مجموعة المجرمين تدق طبول الحرب


محمد نفاع
2013 / 8 / 29 - 08:28     

بعد دور العراق وليبيا جاء دور سوريا لشن حرب إجرامية عليها من قبل زعيمة لصوص ومجرمي العالم، الولايات المتحدة وأتباعها. والحجة إياها، كما كانت في العراق، امتلاك واستعمال سلاح دمار شامل، أو سلاح كيماوي. هناك اعترفوا بالخطأ لكن بعد الاحتلال والتدمير، واليوم قرروا هم بأنفسهم ان النظام السوري استعمل السلاح الكيماوي، وهم بصفتهم ميزان العدل الدولي لا يسكتون على ذلك.
أميركا التي استعملت السلاح الذري وخلقت بذلك الحرب الباردة ودون أية حاجة لذلك في اليابان، هي اليوم في قمة العدالة، استعملت النابالم في الفيتنام ومع ذلك هي الحَكَم.
هي لا تسكت فقط عن الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه من استيطان مستمر وقتل وسجن ومصادرات، بل تتبنّاه وتدافع عنه وتقدم له المساعدات، وتفرض مفاوضات ظالمة ومرفوضة على الجانب الفلسطيني، وقد أيدت وتؤيد أكثر النظم والتنظيمات إغراقا في الرجعية والإجرام.
وها هي تقطع اجتماع التشاور مع جمهورية روسيا الاتحادية لتتفرغ لسوريا. وعمّان تستضيف أركان الحرب العدوانية من الدول "الصديقة والشقيقة" للضغط على سوريا. وتركيا العفنة تسابق لتنضم إلى كل تحالف معاد لسوريا وضرب سوريا.
المقاومة اللبنانية مرشحة للضرب، وما التفجيرات في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي طرابلس الا مقدّمات وإشارات.
وإيران مرشّحة للضرب، من قبل من؟! من قِبل إسرائيل الاحتلال والعدوان. وإسرائيل السلاح الذّرّي.
المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت يدعمون مصر من اجل إبقائها تحت مظلة الصداقة مع الولايات المتحدة.
حتى عندما وصلت لجنة التحقيق إلى سوريا قالوا ان ذلك متأخر، والسؤال المطروح: أين مئات ملايين الشعوب العربية – الشعوب العربية على الأقل – لان الاعتداء والتدمير جرى ويجري على الأشقاء العرب!!
كل جوقة هذه النظم الموالية للاستعمار الأمريكي فاسدة وخائنة وجبانة، هكذا كانت في الماضي وهكذا هي اليوم.
وهذه المعارضات التي تستنجد بالولايات المتحدة هي معارضات فاسدة وحقيرة وجبانة، هكذا كان في العراق، وهكذا في ليبيا، وهكذا في سوريا، وهكذا اليوم في جمهورية مصر العربية وخاصة في ميدان رابعة العدوية.
ان هبة الشعب المصري والجيش المصري ضد هؤلاء المجرمين الإرهابيين، هبة مباركة نأمل لها الاستمرار لما فيه مصلحة وكرامة الشعب المصري المجيد.
هنالك بعض "النكرات" عندنا يعتدون على نوادينا وعلى رفاقنا لأنهم يسكتون عن "قتل المسلمين"!! هل الشعب المصري والجيش هم من الملحدين!! هل الشعب السوري والجيش السوري هم من عبدة الشيطان!!
هذه الشلل العنصرية منبوذة أساسًا من شعوبها، لأنها أبعد ما تكون عن الوطنية والعروبة، وقيم الدين والأخلاق الإنسانية السامية، وهي بممارساتها تلتقي مع أعداء الإنسانية، وأعداء العرب والإسلام، وفي طليعة كل هؤلاء أميركا المجرمة وكل زعانفها ومن يثق بها وبضمنها إسرائيل.
ان السكوت على ما جرى في العراق وليبيا والسودان والعدوان على المقاومة اللبنانية البطلة، واستهداف سوريا وإيران هو كارثة وطنية وقومية وإنسانية، لا أمل في هذه النظم العميلة العفنة البدائية. الأمل في الشعوب ووزنها وبطلائعها الوطنية، هكذا علمتنا تجربة مصر في الماضي والحاضر، وهذا هو المطلوب اليوم وبخطوات متقدمة أكثر. ان أرقى وطنية، وأرقى إنسانية، وأرقى قومية، وأرقى إيمان هو في مدى النضال ضد الاستعمار الأمريكي وإسرائيل وهذا الاتحاد الأوروبي وهذه الرجعية العربية، صاحبة التاريخ الغني جدًا بالكذب والعمالة والفساد.
