و بعدين..؟


عبد العالي الحراك
2013 / 9 / 6 - 21:19     

فجأة غيرت العنوان, بعد ان شاهدت الاعلان الذي اشاهده في قنوات التلفزيون كل يوم وهو ( و بعدين..؟) تنطقه امرأة سورية يدمرها الالم والحرقة وهي في قمة صبرها وكبريائها, تقول لبشار الاسد( وبعدين) وبعد هذا القصف وهذا الموت ماذا سيأتي وماذا سيحل وماذا جنيت؟ والف والف ماذا... وانا اقول لأوباما (وبعدين ؟ ) اي بعد ضرب سوريا, ماذ ستجتني غير القتل والدمار؟ الم تشبعوا ايها الامريكان من قتل الشعوب وتدميرها؟ دمرتم العراق وما زال يدمر وليس فقط العراق بل القائمة تطول. كان بودي ان استفرغ بعض الالم حول ما يحصل في العراق يوميا, لكن الالام السورية مع العراقية تشتبك, حيث تختلط الدماء والمصدر واحد, الظلم والعنف والطائفية والارهاب وامريكا.
عندما كنت ولدا ولا اقول شابا في اوائل الستينات من القرن الماضي, كنت اسمع في كل صباح وانا في طريقي الى المدرسة الابتدائية من الاذاعة خبرا يقول( قامت طائرات الفانتوم الامريكية برمي اطنان من القنابل على الثوار في هانوي) او خبر( صد ثوار الفيتكونغ هجوما امريكيا على كذا موقع ) وهكذا يوميا وكذلك اثناء العودة من المدرسة اسمع خبرا عن الفيتنام ومنذ ذلك الوقت احببت الفيتنام وعرفت ماهي امريكا.. اما الان فاسمع يوميا كما يسمع غيري من العراقيين واخوانهم الاخرين والعالم اجمع اول خبر في اية نشرة اخبار عراقية( انفجرت عبوة ناسفة في كذا مكان اوسيارة مفخخة في كذا حي او سوق شعبي وقتل كذا وكذا ودمرت كذا بناية وسوق والخ...) ثم تطورت الحالة الى عديد الانفجارات في اليوم الواحد ويوميا في الاشهر الاخيرة حتى بلغ عدد القتلى في شهر تموز الماضي الف قتيل وفي الشهر الذي تلاه ثمانمائة قتيل . يذيع الخبر المذيع او المذيعة بصورة اعتيادية ثم يأتي المعلق او المعلقون من الحكومة والكتل السياسية الحاكمة ويدلون بدلوهم الباهت دون اي احساس واي شعور بالمسؤؤلية وكأنهم غرباء عن الوطن وبعيدون عن المسؤؤلية وكأن همهم الاول والاخير من وجودهم في الحكم هو النهب والسرقة والفساد دون ان يقوموا بأي اجراء للحد من هذه الظاهرة التي لا يعرف احد في الافق انتهاء لها. لا يناسب توجيه السؤال ( وبعدين) الى رئيس الوزراء العراقي او الى الارهابي الذي فجر ودمر وقتل لان الوقت طال والسنين تقتل العراقيين وحيث لا جواب في ظل لاابالية مطلقة من الاثنين. السؤال موجه الى ابناء الشعب العراقي وبعدين ايها الشعب,متى توقف الاعداء عند حدهم؟ ومتى تحاسب المسؤؤلين عن فسادهم وسرقاتهم. متى توقف هذا القتل اليومي فلا تستطيع الحكومة ولا جيشها ولا قواتها الامنية ان تفعل شيء سوى التصدي للمتظاهرين؟ ارفض الطائفية سوف تقضي على الارهاب والقتل. لا تنتخب طائفيا سوف تقضي على الفساد. لا تسمع كلام محرض او مغرض في الجوامع والحسينيات سيبقى قلبك نظيف يحب الاخرين وتزول الكراهية وهي سبب الارهاب.طالب بحقوقك الصغيرة والكبيرة من المسؤؤلين دون خوف او تردد تتحسن ظروف حياتك ويتقدم العراق. ليست مشكلة كبيرة رواتب البرلمانيين ككبر مشكلة القتل اليومي وليست كبيرة جدا مشكلة نقص الكهرباء كمشكلة فساد الوزراء والمسؤؤلين الاخرين فالثانية تؤدي الى الاولى وهكذا...كل هذا الخلل وهذه الاخفاقاتحصلت وتحصل في العراق ومنذ عشرة سنوات ولا تغيير يحصل من المسؤؤل او من الشعب.. ما العمل ايها الشعب ؟ في تونس اغتال الارهابيون مناضلين اثنين فقط خلال سنة اشهر, سقطت حكومة بعد اغتيال الاول الشهيد شكري بلعيد وفي طريقها للسقوط حكومة اخرى..ولا اضيف شيئا عن ثورة مصر العظيمة التي اذهلت الجميع عندما حاصر الشعب المصري رئيسه الفاشل محمد مرسي وخلعه من خلال مظاهرات مليونية منتجة وفاعلة. صحيح الفارق كبير بين اوضاع العراق حكومة وشعبا والاوضاع في تونس ومصر,لكن اسباب الحركة ومتطلبات التغيير كبيرة ة جدا وقاسية جدا على ارض العراق يقابلها فعل الحكومة مشلولة وشعب مقيد ومحتار.. مالعمل ايها الشعب؟ الحكومة العراقية تأتمن جانبها في مكاتب وزرائها المحمية بالكونكريت وحماياتها المسلحة بالرشاشات والدبابات والرواتب والمزايا الخيالية فكيف تتنازل عن كل هذا والشعب يسكت وبعضه يتبع ويطيع؟ لا يفيد الحزن على القتلى والشهداء ولا تنتهي المآتم وسوف تصل مقابر النجف الى الاراضي السعودية اذا لم يغير الشعب حاله واذا لم يمسك زمام المبادرة بيده ويثور الشباب بعد توحيد الصفوف وتنظيم الذات. لابد ان يكون هناك حد للقتل وموعد لاحداث التغيير, فالشعوب العربية سائرة في طريق الحل في بلدانها وقد تجاوزونا الى الخلف كثيرا..في مصر تستمر الثورة وفي تونس كذلك وفي ليبيا اما في سوريا فالضربة على الابواب هل ينتظر العراق والارهاب على الابواب ام ان يقوم الشعب بمظاهرات ضد الطائفية والغائها الى الابد ويخيب امال الطائفيون الذين ينتظرون تدهور الحال في سوريا كي يؤججوا الموقف ويحرقوا العراق..انتبه ايها الشعب.