وجه من مأساة الاشتراكية العربية


محمد الخباشي
2005 / 6 / 1 - 07:19     

لا أريد هنا التاكد على سلامة النظرية الأشتراك أو الدفاع عنها، لانها ليست موضع اتهام الا من أعدائها. وأذا كنت سأقسو نوعا ما، فإنني ساقسو على نفسي نفسي اولا لانني واحد من ممن لا يزالزن يحلمون أن ترتفع الراة الحمراء خفاقة في سماء الوطن العربي. ولأن النظرية الشتراكية علمية، فهي غير قانلة للتجاوز، وإلا فقدت علميتها. فالتجاوز لحاصل حذث للشتراكي العربي ولي للإشتراكية. أذ أن واحدا من أهم عناصر التراجع و النكوص الذي تعشه اللإشتراكة العربية، يكمن في الحركات التي تقودها. أي في التركيبة الإجتماعية و الأصول الطبقية للشرائح التي تبنت، في ظروف المد الثوري العالمي، نظرية فكرية ناصر الدافعون عنها حركة التحرر العربية. وتوالت التغيرات العالمية دون أن تتحرك ذهنية ’’القائد الثوري العربي’’ وفقد تبنيه للإشتراكية علميته، فهوى البعض من عظمة الإنسان النبيل الذي يتحسس ويلمس ويعيش آلام الجماهير الشعبية، إلى قاع الندالة والإنتهازية.
واستطيع التاكيد من موقع التجربة البسيطة و الجنينيةحتى، أن الواقع العربي بكل تجلياته الإقائية واللاديمقراطة فعلت فعلها في التنظيمات المتبنية للاشتراكية. وحتى التجارب التي سميت تقدمية- وهنا لا أنكر بعدها الوطني- عرفت ممارسات لا ديمقراطية بل اكتست حتى بجلباب الديكتاتورية في محطات كثيرة وهل يقدر احد أن يتخيل ما أمكن تحقيقه للجماهير العربية لو لم تنقلب الثورة على حلفائها و الفاعلين فيها قبل أعدائها، سواء في مصر أو سوريا أو العراق .....؟
ليس هذا بكاء أو تحسرا على فر ضاعت في غياهب السجون والمنافي وأضرحة الشهداء. ولكن وخز لداكرة المتصلبين من دعاة الإشتراكية الذين أبحوا يخجلون الجهر بتبنيها وتم شطبها من كل ادبياتهم بعد أن شطبوها من ممارستهم السياسية، وبقت في اليافطات تشها على ردتهم.
أحد الامراض الفناكة التي ستقض على ما تبقى من التنظمات التي تتنبى الإشتراكية هو القضاء على الديمقراطية الداخلية. لا زالت كل اصناف التهميش والإقصاء تمارس داخل أغلب التنظيمات التي يجدر بها أن تكون النمودج. لنتصور .فئة أو عناصر تلجأ إلى أساليب غير ديمقراطية لإبعاد عنصر أخر بنفس التنظيم عن دائرة القرار فقط لأنه لا يوافق الفئة في الرأي، أليس هدا ماتفعله الأنظمة الرجعية العربية؟ لا نحتاج ألى ادله نأتي بها من كوكب آخر، إنني أتحدث عن تجربة بسيطة تنظيمية في حزب اعتقدت أنه عتيد وكانت هذه الأمراض جزءا من الممارسةاليومية وانتهى به الأمر إلى أشبه من المومياء بعد ما تم تيئيس كل العناصر الحيوية فيه إرضاء لنزوات شخصية لعناصر فاتهم قطار الزعامة.
علمية الإشتراكية تكمن في قوانينهاويمكن التسليم بتجاوزها أذا اضمحلت أسباب انوجادها كنظرية فكرية وعملية تجسد ارقى ما وصل اليه الفكر البشر.عندما نتفي الصراع الطبقي واستغلال الإنسان للإنسان، مكن القول بدون رأفة فلتذهب الإشتراكية إلى الجحيم. أكثر من ذلك فإن الظروف التي تجتازها الشعوب العربية، والمحيط الدولي، اكثر مدعاة للنداء بلإشتراكية.