وأكثر


باسم الخندقجي
2013 / 10 / 8 - 13:12     

للطفلة التي تمتطي تلَّ البيتِ
فراشةَ النورِ والخوفَ من التجربة..
شقراءُ لها الريحُ ونَمَشٌ
يحثُّ الخطى على وجهها:
)إلى هنا حدُّ اللعبة.. هِبوا شَعرَها للسماء
.توُهبُ لكم الحياة..(
هاتِ يدكْ لا تخافي
إنتزعي إرتعاشَ الآن عنكِ
وارتدي فراشتكِ وارتديني لا تخافي
وإن طالتْ الدرب
وإشتدتْ فِخاخاً وظلام..
فالنور في البعيد زيتُ الحياة المقدس يضيء

يُحرق.. يُشعلُ..
إقتربي لتنالي البقاء شجرةَ عشقٍ
وأنا لإمتدادكِ في النسيم والأغاني الإحتراقْ..
أنا المتلهفُ السريعُ الخطى
أُحطمُ جدرانَ آني وأركض
أبكي وأركض
أضحك وأركض
أجرحُ وطني ويجرحني وأركض
أقسو على فراشتي وأخشى عليها
من الإختناق وأركض
أنكسرُ أمام أُمي
أكُسّرُ مرآتي وأركض..
أخربشُ على التاريخ عدمَهْ
وأزفُّ الشهداء وأركض
أَرشُّ ورد شرفتي بعرقِ الحب وأركض..
أُعطِبُ أرجوحتي وأُطلق لطائرتي الورقية

العنان صوب الله ليلعبَ بها وبي وأركض..
أضمُّ طفلتي.. ابنتي وأضمها فراشتي
وأركض..
إلى أين..
هل وصلتْ؟
أركضُ صوبه..
موتٌ يتقنُ لعبة الطفولة:
أغمضُ عينيَّ
واحد.. إثنان.. ثلاثة.. عَشَره
أفتح عينيْ
أين أنت.. بِحق العِشْرَة لا تُتعبني معك؟!
هنا.. لا
هناك.. لا
وأركضُ باحثاً عنكَ فيما سيأتي
إلى أن أُجدُكْ..
أنا الذي أجدَك في نهاية هذا السباق اللعبة

فمن منّا الحي ومن منا الميّت
حين أنالُكَ ولا تنالني..
وأسكنُ أنا في طفلتي وأسود..

من ديوان أنفاس قصيدة ليلية .