك .فان الاخير قد لا يبعد عن  خندق المحافظين الجدد و انغالهم الليبراليين الجدد.
و كان الاخيرون قد تمأسسوا في امريكا الشمالية و امريكا الجنوبية و في جنوب شرقي اسيا و في استرالاسيا ويحاولون في شبه القارة الهندية و في الصين و التبيت و ماكاو و ماندناو و الفيليبن مثلا- التمأسس فوق الافانجلية الانجلو امريكية المسيسة والكونفيوشية المسيسة و الشينتو المسيس الخ. وقياسا  فقد استقطب خندق الافانجية انجلو امريكية فوق كل شئ المؤمنين بالثواب في جنة.انتقائية بامتياز كما استقطب الاسلام السياسي الاتباع و المؤمنين في حظيرة الايمان الاعمى و الولاء لامير المنطقة و البيعة و التمكين.  وعليه يغدو على العضو الصالح و التقي  الثواب في بالجنة والعضو اللائق بالاسلام "الصحيح" اللا يعبر عن ائ شئ قد يشتبه فيه الاصدار عن اليمين التقليدي او اليمين الوسطي ناهيك عن اليسار او العلمانية.  فالاخيرين  يشارفان  التجديف و عقوبتهما الاعدام المدنى او حتى البدنى. ذلك ان العلمانية قد تطوع (مبنى للمجهول) و تتقبل افتراضا او تكاذبا ما يجد فيها وما حولها تباعا الا ان العقيدة المسيسة غالبا ما لا تقبل بل ترفض بشدة و تحرم وتستبد.بالرأي
و ليست العمانية اقل استبدادا بالرأي بدورها و ذلك جراء تجرتها الفطيرة المبتسرة حتى فى المجتمعات المتقدمة. فقد قال ريتشارد دوكين زعيم و عراب الانسانويين Humanist انه لن يضع يده فى يد متدين ابدا حتى يلحد. و يدعي انه بذلك يناهض الاصولية. هاهاها فمن يسمون انفسهم علمانيين مسئولين بدورهم عن الالتباس غير اللائق منهجيا بشأن العلمانية و اجتزائيتها  Being Reductiveالاصولية في ابيض و اسود بدورها. و يعبر ذلك عن نفسه ايضا في لا قابلية العلمانية التى كانت قد بدأت مع المشروع التنويري الشمال غرب اوربي متخاتلة كما ذكرنا اعلاه و في  بحث اخر- يعبر ذلك عن لاقابلية العلمانية للتعريف وفوق كل شئ و تتسيطيتها الفائقة Over-simplification
و قد كشف ما يسمى الربيع العربي تواجه العلمانيون و الاخوان المسلمون سواء فى السلطة او في المعارضة المسلحة فى كل من مصر و تونس.و سوريا دفعة واحدة. وكانهم الفرقاء اللذين  لا سبيل الى التصالح بينهم. كما أتضح كل ذلك دفعة واحدة وبصورة غير مسبوقة من تجربة الاخوان المسلمين فى سوريا و ما يبرحون فى المعارضة و كذا الاخوان المسلمين فى سلطة مصر حتى عشية أحداث 30 يونيو 2013. و قياسا فان الف ما كشفت عنه الخديعة المذهلة للشباب المصرى ما اسلم ذلك الشباب الى صحوة مرعبة و ملهمة معا فلعل زمان الخديعة يكون قد انقضى. فقد انتاب الشباب الوعي الحقيقي مرة واحدة و الى الابد 
3-خندق النخب و المثقفين و الخديعة:
هناك المثقفون الجدد و قد راحت كل جماعة صغيرة اوكبيرة منهم تخلق –مثلما تفعل جبهة النصرة و لواء الفتح و لواء التمكين و تنويعات الجماعات الجهادية-راحت كل جماعة من المثقفين الجدد و النخب الجدد تمفصل لها دورا بتكوين جمعية او منبر او مركز بحوث (استراتيجية بالطبع no less ) و غاية كل من تلك الجماعات ااولا تقاسم مال الرشاوى الحرام المتدفق من فرنسا و قطر و السعودية و بريطانيا و ان كنت اشك فالاخيرة مفلسة حتى اخر جلباب. و الى ذلك تسعى تلك الجماعات و الافراد على العمل على حجز مقعد على طاولة التفاوض بغاية تقاسم السلطة و  الثورة غب النصر الموهوم.
