لماذا تفضل المرأة الضخم والصوت العميق؟


طريف سردست
2013 / 9 / 8 - 15:26     


من الذي تشعري بالانجذاب الفيزيائي اليه؟
قد يبدو للوهلة الاولى سؤالا لامعنى له لكونه مرتبط بمجموعة من الصدف. غير انه في السنوات الاخيرة تشير التجارب الى ان ذوقنا الجنسي، الذي في ظاهره يقوم على عوامل شخصية، يعكس في الواقع خيارات غير واعية مبنية على خصائص بيلوجية.

على الأكثر، نحن نشعر بالانجذاب نحو الوجوه المتناظرة [1]، على الاغلب لكونها تعكس خلفية جينية معقولة[2]. النساء يختارون غالبا رجال بوجوه ذات ملامح عضلية قوية لكونهم يعبرون عن إمتلاك مستوى عال من الهرمون الذكري تستوستيرون [3]ويعكسون إمتلاك قوة فيزيائية، في حين ان الرجال يفضلون النساء ذوي الملامح الشابة[4]، على الاغلب بسبب الافضليات التطورية التي يحصل عليها ا لرجل من ارتباطه بنساء أصغر منه.

وعلى الرغم من كل هذه الابحاث في سلوكيتنا المرئية نجد ان العلم نقب قليلا للغاية في فضاء مرجعيتنا القياسية عندما يتعلق الامر بالانجذاب الجنسي. لماذا نجد بعض الاصوات جذابة في حين نجد ان اصواتا اخرى لاصدى لها؟ وعلى الاخص، لماذا النساء، على العموم، تفضل الرجال ذوي الاصوات العميقة في حين يفضل الرجال نساء ذوي اصوات حادة عالية [5]؟

تفسير ذلك غاية في البساطة، حسب مقال جرى نشره في مجلة PLOS ONE [6], حيث يقول:" الامر يتعلق بحجم الجسم". الباحثون من جامعة كاليدج لندن [7] وجدوا ، على الاقل بين بضعة اشخاص من الاثنى والثلاثون المشاركون في التجربة، ان صاحبة الصوت ذو التردد العالي أكثر جاذبية لكون المستمع يتكون لديه انطباع ان جسمها صغير. من الجانب الاخر، الصوت العميق عند الرجل، اكثر جاذبية لكونه يعطي الانطباع بالضخامة، غير ان قمة الجاذبية تكون عندما يخفف الصوت بلمسة من التنفس العميق [8]، حيث يتكون عندها أنطباع بوجود مستوى متدني من العدائية، عند صاحب الصوت، على الرغم من حجمه الكبير.

هذه الاستنتاجات قدمها فريق الابحاث بقيادة العالم Yi Xu,[9] بعد ان عرضوا للمشاركين في التجربة، اصوات ديجيتال ، جرى التلاعب بها. الذكور في التجربة سمعوا اصوات نسائية، جرى خلقها كمبيوتريا، تنطق تعبير "انا مدينة لك ب يويو"، والصوت جرى إضافة العديد من التركيبات اليه [10] من حيث الملعب وتردد طيف الكلام ( القمم والوديان) وصفات اخرى.

تلاعبات محددة مثل اما جعل الجسم الكبير او الجسم الصغير، على اساس الدراسات السابقة، يقابل نوعيات مختلفة من الصوت بما فيه التي لاتتناسب مع الجسم [11]. عند الطلب من الذكور المشاركين بالتجربة تقييم الصوت من نطاق 1-5، نجد ان الرجال يفضلون الاناث الاصغر، حسب ماتوحي اصواتهن. على مايبدو تأسس ذلك انطلاقا من تقديرات الماضي، حيث صاحب الصوت العالي يعتبر قد فقد جاذبيته الجنسية بالمقارنة مع صاحب الصوت الاعمق. هذا التأثير لازال كامنا في اللاوعي عند الذكور.

هنا نستعرض نماذج عن الاصوات المستخدمة في التجربة، للتعرف عليها






تفضيلات الانثى للاصوات كانت متماثلة، ولكن ولكن اكثر دقة بقليل. على العموم يفضلون الاصوات العميقة التي تعطي الانطباع ان الاجسام كبيرة. ولكن كان هناك سمة اخرى حاسمة: “breathiness.” اعتبر الباحثون ان هذه السمة تسبب تخفيفا من حدة الصوت مما يجعل الرجل الضخم يبدو اقل عدوانية. المشاركون ايضا كان عليهم الاشارة فيما اذا كانت الاصوات تبدو غاضبة او سعيدة. على العموم كان ينظر الى اصوات الذكور العميقة مع التنفس على انها أكثر سعادة وأقل غضبا من الاصوات الخالية من التنفس. في الاسفل يمكن الاستماع الى الاكثر والاقل جاذبية بين اصوات الذكور.





يوضح الباحث المختص بسلوكيات القطيع Barry White, [12] ان نتائج الابحاث تتماثل كثيرا مع مانعرفه عن اهمية الصوت في عالم الحيوان على العموم. منذ زمن طويل معلوم لنا ان الطيور والحيوانات الثديية [13] تقوم بتسويق خصائصها الفيزيائية عن طريق الصوت في موسم التخصيب.

غير ان مجمل ذلك يفتح الباب على المزيد من التساؤلات. لماذا سيؤدي ذلك الى تفضيل الذكور لاناث صغيرات في حين ان الاناث يفضلون ذكورا ضخمة، بالدرجة الاولى؟
الابحاث لم تكن موجهة للاجابة على هذه التساؤلات، غير ان مظاهر هذه الازدواجية الجنسية [14] نجد مثيلا لها عند العديد من الانواع في عالم الحيوان. هذه الاختلاف سببه الانتقاء الجنسي [15] الذي يعطي حافزا لمختلف استراتيجيات التزاوج حتى في هذه الحالة، والافضليات ان الانثى تستفيد من الحجم الاكبر ولكن مع عدائية اقل، في حين ان الذكر يستفيد من التزاوج مع اناث اصغر.

في ذات الوقت، مانعتبره، عادة، جذابا يختلف بشكل كبير على مر الزمن ومن منطقة الى اخرى. على سبيل المثال، تمثيل ورسومات لفينوس [16] ربة الجمال، أكتشفت نماذج لها في جميع انحاء العالم وتعكس تصوير حسي للشخصية الانثوية النموذجية. لذا إذا اختبرنا ما يفضله البشر على مر التاريخ سنجد اتجاهات أقل وضوحا. لذلك فأن اختيار الانثى الصغيرة والذكر ذو الصوت الجهور قد يكون مجرد قطعة اثرية مختلطة مع مفاهيمنا الثقافية المعاصرة لما يمثل " الجاذبية" وليست مجرد اختيار تطوري عميق الجذور.






[1]we find symmetric faces more attractive
[2]they reflect a healthy underlying genome
[3]because they indicate high testosterone levels and physical strength
[4]men prefer women with exaggerated youthful features
[5]women generally prefer men with deep voices, and men prefer women with higher ones
[6]a paper published today in PLOS ONE
[7]University College London
[8]breathiness
[9]Yi Xu
[10]formant
[11]previous research that matched various voice qualities with different body sizes
[12]the popularity of Barry White
[13]Birds and other mammals
[14]sexual dimorphism
[15]sexual selection
Venus figurines