هل سمعتم بحسن اوزمن


محمد علي محيي الدين
2013 / 9 / 3 - 00:30     

لا اعتقد أن أحدا من العراقيين سمع يوما بنائب عن القائمة العراقية اسمه حسن اوزمن، وعلى كثرة تتبعي لما يذاع من الفضائيات او ينشر في وسائل الاعلام لم اسمع كلمة او تصريحا لنائب بهذا الاسم بل فوجئت اليوم بتصريحاته الخطيرة التي استنكر من خلالها المظاهرات الشعبية الحاشدة التي طالبت بإلغاء رواتب البرلمانيين والوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة، وعندما يصف نائب يدعي تمثيل الشعب المتظاهرون بالفاشلين يتناسى أنه تسلق السلم بأصواتهم رغم يقيني أنه لم يصل الى القاسم الانتخابي وانما تسلق السلم متكئا على ما حصلت عليه القائمة العراقية من أصوات، وانه لو رشح شخصيا لما تمكن من الوصول الى عضوية مجلس بلدي ناهيك عن مجلس النواب ولكنه الزمن العاثر أوصل أمثاله الى السلطة بطريق اعوج.
ولا اعتقد أن بلدا في العالم ابتلى بما ابتلى به العراقيون بنواب فشلوا في الحصول على الحد الأدنى من الأصوات فالإحصائيات التي واكبت نتائج الانتخابات أشارت الى أن النواب الذين حصدوا أصواتا تؤهلهم تمثيل الشعب يمثلون 2% من مجموع أعضاء البرلمان، ولولا اتكاء هؤلاء على أصوات القائمة لما وصل هؤلاء الى عتبة البرلمان.
والانكى من ذلك أن أصحاب الأصوات العالية في البرلمان والمنافحون عن أخطاء السلطات التنفيذية والتشريعية من ذوي الأرقام الهزيلة والقليلة، وأن هؤلاء يشعرون بالنقص وربما الحقد على العراقيين الذين لم ينتخبوهم لذلك تراهم ينحون باللائمة على الشعب ويحملوه الأخطاء التي ارتكبوها جراء فشلهم وعدم قدرتهم على إدارة دفة الحكم.
وعندما يتهم أوزمن القوى السياسية الفاشلة بتسيير التظاهرات يتناسى أن الواقف خلفها منظمات المجتمع المدني، والجماهير الشعبية والمرجعيات الدينية وأيدتها كتل سياسية فاعلة في العملية السياسية استثناءا من أعضاء القائمة العراقية المتهمون بأنهم اشتروا عضوياتهم ووظائفهم بأثمان باهظة لذلك يحاولون تعويض ما دفعوا من أموال.
ويتناسى عضو العراقية ان وزراء كتلته هم الأفشل بين الوزراء بامتياز ووزارة الكهرباء والصناعة لا تقل في فشلها عن وزارات التحالف الكردستاني او التحالف الوطني وان العراقية مشاركة بالفشل الحكومي من خلال وزرائها الفاسدين والإرهابيين وفق قرارات القضاء العراقي التي لا يستطيع اوزمن إنكارها او الدفاع عنها لذلك عليه تطهير كتلته من أدرانها قبل ان يسعى لتطهير الشعب العراقي وتسفيه تطلعاته في الحياة الحرة الكريمة، ولو كان اوزمن من القارئين والمطلعين لعرف ان بعض رؤساء الدول يعيشون بالحد الأدنى من العيش أسوة بشعوبهم وأن الفخفخة الفارغة والامتيازات العظمى هي من سمات الجبابرة والطغاة والمستبدين وأن عبد الكريم قاسم الذي أساء إليه هو اشرف رئيس دولة في تاريخ العراق القديم والحديث، وتاريخه معروف للقاصي والداني عدى أوزمن ومن لف لفه من سياسيو الصدفة الذين دفعهم الحظ العاثر ليكونوا سادة العراق الجديد.
ويستنكر أن يعود النائب الى صفوف الشعب ليمارس عمله الوظيفي أو التجاري، لأن النائب في نظره أرفع من أن يكون موظفا أو عاملا أسوة بأبناء الشعب ناسيا أن النيابة تكليف لا تشريف لمن يفهمها وأن خدمة الشعب وتمثيله لا تعني الاستعلاء عليه، أو الترفع عن العودة لصفوفه، وإذا كان وايزمن يأنف ان يكون فردا من هذا الشعب يقاسمه همومه وأفراحه ومسراته فأبواب تركيا الأم مفتوحة له ولأمثاله من الترك الموالين لدولتهم الأم.
ويبرر حملته الفاشلة على الشعب بأن على الشعب أن يستنكر سوء الخدمات والفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية ناسيا أو متناسيا أن شعبنا خرج بتظاهرات صاخبة في شباط عام 2011 ولكن مؤامرات الكتل السياسية بما فيها العراقية وأدت التظاهرات ووقفت بالضد منها ودعمت السلطة التنفيذية للالتفاف عليها وإفشالها، والانكى من ذلك أنه تناسى واجبه كعضو في السلطة التشريعية التي عليها مراقبة عمل الدولة ومحاسبتها على أخطائها وقائمة أوزمن عامل من عوامل الفساد والإفساد في العراق وهي الأكثر فسادا بين الكتل لأن وزارتها ووظائفها تباع في أسواق النخاسة في عمان.
وأخيرا أقول إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بحجر وتهجمك على الشيوعيين لأنهم خلف التظاهرات الشعبية وسام شرف لهم فهم من الشعب واليه رغم أنهم لم يدعوا أنهم خلفها بل قالوا أنهم جزء منها لأنهم جزء من شعب العراق لا من شعب أردوغان، وان وراء ذلك فكرك القومي العفن وحقدك المزمن على أناس ضحوا بالغالي والنفيس من أجل شعبهم ووطنهم عندما كنتم عملاء لشركات النفط في كركوك.
وفي أدناه نص التصريح كما نشرته شفق نيوز:
نائب بالعراقية يرفض الغاء راتبه التقاعدي: التظاهرات مؤامرة يقودها فاشلون