و يبق اقسى ما تتعين عليه تلك الجماعات كل على طريقتها هو نشر الجهل والتجهيل يخطاب المحافظين الجدد- وكذا الليبراليين الجدد بالتماس- بتسويق_و صناعة الكلام الفارابي لاجندة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية خصما على الشعوب. قان راحت الصهيونية العالمية تطرح مشروعا يعبر عن نفسه فى ثورة عالمية مضادة على الثورات التاريخية الموضوعية فان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ما تبرح تستبق الثورات الشعبية التاريخية الموضوعية بامتياز. فان غدت اليات ذلك الاستباق تعبر عن نفسها فى الثورات المضادة فان الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية تتعين  على تحوير الثورات الشعبية الي حروب اهلية وصولا الى حروب عالمية ممحللة  Globalised world wars  هي في الواقع تنويع متستر على حرب عالمية ثالثة كما فى سوريا.
ذلك ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ادركت ان الوعى الشعبي الحقيقي كان حريا بان ينضح بل انه نضج فع رغم التجهيل و الترويع و التجويع و صناعة الكلام من فوق هضبة ثورة المعلومات و تدفق المعلومات على نواصي الطرقات خاصة جراء الازمة المالية الاخيرة و التى كانت قد جاءت منذ صيف 2007 لتبقى. و قياسا ققد اخذت معظم تلك العصابات سواء المثقف المزيف السطحى و الانتهازي برتبة جنرال أو الجهادي على نفسها التعبير عن كراهيتها للشعوب بالوكالة عن الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية.
و لا يعدم المرء ان يتهم معظم المثقفين و النخب خاصة اؤلئك الذين ما ينفكون ينقضون كعهدهم على كل و اي سانحة تقيض لهم ركوب الموجة بعد الموجة فى سعي معظمهم المحموم وراء مستقبله البرجوازي وغابته الحقيقية-من وراء ما يدعى من النضال-هي تقاسم السلطة والثروة كما فى كل مرة. و تدرك الرأسمالية المالية ذلك كله فتعدهم بالسلطة فيما تتعهد بتعويضهم مسبقا بجعول معتبرة الا ان تجربة ليبيا و غيرها قد تجعل الحصيف منهم يفيق الى نفسه قبل ان يصفى كما هي عادة الرأسمالية المالية-الصهيونية العالمية مع عملائها.  
فكل  فرد يتوسمون فيه او-و يهيئونه لزعامة مؤقتة عشرات الملايين و لكل جماعة ذات حيثيات فكرية-مشبوهةغاليا-او قتالية جهادية مئات الملايين. و الى ذلك فان كان لكل فرد و جماعة ثمن يبق لكل فرد منهم وجماعة و جميعة عمر افتراضي او عمر الارفف Shelf life تنتهي مدة صلاحيتةsell by date  بتوقيت  معلوم.
و قد يعيد معظمهم انتاج التوالي الذى اخضعت له الطبقات المتوسطة و الوسيطة من قبلهم. ذلك ان الرأسمالية المالية تتخلص من الطبقات المتوسطة و الوسيطة تباعا فمن الطبقات السياسية Political Classes الى الطبقات الثرثارة  Chattering classesفالطقات الاجرائية Categorical Classes. فقد تخلصت الرأسمالية  المالية من طبقتها الوسيطة في 2008 بفقاعة الائتمان العقاريProperty Crunch   و ستتخلص الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية من طبقات المجاهدين و المثقفين و النخب الوسيطة بفقاعة الربيع العربي. 
 فان كان بعضهم يدرك  انه قابل للبوار وان مدة ضلاحيته توتوشك على  الانتهاء ترى معظمهم يتقل ما بين دفع المشروع السلفي الوهابي-السعودي  الامراتي الاردنى  المغربي- و مشروع الاسلام السياسي-القطري التركى-بمال النفط و الغاز على التوالي .على ان معظهم او كلهم يعمل بوعى  او بلا وعي على تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد متمأسسا فوق ما يسمى فريق الاعتماد نيابة عن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية.
