في المرجة ..... قصة قصيرة جدا

مرجة...وبعض شجيرات سرو توسطتها صفصافة قد تفرعت بأغصانها الكابية في ظلّها مقعدين , وجنبات لنبات شوكي أثمر توتا شاميا ذو لون ليلكي..
جلس على مقعد يواجه الشارع الذي يؤدي إلى السوق العتيق وقد تحلّق فوق كتفيه عصافير الصدفة , صدف أن جلست على المقعد الآخر بالقرب منه صبية شامية حملت على ركبتيها ديوان شعر لنزار قباني تقرأ فيه غزله بالشاميات والياسمين..
وحين التقت نظراتهما دعاها لتجلس إلى جانبه , لبت دعوته تحدثا قليلا حول نزار وشعره الغزلي , ثم اتكأت برأسها على كتفه فأحس لتوه بطواقم من نفسها الدافئ يجتاح جسده ..اقتربت بشفتيها من أذنه وهمست : كم هي حياتنا مفخخة بالصدف واللقاءات العرضية ..