مواجهة الإرهاب والقتل الجماعي... مناقشة تطبيقية


أحمد الناصري
2013 / 10 / 22 - 14:15     

مواجهة الإرهاب والقتل الجماعي... مناقشة تطبيقية
دعوة لحوار مفتوح...

تتصاعد وتشتد كارثة الإرهاب والقتل الجماعي في بلادنا، الى درجات خطيرة وحرجة، وهي تلقي بظلالها القاتمة والدامية على المجتمع وعلى حياة الناس اليومية بكل تفاصيلها، وتشل حركتهم وتهدد وجودهم، مع عدم وجود حل أو أفق لحل قريب ينقذ الناس من القتل الجماعي الواسع والمتنقل بين المدن والأحياء بتكرار وسهولة بالغة، في ظل فشل وعجز سياسي وأمني فادح وعدم اكتراث واهتمام بمصير وحياة الناس.
لقد دعونا في وقت مبكر من الكارثة الوطنية الراهنة ومؤشراتها الأولية، الى العمل الجاد والسريع، على جعل قضية مواجهة الإرهاب والقتل الجماعي للمدنيين الأبرياء، باعتبارها المهمة الوطنية الرئيسية والأولى، في العمل السياسي الوطني، المعارض والرافض للاحتلال والعملية السياسية الطائفية، ولكل النتائج المرعبة والرهيبة، المترتبة على الوضع الحالي، حيث يتعرض شعبنا ومجتمعنا لمحنة تاريخية عصيبة، تتجسد بالمذبحة الدموية الدائرة على الأرض، كمدخل لتغيير الوضع السياسي برمته، وخلق المقدمات المطلوبة لعمل سياسي وطني، يتجاوز في النهاية العملية السياسية الطائفية ويعالج الكارثة الوطنية الحالية بجميع جوانبها!
المذبحة الدموية التي يتعرض لها شعبنا، هي مذبحة منظمة وواسعة ومتواصلة، كاستمرار للحرب الأهلية، التي حصلت بعد الاحتلال، بأشكال أخرى، أكثر دموية وشراسة وعنف، وضحاياها من المدنيين العزل غير المحميين، في ظل انهيار الدولة، وعدم وجود جيش نظامي حقيقي ومحترف، بعد حل الجيش من قبل الاحتلال وتشكيل وحدات عسكرية جديدة، هي عبارة عن اتحاد للميليشيات السابقة، لا علاقة لها ببناء الجيوش الحديثة والمحترفة، وفساد واختراق واسعين في صفوف تشكيلات الشرطة، ووجود الميليشيات وفرق الموت السرية، الممولة والموجهة من الخارج، ضمن صراع إقليمي محتدم ومتصاعد، والسلاح المنتشر خارج القانون، والهزات العميقة التي تعرض لها مجتمعنا، وفرض التقسيم الطائفي عليه، والفشل السياسي والأمني الواضحين والتامين.
أننا نعمل مع مجموعة من المثقفين والحقوقيين والسياسيين الوطنيين الى إطلاق مبادرة وطنية، إعلامية وسياسية وحقوقية وفكرية، والقيام بحملة من أجل الإيقاف الفوري للإرهاب والعنف، بجميع أشكاله ومصادره. وأنني الحظ عدم اهتمام سياسي وثقافي ومجتمعي وإعلامي بمستوى حجم وخطورة قضية الإرهاب والدم والقتل الجماعي، كمحنة إنسانية وسياسية واجتماعية كبيرة وحادة الى أبعد الدرجات والمديات التي يمكن أن يتحملها أي مجتمع إنساني في لحظة تاريخية معينة، بحيث يصبح القتل أمراً عادياً ومتكرراً ومنتظراً، دون وجود أي حل أو أفق للحل أو الكلام عنه ووضع جداول زمنية للقضاء على الإرهاب والتخلص منه. بل أننا في أخطر لحظة ومنعطف إرهابي يضرب بقوة وقسوة وسهولة!