و لا اتردد فى نعت الاخيرين بكافة النعوت التى تليق بهم وتلك التى ما يبرحون يثبتون جدارتهم بها تباعا.  و فيما يتهم معظم المثقفين و كافة النخب باتهم اخلوا بالشعوب و فرطوا فى شرف الدور التاريخي الذى كانوا قد ادعوه منذ ان نشأ مفهوم المثقف والنخب-و خيبوا ظن من ادعوا تمثيلهم و الدفاع عنهم و الخديث باسمهم مرة بعد مرة - فمعظم المثققين و النخب خاصة مسئولين عن خديعة الجماهير الشعبية و سوقهم الى خندق المحافظين الجدد والاحرى الى خندق الليبراليين الجدد او ما بعد الليبراليين-انغال المحافظين الجدد- و ليس ما بعد  الشئ تطوير او نشوء عليه-أو-و الى خندق الاسلام السياسي و نظائره في كل مكان- و كافة خنادق ما يشارف الباطل مقابل جعول ما كان معظمهم ليحلم بها. فمعظمهم عاطل عن اي موهبة او ابداع الا ما خلا تجارة الزمم-و ادعاء تمثيل الشعوب ناهيك عن محترفي سرقة اعمال غيرهم فى وضح النهار فيما يدعون الثورية وحسبنا الله و نعم الوكيل.
شروح على المتون:
هل يفسر التالي كيف ان مشروع الاسلام الجهادي مجعول لان يواجه بمصادرة على مطلوبه وصولا الى خراب اماراته و هلاك امرائه؟ 
سوغت العقائد المسيسة للمثقفين و النخب و الشباب خاصة طاقم قيم المحافظين الجدد وتنويعاتهم فيما اغوت العقائد المسيسة فئات بعينها كان معظمها حريا بان يكون تاريخيا مستقطبا في مشروع جهادي خزري صهيوني. و من المفيد تذكر ان الخزر جماعات انحرطب بين قوات الاسكندر الاكبر فهاجرت معه شرقا ثم استقر معظمها على تخوم و بين ما يعرف باوربا الشرقية. و هناك رواية تقول بانهم جماعة بدوية مترحلة اطلق عليها صفة الخزر و قد انشأت لها امبراطورية يهودية [vi]عرفت مؤقتا بامبراطورية الخيام لانهم بقوا يترحلون رغم انهم انشاؤوا تلك الامبراطورية ما بين وادي نهر الفولجا و القفقاز.  
هذا و لم يكن كافة مواطنى امبراطورية الخيام يهود بل كان بينهم المسلم و المسيحي. فهم ليسوا يهود الجزيرة العربية و لا هم الذين هاجر منهم الى شمال شواطئ البحر المتوسط و لا الى الاندلس. فتلك الجماعات سواء يهودية او مسلمة هاجرت و مايبرح بعضها يهاجر من اوربا الشرقية الى اوربا الغربية و الى اجزاء من الشرق الاوسط و كذا الى افغانستان و العراق و ليبيا و سيناء و سوريا([vii]7). و من اؤلئك الاقراد و تلك الجماعات ما يبرح يترحل وراء العنائم و المغامرات و التبشير الجهادي منذ ان كانوا يقاتلون الخلافة الاموية و العباسية ابان الفرنين الثامن و التاسع. و ما ينفك منهم من يواصل تلك المغامرات و راء المغانم حتى اليوم.
و قياسا ينبغى التنبه على ان الخزر هم الجماعة التى يطلق عليها القبيلة الثالثة عشر. وازعم ان اسرائيل تستدعي تلك الجماعات جراء ولاء الاخيرات و اجندتهن التى تصدر عن مشروع الملك داود الروي David el Roi (1160) المولود بالعراق عام 1160 ميلادية(6). و داود الروي هو الداعية الذي طرح نفسه بوصفه مسيح الصهاينة و كان مشروعه سفر تكوين تنويعة بعينها من الصهيونية الباكرة.
تطير الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية و تفجر الاحتفان الشعبي:
كانت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية حرية بان تدرك ان الاحتقان الشعبي ينذر بالتفجر في اي لحظة و ان بعضه كان قد بدأ بالفعل و كانت الرأسماية المالية الصهيونية العالمية حرية بان تتحسب لذلك. فكيف كان ذلك؟ ازعم انه لان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كانتقد  ثابرت على رشوة و شراء خصومها و قد نجحت فى رشوة و شراء كافة القوى الاجتماعية في كل  مكان فى المقياس المدرج الا ما خلا شعوب المجتمعات المفقرة بالضرورة و النتيجة. فان كانت الرأسمالية المالية قد رشت و اشترت وجيزا معظم فئات الشعوب الغينة فقد كان ذلك بمغبة افقار من عداهم من الشعوب.
