لا ادافع عن بشار الاسد


عبد العالي الحراك
2013 / 9 / 3 - 14:29     

لا يمكن لأنسان سوي ومخلص لوطنه وابناء شعبه والانسانية جميعا ان يدافع عن حاكم دكتاتور ومستبد كبشارالاسد الذي حكم ويحكم سوريا وشعبها عن طريق (الوراثة الدكتاتورية) عن ابيه الذي علمه كيف يستخدم العنف والحديد والنارضد شعبه, وقد نفذ ما علمه ابوه فاستخدم جميع انواع الاسلحة لقتل الشعب السوري وتدمير سوريا وهو يتحالف مع قوى سياسية دولية لها مصالحها المضادة لمصالح الشعب السوري الذي يطمح الى الحرية والعدالة. لو كان الاسد واعيا وهو ليس كذلك كأي دكتاتور, للخطورة التي هو ونظامه يتعرض اليها لتنازل ولو قليلا حفاظا على سلطته لمطالب الشعب المتظاهر والمنتفض في الشوارع والساحات ولتفاوض مع القوى الوطنية والديمقراطية المخلصة داخليا من خلال برنامج وطني حقيقي يؤسس لعملية سياسية تؤدي الى تشكيل حكومة وطنية ديمقراطية وبرلمان ديمقراطي حقيقي قد تبقيه في السلطة لفترة ما, لكنه ركب رأسه واراد ان يثبت لحلفائه وللعالم قوته وقوة نظامه وانه يختلف عن الحكام العرب الاخرين الذين انهزموا امام شعوبهم (زين العابدين بن علي, حسني مبارك وعلي عبد الله صالح) في ثورات الربيع العربي, فاستخدم اقصى درجات العنف وابشع انواع اسلحة الدمار الشامل في قصف المدن وساكينيها ولم يهدأ لحظة واحدة في التخفيف ومراجعة الذات مما ادى الى زيادة التدخلات الخارجية ومن مختلف الاطراف والمستويات ذات المصالح المتناقضة والمستفيدة جميعها من قتل الشعب السوري وتدمير سوريا خاصة امريكا واسرائيل والداعمين في قطر والسعودية الدولتان اللتان شجعتا وتشجعان على الاقتتال الطائفي وتمزيق الشعب على هذا الاساس, وهو اساس بني عليه تدخل حزب الله واطراف اخرى دون ان يدع مجالا للشك في ان حربا طائفية تحدث في سوريا الان وهي تنذر بمخاطرانتشارها الى دول الجوارولن يكون حطبها الى الشعوب.
ان المعادلة السياسية في سوريا الان خطرة وقبيحة جدا, فمن جانب النظام وقسوته وحلفائه ومصالحهم الانانية ومن جانب قوى التطرف والارهاب ومن يدعمهم ويساندهم من الامريكان والاوربيون ومتخلفي العرب في السعودية وقطر, ماعدا بعض القوى الوطنية والديمقراطية السورية في (الائتلاف الوطني) التي لا تجد لها ناصرا او معينا وهي تعاني من تشتتها وضعفها وتعرضها الى الضغوط الشديدة والمستمرة بحيث صار قادتها يتحركون بين دول العالم بضعف شديد وانعدام للاستقلال. ليس هناك حل عسكري ضمن موازين القوى الحالية الا مزيد من القتل ومزيد من الدمار, اما الحل السلمي فهو بيد الكبار ذوي المصالح الكبيرة ولم تحن فرصته لحد الان. اذن لابد من تغيير موازين القوى على الارض وهذا لا يتم الا بتدخل خارجي وهو تدخل عسكري بالتأكيد لا ترغب فيه امريكا والدول الغربية الان لانه ليس في مصلحتها التي تكمن اساسا في استمرار تدمير سوريا والشعب السوري وهي مصلحة اسرائيلية بأمتياز. ان استخدام السلاح الكيمياوي ومن اي طرف كان وما اشاعه من قتل للابرياء خاصة الاطفال والنساء قد يكون السبب في استخدام القوة العسكرية من قبل امريكا وحلفائها لضرب سوريا او قواعد عسكرية ومراكز للقيادة السياسية والعسكرية فيها ولا يعرف مدى ما سيؤدية استخدام القوة في القضاء على النظام او اضعافه وتمكين المعارضة من تحقيق االنجاح. لا يمكن القبول بتعريض الشعب السوري وسوريا الى مزيد من القتل والدمارمن خلال حرب طائفية واستخدام عنف شديد وتهديد بتدخل امريكي لا مصلحة للشعب السوري فيه من بعيد او قريب.. مرة اخرى نقول تنازل ايها الاسد لشعبك وكفاك ما انت فيه واتح الفرصة للقوى الوطنية والديمقراطية ان تجد طريقها لانقاذ الشعب والمحافظة على ما تبقى في سوريا والطريق امامها صعب وطويل للخلاص من جماعات العنف والارهاب التي ظهرت في سوريا وتلك التي جائته من خارج الحدود ومن تدخلات الدول الاجنبية في شؤؤنه الداخلية.