خراتيت ثلاثة وقانون الدولة


عدنان الظاهر
2013 / 11 / 6 - 13:07     


المسوخ الثلاثة وقانون الدولة
( محاورة هزلية ـ جادّة مع صديق )
كيف اجتمعت هذه المسوخ الثلاثة وعلام كان اجتماعها ولأيّة مهمّة " مُشَرِّفة " عقدوا العزم على أنْ يجتمعوا ؟ وليمة واويّة ؟ إجتماع غربان وضباع وثعالب على فطيس حمار وحشي فتكت الأسود به ؟ أم إجتماع تحت سقيفة مشبوهة لكشف سؤاتهم وعورات آبائهم وأمّهاتهم في أسواق النخاسة أم خلوة تحشيش لحثالات البشر ونفايات المدن لحوك المؤامرات ودس الدسائس وتدبير الفتن ؟ كيف اجتمع هؤلاء المسوخ وعلام اجتمعوا ؟
مع قصّته أرفق صديقي صورة أحد هذه المسوخ فتعوّذتُ بالرحمن منه ... وجه خرتيت إفريقي بشارب ستاليني وجلد فيل فأخذني العَجبُ كيف يكون خرتيتٌ كهذا يمثل ضلع مثلث السوء ومجمع القُمامة وتجمّع مافيا الدسائس والدنايا ؟ لم يطلْ عجبي حين تذكرتُ القول المأثور ( شبيهُ الشئِ منجذبٌ إليه ) وهؤلاء أشباه تتناظر كفردات النعل والقنادر أمام مرآة . سألني صديقي أَوَتريدُ أنْ ترى صور الباقين من عناصر مافيا السوء وخنافس مراحيض العراق ؟ قلتُ أعوذُ بالله َ! صورة الخرتيت حرّمتني نومي فكيف بي إذا رأيت وجوه باقي الخرا (تيتي ) ؟
سألتُ صاحبي : ما قصّتك مع هؤلاء الشواذ وكلاب الزمهرير السائبة ؟
يا عزيزي ونور عيني، قال : لا علاقة لي بعناصر هذه الزُمرة الخبيثة الضالّة ولم أسمع بأسمائهم قبلاً أصلاً حتى تنادوا واجتمعوا وقرروا التصدي لمقالة نشرتها أخيراً في مواقع عدة وتفضّلَ صديقٌ عزيز فنشرها في موقع يحمل اسماً كبيراً يكتب أو يعلّقُ فيه هؤلاء الشواذ المنفلتون والنشاز بين سائر البشر الأسوياء. لوّصوا وخربطوا وأكلوا فضلات أحشائهم وقالوا فيَّ ما أوحت لهم عقولهم المريضة ونفوسهم المنحرفة وما أملتْ عليهم منظومة أخلاقهم وأسس تربيتهم وأصابع ومال جهات استأجرتهم تقف وراءهم من وراء ستار.
ما خطبُ هذا الموقع صاحب الإسم الكبير ؟ سألتُ صديقي فقال : إنه لا يستحق أنْ يحملَ شرفَ هذا الإسم أبداً، فشتّانَ ما بين الإسم الطنّان الرنّان وبين كلاب الزمهرير المسعورة النابحة ليلاً ونهاراً تقف في قارعة الطريق وتنهش الرائح والغادي وتشتمُ وتفتري وتنشر هلوسات عقولهم المريضة بأكثر من علّة وداء. هكذا هم دخلاء على القانون وعلى الأدب فخرتيتهم الأكبر لا يعرف أصول وقواعد اللغة العربية ينصب المرفوع ويرفع المجرور ولا يميّزُ بين فاعل ومفعول ومبتدأ وخبر. قلتُ لصاحبي إذاً وجدتَ الخلل والعلّة بنفسك. كيف يا صاحبي ؟ قلتُ إنَّ الطيورَ على أشكالها تقعُ. وقع غرابٌ على بومةٍ فخُفّاش ، وقعوا في زريبة خنازير وجُحر ضباع يليق بهم ويليقون به فسبحانَ مَنْ صاغ " قانون العراق " لك اللهُ يا عُراق !