ذلك ان رشوة الشعوب او شرائها ليس سوى مصادرة على مطلوب الربح و المراكمة الرأسمالية المالية كما انها تناقض عاطفة الصهيونية العالمية التى استقرت منذ العهد القديم فى مسام الاخيرة وهى كراهية الشعوب. فان تعينت رواسب باقية بعد الحرب العالمية الثانية في الرأسمالية البرجوازية الصناعية على رشوة شعوب المجتمعات الغنية فقد كان ذلك مرة وجيزا جدا و انتقائيا حتى نهاية سبعينات القرن العشرين وحلول الرأسمالية المالية علنا. وقياسا ما كانت الاخيرة لتعيد التوزيع ان فعلت الا بثمن افقار و تجويع و ترويع شعوب العوالم الثالثة و الرابعة, و خصما على الاخيرة
هل اجهضت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية جنينها؟
اجادل ان الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية كان عليها اجهاض الجنين الذي كانت مراكز البحوث الاشتراتيجية و الاستخبارات العالمية ذلك المسمى الربيع العربي و قد فوجأت الرأسمالية امالية و كاد الربيع العربي يتفجر في وجهها بما لم تحسب له حساب. فان ايقنت انها عاجرة عن التحكم فيه بمغبة اندلاع ثورات حقيقية من قلب ثورات مشبوهة فقد راحت تحتوي الثورات التاريخية الموضوعية بعد ان كانت تقف متفرجة ايام الثورة المصرية الاولي كما ابان الثورة السورية و قال البعض انه التردد و قال اخرون ان امريكا مفلسة لا تملك اشعال حرب عالمية ممحلة أخرى رغم ان السعودية كانت قد تبرعت علنا بانها تحمل تكلفة الحرب الساخنة و ليس التكلفة البشرية -على سوريا.
 فان اصيبت  الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بالزعر و قد اوشك الامر ان يخرج من يدها راحت تطلق على تلك الحركات مسميات مشبوهة. فمرة هي ثورات و مرة انتفاضة و مرة حراك و بعضهم يطلق عليها تحركات (!!). كما اطلقت فى اعقابها اعلام ماجور علنا  تسلط على تلك الحركات فتعين ذلك الاعلام الاشد شبهة من الثورات المشبوهة على تلميع الاخيرة بوصفها حركات تحريرية تقاتل من اجل  الحرية ,و الديمقراطية متهما الثوار الحقيقيين بالتجديف بحق النموذج الامريكى للتنمية و الديمقراطية ما بعد الليبرلية-و تعريفهما الحقيقي الرأسمالية المالية و الصهيونية العالمية تباعا .
حرب الاعلام الضارية: .
تعين الاعلام المشبوه ذلك على الانتصار للثورات المضادة واستضافة معظم العاطلين عن الموهبة و الازلام و الوصوليين و المرتزقة.و قياسا لم ينفك كل من لم يسمع( مبني للمجهول) به او عنه و ممثل الرقاعة و الهوان بامتياز لم ينفك معظم هؤلاء ان اصبح بليل فيلسوفا ينظر للثورات و متعهدا للثورات و اختفي كل من ناصر الثورات الشعبية الموضوعية التاريخية أواختلف مع الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية من شاشات الفنواة و صفحات الصحف و اثير المزياع..
 و قياسا فد راح ذلك الاعلام يتعين على تقطيع اوصال كل ما هو اصيل و موضوعى و خصم وما ومن يخييب امل الرأسمالية المالية الصهوينة العالمية.
استيراد الثورات المضادة من البوادي و المنافي:
لم يكن يجدي الاعلام و غيره وحدهما فيما يبدو مع مفأجئات المطالب الشعبية و تصميم الشعوب الموضوعية  على قول كلمتها و على دفع الثمن كما فى كل مرة فلم تنفك الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ان راحت تستورد ثورات بالجملة من الاطراف من افغانستان و هندوكشوش و القفقاز وتيسر هجرة قوى الثورة المضادة من المحاور و من اوربا الغربية نفسها- وتفتح سجون محكومين في  البلاد العربية.
