لمن نصوت؟ الشيوعي الكردستاني ام حركة التغيير في انتخابات برلمان اقليم كردستان – العراق!


رزكار عقراوي
2013 / 9 / 10 - 21:22     

الانتخابات البرلمانية ستجرى في إقليم كردستان- العراق بعد أيام ، الحملات الإعلانية تعم المدن و الصحف ومواقع الانترنت.. الخ. هناك جدل كبير بين الشيوعيين و اليساريين في الإقليم حول الموقف من الانتخابات والمشاركة فيها، البعض أعلن المقاطعة والبعض الأخر اختار المشاركة.

أنا مقتنع في إن الحزبين الكرديين الحاكمين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني أحزاب برجوازية طفيلية، واستبدادية لا تؤمن بالديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان، وغارقة في الفساد واللصوصية، وإذا أحسوا يوما ما في إن – الديمقراطية الهامشية الموجودة في الإقليم – ستتجاوز الخطوط الحمراء المرسومة من قبلهم، وستؤثر على سلطتهم الفاسدة وثرواتهم ونفوذهم، سيغرقون إقليم كردستان ببحار من الدماء من خلال ميلشياتهم المسلحة كما فعلوا في حروبهم الداخلية القذرة في القرن المنصرم، وبجرائمهم بحق الجماهير التي نافسوا النظام ألبعثي الفاشي فيها.
مع تفهمي واحترامي الكبير للقوى اليسارية التي ستقاطع هذه الانتخابات، لأاعتقد ان خيار المقاطعة هو الأنسب الآن حيث مازال هناك هامش محدود للعمل البرلماني كمعارضة سياسية مؤثرة نسبيا، ولابد لقوى اليسار الاستفادة من ذلك كلما كان ذلك ممكنا، إضافة إلى أساليب النضال الأخرى.

من خلال متابعتي وحواراتي أرى ان بعض من رفاقي اليساريين المؤيدين للمشاركة في الانتخابات، يطرحون التصويت لحركة التغيير - كوران - التي يقودها – ناوشيروان مصطفى – ذو التاريخ الحافل بالإجرام والفساد عندما كان الشخص الثاني في الاتحاد الوطني الكردستاني، وحجتهم في ذلك بعض المواقف الجريئة لحركة التغيير في مواجهة الحزبين الحاكمين وخاصة كشفهم لملفات الفساد في الإقليم ومطالبتهم بالحقوق الديمقراطية. لا انفي وجود كوادر نزيهة وجريئة في حركة التغيير وصادقة في أطروحاتهم الديمقراطية والتحديثية ولكن وجود مجرم مثل - ناوشيروان مصطفى - على رأس هذه الحركة يعني أنهم في التنظيم الخاطئ، والتصويت لهم أمر خاطئ أيضا، وهو سيكون بلا شك دعما ل - ناوشيرون - في صراعه على السلطة والنفوذ في مواجهة مسعود البرزاني و طغمته وقادة الاتحاد الوطني الكردستاني، إضافة إلى تحالف حركة التغيير مع قوى الإسلام السياسي الكردية الغارقة في الرجعية والتخلف.

للأسف كان الحزب الشيوعي الكردستاني احد أحزاب السلطة في الإقليم وشارك في الحكومات المتعاقبة بدور هامشي دون إن يكون له تأثير أو موقف واضح يذكر داخل وخارج الحكومة في تبني والدفاع عن مطالب الجماهير ومناهضة وفساد واستبداد الحزبين الحاكمين، بل ان عدد غير قليل من قادته ارتبطوا بشكل او آخر بالحزبين الحاكمين بكافة ممارستهم!، وفي أحيان كثيرة كانوا عمليا جزءا منهم ومن سياساتهم الكالحة والفاسدة.

الوضع معقد والبدائل محدودة والقوى اليسارية الكردستانية ضعيفة ومتشتتة، الحزب الشيوعي الكردستاني دخل الانتخابات بقائمة مستقلة – قائمة ازادي (الحرية ) - وهو تطور و أمر ايجابي ومن الممكن ان يعطيه المزيد من الاستقلالية التي ضعفت نتيجة علاقته وتحالفه مع الحزبين الحاكمين في الإقليم، وأرى انه هناك الكثير من الكوادر المناضلة داخل الحزب تعمل بجد من اجل تعزيز استقلالية الحزب وتقوية دوره اليساري في المجتمع الكردستاني كقوة طبقية معارضة خارج الحكومة و في صف الجماهير الكادحة المتضررة والمناهضة لحكام الإقليم وفسادهم واستبدادهم وجرائمهم.

الشيوعيين واليساريون في العراق وإقليم كردستان بمختلف فصائلهم لابد أن يناضلوا في - جبهة واحدة - على مختلف الأصعدة وان كانت هناك خلافات هنا وهناك على هذه القضية او تلك، عمل ونضال قوى اليسار داخل - البرلمانات البرجوازية - أمر هام وضروري في هذه المرحلة الحرجة، ولابد أن ندعم وننسق ونعمل مع الأحزاب والقوائم الأقرب لنا فكريا وسياسيا.
ومع تعارضي وتحفظي على الكثير من قادة الحزب الشيوعي الكردستاني وسياساته ومواقفه، فاعتقد انه يمكن ان نصوت لمجموعة من مرشحي الحزب النزيهين ذو التاريخ النضالي النظيف والتوجهات اليسارية، الذين لم يتلوثوا بمؤسسة الفساد والاستبداد الحاكمة في الإقليم، كأحد أفضل البدائل التقدمية المتاحة حاليا، عسى ولعله - لست متفائلا جدا! - في حالة فوزهم سيمكنهم ذلك من التأثير الايجابي داخل البرلمان الكردستاني مع القوى والشخصيات الديمقراطية الأخرى ككتلة معارضة مؤثرة من اجل إجراء بعض الإصلاحات النسبية لصالح الجماهير مهما كان حجمها ونوعها، وخارج البرلمان التحالف والنضال مع القوى اليسارية والتقدمية العراقية والكردستانية الأخرى، وكذلك العمل داخل الحزب من اجل استعادة استقلاليته و دوره اليساري ألتأريخي المجيد بين عمال وكادحي إقليم كردستان.