أحسنتَ أحسنتَ قال صاحبي ولكنْ، أفلمْ تجدْ هذه الزريبة غير هؤلاء الغربان والبوم والوطاويط تستأجرهم وتدفعُ لهم لينهشوا ويسبّوا ويفتروا ويُلفّقوا ويتقيأوا من ثمَّ هلوساتهم وقذارات أمعائهم من كريه فوّهاتهم لينشرها الموقع ـ زريبة الزرائب إيّاه ؟ كررتُ فقلتُ ألم أقلْ لك إنَّ الطيور على أشكالها تقعُ ؟ رددّتُ في سرّي : شبيهُ الشئِ مُنجذبٌ إليه.
إسترسلَ صاحبي في سرد باقي قصته فقال : قانون العراق ... أيُّ قانون وهل في العراق قانون وقوانين ؟ أين هي والعراق يغلي والعراقيون يُقتلون وتُنهبُ أموالهم وتُستباح ... يُهجّرون وتُنتهكُ الأعراض وتُدمّر البيوت على رؤوس ساكنيها ومستويات الفقر في ازدياد مُضطرد الفقر للأعلى صُعُداً والكهرباء للأسفل نُزُلاً.
قال اسمعْ : يُحكى أنَّ في بلاد الواق واق رئيسٌ مريضٌ أو متمارضٌ غير معروف المصير ، أهو فاقد الوعي ؟ أهو في موت سريري ؟ أين يُعالج في فرنسا أم في تل الزبيب ؟ هل في الدنيا سابقة مماثلة يغيب فيها رئيس لأكثر من ثمانية أشهر وتظلُّ مخصصاته ونثرياته ومبالغ الضيافة والخدمات ورواتب فوج أو لواء حماية السيد الرئيس تظلُّ ماشية كما كان وضعها زمان ممارسته لواجباته الرئاسية ؟ مهزلة المهازل وهي إحدى إفرازات ونتائج نظام ـ لا نظام المحاصصة والمعاصصة والمقايضة السائدة في جمهورية واق واق .
نشرت فضائية المريخ خبراً قالت فيه إنَّ خطيبة السيد الرئيس لا تسمح بزيارته من قبل كبار مسؤولي جمهورية بيض اللقلق وفيهم رئيس مجلس نواب الشلغم والطماطة. كما رُفض طلبٌ تقدّم به لفيف من أساتذة خيرة ما في المريخ من جامعات لزيارة الجُثّة المجهولة المصير والإطمئنان على سلامتها. بل وسمعتُ أنَّ سفير جمهورية الكركي في باريس لم يستطع زيارة الرئيس المُسجّى والمفُدّى الآن ... ما قوة نفوذ وهيبة وصلاحية السيدة الخطيبة التي تمنحها حق منع زيارته حيث يرقد للإطلاع على صحته وباقي أوضاعه ؟ أين القانون وأين الدستور بل وأين رئيس الوزراء والمسؤول الأول عن سلامة تطبيق مواد الدستور وسلامة الوضع القانوني وتطبيقاته في العراق، عراق دولة الكركري ؟ وكما كتب الأستاذ حسن الخفاجي في واحدة من مقالاته ( خمسون مليون دولار ثمن جُثّة ). هذا ثمن جثّة يا حسن ما زالت تتنفس ( بزعم البعض ! ) فما سيكون ثمنها لو فارقت الحياة وتمَّ تحنيطها لحفظها في ضريح أو مزار أو مقام كضريح لنين لا في ساحة حمراء إنما في منطقة [ خضراء ] في قلب بغداد وربما في مقر إقامة الرئيس في قصره الجمهوري الخالي منه لشهور عدّة ؟ يا مسؤولون تكلّموا ... تحرّكوا ... إقلبوا [ الجدريّة ] واكشفوا ما أُخفيَ تحتها من بزازين وثعابين . أين أنتم من صلاحياتكم الدستورية وأين مسؤولياتكم تجاه الشعب الذي تسوسُون وتسوّسون ؟ قد يُقالُ وقد قيل بالفعل إنَّ نائب الرئيس يقوم مقامه ويسدُّ الفراغ الذي تركَ . حَسناً ولكنْ ألا يعني هذا أنَّ العراق يدفع مخصصات ورواتب وامتيازات خُرافية لرئيسين اثنين لا لرئيس واحد ؟ دولة برأسين، رأسٌ متحرك والآخر شبه مُتوفى في حالة موت سريري يُقضّي المقسوم من باقي أو توالي عمره في مستشفى يقع في تل الزبيب ـ حسب بعض الأخبار المتداولة ـ راقداً فاقداً وعيه ربما على سرير مجاور لسرير آريل شارون الميّت سريرياً هو الآخرُ كحالة السيد رئيسنا المُفدّى. ضحكتُ ضحكة طويلة وقلتُ : يلتقي الأصدقاء في دنياهم كذلك همْ في آخرتهم يلتقون!
