ثورة مصر


عبد العالي الحراك
2013 / 8 / 16 - 14:42     

ان خروج الملايين من ابناء الشعب المصري في الثلاثين من حزيران بدعوة من الشباب والقوى السياسية الوطنية الديمقراطية يدعمها الجيش الوطني المصري ضد حكومة الاخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي ما هي الا ثورة وطنية ديمقراطية تحررية من التخلف والظلم والجوع ومن يصفها بالانقلاب العسكري ما هو الا جماعة الاخوان المسلمين في مصرو خارجها او من يدعمها من الدول العظمى المتمثلة في امريكا والدول الغربيةتلبية لمصالحها التي ترعاها جماعة الاخوان المسلمين ذاتها او بعض الدول التي لم تطلع على الحالة الشعبية في مصر. ان تحشيد الاعلام المضاد للثورة وخاصة قناة الجزيرة القطرية يؤيد طبيعة الحلف الاخواني العالمي. ان المواقف الامريكية والاوربية ازاء الثورة يعيد للاذهان ذات المواقف ازاء ثورات التحرر الوطني العربية التي حصلت في مصر,سوريا,العراق,تونس والجزائرفي اوائل الخمسينات والستينات من القرن الماضي حيث اجهضت بعضها وانحرفت الاخرى بتأثير امريكا والغرب الداعم لحكومات رجعية وعميلة. اما الان فالامور واضحة جدا بعد ان ثارت شعوب بلداننا من اجل التحرروالانعتاق فما كان من امريكا والغرب الا تحالف مع قوى الاخوان المسلمين لانهم يمثلون حالة التخلف التي تخدم المصالح الامريكية والغربية في المنطقة وتبقي على تخلف شعوبها او تدخلها في حروب اهلية مختلفة وفي المحصلة النهائية تتحقق المصالح الامريكية والغربية وتبقى اسرائيل القوة الوحيدة القادرة على تنفيذ خططها ومشاريعها التي هي بالضرورة مقدمة للمصالح الامريكية والغربية. ان وقوف امريكا والغرب ومن يتحالف معهم بالضد من الثورة المصرية ومصالح الشعب المصري تعبر عنه تصريحاتهم وزيارات وفودهم التي تتدخل بصورة واضحة بالشؤؤن الداخلية المصرية لصالح الاخوان المسلمين وهم يريدون اطالة الازمة بحجة البحث عن حل لها بالطرق السلمية بعيدا عن العنف متناسين مواقف جماعة الاخوان المسلمين وتشبثهم بالعنف والتحريض عليه وهم بذلك يسعون الى اضعاف موقف الحكومة المصرية وشللها وبالتالي فقدان الشعب ثقته بها. ان تنديدهم باستخدام الحكومة المصرية لقوات الامن والجيش لفض الاعتصامات في ميداني رابعة العدوية والنهضة دون ايجاد البديل ما هو الا اعلان رسمي ضد مصالح الشعب المصري وتأييد لمواقف الاخوان المسلمين متناسين ممارساته العنفية والارهابية واضرارهم بحياة الشعب اليومية من خلال قطع الشوارع ومنع حركة المواطنين بل قتلهم كما يحصل في سيناء. لقد اعتمدت امريكا والغرب عموما وما زالت تعتمدعلى حكومات عميلة في المنطقة للسيطرة على شعوبها ونهب خيراتها ولا يمكن في اي حال من الاحوال القبول بحكومات وطنية حقيقية او بديمقراطية فعلية لان هذا يخالف منطقهم وفهمهم لمصالحهم التي هي بالضد من مصالح الشعوب .لقد حققت الشعوب الامريكية والغربية تقدمها وديمقراطيتها بنضالاتها وعلمها وليس بجهد وعمل حكوماتها والاخيرة لا تقبل لنا الديمقراطية والتقدم لانه سيوقف تدخلها في شؤؤننا ونهب خيراتنا. ان دعم الثورة في مصر ضرورة وطنية وقومية وانسانية لانها بداية جديدة لانبعاث الامل في حياة افضل لشعوب المنطقة اولا ولشعوب العالم اجمع..يخطأ من يتحدث عن انقلاب عسكري ويخطأ ايضا من يندد بتدخل القوات الامنية والعسكرية المصرية لفك الاعتصامات لانه لا يفهم حركة الشعب المصري في الثلاثين من حزيران وما سبقها ولا يعطي للحكومة المصرية وقواتها المسلحة حقها في ادارة شؤؤن البلاد دون تدخلات او املاآت. لقد كان موقف السيد البرادعي في ادانته الحل العسكري ثم استقالته موقفا هزيلا وسلبيا جدا يعبرعن اهتزاز شخصيته وضعف ادراكه السياسي وانعدام شعوره بالمسؤؤلية وهو يتبوء موقع نائب رئيس الجمهورية للشؤؤن الخارجية التي تحتم عليه ايصال الرأي الرسمي والشعبي المصري الى الخارج والسعي للتأثير على قادة ورؤؤساء الدول الاجنبية خاصة امريكا والغرب بحكم علاقاته الدولية السابقة عندما كان مديرا عاما لهيئة الطاقة الذرية ولانه عاش هناك وعمل ويفترض ان يعرف كيف العمل . انه بموقفه هذا قد خدع الشعب المصري واوصل رسالة للغرب معاكسة للواقع واعطى الحجة القوية لقادة تلك الدول لكي تدين الاحداث الاخيرة في مصر بعد فض الاعتصامات. ان البرادعي تصرف ويتصرف من خلال مواقف ورؤى الامريكان والغرب دون ان يعي بان لا موقف شخصي له يقفزعلى الموقف الشعبي والوطني لانه ليس شخصا مفردا قبل استقالته بل شخص مسؤؤل في دولة كبيرة ومهمة مثل مصروهي تمر في مرحلة سياسية وامنية خطرة جدا. كما ان هناك اطرافا واشخاصا يدعون التقدم واليسار يتكلمون عن انقلاب عسكري وعن فاشية العسكر وهلمجرا دون ان يعوا الواقع وان يعرفوا طبيعة الحياة في مصر,تحركهم فقط معتقداتهم الجامدة المتحجرة في عقولهم الراكدة. اني لأعجب من يساري وتقدمي ان لا يفهم الحالة المصرية الان وفي اي طريق تسير.