لا اعرف ماذا تنتظر مصر من اخوان الشيطان


عبد العالي الحراك
2013 / 9 / 5 - 21:12     

ما زال الكلام يدور حول ( ثورة ام انقلاب) ذلك الذي حصل في مصر يوم الثلاثين من حزيران, وانا كمواطن عراقي اقف مع الثورة التي شاهدت جموعها وهديرها في الشوارع والميادين عبر قنوات التلفزيون, لا اصدق الان كيف مر شهران وكيف ظهر التردد الذي حملته معها جبهة الانقاذ الوطني ورئيسها محمد البرادعي على الرئاسة والحكومة في التعامل مع حركة ارهابية بكل المعاني لا تمت للسياسة بأية صلة. يعرفها المصريون قبل غيرهم في الشارع العام والمثقفون والاعلاميون واصحاب الفكر ورجال القانون وهم يتحدثون لكن الرئاسة والحكومة لا تسمعهم بحجة الحكمة والتأني والسير وفق خارطة المستقبل لكن الحاضر يقتل المصريين والارهابيون يوغلون في ارهابهم. المصريون يعرفون تاريخ جماعة اخوان الشيطان الممتد منذ ثمانين عاما,اولهم من انفصل عنهم من قادتهم وهم يتكلمون عنهم يوميا في قنوات الاعلام عن افكارهم ومخططاتهم واموالهم وجرائمهم, ثم هم انفسهم قادة الجامعة الم يظهروا يوميا في ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة يحرضون ويهددون ويمارسون العنف؟ مواقف الرئاسة والحكومة لا تناسب الثورة والجماهير التي خرجت فيما يتعلق بالموقف من الجماعة الذي يجب ان يكون حازما وحاسما دون الوقوع في التأخير بحجة المصالحة وعدم الاقصاء وحسابات السياسة والتأثير الخارجي وما الى ذلك..اخشى ان يكون لتردد البرادعي بقية.. لا اشك في صدق واخلاص السيد رئيس الجمهورية المؤقت لكن موقفه مؤدب جدا والادب لا يحل مشكلة الارهاب بل القاون الذي يجب ان يصدر بالطريقة السريعة وليست الروتينية وهذا لا يعارض خارطة الطريق التي اصبحت روتينية لها وقتها المطلوب واشخاصها ولجانها لكن الارهاب يضرب ويقتل..كما لا اشك في طيبة السيد رئيس الوزراء وفي السياسة لا تنفع الطيبة خاصة اذا تقدمها الارهاب وهدد حياة المواطنين.. المطلوب حزم وحسم وسرعة. الاعلام المصري هو الاخر متردد في طرحه للموضوعات الساخنة وهو يعالجها بروتينية واضحة وارتباك في عرض الموضوع وتوجيه الاسئلة الى المتحاورين, لم نلاحظ قادة جبهة الانقاذا الا نادرا كذلك قادة حركات الشباب لمناقشة الاوضاع في البلاد والموقف من كيفية التعامل مع الارهاب الذي تنظمه وتقوده حركة اخوان الشيطان.. لجنة العشرة لم تغيربنود الدستور الملغي الرئيسية خاصة المتعلقة بهوية الدولة, كذلك يدور الحديث حول لجنة الخمسين والانتقادات بسبب عدم شمول فئات مهمة من الشعب المصري وكوادره الفاعلة..الارهاب بدأ في سيناء ثم في رابعة العدوية وما ذبح ضباط الشرطة الكبارفي الكرداحة وذبح الشرطة الخمسة والعشرين في سيناء الا ابشع صوره واخيرا وليس اخرا محاولة تفجير موكب وزير الداخلية.. هل سيظل الشعب المصري يعد ويحصي حالات الارهاب كما يعدها ويحصيها الان ومنذ عشر سنوات شعب العراق؟ الفارق كبير يا اخوان مصر بينكم وبين العراق, لديكم الامر اسهل فهو يحتاج الى قانون وقرار بالغاء جماعة الاخوان وتطبيق القانون بصرامة بحق الارهابيين, لديكم الروح الوطنية ما زالت وثابة والصف الوطني موحد والجيش وطني واحد والشرطة موحدة, فماذا تنتظرون؟ لا تنتظرون من الامريكان موقفا فهو ضدكم وانتم تعلمون فبعد سوريا سوف يتجهون نحوكم لا اقصد بقوتهم العسكرية وانما بدعمهم القوي لجماعة الارهاب اخوان الشيطان. الحالة في مصر الان لا تمت بصلة الى الثورة انها حالة تردد وحالة بحث عن حلول بعيدة عن الشعب ومعاناته وهذا ما لايتمناه اي مخلص للثورة المصرية..اسأل وارجو من الحكومة المصرية ان تجيب: لماذا لم يتخذ القرار للخروج من تأثير امريكا وهي تتعاون بل تتحالف مع جماعة الاخوان وسوف يستمر هذا التحالف ما زالت الجماعة موجودة على ارض مصر؟ لا شك في حب الشعب المصري وقياداته الوطنية الى الاستقلال وهو كذلك اذن لابد من خطوة عملية جديدة تواجه حالة الارباك والتردد وحسم الامر مع امريكا والاستعانة بالروس والصينيين ومعكم دول في العالم عديدة وستكونون اقوياء كما كنتم في حركة عدم الانحياز ايام الرئيس جمال عبد الناصر. هل ستحسموا الامر في وضع دستور مدني ديمقراطي يمنع تكوين احزاب على اساس ديني؟ متى تحلوا جماعة الاخوان؟ ان ثورة مصر ثورة جديدة ستعتمد عليها شعوب العالم المظلومة في سبيل تحررها وانعتاقها واقامة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية فلا تعطلوها بالبرود والتردد ولن يسمح لكم الشعب بتجاوز ثورته