لم يهب قادة الإخوان المسلمين دفاعًا عن فلسطين الوطن وفلسطين الشعب وفلسطين الحق وفلسطين المقدسات كما يهبّون ضد كل من يقاوم المخططات والممارسات الأمريكية والإسرائيلية، حولوا منابر أماكن العبادة والمقدسات إلى تحريض دموي، وبالأساس ضد جموع الإسلام المعادية للاستعمار، وضد كل عربي تقدمي من مختلف الملل والطوائف.
المؤمن الحقيقي في مصر هو من حمى ويحمي الكنائس من العدوان الهمجي العنصري، المؤمن الحقيقي هو المسيحي الذي شارك المصلين في المساجد، هكذا يجب ان يكون النسيج الاجتماعي الوطني، هذه هي الحضارة، هذه هي الوطنية، هذه هي القيم الإنسانية والروحية والدينية السامية. هل هكذا تعامل عمر بن الخطاب مع المقدسات المسيحية في القدس!!
هذه العناصر الدموية بممارساتها وخطابها توجه أقسى ضربة للوطن، وللإيمان الحقيقي.
إن اجتماع عمّان لأركان الحرب العدوانيين من ضيوف ومضيفين، من عرب وأجانب، هو مساهمة خطيرة في شن العدوان على سوريا وبالتالي على كل الشعوب العربية والإسلامية، هذه اكبر مساندة للعدوان الإسرائيلي واحتلاله، كما ان تمويل وتسليح الإرهابيين في سوريا وغيرها على يد دول الخليج وتركيا بشكل خاص هو أحطّ موقف عرفه العصر الحاضر من قِبل هؤلاء العرب المسلمين، فالعروبة والإسلام الشريف منهم براء، وهم الذين باعوا أوطانهم وحق شعوبهم وثروات بلادهم إلى المستعمِر والمستغِل الذي رشم الأوطان بالقواعد العسكرية العدوانية.
كما ان الضريبة الكلامية عن فلسطين والقدس من قِبل هذه النظم الفاسدة هي كالريشة في مهب الهواء لأنهم هم من وزن الريشة في الكرامة والوطنية والضمير والإيمان، هنالك جموع غفيرة من الناس، من العلمانيين والمتدينين ترفض هذا الموقف الخياني، وهذا الخطاب العنصري، وهذه الممارسات الإجرامية، وهذا التقسيم الملّي والطائفي الذي يفتح الطريق أمام التدخل الاستعماري في الوطن العربي والإسلامي الواسع، هذا هو السبب والمسبّب للدم الغزير الذي يُسفك بالأساس في العالمين العربي والإسلامي، كل هذا في ذمّة الاستعمار وصنائعه وأصدقائه، وهذا هو السبب الجوهري والوحيد لاستمرار الغطرسة الإسرائيلية المدعومة من الاستعمار والرجعية وحرمان شعبنا العربي الفلسطيني من حقه العادل بعد كل هذه الحشود من الشهداء والضحايا والسجناء.
ان السلاح الوحيد المجرَّب لصدّ براثن العدوان على المنطقة هو ان تضع الشعوب كل وزنها الهائل في المعركة، من نساء ورجال وكهول وشباب ومتدينين وعلمانيين، هذا هو سلاح التحرر والتحرير الشامل، ولا قوة عاتية تستطيع ان تقهره. وكان الله في عون الوطن اللبناني وهو يستمع إلى هذه الثلة من التصريحات لهؤلاء الذين وقفوا متربصين ومتفرجين على العدوان الإسرائيلي، وكل همهم التحريض على المقاومة اللبنانية وحزب الله والسيد حسن نصرالله، وسلاح المقاومة الباسلة، فهل البديل هو مَن تناول الشاي مع جنود الاحتلال الإسرائيلي عندما كانت المقاومة تتصدى ببسالة للاجتياح وتوقفه عند حدّه!!
ألهمنا الله عدم الصبر على هذه المواقف الرانخة، وعدم سلوان مواقفها وممارساتها التي تفتقد لأية ذرة من الكرامة الوطنية.