واصل صديقي عرض قصته فقال : قرأتُ أنَّ شقيقة السيد ( فهد عسكر المنتفجي ) أمضت في حالة موت سريري أحد عشرَ شهراً ثم عادت للحياة. جيّد، ولنفترض أنَّ سيّدنا الرئيس سيعود للحياة بعد مضي عام أو أكثر ولكن، تُرى كيف سيعود وهل سيعود مالكاً لكافة قواه الجسدية والعقلية وفي حالة صحيّة تؤهله لممارسة مهماته رئيساً لجمهورية الكركري ؟ أشكُّ في ذلك ويشكُّ معي كافة أطباء العالم مختصين وغير مُختصين.
هذا هو عراق القانون وهذا هو قانون العراق ما هو في واقع الحال إلاّ سنطور كما قال وغنّى المرحوم عزيز علي صاحب المونولوجات الشهير. يلعبون علينا به ويلعبون به علينا كيفما يشاؤون وحسبما تفرض مقتضيات مهزلة المحاصصة والمعاصصة.
غاب عني صاحبي فرأيته ساهماً كالنائم فسألته أين أنتَ ... أراك نائماً ؟ ضحك وقهقه ثم قال : كنتُ في حالة موت سريري فتخيلتُ نفسي رئيساَ لإحدى جمهوريات الكركي أو الواق واق على سطح كوكب المُشتري أضطجع في مستشفى في تل الزبيب على الجانب الآخر من شارون حيث يحتل المرحوم السيد الرئيس الجانب الآخر أي جعلنا هذا الآريل الشاروني وسطاً بيننا حين نفتح نصف عيوننا نتبادلُ أطراف الحديث ونجادل ونفلسف السياسة وأوضاع العراق وسورية وما حلَّ بمصرَ وليبيا وتونس ثم السودان. قال شارون إنه مستاء مما يجري في سوريا فأردف رئيساً قائلاً وأمّا أنا فمستاء مما يجري في تركيا وحين سألاني قلت إني مستاء مما يجري في العراق من قتول بالسيارات المفخخة والقتل على الهوية ومن كسر أبواب السجون وهروب عُتاة مجرمي القاعدة والنصرة والزمر السلفية الذين تجنّدهم وتسلّحهم وتدفع لهم بسخاء كلٌّ من السعودية وقطر.
أين أنتَ يا عزيز بن علي ؟ قمْ وانشدْ فهذا يومك ... أنشدْ معي :
يا جماعة والنبي / هذا واللهْ بستان ... بيها خوخ ورمانْ ... بيها ما تشتهي الأنفسْ من زمان الرومان ... والصلاة على النبي .
تعليق أخير منّي : جميلٌ أنْ يحافظ الناس على علاقات الود والوفاء والصداقة ولكن ليس على حساب أموال العراق والعراقيين. فعلى مَنْ يكنُّ الودَّ والوفاءَ لشخصية سياسية خطيرة الشأن أنْ يُنفق عليه من أمواله الخاصة لا من خزينة الدولة ومخصصات القصر الجمهوري الخُرافية. على الجميع أنْ يفهموا أنَّ هذا المريض يمثل جمهورية العراق رئيساً لها لا يمثّل فلاناً أو فُلتانةً وهو في هذا المنصب.
هل أنهيتَ قصّتك عزيزي صاحبي الوفي ؟ سألته فلم يُجبْ. ذابَ فغابَ .