دمشق تحت القصف الامريكي


جورج حزبون
2013 / 8 / 31 - 23:18     

لا زالت اميركا تمارس دور الشرطي الدولي ، ولا تجد في الامم المتحدة اكثر من اداة ، تستعملها حسب الحاجة والمصلحة ، فاميركا لا تحترم اراي العام العالمي ولا مبادىء الامم المتحدة ! فالقانون المفهوم هو مصالحها وخاصة في الشرق الاوسط ، وضمان هيمنتها ، ومعاقبة من يتطاول عليها ، ليمارس الاستقلال وحرية الراي ويمارس الديمقراطية ،ولعل الاهم ان تبقى بلاد مجزءة ، بلا حول ولا قوة ، تحارب بعضها بالسلاح الاميركي ، وتسنزف مستقبل شعوبها .
ان الهمجية الامريكية انطلقت مبكرا ، باتجاه الفلبين واليابان وغيرها ، قبل الحروب العالمية ، بروح امبريالية عدوانية ،وتغولة على الاستعمار القديم واستورثته ، وانطلقت بوحشية نحو استعباد العالم ، هذه الدولة التي ابيد سكانها الاصليون ، واقامة نظام عبودية قهري قرصاني ، اخطتفت سكان النواحي الافريقية وبنت بالظلم والقهر راسمالية شرسة ، ثم انطلقت حيث هو قانون ذلك النهج نحو نهب العالم واستعباده بشكل مختلف ، وارادة ان تقيم نظام القطب الواحد ، وتنصب نفسها حاكمة للبشرية ، ومعلنة ان التاريخ قد حسم الصراع لصالحها وانتهى الامر ، وما على العالم سوى السمع والطاعة .
لكن قوانين الحياة مطلقة ، فلم تكد ان تستقر احلامها ، حتى برز عالم متعدد الاقطاب ، وبرزت اميركا اكبر دولة ذات مديونية عالمية ، وتعاني منذ سنوات ازمة مالية طاغية ، لكنها لا زالت تملك انياب ذرية ، وهي اكبر قوة عسكرية ، حيث هذه القوة التي تشكل غطرستها، هي مكمن ضعفها وترديها المتواصل ، ومن هنا فانها تبحث عن ممول لجبروتها وسد ثغرات ازمتها المالية ، فلا تجد اسهل من العربان لتلك المهمة ، فهم يملكون المال الفائض ، والحقد المتواصل على كل توجه ديمقراطي او تطوري ، او معاصر ، وعموما لازالت الامة العربية تعيش ذهنية القبائل وان ظهرت شكلا عكس ذلك ، فالتناحر لزومية عروبية ، منذ داحس والغبراء ، مرورا بما سمي الفتنة الكبرى ، بين علي ومعاوية ، ثم الخوارج والاموين والعباسين ، وملوك بني الاحمر ، حتى سقوط الاندلس ،ثم اتفاقات سايكس بيكو ، والتي ترى اميركا اليوم انها اتفاقات لم تكن دقيقة وترغب في اعادة ترتيب المنطقة وفق منطقها ، من حيث هي الوارث لاستعمار بريطانيا وفرنسا ،.
وبعد كل ما حدث بل واحدثته السياسة الامريكية في المنطقة العربية ، جاء اوان دمشق بما تمثله من بعد قومي فكرا وارادة وبعدا عروبيا ، وبعد تمزيق بغداد ، فان استغلال ازمة الشام الداخلية ، فرصة لضرب اخر معقل عروبي ،وقد يكون حسب مظفر النواب ان تقراء الفاتحة في المسجد الاموي بالعبرية الفصحى !!!!، وهكذا يكون العرب قد وفروا لاميركا فرصة ضرب العروبة ، والمساهمة في فك ازمة اميركا المالية وربما السياسية ، واطلاق يدها في المنطقة والتي ستكون يدا طويلة لن تتسامح مع اي نظام اعتقد انه حليف على حساب عروبته ووطنه الذي تمثل دمشق رايته ولو كره الكارهون.
نعم نظام الاسد فاشي ، وظالم وعدواني ، لكن العرب كان بامكانهم لو ارادوا ان يساهموا في حل يحفظ دمشق الشام وعبقها ، وليس استدعاء ( الغرب ) عملا وطنيا ، فالانظمة العربية ، مع وعاظها تنادي ليل نهار ، باعتبار الغرب كافر !! فما هي الفتوى الان حين نستدعيه للعدوان على ارض العرب !! هل كما قال القرضاوي ان الله سخر لنا قوة اميركا لمساعدتنا على التخلص من الطاغية الشامي !!هذا هو المنطق العجائبي ، الا يدري القرضاوي ومن معه ان قوة اميركا هي بالاساس تعمل لمصلحة اسرائيل !! باعتبارها الحليف المضمون على المدى البعيد ، وان المصلحة تقتضي عندها ابقاء الامة العربية ممزقة ، وانها تستعين بالفتاوى الدينية القرضاوية الوهابية لهذه المهمة ، وتجعل ادياننا عبئا على شعوبنا . ِ
واما دمشق فانه ستنجو من كيد الظالمين ولن تزيدها صواريخ اميركا الا عنفوانا وادراكا ان الحل الوطني الوحيد هو المصالحة الوطنية على قاعدة ديمقراطة والحرية للشعب الان ودائما ، وعاشت بلاد الشام شوكت في حلوق المعتدين . ِ