الأحد, 01 أيلول/سبتمبر 2013
شفق نيوز/ اتهم برلماني عن القائمة العراقية في ديالى احزابا وجهات سياسية وصفها بـ"الفاشلة" بتوجيه وتحريض المواطنين لتنظيم تظاهرات تطالب بالغاء الرواتب التقاعدية للنواب، معتبرا ذلك "مؤامرة" تحمل اهداف مبطنة لافشال العملية السياسية
وقال النائب التركماني عن القائمة العراقية حسن اوزمن لـ"شفق نيوز" ان "احزابا سياسية فشل وزراؤها في تقديم الخدمات وتوفير الامن للمواطن حصرت جميع مشاكل البلد ضمن تظاهرات الغاء رواتب التقاعد للبرلمانيين بغية التعتيم على فشلها الواضح امام الرأي العام".
واعتبر ان التظاهرات "تناولت جزءا من مشاكل البلاد وتركت اجزاء اهم من المشاكل الاخرى الخطرة".
وعمت العراق أمس السبت احتجاجات تطالب بإلغاء امتيازات الطبقة السياسية من البرلمانيين والوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة ولاسيما الرواتب التقاعدية.
وقال أوزمن ان "الغاء رواتب تقاعد البرلمان امر مرفوض من اغلب اعضاء مجلس النواب وما ينقله البرلمانيون عبر الاعلام مغاير للمواقف والاراء الحقيقية"، داعيا الى "محاسبة الحكومة ومساءلتها عن مصير 325 مليار دولار ضمن موازنات الاعوام الاربعة الماضية".
واعرب اوزمن عن تأييده لترشيق الرواتب التقاعدية للبرلمان ضمن قانون التقاعد العام الموحد، لافتا الى ان الغاء الرواتب التقاعدية بشكل تام "خطأ فادح" سيعيد بعض النواب والمسؤولين التنفيذين ممن لا يملكون وظائف حكومية قبل توليهم المناصب الى خانة البطالة.
واضاف "هل من المعقول ان يعود رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة او رئيس البرلمان الى وظائف دنيا بعد انتهاء مهامهم وولاياتهم".
وحذر من "تكرار سيناريو فشل الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم على العملية السياسية الحالية بسبب اخطاء الشيوعيين الذين يقفون اليوم الى جانب التظاهرات الداعية لالغاء رواتب التقاعد لمجلس النواب"، منتقدا "تجاهل الامتيازات الكبيرة التي تمنح للوزراء في الحكومة الحالية".
وتعكس الاحتجاجات عدم رضى المتظاهرين من تمتع الطبقة السياسية بامتيازات في وقت يشهد فيه البلد تراجعا في الوضع الأمني وشحا في تقديم الخدمات العامة رغم الاموال الطائلة المتأتية من إيرادات بيع النفط.