فالى الطالبان و القاعدة  و كلاهما بدأ حياته بوصفه انتاح و اخراج للرأسمالية  المالية- الى هاتيك فثمة من اسميهم الخزر العرب زيادة على المتثاقفين الوصوليين و المرتزقة من درجة جنرال و فارس مؤتمرات ما وراء البحار ما بين فنادق و استقبالات رسمية على اعلى طراز و بتدريب و مال النفظ و لوجيستات الغرب–و لك ان تعرف مفردة لوجيستي تلك كما تشاء(ين) فهي تعنى كل شي و لا شي و قد باتت مفهوما لكل ما هو غير قابل للتعريف و كانها فيروس يعنى اي عدوى او مرض غير قابل للتشخيص-و تمدهم بالسلاح و توفر لهم اعلام يوميا و ليليا لا يفتر و قد اخذ الاخير  على عاتقه محاصرة الثورة التاريخية الموضوعية لحساب الثورات المشبوهة فيما راحت ا لاخيرة تخلق شرط ابادة قوى الثورة اى الشعب الذي يناصبه ذلك الاعلام العداء و يكن-نيابة عن ممولي مثل ذلك الاعلام و اسياده-يكن  كراهية تاريخية مرة للشعوب في كل مكان..
و بالمقابل فقد وجدت الثورات الشعبية الموضوعية التاريخية نفسها عزلاء من المال و التدريب و اللوجيستات و الاعلام و الاهم من الفكر و التنظيم و ليس امامها سوى خندقي باطل يعبران من ناحية عن باطل السلطة القائمة ومن ناحية اخرى عن باطل العقائد المسيسة او-و الجهادية التكفيرية.
لم ينتبه معظما جراء صعقة الاحداث المتلاحقة التى اخذت بخناق معظمنا مرة و مرة ان تنبه بعضنا فقد كان عليه (عليها) مواجهة طوفان اتفاق الكل الجمعى الذي  كاد يشارف التواطؤ و قد عمت الاحتفالية الطافحة بالربيع العربي على خلفية فقدان الذاكرة الجماعي.
ة هكذا وجدت الثورة الشعبية التاريخية الموضعية نفسها يتيمة مشردة متهمة مجرمة بلا خندق يخصها و راح الشباب على جانبي الثورة و الثورة المضادة معا يذهب ضحايا موازية كما فى كل مرة تشعل فيها الرأسمالية المالية الصهونية العالمية حربا معلنة او ممفصلة مزوقة.على الشعوب. فقد راح من الجانبين فيما يشارف القصاص مئات الشباب الغض الذين كانت اسرا مفقرة و دولا مفقرة قد استثمرت فيهم. 
اليست في الطرق الغامضة التى استشهد بها  معظم الثوار ما يستلفت النظر حقا؟ لماذا تقتلع العيون و تشق الصدور و تلتهم الاكباد وتجز الرؤوس؟ الم يحرم الله مثل ذلك التشفي القبيح ناهيك عن نهي اللانسانية عن مثل تلك البربرية؟ و باسم ماذا؟ اباسم الحرية و الديمقراطية تستباح دماء الاطفال و النساء و الشباب والشيب؟ هل سمعتم او فرأتم عن مثل ذلك ابدا في اي ثورة او حرب منذ الصليبيات الاولي؟  سؤل طويل عريض و في الاجابة عليه دليل كراهية-من يروم ابادة الشعوب- للشعوب.و ابادتها بكل اشكال الابادة وبكل انواعها. 
ردد كثيرون ان احباط الثورة من طبع الثورات مستدعيا مثال الثورة الفرنسية. واجادل ان الثورة الفرنسية  كانت قد منيت بالاختراق مثلها مثل الربيع العربي و ازعم ان بعض اليعاقية كان بمثابة الخزر الجهاديين اذ تعينوا على اختراق الثورة الفرنسية التاريخية الموضوعية.