لقد حاولت في مساهمات مبكرة وكثيرة سابقة، تحليل وتفكيك طبيعة الوضع السياسي والأمني في بلادنا، وارتباط كل ما يجري بجذر زلزال الاحتلال ومخططه الأصلي الخطير، وما فرضه وأفرزه، وما كان يريده، والنتائج الرئيسية العميقة والجانبية المنفلتة، وطبيعة القوى التي دفعت الى السلطة، ومارستها بالطريقة الخاطئة والفاشلة المعروفة مسبقاً، والنتائج الحالية. وقد كررت آرائي وأسئلتي تلك بشكل متتابع ومقصود، كي ننجح في رصد جوهر الأحداث وطبيعتها وسيرها، وكي نساهم في خلق وعي ومعرفة بطبيعة الوضع وخطورته، وطرح موقف وطني آخر، يرفض ويعارض العملية السياسية الطائفية، وكل ما يتعلق بها من خطوات ونتائج.
هذه المناقشة التطبيقية، للوضع السياسي الطائفي الفاشل، وعلاقته بالحالة الأمنية المنهارة والمتفاقمة، ونجاح الإرهاب في تنفيذ جرائمه بسهولة نادرة وملفتة، وهو يختار ويضرب أهدافه (الحيوية) بين الناس، جرت بيني وبين أصدقاء متابعين ومطلعين على الوضع السياسي والأمني والجماهيري، وملمين بالموقف العام بجميع تفاصيله، لذلك حاولنا القيام بمناقشة تطبيقية، لكيفية الحل السياسي والأمني، ومواجهة الإرهاب والتخلص منه والقضاء عليه.
المحاور الرئيسية التي نود دراستها ومناقشتها هي التالية...
- محاولة دراسة وتعريف ظاهرة الإرهاب من الناحية الفكرية والسياسية والقانونية، وتحديد أشكال الإرهاب وأساليبه، والتعرف على أسباب هذه الظاهرة الخطيرة، وكيفية مواجهتها ومعالجتها.
- هل الإرهاب ظاهرة عالمية منفلتة؟ وهل احتلال البلدان إرهاب دولي؟
- هل القتل بالطائرات من غير طيار إرهاب وقتل خارج (القانون)؟
- منظمة القاعدة و(فروعها) هي المسؤولة الرئيسية عن أغلب عمليات الإرهاب الرئيسية والبشعة في بلادنا. ما هي إمكانيات القاعدة؟ وما هي مصادر تمويلها؟ وكيف يمكن مكافحتها؟
- ما هي المنظمات والجهات الداخلية والخارجية الأخرى التي تمارس الإرهاب في بلادنا؟
- هل يمكن لسلطة طائفية، عاجزة وفاشلة وفاسدة و(متهمة) بممارسة الإرهاب أن تواجهه وتقضي عليه وتحمي الناس؟ وهل يمكن للأطراف الوطنية التعاون معها في هذا المجال؟
- هل توظف السلطة الطائفية ظاهرة الإرهاب لإخضاع المجتمع والخائف والمتراجع للسيطرة عليه؟
- كيف يمكن للمنظمات الإرهابية القيام بالعمليات الدموية الكبيرة والمتكررة بهذه السهولة وفي الوصول الى الأهداف وضربها؟
- كيف يكون حال المجتمع والناس وهو يتلقى الضربات الدموية المتلاحقة ويعجز عن صدها وإيقافها؟
- في ظل فشل وعجز السلطة الطائفية التام والصريح في توفير الأمن، هل يمكن للناس في الأحياء حماية أنفسهم عبر أساليب وإجراءات أمنية معينة؟
- هل يمكن لمنظمات شعبية (مسلحة) أن تساهم في مكافحة الإرهاب، وإن تهاجم أوكاره وقواعده وتقضي عليها؟
يمكن إضافة محاور ونقاط أخرى للموضوع لأغناء وتعميق الحوار.