مواقف وقضايا: في الفخ البروليتاري2 أسئلة أخرى


عذري مازغ
2013 / 8 / 25 - 16:47     

تساؤلات مشروعة تمهد لإشكالية الثورة
طرحت في المقال السابق إشكالية هي: لماذا الطبقة العاملة وحدها هي صلب الآلية التي بها تتم الثورة الإشتراكية؟ مشروعية هذا السؤال تنطلق من كون هذا الإختزال مجحف في حق الطبقة العاملة نفسها، تنطلق من خلفية رائعة: "الماركسيون" الثوريون يراهنون على الطبقة، وهم معنيون أيضا كطليعة ثورية، خزئت كل الطلائع الثورية،، يتكلمون عن الطبقة العاملة كأداة،،، أتساءل أيضا هي أداة في يد من؟؟
هذا فقط أسلوب التحريض،، في المغرب مثلا الشيوعيون الذين أعرفهم معرفة شخصية هم موظفون، بتعبير فؤاد النمري: موظفون وضيعين، تبدوا الوضاعة أكثر مقرونة بالمثقف الثوري المحرض على الثورة، لكن في المقابل يتصرف كقائد مهم، أي يتصرف كبرجوازي وضيع: يتناول الريادة من وراء التحريض... أحيانا، من خلال الهزائم التاريخية التي منحنا بها نحن العمال، أريد أحيانا، أن أفهم جيدا المثقف العضوي، المثقف الثوري،، لأكتشف شيئا رائعا، المثقف العضوي هو في الحقيقة أكبر حثالة اكتشفها غرامشي...في الواقع المر.. من هو الشيوعي الطليعي الثوري الذي أنجبته لنا الشيوعية؟ هو القائد، هو الموجه، هو المأمور من خلال التقوقع في سلسلة التآمر، أي كل هذه الصفات التي لا تمت بصلة بالشيوعية.. تنحاز الشيوعية أبدا أن تلقن درسا مهما: الشيوعي ليس بالمرة قائدا ولا زعيما، وحين يكون هناك قائد أو زعيم فإننا نكرس في سلوكنا هذا طبيعة تستند إلى قيم الفردانية: ببساطة قيم غير شيوعية..
في هيكلية الأحزاب الشيوعية، استنادا إلى ما سبق، باعتبار هرميتها الموضوعية الآنية، أي هذه المقروءة في كل حزب يساري شيوعي وما إلى ذلك، ليس لدينا في العالم المشرقي والعالم شمال أفريقي أي حزب يساري... أستطيع القول أيضا أنها غير موجودة أصلا في العالم.. وبالمناسبة هي أحزاب عنكبوتية: بمعنى أنها تطرح قضايا عل خيمتها للتبني، أي ببساطة هي وصولية
تستند الممارسة الشيوعية الآنية إلى فعل أمر: الحزب يخطط (القيادة الثورية) فيما الآخرون ينفذون: ببساطة فاجرة في حقيقتها: هذا تحريض..
يختلف الأمر في أن نخطط جميعا وأن ننفذ جميعا، لا مكان للمثقف العضوي، لا مكان للزعيم ولا للقائد..
ينسى الشيوعي الطليعي أنه درس في التعليم العمومي بضرائب مواطنيه، ومعنى ذلك أن للأمر ثمن مدفوع مسبقا: الدراسة ليست امتياز مادامت مدفوعة من أجور المواطنين: على المثقف العضوي أن يعرف حجمه، أن يفيذ فقط بما يتناسب وتكوينه، أن يفيذ بالحاجة الأخرى للمجتمع، المعرفة مثلا..
عندما انتبهت إلى العلاقة الوصولية للطبقة العاملة، وجدت انها تستند على نفع خاص: بين العامل ورب العمل تستند إلى عملية حقيقية، بيع وشراء، تعاقد، حينها تساءلت مالذي يربط العامل بالمثقف الوضعي: هي خرافة مباديء؟؟ يقول العامل للمثقف: "كلها وحدك..!
الآن يجب القول بأن المشكلة في المثقف الثوري هي أن مواقفه وصولية وتفهم في أول خطوة: يمكن الآن أن نفهم لماذا الأحزاب الشيوعية لم تحظى يوما ما بتصويت أغلبية الشعب في الإنتخابات التمثيلية: الرأسماليون يعيدون بما لديهم، الشيوعيون يعيدون بالوهم، وهي مفارقة كبيرة: في المستنقع السيركي، الصيد ليس أكثر من لعبة مفهومة النتائج، يمكن التذرع أيضا بالخصوصية الثقافية.. هل ماكدونالد خصوصية ثقافية؟؟
هذه فقط منطلقات التشكيك.. وهي أصلا منطلقات اليسار البديل: اليسار البديل أصلا في فهم اليسار الكلاسيكي، بدعة، وطبيعي جدا، على مستوى صراع الأجيال أن يكون اليسار الجديد بدعة، بمعنى أنه يناقض غريزة حفظ النوع بتعبير نيتشة.. تعبر الماركسية اللينينية على نوع من شكل حفظ النوع،، لماذا بالتحديد على الثورة أن تأخذ المنحى اللينيني؟؟