لا لشذرات فكر الخميني


رعد سليم
2013 / 9 / 22 - 00:43     

اعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق عن طبع کتاب "شذرات في فكر الخميني" وعزمها اعتماد هذا الكتاب کمادة اساسية في مناهج الكليات والمعاهد العراقية. واعلنت الوزارة عن طبع هذا الكتاب لتعويض مادة الثقافة القومية لحزب البعث. وذكر الناطق باسم مكتب الوزير علي الأديب، في تصريح متلفز، أن كتاب "شذرات في فكر الإمام الخميني" الذي يقع في أربعة أجزاء، سيفتح أمام طلبتنا آفاقاً مهمة تعد من أبرز متطلبات المرحلة الحالية الحافلة بالتحديات، وهو البديل الصحيح عن كتاب "الثقافة القومية" المليء بخزعبلات النظام البائد وتوجهاته القومية الضيقة والذي تم إلغاؤه منذ سقوط النظام الدكتاتوري القمعي عام 2003، حسب تعبيره. وأوضح أن الكتاب تمت ترجمته بصيغة سهلة وسلسة وبإمكان جميع الأساتذة من كافة الاختصاصات تدريسه، فهو ليس بحاجة الى أساتذة متخصصين في هذا المجال، مبيناً أن على كافة جامعات العراق الشروع بتدريسه كمادة أساسية تحتسب درجتها في الامتحانات النهائية، بدءا من المراحل الأولى التي سيدخل الجزء الأول من الكتاب ضمن منهاجها الرسمي، على حد وصفه.
ان علي الاديب احد قادة حزب الدعوة ووزير التعليم العالي في حكومة المالكي ذکر في مرات عديدة محاولة الحكومة لتغير وتطوير وتحديث المناهج الدراسة في الجامعات العراقية، ويمكن أن يكون السيد الوزير صادق مع نفسه لتنفيذ وعوده للشباب في العراق لتطوير المنهج العلمي والتربوي، وبدا بخطوته الاولى بادخال "شذرات في فكر الخميني" للمناهج الدراسية في الجامعات.
ان هذا الخطوة من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية متزامنة مع عمل الاحزاب الاسلامية الطائفية التابعة لايران في المدن العراقية، وذالك من خلال لصق صور الخميني وعلي خامنئي في الشوارع وفي الامکان العامة لتحدي العراقين، ومبايعتهم للنظام الاسلامي الرجعي في ايران.
لماذا فکر الخميني؟ هل هذه الافکار تساعد لتربية الاجيال كي يتخلون عن العنف ونبذ الطائفية؟ هل هذه الافكار توجه الشباب للتطور العلمي والتكنلوجي؟ هل هذه الافكار تساعد الجماهير في العراق للحد من محنتهم اليومية؟ هل هذه الافكار مثل افكار الفلسفة اليونانية والفرنسية والالمانية تساهم في رفع التنوير الفكري للطالب العراقي؟
لا يا سيادة الوزير! ان افكار الخميني هي منبثقة من الافكار الراسمالية ومعتمدة على الرجعية الدينية، ان جوهر افكار هذه الرجل، تعني: العنف، التوسع الاسلامي، الحقد، السجون، الاعدامات، اضطهاد المراة، الحجاب الاجباري، زواج المتعة، والنظام الاستبدادي، نظام العمل الماجور، وانعدام الحرية والرفاه.
ان هذه الافكار عملت بها الجمهورية الاسلامية خلال اربعة وثلاثين سنة في ايران، بدأتها باعدام حوالي مئة الف من السجناء السياسين، وتلاها رجم النساء بالحجارة حتى الموت، تضيق الحريات العامة والخاصة لأقصى الدرجات، منع کل اشكال الرفاهية للانسان المعاصر. بعد نشر هذه الافكار وتطبيقها أصبحت أيران جهنما للملايين من الجماهير هناك، والجدير بالذکر ان احد اهم العوامل التي ساهمت في بدأ الحروب وتدمير الشعوب وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط هي افكار الخميني. وخاصة الشعب العراقي خلال الثلاثين سنة الماضية ولحد الان يعاني ويسدد ضريبة هذه الافكار الشوفينة المذهبية لهذه الشخص.
ان "شذرات في فكر الخميني" لاتقل رجعية من افكار "الثقافة القومية" البعثية، وليس لهذه الافكار فرق من الناحية الجوهرية، کلاهما افكار البرجوازية والطبقية والرجعية التي تتخذ من القومية والدين ستار للدفاع عن النظام الراسمالي، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى هذه الافكار تمجد الفرقة والحقد بين ابناء الشعوب.
ان نشر هذه الافكار داخل المناهج الدراسية في العراق بمثابة تدمير الفكر للاجيال وليس تربية الاجيال. ان هذه الخطوة من قبل الوزير علي الاديب ليس لغرض نشر الافكار الرجعية فقط بقدر ما هو بمثابة التحدي للشعب العراقي، الذي لديه حقد لهذه الرجل ولافكاره كما ولديها الحقد على الافكار القومية الشوفينية البعثية، التي کانت سببا لقتل أكثر من مليون شخص من ابناءه من خلال فترة حكمه.
ان هذه الخطوة "التعليمية" المهمة، لديها اجندة سياسية، التي يقف وراءها حزب الدعوة. وبعد تنفيذها ستعمق الحقد بين ابناء الشعب العراقي وتزداد فكرة الكراهية والعدوانية بين جيل الشباب، للذلك من واجب کل التحرريين العراقيين الوقوف بوجه هذه السياسة الرجعية لحكومة المالكي ووزيرها.
ان هذه الهدية من الوزير الاديب لا يحتاجها شبابنا، وانما يحتاجها انصارهم او مليشياتهم الدموية الذين يقتلون العشرات من الشباب في العراق يوميا في شوارع المدن تحت ذريعة الطائفية والمذهبية.