و قياسا  فان لم تخترق الثورة البلشقية فقد كان ذلك راجع الى ان البلاشفة الذين انتجوا و تزعموا الثورة كانوا قد عملوا بالخارج طويلا و نظموا انفسهم بصورة جيدة و انشأوا لهم منابر مثل اسكرا ونشروا البيانات و المانيفيستوهات و كتبوا في الثورة و عقدوا الاجتماعات و المؤتمرات و عاصروا اولي الحركات المطلبية بين صفوف البروليتاريا البريطانية الصناعية مثلا على تخوم مصانع النسيح ابان ما يسمى الثورة الصناعية. و الى ذلك كان اغلبهم من لينين و تروتسكي و لارا زيتكين  اينيس ارمان و روزا لوكسمبيرج و كروبسكايا الخ كان يهودي.قياسا على المناشفة الذين لم يكونوا مكافئين لهؤلاء  تماما. ذلك ان المناسفة لم يكن من حظهم مثل تلك الكوكبة من فرسان الشيوعية التى انتجها ماركس نفسه لا اقل No Less..
شئ واحد فاتنا جميعا وهو ان الثورة البلشفية كانت قد اندلعت في مواجهة البرجوازية الصناعية لحساب البروليتاريا الصناعية التى خرجت من رحم الاخيرة. الا ان البرجوازية الصناعية كانت- مع تصفيةالامبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية منذ منتف القرن التاسع عشر-قد راحت تخلي مكانها تباعا للرأسمالية المالية. ولم تنفك الاخيرة ان اخذت تستبدل البروليتاريا الصناعية -التى لم تغفر لها ثورات منتصف القرن التاسع عشر-برقيق الالة فوق ادواة انتاج عالية التقنية بصورة غير مسبوقة وبعلاقت انتاج عبودية.
كيف ما نبرح نحن نسمع و لا نصغي و نقع من فخ لفخ بين خندقي الباطل دون ان نبدع لنا فرضية او خندقا يخصاننا؟
المراجع:


[i] (1)-انظر(ي) على محافظة 1985: موقف فرنسا وانجلترا وايطاليا من الوحدة العربية: 1919 - 1930: مركز دراسات الوحدة العربية: بيروت ص: 19.
 
[ii][ii] (2)انظر(ي) قانون الامن القومي National Defence Authorization Act of 2012 (NDAA) والذي صدر فى مواجهة حركة احتل شارع المال Occupy Wall Street. ويتيح  ذلك القانون للشرطة اعتقال و تعذيب و قتل من تراه يهدد الامن القومي الامريكي. و كذلك قانون حماية الاماكن العامة National Authorization Act(NAA) و يحرم على المحتجين على السياسات الاستبدادية التجمع في اي فضاء حضري دون اذن مسبق مما قد لا يمنح اصلا..
 
[iii] (3) فقد عثر في مقبرة حتشبسوت عند  الجانب الاخر من النهر قرب اسوان علي رسومات عمال يثرثرون على الحجر في اوقات فراغهم من العمل المضنى و هم يستجمون داخل مقبرة الملكة-يرثرون بعلاقة الملكة  بمهندس المقبرة. و قياسا اغلقت السلطات المقبرة دفاعا عن سمعة ملكة هكسوسية ماتت منذ الاف السنين.
[iv](4)  انظر(ي) جمال البنا:الاسلام دين و امة و ليس دين و دولة: (بلا تاريخ.)
[v] (5)  شاهدي حديث مع القيادي الاسلامي ابراهيم منير وعضو مكتب الارشاد الساعة الثانية عشر مساء الاربعاء 25 سبتمبر على قناة الحوار.
[vi] (6) انظر(ي),ارثر كويستلر Koestler, Arthur: 1967: The Thirteenth Tribe: The Khazar Empire Tents and its Heritage  ص: 62-3 والوكيبيديا الحرة ودليل كسوزموغرافيا القرون الوسطى.,
[vii](7)  كان اعضاء جمهورية الخيام-الخزر-قد هاحروا باكرا الى الخلافة الاموية وبخاصة العباسية. و الاهم ما ينفك الخرز يهاجرون من الجمهويات الاشتراكية السابقة و من الاتحاد السوفيتى السابق ما يبرحون يحطون تباعا كمهاجرين اقتصاديين اكثر من اي شي اخر في فلسطين  المحتلة-اسرائيل-و منهم أمثال أفيجور ليبرمان مثلا.